اختلف كل شيء بعد اندلاع ثورة 25 يناير، ففي الوقت الذي كانت تشهد فيه السينما المصرية رواجًا كبيرًا وجدت نفسها فجأة تخسر ما يزيد على 100 مليون جنيه في موسم 2012، مع تراجع عدد الأفلام المنتجة إلى 26 فيلمًا، لتجد الصناعة نفسها في وضع كارثي؛ إذ انسحب بعض المنتجين لتمويل مشاريع جديدة خوفًا من تكرار الخسارة، كما أحجم بعض نجوم الشباك عن المشاركة خوفًا من شبح الفشل الجماهيري.
في ذلك الوقت، فتحت الدراما المصرية ذراعيها لتستقبل النجوم الكبار والشباب الذين كانوا حكرًا على الشاشة السينمائية لزمن طويل، فمثلاً عاد عادل إمام بمسلسل “فرقة ناجي عطا الله” 2012 بعد غياب 31 عامًا عن الشاشة الصغيرة.
شهدت صناعة الدراما ازدهارًا ورواجًا كبيرًا في السنوات التالية، ولم تعد حكرًا على أسماء معينة تكتب مسلسلات لهم بالمقاس وبعناية، وبدأت تعول على تحويل عدد من الأعمال الأدبية لأعمال تليفزيونية من خلال ورشات كتابة تجمع بين أكثر من كاتب، لنرى أعمالاً مثل “موجة حارة” 2013 المقتبس عن عمل “منخفض الهند الموسمي” لأسامة أنور عكاشة، و”واحة الغروب” 2017 المقتبس عن رواية بنفس الاسم للكاتب الكبير بهاء طاهر.
أصبح موسم رمضان 2017 علامة فارقة في صناعة الدراما؛ إذ بلغت حصيلة المسلسلات المنتجة 31 مسلسلاً، وبلغت تكلفة إنتاجها ما يقرب من مليار و238 مليون جنيه.
ولكن كان لذلك الرواج والازدهار أثر سلبي، فالكل سعى لعرض منتجه خلال الموسم الرمضاني، وهو الذي لا يسع منطقيًا لكل ساعات البث اليومية، مما أدى إلى هبوط وفشل عدد من المسلسلات في ترك أي أثر في وجدان المشاهدين، وكان الحل الأمثل لبعض المنتجين المخاطرة وعرض أعمالهم خارج السباق الرمضاني لتحصد متابعة وانتباه جمهور كبير وضخم.
وفي القائمة التالية نستعرض بعض من تلك الأعمال:
مسلسل الأب الروحي
كما يوحي عنوان المسلسل، فهو مقتبس عن ثلاثية أفلامThe Godfather للمخرج فرانسيس فورد كوبولا، ولكن هذه المرة بدلًا من الأجواء الإيطالية، يصحبنا صناع المسلسل إلى العالم السفلي المتخيل للمافيا وتجارة السلاح في مصر؛ حيث تحتل عائلة زين العطار “محمود حميدة” قمة الهرم وتخضع لها بقية مجموعات المافيا الأخرى.
تدور أحداث المسلسل في أجواء درامية بوليسية، وتزداد إثارة أحداث المسلسل بعد موت الأب الروحي زين العطار في مطلع المسلسل، حيث تفقد أسرته فجأة سطوتها على بقية العصابات الأخرى، بالإضافة إلى اندلاع صراعات داخلية بين الأخوة للوصول إلى كرسي زعامة العائلة، ووسط تلك الأجواء المشحونة بالخيانة والدسائس تحاول عائة زين العطار استعادة مكانتها لفرض سطوتها على الجميع.
عرض المسلسل لأول مرة في 15 من يناير 2017 وينتمي إلى فئة أوبرا الصابونSoap Opera حيث تبلغ عدد حلقاته المزمعة 300 حلقة على مدار خمسة مواسم.
المسلسل من إنتاج “مجموعة فنون مصر للإنتاج والتوزيع”، وإخراج بيتر ميمي وتامر حمزة، وبطولة محمود حميدة وأحمد فلوكس وسوسن بدر والعديد من النجوم الآخرين، ومن المتوقع صدور الموسم الثاني خلال الشهر الحاليّ.
مسلسل سابع جار
منذ أن عرضت الحلقة الأولى للمسلسل في 16 من أكتوبر 2017 حتى قوبل المسلسل بردود فعل قوية بين مؤيد ومستهجن لمحتواه الفني.
