لم يتوقع مطورو التطبيق أنفسهم أنه سينال تلك الشعبية في وقت قياسي، ليصبح عدد مستخدميه ثلاثة ملايين مستخدم حول العالم، ويقفز للمرتبة الأولى بين التطبيقات الأكثر تحميلًا في شهر فبراير/شباط الماضي على متاجر “جوجل بلاي” و”آبل ستور” في 18 دولة حول العالم، هو التطبيق اللبناني “فيرو” الذي يمتلكه الملياردير أيمن الحريري.
أيمن الحريري هو ملياردير لبناني، نجل رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، أخذ مكان والده في قيادة عملاق الإنشاءات والاتصالات، شركة “سعودي أوجيه”، وعلى الرغم من أن لوالده الراحل الفضل الكبير في كونه مليارديرًا في وقت قياسي فإن الفضل أيضًا لمشروع آخر من الممكن أن يجعل “أيمن الحريري” مارك زوكربيرغ الشرق الأوسط، وهو تطبيق التواصل الاجتماعي الجديد “vero“.
تطبيق “فيرو” هو تطبيق يحاكي منصة إنستغرام، إلا أنه يوفر كل ما ينقص إنستغرام تقريبًا، حيث يعرض الصور بحسب التسلسل الزمني وليس بأولوية الترويج والدعاية، ولا يوجد فيه إعلانات ولا يدعم تلك الخاصية، كما أنه يسمح بنشر الروابط مع الصور، أو نشر الموقع الحاليّ، وتوصيات للأفلام والكتب والموسيقى.
نوع جديد من التطبيقات الاجتماعية
يعد التطبيق نوعًا جديدًا من الشبكات الاجتماعية، تمكّنك من مشاركة المحتوى مع مجموعات محددة من الأصدقاء، ولا تسمح المنصة بالإعلانات على حساب التسلسل الزمني للمحتوى كما تفعل منصة إنستغرام، كما يمكنك التحكم في ظهور مشاركتك من “صديق مقرب” إلى معارف أو حتى كل الناس بشكل عام فيما يشبه طريقة “جوجل بلس” في تصنيف الدوائر الاجتماعية، بالإضافة إلى حرية اختيار نوعية المشاركات أو المنشورات التي تريد رؤيتها من أصدقائك المشتركين، فإن أعجبك توصيات حساب ما بالكتب يمكنك تخصيص رؤية المنشورات المتعلقة بالكتب فقط المنشورة من ذلك الحساب.
كلمة “فيرو” هي كلمة لاتينية تعني “الحقيقة”، ربما اختار “الحريري” الاسم بعناية ليكون اسم التطبيق بمثابة رسالة في حرب الحريري مع عمالقة مواقع التواصل الاجتماعي رأسًا برأس في المجال الذي شبه احتكرته إمبراطورية “مارك زوكربيرغ”
يقول أيمن الحريري عن التطبيق الجديد في مجلة “آرابيان بيزنس” إنه وجد أن لمنصات التكنولوجيا العملاقة مثل فيسبوك وإنستغرام أجندات خفية وتكلفة عالية لخدمة أغراض غير معلنة من خلال الدعاية والإعلانات المدفوعة، فعلى الرغم من أنها منصات غرضها التواصل الاجتماعي، فقد استغلت جهل المستخدمين بالتكنولوجيا من خلال جمع البيانات الهائلة عن المستخدمين التي يقدمونها عن أنفسهم خلال استخدام تلك المنصات المجانية.
لهذا قرر أيمن الحريري إنشاء منصة بديلة للتواصل الاجتماعي، يطمح بأن تكون إنستغرام الشرق الأوسط، خصص فيها أن يكون التطبيق مجاني لأول مليون مشترك لتطبيق “فيرو” الجديد، ومن ثم يكون هناك اشتراك سنوي لكل من يشترك بعد ذلك يقول عنه الحريري إنه يساوي ثمن كوب قهوة، حيث يقول أيمن الحريري في حديثه عن التطبيق أنه لن يكون هناك إعلانات ودعايات لما يُنشر على “فيرو”، فلن يكون هناك “ووال ستريت” تملي علينا أجندة التطبيق في الإشارة في حديثه إلى فيسبوك وإنستغرام.
