ترجمة وتحرير: نون بوست
نجحت عملية غصن الزيتون التركية في بلوغ مرحلة جديدة، بعد السيطرة على منطقة راجو السورية وطرد عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي منها. وكان من المتوقع أن تكون عملية السيطرة على راجو أصعب مما كانت عليه، نظرا لكونها منطقة مأهولة، إلا أن عناصر وحدات حماية الشعب الكردية اضطرت لإخلاء المنطقة بشكل سريع. نتيجة لذلك، أخذت القوات المسلحة التركية وقوات الجيش السوري الحُر تتقدم أكثر فأكثر نحو مركز عفرين، في حين ما فتئت المعادلات الدولية تتغير سريعا.
أجرت صحيفة صباح لقاء مع حسن بصري يالتشن، مدير مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية “سيتا”، الذي نشر العديد من الدراسات والأعمال المهمة منذ انطلاق الحرب الأهلية في سوريا، لتتحدث معه عن الوضع في سوريا والتطورات المتوقعة.
صباح: نجحت القوات التركية في السيطرة على راجو وتطهيرها من إرهابيي وحدات حماية الشعب الكردية. هل تعتقدون أنّ عملية غصن الزيتون تسير كما كان مخططا لها؟
حسن بصري يالتشن: تبدو مجريات الحرب ضبابية نوعا ما، في حين يرغب الإرهابيون في التأثير على معنوياتنا من خلال التسبب في استشهاد جنودنا بغية إيقافنا وتدمير إرادتنا. باستثناء هذا الأمر، يسير كل شيء كما هو مخطط له، حيث انتهت المرحلة الأولى من العملية بعد السيطرة على الهلال الخارجي. أما المرحلة الثانية، فقد كُشف عنها قبل عدة أيام، حيث تقتضي السيطرة على منطقتي راجو وجنديرس. وبالفعل، تم السيطرة على راجو، وستسقط المنطقة الثانية إن شاء الله خلال الأيام القادمة. من هذا المنطلق، يُمكننا القول إن الأمور تسير وفقا للخطة المرسومة منذ البداية.
أورد بعض الخبراء أنّ السيطرة على راجو كانت أسرع مما كان متوقعا، فهل توافقهم الرأي؟
في بعض المراحل، تمكنا من التقدم في المعركة بسرعة أكبر مما نتوقع، وراجو مثال رائع لذلك. كان من المفترض أن تكون أول منطقة مأهولة يدخلها الجيش التركي. وكنا نترقب أن نشهد على الاشتباكات فيها خاصة وأنها منطقة مأهولة، في حين كان من المفترض أن يقوم حزب العمال الكردستاني بإثبات نفسه من خلال استغلال هذا الجانب. كان بإمكانه على الأقل أن يُقاوم ويحاول إلحاق الأذى بنا في خضم عمليتنا التي تهدف للسيطرة على راجو. كنا نتوقع أن هذه العملية ستكون صعبة، لكن بحمد لله كانت سريعة ومن دون أي خسائر.
هل هذا انسحاب مدروس أم هروب؟
أعتقد أنه ليس انسحابا مدروسا، بل أعتبره هروبا لشدة خوفهم وهلعهم. وكلما ازداد تضيق الخناق على عفرين، ستتنامى حالة الهلع في صفوفهم. في الواقع، لم تنجح المنظمة في أي اختبار دفاعي في كل المناطق التي شملتها عملية غصن الزيتون. فضلا عن ذلك، ربما توقع المقاتلون التابعون للمنظمة أن الجيش التركي لا يستطيع القتال على جميع الجبهات وأنه سيركز على مناطق دون الأخرى.لكنهم صدموا عندما حاصر الجيش التركي راجو وجنديرس في الوقت ذاته، واضطروا إلى الهروب من راجو وإخلائها سريعا.