تدور أحداث المسلسل الذي كتبت قصته هبة يسري في قالب درامي اجتماعي، حيث يسلط الضوء على إحدى العمارات السكنية التي تضم عدة أسر مصرية منتمية للطبقة المتوسطة، تشكل النواة التي اعتمدت عليها الكاتبة في شرح وعرض بعض المشاكل الاجتماعية الموجودة في كل مكان، وقلما ناقشتها المسلسلات، فما بين عرض شعور اغتراب الأبناء داخل كنف الأسرة الذي يدفعهم للهروب والاستقلال بعيدًا عنها، إلى الأفكار غير التقليدية والدخيلة على عرف المجتمع كأن تتقدم الفتاة بعرض الزواج إلى الفتى على عكس المعهود.
وأدى ذلك إلى قيام قناة CBC بوقف عرض المسلسل عند الحلقة رقم 47، الأمر الذي تم تفسيره من بعض أبطال المسلسل وشركة الإنتاج بأنه إيقاف بسبب احتفالات الكريسماس.
ورغم عودة عرضه بانطلاقة الموسم الثاني فبراير 2018 فقد شهد تطورًا في الساعات القليلة الماضية يوحي بأزمة بين صانعي العمل وقناة CBC، إذ وجهت مخرجة العمل أيتن أمين رسالة إلى الجمهور عبر صفحتها على منصة Facebook تكشف عن تدخل القناة في العبث بمحتوى العمل.
“رسالة إلى جمهور سابع جار الأعزاء
نود إبلاغكم بأسمنا فقط نادين خان، أيتن أمين، هبة يسري
بأن ما عرض في حلقات سابع جار بدءًا من الحلقة رقم 20 تم مونتاجه من القناة وتغيير بداية الحلقات ونهايتها وإضافة مشاهد من الحلقات السابقة دون الرجوع للمخرجين وللكاتب مما أضر بالسياق الدرامي وبحقوقنا الأدبية والفنية #سابع_جار“.
المسلسل من إنتاج شركة فيلم كلينك وThe producers، وإخراج أيتن أمين ونادين خان وهبة يسري، وقام ببطولة العمل كل من: دلال عبد العزيز وشيرين وأسامة عباس وهاني كرم.
أنا شهيرة.. أنا الخائن
هو مسلسل مستوحى من ثنائية “أنا شهيرة.. أنا الخائن” للكاتبة السعودية نور عبد المجيد التي صدرت عام 2013 عن الدار المصرية اللبنانية، وكتبت الكاتبة نفسها المعالجة الدرامية للنص بعد نجاح علمها الأول “أريد رجلًا 2015” والمقتبس عن إحدى رواياتها أيضًا.
تدور أحداث المسلسل في قالب درامي رومانسي، حيث تستخدم تكنيك منظور الأبطال لذات الحادثة، فنرى الأحداث من خلال عيني شهيرة “ياسمين رئيس” مرة، ومن منظور رؤوف “أحمد فهمي” مرة أخرى، حيث نشهد تطور علاقتهم الزوجية معًا من علاقة ناجحة إلى علاقة تعصف بها مشاكل الغيرة والانتقام.
تم عرض الموسم الأول للمسلسل لأول مرة في شهر ديسمبر 2017، وهو من إخراج أحمد مدحت، وإنتاج فيلم كلينك، كما بدأ عرض الموسم الثاني في شهر فبراير 2018.
أبو العروسة
منذ ظهور حكاية سندريلا للوجود وربما قبلها، لا يتوقف الحكائون عن سرد قصص الحب المستحيلة التحقق التي تجمع بين شاب غني وفتاة فقيرة أو العكس.
وعلى الرغم من تكرار تلك التيمة فإن الجمهور استقبل مسلسل “أبو العروسة” بحفاوة كبيرة ليحقق رواجًا ونسب مشاهدة عالية على الشاشات ومواقع السوشيال ميديا.
ترصد أحداث المسلسل حكاية أسرة مصرية متوسطة؛ حيث يقوم الفنان الجميل “سيد رجب” بدور الأب عبد الحميد، وابنته الكبرى زينة “ولاء الشريف” التي تشكل قصة حبها لطارق “محمود حجازي” قلقًا وصداعًا في حياة الأسرة، فطارق ينتمي لأسرة فاحشة الثراء، مما يضع العراقيل أمام قصة حبهما، فوالدته ترفض حدوث تلك الزيجة، وتنظر لهم نظرة فوقية ترسم الحدود بين طبقة الأغنياء والطبقة المتوسطة.
لنتابع مع المسلسل عبر 60 حلقة قصة أسرة عبد الحميد في رحى دوامة الأحداث اليومية وتطوراتها، وانتظارًا إلى خاتمة شبيهة بخاتمة سندريلا، بأن تكلل قصة زينة وطارق بالنهاية السعيدة.
الجدير بالذكر أن المسلسل بدأ عرضه مطلع عام 2018، ومن إخراج كمال منصور، وسيناريو هاني كامل، وبطولة سيد رجب وسوسن بدر ونرمين الفقي، ومدحت صالح، بالإضافة إلى العديد من النجوم الآخرين.