بعد العرض الأول لفيلمه الأخير “قضية رقم 23” في مهرجان البندقية السينمائي، وفور وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي الأحد 10 سبتمبر/ أيلول 2017، أوقفت السلطات اللبنانية المخرج اللبناني الفرنسي “زياد دويري”، وصادرت جوازَي سفره، وأحالته إلى القضاء العسكري بجنحة دخول إسرائيل من دون إذن مسبق.
كانت قد منعت السلطات اللبنانية فيلم “قضية رقم 23” من العرض في دور السينما هناك، وذلك لاتهامه بالتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وبين مؤيد ومعارض لحرية الفن حيال مسألة مقاطعة المنتج الثقافي أم لا طبقًا لمبادئ حركة مقاطعة إسرائيل التي لا تُحدد معايير واضحة إلى الآن في المقاطعة الثقافية.
لقد كان هناك أصوات تطالب أيضًا بوقف عرض فيلم “the post” للمخرج “ستيفن سبيلبيرغ” كونه أحد مخرجي هوليوود الداعمين للكيان الصهيوني بعد أن تبرع بمبلغ قدره مليون دولار لمساعدة الجيش “الإسرائيلي” إبان الحرب في لبنان عام 2006، إلا أن السلطات اللبنانية لم ترى في محتوى فيلم “The post” أية دعاية إيجابية لدولة الاحتلال وموضوعه يبعد عن السياسة اللبنانية أو القضية الفلسطينية كذلك، ولهذا لم يوُقف من العرض.
بين مؤيد ومعارض للمقاطعة الثقافية باعتبار الفيلم منتج ثقافي يُقاطع مثله كمثل المُنتج التجاري، وما بين المعايير غير الواضحة بشكل كامل للائحة مقاطعة “إسرائيل” في الفنون بشكل عام، مازال مشاهير هوليوود، الذي نشاهد أفلامهم ومسلسلاتهم بشكل شبه مستمر، يدعمون الكيان الصهيوني بالأموال والمشاريع الاستثمارية والترويج الفني.
أبرز 7 مشاهير في هوليوود داعمين للاحتلال
يحتفي الكثيرون بأبرز مشاهير هوليوود المقاطعين للكيان الصهيوني، أو الذين يستغلون فنهم للترويج للقضية الفلسطينية، أو يقومون بزيارات لأرض الاحتلال لنقل واقع القضية الفلسطينية للعالم من مستغلين شهرتهم، ولكن على الجانب الآخر، هناك قائمة طويلة من مشاهير هوليوود الداعمين للكيان الصهيوني بالاستثمارات في المجالات المختلفة.
1- ليوناردو ديكابريو
ليناردو ديكابريو مع صديقته الإسرائيلية “بار رفائيلي”
الممثل الأمريكي الشهير الحائز على جائزة الأوسكار، والمعروف عنه كونه ناشط بيئي، يمتلك شركة La Colombe Torrefaction لإنتاج القهوة العضوية، بدأ بالتعرف على الشركات الناشئة في “إسرائيل” من خلال علاقته بعارضة الأزياء “بار رفائيلي” والتي امتدت لأكثر من خمس سنوات، من خلالها ساهم الممثل الأمريكي بدعم بعض الشركات الناشئة مثل موقع mobil “الإسرائيلي” للتواصل الاجتماعي والاتصالات البصرية، الذي استثمر فيه “ديكابريو” مبلغ 4 مليون دولار.
أما عن صديقته الإسرائيلية “بار رفائيلي” فقد شاركت عام 2012 في تأسيس متاجر التجزئة الإلكترونية Under.me لبيع الملابس الداخلية على الإنترنت، وذلك مع زميلها عارض الأزياء (دودي بالسار)، وهي أيضاً مؤيدة بارزة لتطبيق الدفع بواسطة الهاتف المحمول MyCheck “الإسرائيلي” والمُصمم خصيصاً ليتيح لرواد المطاعم دفع فواتيرهم بواسطة استخدام هواتفهم الذكية في أي وقت خلال الوجبة.
