الصورة: عبدالباسط مع زوجته سارة كما ظهر في مجلة فوربس
عرضت مجلة فورين بوليسي الأمريكية تقريرا عن المرشح الجديد لرئاسة وزراء ليبيا، مؤكدة أن رئيس الوزراء القادم، سيكون “من كوكب آخر”، مقرب من أمريكا، يحبه الإسلاميون في المنطقة، ومليونير ببراعة سياسية ظاهرة.
هناك عدد من الوظائف في عالم السياسة يمكن القول إنها “لا يُسعى إليها”، ومثل تلك الوظائف، منصب رئيس وزراء ليبيا، فرئيس الوزراء الأخير، علي زيدان، فشل فشلا ذريعا في جلب الأمن، لليبيا أو لنفسه حتى، كما فشل في السيطرة على بيع النفط الليبي إلى الحد الذي أدى به للاستعانة بالبحرية الأمريكية كي يُعيدوا سفينة حملت النفط الخام وغادرت شواطئ ليبيا بشكل غير شرعي.
علي زيدان برر فشله في مقابلة تليفزيونية قائلا “الجميع كانوا يعملون ضدنا”، متهما الإسلاميين والسياسيين والميليشيات المتحالفة معهم بوضع العراقيل أمام حكومته.
ورغم أن وزير الدفاع الحالي هو القائم بأعمال رئيس الوزراء، إلا أن الشائعات تدور في طرابلس حول الشخص القادم لرئاسة الوزراء، عدد المرشحين المحتملين يتقلص يوما بعد يوم، والتحديات في ليبيا تتفاقم كذلك، إلا أن هناك مرشح واحد يكاد يخطف الأنظار بحملة إعلانية مميزة. اسمه عبدالباسط إقطيط.
@Eljarh @ArmchairArab Yes, I am running for PM on behalf of all Libyans.
— Basit Igtet (@BasitIgtet) February 28, 2014
إقطيط، من مواطني بنغازي، عرفه المواطنون عن طريق حملته ذات النمط الغربي، أسس شركة للتنقيب عن النفط والغاز في ليبيا، تُدعى آثال، بدأ مهنة ناجحة أثناء منفاه السياسي الاختياري في سويسرا، عمله امتد بين تصميم الأزياء والتخطيط المديني، وإدارة الأصول المالية في أوروبا والخليج. متزوج من أمريكية يهودية، والدها كان مدير شركة سيجرام للخمور، ورئيس المؤتمر اليهودي العالمي. يقول أحد أعضاء البرلمان الليبي: “بالنسبة لليبيين العاديين، يمكن أن يُعتبر قدوم إقطيط مغلفا بنظرية مؤامرة محكمة وأجندات خارجية”.
لكن عبدالباسط استمر في حملته التي كلفته ملايين الدولارات، وتعاقد مع عضو سابق بالكونغرس براتب يفوق 50 ألف دولار بالشهر ليدير حملة علاقاته العامة في واشنطن، يدير فريق له حساباته على فيسبوك وتويتر، ويكتب أحيانا هناك.
في لقائه مع منظمات المجتمع المدني، عبد الباسط اقطيط، على جميع الكتائب المسلحة أن تخرج من المدن الليبية ونزع سلاحها". pic.twitter.com/Sdo4S5seZq
— Basit Igtet (@BasitIgtet) March 20, 2014
لكن لماذا يفعل كل ذلك؟ هذا المنصب في ليبيا لا يبدو مثيرا على الإطلاق. يقول عبدالباسط إقطيط في مقابلة سابقة إنه يحاول “تنظيف البيت الداخلي، ودعوة الناس للعمل معا، لفتح حوار، سأحاول أن أفهم الأطراف المختلفة، لن أهاجمها، ولن أحكم عليها”، يقدم الرجل نفسه على أنه الشخصية غير الحزبية التي تستطيع تجاوز الانقسامات الدينية والأيديولوجية والقبلية في البلاد.
إقطيط تقرب من كل مراكز القوى في ليبيا، يتحدث الجميع عنه أنه الرجل الذي يقدم نفسه كتكنوقراط، لكنه منخرط مع مجموعة متنوعة تبدأ بقادة الميليشيات ولا تنتهي بالمثقفين الليبراليين مرورا بالإسلاميين.
إقطيط، ورغم قربه من جون كيري وجون ماكين بشكل شخصي، قال إنه “مدعوم ليس فقط من الأمريكيين، لكن الفرنسيين والإيطاليين والبريطانيين والدانماركيين أيضا”.
ورغم ذلك، عارض إقطيط علنا ترحيل الليبيين، اختطافهم، ومحاكمتهم خارج ليبيا، في إشارة إلى عملية اختطاف أبو أنس الليبي في طرابلس.
عبدالباسط إقطيط ليس إسلاميا، لكنه بنى علاقات مع إسلاميين في المنطقة، راشد الغنوشي نصح إسلاميي ليبيا بدعم عبدالباسط الذي رافقه في زيارة إلى ليبيا أواخر العام الماضي، وقال عنه أنه شخص يستطيع التعامل مع الانقسامات في ليبيا والتواصل مع الغرب في ذات الوقت، مكتب الغنوشي، وبشكل رسمي، قال إنه لا يعلق على المسائل الداخلية الليبية.
إقطيط لم يحصل على رضا الجميع، قال بعض الإسلاميين، بما فيهم أعضاء في حزب العدالة والبناء المرتبط بالإخوان المسلمين، إنهم لن ينخدعوا بصلاته بالإسلاميين، قال أحدهم “حتى لو جاء مع عمر المختار نفسه، لن ندعمه!”، الكثيرون قلقون من علاقاته بالغرب وصلات زوجته.
تقول فورين بوليسي أنه في كل الأحوال، وسواء استطاع إقطيط أن يضع خططه لبناء الدولة، موضع التنفيذ أم لا، إلا أنه يظل ظاهرا كشخص لديه شيء ما لقوله، بعضهم يقولون إنه ساذج للغاية، فرئيس الوزراء الأخير لم يستطع منع الميليشيات من اختطافه من فندقه!