ما هي دلالات مثل هذا التصرف؟
يدل كل ذلك على أنّ المنظمة تتعرض لضغوط نفسية كبيرة، في حين لا تستطيع أن تتخذ قرارات سليمة، وسمحت لنفسها بأن تهوي إلى الأسفل، تماما مثلما يُدافع فريق كرة قدم ضعيف خارج أراضيه. ويحيل هذا الأمر أيضا إلى أن عناصر حزب العمال الكردستاني تميل للارتكاز على قلب مدينة عفرين. في الواقع، كانت هذه العناصر تعتبر أن الاشتباكات في الأماكن المأهولة ستكون في صالحها، لكنها تراجعت في راجو، وإن شاء الله سيستمر الأمر على هذا النحو. لا شك أن المنظمة ستشن هجمات مرتدة، وستنصب الكمائن لجنودنا. وإذا لاحظتم، سقط معظم الشهداء من جنودنا نتيجة مثل هذه الكمائن، ولذلك علينا الحذر أكثر من مثل هذه العمليات المرتدة. وكلما ازداد الضغط على المنظمة وتضييق الخناق عليها أكثر، تراجع احتمال تعرضنا لمثل هذه الهجمات. ولكن يتوجب علينا أخذ الاحتياطات اللازمة وأن نبقى حذرين.
وقع تبني أحكام مسبقة من قبل الغربيين بشأن عملية غصن الزيتون. أنتم اجتمعتم بالكثير من وسائل الإعلام والصحفيين في الخارج، فماذا تقولون عن هذه الأحكام المسبقة إزاء هذه العملية؟
في الواقع، يدرك الغرب جيدا الحقيقة لكنه يتظاهر بالجهل. تعتبر تركيا أكثر دولة على دراية بالخطوات التي هي بصدد تنفيذها في سوريا، والأمر جلي بالنسبة للجميع. تحارب تركيا في سوريا دفاعا عن أمنها القومي، كما تُحارب الإرهاب، فضلا عن أنها تعد الضامن الأساسي لعدم تقسيم سوريا.
ما الذي تريده تركيا في سوريا؟
ترغب تركيا في تطهير كل حدودها انطلاقا من البحر الأبيض المتوسط وصولا إلى إيران. لكن هذا الأمر لن يتحقق في ليلة وضحاها، بل يتطلب تنفيذه على مراحل متسلسلة. لو سألت أي منطقة يجب أن تشملها المرحلة الأولى، لقلت شرق الفرات، لأنه مركز أساسي للمنظمة. أما المرحلة الثانية، فلا بد أن تطال منطقة جبل قنديل، نظرا لأنها لا تزال قلعة حزب العمال الكردستاني، في حين يمكن أن أقترح في المرحلة الثالثة منبج، لأنّ المنظمة تعتبرها الطريق البري، لتشمل المرحلة الرابعة عفرين.
لقد حاصرنا بالفعل عفرين، وذلك من خلال عملية درع الفرات وخطواتنا تجاه إدلب. عموما، تعد عفرين منطقة صعبة جدا من الناحية العسكرية، ولو كانت الظروف السياسية ملائمة لدخلنا المناطق الأخرى قبل عفرين، وتركها للنهاية.
ما هو الهدف التالي؟
أولا سننهي ملف عفرين، لتكون منبج الهدف التالي، ثم الحسكة، تليها منطقة جبل قنديل. سنعمل خطوة بخطوة، حيث يمهد نجاح خطوة ما الطريق للخطوة التالية. قبل سنة، كان الأمور بالنسبة لنا صعبة جدا، لكن بعدما نجحنا في خلق هوة كبيرة بين الولايات المتحدة وروسيا، باتت عفرين من دون حماية. وفي حال واصلنا تنفيذ خطوات ناجحة على غرار هذه الخطوة، ستسقط منبج وبقية المناطق أيضا. يتمثل الجانب الأهم في أن نحقق نتائج ملموسة بعد كل عملية نقوم بها.