2- مغني الراب “جاي زي”
شاون كوري كارتر/ جاي زي
يُعد مُغني الراب الشهير (Shawn Corey Carter – شاون كوري كارتر)، والمعروف باسم (Jay Z – جاي زي)، المستثمر البارز والمتحدث الإعلامي لشركة Duracell PowerMat الإسرائيلية، والمتخصصة في الشحن اللاسلكي للأجهزة الإلكترونية، حيث يرغب “جاي زي” في نشر تكنولوجيا الشحن اللاسلكي لشحن أي جهاز إلكتروني لاسلكيًا، وبحسب رأيه فإن الشركة الإسرائيلية هي من ستقدم وتنشر هذه التكنولوجيا حول العالم، ولهذا يرى أن الاستثمار فيها هو القرار الصائب، فبحسب رأيه فإن الشركة تُقدم حلول للمستقبل.
لقد كان استثمار “جاي زي” في شركة للتكنولوجيا مثل شركة “ديورسيل باورمات” في “إسرائيل” سببًا كافيًا لاحتفال الصحافة “الإسرائيلية” في مجال التكنولوجيا، ووصفهم لذلك بأن “التكنولوجيا الإسرائيلية” لا تسير في طريقها لهوليوود، بل إن هوليوود في طريقها إليها.
يكون “أشتون كوتشر” ستثمرًا في أكثر من 30 شركة ناشئة أيضًا، وذلك من خلال صندوق رأس المال الخاص به A-Grade Investments ، الذي تشارك في تأسيسه مع رجل الأعمال الإسرائيلي، ومدير أعمال الممثلة “مادونا”، غاي أوسيري
3- أشتون كوتشر
آشتون كوتشر خلال زيارته لإسرائيل
لطالما عُرف الممثل وعارض الأزياء “أشتون كوتشر” بولعه بالتكنولوجيا، فهو من مثل فيلم “jobs” الذي يروي حياة مؤسس شركة آبل “ستيف جويس”، لدى “كوتشر” استثمارات عديدة في شركات تكنولوجية مختلفة حول العالم، كما يكون المتحدث الرسمي الإعلامي لشركة التكنولوجية الصينية لينوفو.
يكون الممثل الأمريكي مستثمرًا في أكثر من 30 شركة ناشئة أيضًا، وذلك من خلال صندوق رأس المال الخاص به A-Grade Investments ، الذي تشارك في تأسيسه مع رجل الأعمال الإسرائيلي، ومدير أعمال الممثلة “مادونا”، غاي أوسيري، وقد أعلن “أشتون” مؤخراً نيته لافتتاح حاضنة أعمال خاصة به في تل أبيب، فبحسب رأيه في حديث عام له في تل أبيب أنه يؤمن أن “إسرائيل” هي مكان مناسب جدًا لميلاد الأفكار الجديدة المتعلقة بالتكنولوجيا، ولكنها تواجه مشكلة الدعم المالي، ولهذا فقد قرر أن يفتح حاضنة أعمال خاصة به في تل أبيب.
4- سكارليت جوهانسون
سكارليت جوهانسون مع الرئيس التنفيذي لشركة صودا ستريم
نجمة هوليوود ذات الأصول الدنماركية الممثّلة وعارضة الأزياء والمغنية (سكارليت جوهانسون) سفيرة العلامة التجارية لـ Soda Stream ، وهو اختراع إسرائيلي يحول الماء والمشروبات الأخرى إلى مشروبات غازية، وهو الاختراع التي توزعه المذيعة الكوميدية الشهيرة “إلين ديجينريس” في برنامجها “مع إلين”.
كانت قد ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن مقر الشركة الرئيسي ومصنعها الأساسي يقع على مساحة كبيرة في مستوطنة “إسرائيلية” على أرض فلسطين في الضفة الغربية، والتي اضطر الشركة لتوظيف عدد كبير من الفلسطينيين في الضفة الغربية للعمل في مصنع الشركة للرد على الشكاوى الدولية لانتهاك الشركة حقوق الفلسطينيين.