كلمة “فيرو” هي كلمة لاتينية تعني “الحقيقة”، ربما اختار الحريري الاسم بعناية ليكون اسم التطبيق بمثابة رسالة في حرب الحريري مع عمالقة مواقع التواصل الاجتماعي رأسًا برأس في المجال الذي شبه احتكرته إمبراطورية مارك زوكربيرغ، حيث ركز الحريري في حديثه على أهمية صناعة منصة بديلة تمنع مشاركة معلومات المستخدمين الشخصية لأغراض تجارية وتسويقية مثلما أعلنت شركة فيسبوك المالكة لتطبيق التواصل واتس آب أنها ستشارك بيانات المستخدمين الشخصية من أجل ظهور ما يهتمون بها في شكل إعلانات على المنصات الأخرى التي يستخدمونها.
هل التطبيق يحافظ على المبادئ المحافظة فعلًا؟
أيمن الحريري
ذكر الحريري في حديثه لـ”آرابيان بيزنس” أن التطبيق مرن للغاية مع مبادئ المحافظة الموجودة في دول كثيرة في الشرق الأوسط، وبالأخص المملكة العربية السعودية التي لها مكانة خاصة لديه بسبب العلاقات التجارية بين عائلة الحريري والسعودية منذ زمن.
ركز الحريري في حديثه عن الحب الجم والإقبال الشديد للسعوديين على استخدامهم منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، إلا أن ضوابط تلك المنصات لا تسمح لهم بنشر صور خاصة لهم بسبب رغبتهم في عدم ظهورها بشكل عام لكل الأصدقاء، ولهذا يكون “فيرو” مناسبًا لتحديد من يستطيع رؤية الصور والمنشورات على حسب القوائم الخاصة بك.
هذا يناسب جمهور الخليج العربي الذي يفضل الخصوصية في المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يعتمد عليه الحريري في توقعه أن للتطبيق مستقبلاً واعدًا في منطقة الشرق الأوسط بالذات، أما عن انتشاره عالميًا فقد وصل “فيرو” للمرتبة الأولى بين أكثر التطبيقات تحميلًا على مستوى العالم في متجر “آبل ستور” في بداية الشهر الحاليّ، حيث سجلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا معدلات تحميل عالية للتطبيق بحسب ما ورد في تقرير صحيفة “فوربس“.
يناسب تطبيق “فيرو” خصوصية الجمهور العربي في نشر المحتوى وتحديد من يراه
كان وصول التطبيق لهذه الأرقام غريبًا للغاية في الأسبوع الماضي، وذلك لأن التطبيق ليس حديث الإنشاء، فقد أنشأه أيمن الحريري عام 2015، كما أن تقييمه على كل من “جوجل بلاي” و“آبل ستور” لم يتعد النجمتين من أصل خمسة، إلا أن بعد وصول التطبيق لمليون مستخدم، حفز ذلك مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي لتحميل التطبيق والاستفادة من عرض تحميله المجاني الذي مدته الشركة لأجل غير مُسمى ليشمل أكثر من أول مليون مستخدم فقط.
لم يترك أيمن الحريري العمل في عملاق الإنشاءات والاتصالات “سعودي أوجيه” التي أوصلت ثروته (أيمن الحريري) إلى ما يقرب مليار ونصف دولار أمريكي، إلا أن الشركة تعاني من مواجهة الكثير من القضايا الناتجة عن عدم دفع أجور العاملين وإسكان الموظفين في ظروف معيشية غير آدمية بسبب عجز الميزانية وغرق الشركة في الديون، وهو ما أثر على سمعة التطبيق الجديد الذي يحاول شق طريقه لكي يكون إنستغرام الجديد.
تعرض التطبيق الأسبوع الماضي للعديد من المشاكل التقنية جعلته يتوقف عن العمل أكثر من مرة، وهو ما بررته الشركة على حسابها الرسمي على تويتر أنهم لم يتوقعوا عدد الزيارات الهائل لتحميل الموقع في وقت قصير مثل هذا، وعليه فإنهم قرروا مد فترة التسجيل المجاني للتطبيق ريثما يكون جاهزًا لاستقبال مزيد من ملايين المستخدمين الجدد.