يطالب حزب الشعب الجمهوري بشكل دائم بأن يقع الاعتراف بالأسد والدخول في حوار معه. هل ترون أن هذا التوجه سليم؟
أعتقد أن مثل هذا التوجه يحمل في طياته جملة من المشاكل. وبغض النظر عن المشاكل الأخلاقية المترتبة عن الاعتراف بشخص مثل الأسد، يعد هذا التوجه غير سليم من الناحية الاستراتيجية، نظرا لأنّ الأسد اليوم ليس بفاعل حقيقي، وإنما هو مجرد دمية تحركها روسيا. وبالتالي، لن يعود أي حوار مع الأسد بالفائدة على تركيا بأي شكل من الأشكال على الإطلاق، بل سيكون ذلك في صالح الأسد. ليس لحوار تركيا مع الأسد أي معنى أو قيمة، في حين سيكون الأمر في صالح الأسد، نظرا لأنّ اعتراف أنقرة به اليوم يعني إنقاذه، ما يعتبر أمرا مهما للغاية بالنسبة له، إلا أن أن ذلك غير وارد. لن يكون الأسد ذا فائدة بالنسبة لنا، فلماذا نقدم له طوق النجاة؟
حسنا، ماذا لو أصبح الأسد يوما ما لاعبا حقيقيا؟
في حال أصبح الأسد في يوم ما لاعبا حقيقيا، أي يتصرف ويتحرك من تلقاء نفسه دون الخضوع لأوامر خارجية، حينها سيكون لديه ما يقدمه لنا لنتفاوض معه. أما أن نقدم له هدية مجانية، فذلك أمر غير وارد، خاصة وأن المعادلات الدولية معروفة. ففي حال حقق أحد الأطراف مكسب ما فذلك يعني خسارة الطرف الآخر. ونظرا لأن مثل هذه الخطوة تعد مكسبا للأسد، بالتالي سيكون هناك خسارة بالنسبة لنا.
علاوة على ذلك، قد يترتب عن مثل هذه الخطوة فقداننا وخسارتنا للجيش السوري الحر، الذي يقاتل اليوم تحت رايتنا ضد حزب العمال الكردستاني، يقتل ويُقتل، علما وأنه لا يجب أن نستخف بهذا الأمر. لن يرجع اعترافنا بالأسد علينا بالفائدة على أي مستوى، بل سيعني خسارتنا للجيش السوري الحر، الذي يعتبر أيضا عنصرا من عناصر أمننا. لا يُمكننا أن نجعل أمننا القومي مسرحا لدخول جهات ترغب في تحقيق مكاسب هامشية على مستوى السياسة الداخلية. تعد تصريحات رئيس حزب الشعب الجمهوري والمتحدثين باسم الحزب أمرا مؤسفا ومُحزنا.
الولايات المتحدة ستتخلى عن حزب الاتحاد الديمقراطي أيضا قريباً
هل تعتقدون أن واشنطن ستقدم الدعم لحزب الاتحاد الديمقراطي إلى ما لا نهاية؟ هناك من يعتقد أنّ واشنطن لا ترغب في التدخل في المنطقة على الإطلاق.
لا، لا أعتقد ذلك. نحن نعلم أنّ الولايات المتحدة لا تساند حزب الاتحاد الديمقراطي فعلا، فقد استخدمته فقط، وسترغب في توظيفه كلما احتاجت لذلك. في الأثناء، سيتخلى الأمريكيون عن مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي عندما لا يكونون في حاجة لهم، تماما كما فعلوا في السابق وفي العديد من المناسبات، وسيقومون بذلك مجددا. لقد سبق وأن تخلوا عن برزاني، كما رفضوا مساعدتهم في عفرين، بحجة أن عفرين ليست أولوية بالنسبة لهم.
كان حزب الاتحاد الديمقراطي مهما بالنسبة للولايات المتحدة في الرقة، لذلك دعمته بشكل كامل. لكن بعد الرقة، لم تكن واشنطن تدرك ماهية الخطوة التالية. وبالتالي، لم يكن موقفها إزاء حزب الاتحاد الديمقراطي واضحا، ولكنها استثمرت الكثير في مقاتليه في حين عملت على تدريبهم ليصبحوا الأداة الوحيدة لها في سوريا. نتيجة لذلك، لن ترغب واشنطن في التخلي عنهم بشكل تام طالما أن الظروف لم تتغير، إلا أن حين ظهور معطيات جديدة.
