حملات دعائية
انطلقت صباح اليوم الأحد الحملات الدعائية لانتخابات الرئاسة الجزائرية المقررة يوم 17 أبريل القادم، حيث أخذ المرشحون الستة في تنشيط مهرجانات شعبية عبر كل محافظات البلاد باستثناء الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة الذي سينوب عنه سياسيون ووزراء في مخاطبة الجماهير بسبب عدم تعافيه التام من المرض.
وتجرى الحملات الدعائية في قاعات وملاعب رياضية خصصتها الحكومة، فضلا عن تخصيص نافذة يومية للمرشحين عبر التلفزيون والإذاعة الرسميين للترويج لبرامجهم، فيما شرعت البلديات في تخصيص مساحات إعلانية للمترشحين عبر الشوارع والساحات العامة.
وأعد القائمون على الحملات الانتخابية للمترشحين الستة برنامجا لحملاتهم الدعائية عبر محافظات الجزائر وحتى خارج البلاد بين أفراد الجاليات الجزائرية، حيث ينافس بوتفليقة الأوفر حظاً خمسة منافسين هم : علي بن فليس -رئيس حكومة سابق الذي يعتبره البعض المنافس الرئيسي لوبوتفليقة- ، وبلعيد عبد العزيز رئيس حزب جبهة المستقبل، وتواتي موسى رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، وحنون لويزة الأمينة العامة لحزب العمال، ورباعين علي فوزي رئيس حزب عهد 54.
مرشح عن بعد
بوتفليقة دون الجميع اكتفى بتوجيه رسالة للجزائريين عبر التلفزيون الرسمي عشية موعد إطلاق الحملات أكد فيها أن ترشحه جاء “تلبية لإلحاح قطاع من الشعب وتعهد، بإجراء إصلاحات دستورية واجتماعية خلال عام، في حال أعيد انتخابه لولاية رابعة”، داعياً أن “يكون التنافس الانتخابي بين المترشحين شريفا وهادئا وأن يكون تنافسا يسوده التباري بالأفكار والبرامج، بحيث يتأتى للناخبين إرساء اختيارهم على الأفضل”.
وقال بوتفليقة، في رسالته التي قرأها مذيع بالتفزيون الرسمي في نشرته المسائية، أن “الصعوبات الناجمة عن حالة صحتي البدنية الراهنة لم تثنكم على ما يبدو عن الإصرار على تطويقي بثقتكم وأراكم أبيتم إعفائي من أعباء تلك المسؤوليات الجلي التي قوضت ما قوضت من قدراتي”، متعهداً في حال إعادة انتخابه بإجراء إصلاحات دستورية واجتماعية، خلال عام، بالتعاون مع باقي القوى والأحزاب السياسية، تستجيب لتطلعات الشباب.
مضيفاً “تلقيت ببالغ التأثر وبعميق الشعور بثقل وخطورة المسؤولية تلك النداءات الموجهة إلي من قبل المواطنات والمواطنين، والمجتمع المدني، والتشكيلات السياسية، والهيئات النقابية، والمنظمات الجماهيرية، التي دعتني الى الترشح للانتخاب الرئاسي المقبل”، وتابع بوتفليقة في رسالته “وإنه لمن واجبي، من منطلق احترامي الدائم للشعب الجزائري الذي شرفني وحباني بخدمته طيلة ثلاث عهدات، أن ألبي النداء، وهذا من حيث إنني لم أتملص قط، طوال حياتي، من أي واجب من واجبات خدمة وطني”.
بوتفليقة كان قد اختار رئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال لقيادة الحملة الانتخابية، كما يساعده مدير ديوان الرئيس أحمد أويحي، ومستشاره الشخصي عبد العزيز بلخادم أيضا قادة أحزاب مثل عمار سعداني أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة الذي يقود أيضا ثاني اكبر حزب في البلاد وهو التجمع الوطني الديمقراطي إلى جانب وزير الصناعة عمارة بن يونس وهو رئيس الجبهة الشعبية وعمر غول وزير النقل وهورئيس حزب تجمع أمل الجزائر.
وكان بوتفليقة قد تعرض لوعكة صحية أواخر أبريل الماضي نقل على إثرها للعلاج بفرنسا، وبعد عودته للبلاد في يوليو، مارس بوتفليقة مهامه في شكل قرارات ورسائل ولقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة وضيوف أجانب يبثها التلفزيون الرسمي دون الظهور في نشاط ميداني يتطلب جهدًا بدنيًا، وعند إيداع ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري يوم 3 مارس الماضي ظهر بوتفليقة في صور بثها التفلزيون الرسمي وهو جالس، كما ظهر عاجزا عن الكلام بطلاقة رغم نطقه ببعض الكلمات حول قراره بالترشح في حديثه لرئيس المجلس مراد مدلسي.
وظهر بوتفليقة خلال إيداع ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري يوم 3 مارس/ آذار الجاري في صور بثها التفلزيون الرسمي وهو جالس، كما ظهر عاجزا عن الكلام بطلاقة رغم نطقه ببعض الكلمات حول قراره بالترشح في حديثه لرئيس المجلس، مراد مدلسي.
رفض شعبي
الحملات الدعائية التي انطلقت تأتي وسط أزمة سياسية، حيث تشهد الجزائر موجة احتجاجات لنشطاء وأحزاب رافضة لانتخابات الرئاسة ولترشح بوتفليقة لولاية رابعة، حيث يطالب المحتجون برحيل النظام الحاكم بطرق سلمية.
كما تعرض الموقع الرسمي لبوتفليقة لعملية قرصنة إلكترونية من قبل مجهولين، قبل أمس الجمعة، دفعت إدارته إلى إغلاقه.