ترجمة حفصة جودة
عندما يتعلق الأمر بقضاء عطلة في الشرق الأوسط، فهناك دولة جديدة تُضاف إلى القائمة، فبداية من شهر إبريل القادم، سوف تبدأ المملكة العربية السعودية في إصدار تأشيرات سياحية لأول مرة منذ أن أغلقت أبوابها أمام الزوار عام 2010، وكما هو الحال؛ فجميع الزوار بمن فيهم حجاج بيت الله الحرام يتعين عليهم الحصول على تأضيرة لدخول البلاد، لكن من المرجح أن تجعل التأشيرات السياحية عملية الدخول أسهل للمسافرين.
يعتبر حرص ولي العهد محمد بن سلمان على تحريك اقتصاد البلاد بعيدًا عن الاعتماد على النفط هو القوة الدافعة لالتزام السعودية الجديد بصناعة السياحة والترفيه، ويدعم الأمير في هذا الأمر بعض أعضاء مجلس النواب السعودي وعلى رأسهم الأمير سلطان بن سلمان؛ رئيس الهيئة السعودية للسياحة والتراث الوطني ” SCTH”.
في حديثة مع وكالة أسوشتيد برس قال ولي العهد: “تعتبر السعودية دولة مفتوحة أمام رجال الأعمال والأشخاص الذي يعملون بها والمستثمرين وكذلك أمام الأشخاص الذين يزورونها لهدف محدد، والآن سوف نفتح الباب أمام السياحة مجددًا وفقًا لقواعد أساسية”.
يرغب بن سلمان في أن تنافس السعودية دبي كوجهة سياحية
بالنسبة للقواعد المحددة؛ فسيكون هناك قيود أمام حصول النساء على التأشيرة السياحية، فإذا كانت المرأة ستسافر وحدها ويتجاوز عمرها 25 عامًا فتستطيع الحصول على تأشيرة سياحية لمدة 30 يوم، أما الفتيات تحت عمر 25 عام فيجب أن يسافرن بصحبة أحد أفراد عائلتهن.
هناك عقبة أخرى أمام السياح الذين يرغبون في قضاء عطلتهم بالمملكة العربية السعودية ومن ضمنها: القواعد الصارمة المتعلقة بالنساء والدين والملابس، بالإضافة إلى منع المشروبات الكحولية، هناك أيضًا قلق دولي إزاء سجل حقوق الإنسان في المملكة.
وبعد النجاح الذي حققته صناعة السياحة في مدن الجوار دبي والبحرين، وضع الأمير بن سلمان خطة طموحة تهدف إلى جذب 30 مليون سائح حتى عام 2030، ففي 2016 دخل المملكة السعودية 18 مليون زائر، تتضمن رؤية السعودية في خطة 2030 تنمية البحر الأحمر والتي من المقرر أن تبدأ أواخر عام 2019 وتنتهي المرحلة الأولى بنهاية عام 2022.
50 جزيرة في البحر الأحمر سيتم تحويلها إلى منتجعات فاخرة
تقول المملكة إن الخطة تضمن تطوير الفنادق والوحدات السكنية الفاخرة بالإضافة إلى البنية الأساسية ومن ضمنها مراكز النقل البري والبحري والجوي، ومن المقرر أن تخضع 50 جزيرة على الشاطئ إلى خطة التنمية وسيتم تحويلهم إلى منتجعات فاخرة.
وصف صندوق الاستثمار العام السعودي المشروع بأنه: “منتجعات فاخرة مميزة تقع على 50 جزيرة طبيعية غير ملوثة على الإطلاق”، والهدف من ذلك أن تكون محكومة بقوانين تتفق مع المعايير الدولية، مما يعني السماح للنساء بارتداء البيكيني.
ومع إلغاء الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة (حيث أعلن ولي العهد أن النساء سيتمكن من استخراج رخصة القيادة في شهر يونيو القادم) وإلغاء الحظر على قاعات السينما بعد 35 عامًا، فيبدو أن التغيير يلوح في الأفق بالفعل، وبالرغم من ذلك فليس واضحًا بعد إذا كانت هذه الجزر سيتم إعفائها من تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية.
ومع ذلك فأول ما سيجذب السياح لن يكون المنتجعات، فالمملكة العربية السعودية تمتلك مواقع طبيعية وتاريخية مذهلة، فهناك مدائن صالح إحدى المواقع المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي وقد عاش فيها قديمًا النبطيين وتشبه مقابرها المنحوتة في الصخر مدينة البتراء في الأردن، وفتحها للزيارة سيكون فرصة مثيرة للسياح.
سوف تصبح منطقة مدائن صالح الأثرية مفتوحة أخيرًا أمام الزوار
ستكون هناك فرصة أيضًا لزيارة العاصمة الرياض، وسلسلة جبال السروات والبحر الأحمر ومدينة جدة حيث سيقع برج الجدة المخطط لأن يكون أطول بناء في العالم وهو قيد الإنشاء حاليًا.
ما زالت القوانين صارمة في المملكة العربية السعودية، لذا تأكد أن تقرأ عن قواعد ارتداء الملابس والسلوك في المناطق العامة قبل زيارتها، وتنصح وزارة الخارجية بعد السفر إلى الجنوب الغربي للبلاد حيث تقع حدود المملكة مع اليمن.
معلومات قد تفيدك حال زيارتك للمملكة العربية السعودية
تعتبر السعودية دولة مسلمة تُطبق فيها قوانين الشريعة بشكل صارم، في شهر رمضان يجب أن يحترم الزوار عادات وتقاليد البلاد خاصة في المناطق الدينية، أما الملابس فيجب أن ترتدي النساء ملابس واسعة (عباءة) وحجاب ويحظر ارتداء السراويل القصيرة للرجال، وحتى الآن ليس مسموحًا للنساء بقيادة السيارات، أما المشروبات الكحولية فمحظور انتاجها أو استيرادها أو استهلاكها والأمر كذلك بالنسبة للحم الخنزير، وغير مسموح بتصوير المباني الحكومية والمنشآت العكسرية أو تصوير السكان المحليين، وغير مسموح لغير المسلمين بدخول أماكن الحج.
المصدر: تلغراف