هل يمكن القول إن واشنطن مترددة بشأن هذه المسألة؟
ليس من الواضح إلى أين تتجه الأمور في خضم الحرب الأهلية في سوريا. وطالما أن واشنطن لم تتخذ موقفا حازما تجاه هذه الحرب، ستستمر وتمتد. من المحتمل أن تتواجه الولايات المتحدة مع روسيا وإيران في يوم ما، ولكن متى وكيف سيقع ذلك، لا أحد يعلم حقيقة. بمجرد أن تتجلى حقيقة الحرب أكثر ستصبح الأمور أكثر وضوحا أيضا. لكن ما يجب أن نعرفه هو أن حزب الاتحاد الديمقراطي يعد منظمة مثل تنظيم الدولة يُمكن استخدامها ودعمها خدمة لظرف وهدف ما.
في المقابل، في حال واجهت الولايات المتحدة روسيا في سوريا أو إيران، فلن يكون لهذه المنظمة أي دور، وحينها ستعود الولايات المتحدة لحلفائها الكلاسيكيين. عندما تتحقق هذه المعطيات، سيتحول حزب الاتحاد الديمقراطي إلى منظمة ليس لها أي قيمة بالنسبة للولايات المتحدة، وسيتم التخلص منها، دون النظر إلى حجم الاستثمار الذي خصص له. بمجرد أن تضطر الولايات المتحدة إلى اتخاذ قرار حاسم وحرج، ستحرق العديد من الأوراق التي استخدمتها، دون الأخذ بعين الاعتبار هوية هذه المنظمة أو قيمتها.
من وجهة نظركم، كيف يجب ان تكون رؤيتنا بشأن الوجود الروسي في المنطقة؟
تعد روسيا اليوم الطرف الأكثر فعالية في سوريا، وذلك للأسف بسبب الولايات المتحدة. فبدلا من أن تتحرك الولايات المتحدة عندما استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية، اقتحمت روسيا ساحة الحرب، في الوقت الذي كان من الممكن أن تقود فيه الولايات المتحدة عملية إيجاد حل ما في سوريا. لكن واشنطن مضطرة اليوم إما للتصالح مع روسيا أو الدخول في حرب معها. وروسيا تحركت في الطرق التي فتحتها لها الولايات المتحدة الأمريكية، كان هدف روسيا الأساسي السيطرة على المناطق الجنوبية الغربية، في حين تعد المناطق الأخرى بالنسبة لها ثانوية. وعلى الرغم من أنها كانت ترغب في السيطرة على إدلب، إلا أن تكلفة تحقيق ذلك، تدفع موسكو إلى إسقاطها من حساباتها. ومن هذا المنطلق، تتفاوض روسيا مع تركيا حول إدلب وعفرين. يجب علينا أن لا نفهم من ذلك أن روسيا أصبحت صديقنا الجديد، بل بالعكس، تعمل موسكو على التقرب منا لأنها تريد الضغط أكثر على واشنطن، الأمر الذي يصب حاليا في مصلحتنا.
أين موقع إيران من كل هذا؟
في الواقع يشعر الإيرانيون بالغضب أكثر من الروس، في حين أنهم أول من يرفض وجود تركيا، كما يعتقدون أنهم أكثر من دفع الثمن في سوريا. لكن، في الوقت الراهن، بات تأثير تركيا ونفوذها أكثر من إيران في سوريا. في بعض الأحيان، حاولت إيران الحصول على تعويضات ولكنها لم تنجح، في حين سعت جاهدة من أجل منع التقارب الروسي التركي فيما يتعلق بمسألة عفرين ودرع الفرات، غير أنّ روسيا نجحت في إبقاء إيران تحت سيطرتها.