5- ويل آي أم مغني الراب Will I Am
“ويل أم آي في تل أبيب”
مغني الراب الشهير William James Adams و المعروف ب Will I Am هو أحد أعضاء برنامج “The Voice”، كان قد عرض ساعته الذكية الأحدث على مجموعة من الشركات الناشئة والمستثمرين الإسرائيليين في زيارته الأخيرة لدولة الاحتلال، أعرب خلالها عن اهتمامه الشديد بدعم الشركات التكنولوجية الناشئة في “إسرائيل”، حيث استثمر بالفعل في تطبيق “tonara” تطبيق موسيقى تفاعلي، و تطبيق “Wishi” لتصميم الأزياء.
يُذكر أن “ويل أم آي” قد ابتاع الشركة “الإسرائيلية” “سينسيا” لتطوير آلية تعلم الآلة وتطوير التطبيقات وأنظمة التشغيل المختلفة، قرر “ويل أم آي” أن يحمل على عاتقه مسؤولية تطوير الجيل الجديد من الشركة التكنولوجية، فاشتراها وبدأ في بناء فريق عمل جديد، حيث اعتبرها المغني “منزله التكنولوجي في إسرائيل”.
6- المخرج ستيفن شبيلبيرغ
مخرج الفيلم الأخير “the post” الذي جمع بين الممثلين “توم هانكس” و”ميرل ستريب” كان أول من بدأ حملة تبرعات واستثمارات مشاهير هوليوود للكيان الصهيوني، فكان قد تبرع بمبلغ قدره مليون دولار لجيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء اجتياح إسرائيل للبنان عام 2006، وهو التبرع الذي سيذهب جزء كبير منه لمنظمات حقوق الإنسان “الإسرائيلية” على أرض فلسطين المحتلة لتُساعد على بناء وترميم العديد من المستشفيات في مدن مثل حيفا، و دعم الأطفال “الإسرائليين” المتضررين.
كان قد تسبب تاريخ “شبيلبيرغ” الداعم للكيان الصهيوني في جدل بين دور وصالات العرض في الدول العربية ما بين مؤيد ومعارض لعرض فيلمه الأخير “the post” الذي يتناول قضية وثائق البنتاغون في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أن موضوع الفيلم ليس له علاقة بالكيان الصهيوني ولا بأي دولة عربية، إلا أنه أثار جدلًا واسعًا تسبب في منع عرضه في بعض الدول مثل لبنان من مبدأ مقاطعة المنتجات الثقافية “الإسرائيلية”.
7- مادونا
مادونا مع الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز خلال زيارتها لـ”إسرائيل”
خُصصت شقة فارهة من طابقين في إحدى ناطحات السحاب في قلب الكيان الصهيوني “تل أبيب” للمثلة المشهورة مادونا، حيث أبرمت مادونا عقد امتلاك للشقة التي بلغ سعرها حوالي 20 مليون دولار أمريكي، حيث ذكرت وكالات الأخبار الغربية أن الشقة بُنيت خصيصًا بحسب المواصفات التي ترغبها مادونا، حيث تحتوي الشقة على حمام خاص للسباحة و طلة فاخرة على سواحل البحر الأبيض المتوسط.
لا تنتهي القائمة عند هؤلاء، وإن كانت هذه مجموعة من أبرز مشاهير هوليوود الذي نستمتع بفنهم بشكل مستمر من خلال الأفلام أو المسلسلات أو الأغاني أو برامجهم الحوارية، لقد استطاع الكيان الصهيوني اكتساب مشاهير هوليوود في صفه حتى جعلهم يرغبون في القدوم إليه والاستثمار فيه، وخلال الأزمات السياسية التي تعصف بالشرق الأوسط وبالولايات المتحدة أيضًا، قرر هؤلاء أن القرار الأسلم على الإطلاق هو الاستثمار داخل الكيان الصهيوني.