لكن لا يزال هناك من يرى أن الرابحين الأكبر في سوريا هم إيران وإسرائيل
هذه الفرضية ممكنة ولكن هناك دول أخرى. في نهاية المطاف، أصبحت إيران بمثابة جزئية صغيرة في نظر لروسيا، والأمر سيان بالنسبة لإسرائيل، لذلك تشعر كلا الدولتين بالانزعاج. ستواجه إيران الكثير من المشاكل بسبب توسعها الكبير في سوريا، فقد اكتسبت الكثير من الأعداء، وكانت خسائرها كبيرة.
لكن الغرب يأبى تفهم سياسة تركيا تجاه سوريا، ماذا تقولون إزاء ذلك؟
هناك عداء كبير لتركيا في الغرب، هذا واضح جدا. ويعزى ذلك لسبب وحيد، ألا وهو تخلص تركيا من سيطرتهم وتحكمهم، إلا أنهم لم يقبلوا بهذا الوضع. لقد حاولوا القيام بكل شيء، انطلاقا من محاولة إسقاط الحكم وأردوغان وإحضار شخص يستطيعون السيطرة عليه. وقد دعم الغربيون بشتى الطرق كل المنظمات التي تعادي تركيا، كما استخدموا كل السبل لتحقيق ذلك انطلاقا من روسيا وحتى جماعة غولن. ولكنهم فشلوا في ذلك، أو بتعبير أدق أبت تركيا أن تستسلم.
في الوقت الراهن، لا تستطيع الولايات المتحدة استهداف روسيا التي تملك القوة النووية، وفي الوقت ذاته، لا تستطيع روسيا قيادة تركيا وإيران إلى حل دون موافقة الولايات المتحدة
بناء على ذلك، أنا لا أعير الإعلام الغربي وما يُنشر فيه أي اهتمام. وطالما أننا متوحدون ونمضي إلى الأمام بخطى سليمة، فلن يستطيع الغرب كسر إرادتنا وقوتنا، وسيضطر للاعتراف بأننا أصبحنا أقوياء بما فيه الكفاية. من هذا المنحى، تعد عفرين مهمة، ومهما حاول الإعلام الغربي تحسين صورة حزب العمال الكردستاني، إلا أن المنتصر الحقيقي هو من سيفوز في الحرب.
هل نحن بصدد الابتعاد عن الحل أكثر في سوريا؟ أم أن هناك معطيات تجعل الأمل قائما؟
نحن لم نر أبدا أي بوادر للحل حتى نعلم مقدار بعدنا عنه، لكننا لسنا قريبين، هذا ما نعرفه حقيقة. من أجل إيجاد حل في سوريا هناك طريقان، إما طرف واحد يفرض الحل من خلال الحرب، وإما أن تُستنزف قوة جميع الأطراف في الوقت ذاته. كان الطريق الأول متاحا حتى سنة 2013، حيث كان بإمكان الولايات المتحدة قيادة الجميع نحو الحل بمفردها، لكن ذلك أصبح من الماضي بعد دخول روسيا إلى الساحة. وفي الوقت الراهن، لا تستطيع الولايات المتحدة استهداف روسيا التي تملك القوة النووية، وفي الوقت ذاته، لا تستطيع روسيا قيادة تركيا وإيران إلى حل دون موافقة الولايات المتحدة. كما أنه لا يُمكن التوصل إلى حل من دون مشاركة إيران أو تركيا. لا نهاية لكلا الطريقين، ليس هناك حل من طرف واحد ولا حل متعدد الأطراف.
حتى نصل إلى حل متعدد الأطراف، يجب على جميع الجهات أنْ تُستنزف، لكن طبيعة هذه الحرب لن تقودنا إلى ذلك، على الأقل حاليا. ولذلك، ينتظر كل طرف استنزاف الطرف الآخر، ما يعني استمرار الحرب الأهلية. هذه هي الحقيقة بكل أسف، علما وأن تركيا تعلم ذلك وتفهمه جيدا، ولهذا تتجه نحو السيطرة على المناطق واحدة تلو الأخرى دون استعجال، وعلينا أنْ نستمر في ذلك.
المصدر: صحيفة صباح