قال أحد المسؤولين الأمريكيين الذي رفض ذكر اسمه لوكالة أسوشتيد برس إن جينا هاسبل خيار ترامب الجديد لرئاسة وكالة المخابرات المركزية، والتي أشرفت عام 2002 على موقع سيء السمعة لسجن في تايلاند كان يُستخدم لتعذيب الإرهابيين المشتبه بهم.
إذا وافق مجلس الشيوخ على تعيين هاسبل، فستكون أول امرأة تدير الوكالة، وستغطي الأهمية التاريخية لترشيحها على علاقتها بهذا السجن سيء السمعة الذي قُتل فيه اثنان من أعضاء القاعدة المشتبه بهم عن طريق إغراقهم في الماء وهما أبو زبيدة وعبد الرحيم الناشري، بعد تدمير أشرطة فيديو لتعذيبهما.
يقول لاري سيمس – مؤلف “تقرير التعذيب” وهو كتاب يحلل الوثائق الحكومية المرتبطة بالتعذيب في عهد بوش: “بقاء هاسبل في الوكالة وصعودها واقترابها من منصب المدير أمر مقلق للغاية”، كانت هاسبل المسؤولة أيضًا عن إرسال برقية تأمر بتدمير مقاطع فيديو لتحقيقات في وكالة المخابرات عام 2005.
طالب أندريس وكالة المخابرات برفع السرية عن سجل التعذيب الخاص بهاسبل قبل أن يوافق مجلس الشيوخ على ترشيحها
كان التحقيق الذي أجرته وزارة العدل الأمريكية بشأن تدمير أشرطة التحقيقات قد انتهى دون توجيه اتهامات لأحد، لكن الحدث ساعد في انطلاق تحقيق بارز بشأن عمليات الاعتقال والاستجواب الأمريكية.
يقول كريستوفر أندريس نائب مدير الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية إن هاسبل شاركت بنفسها في عمليات التعذيب، وطالب أندريس وكالة المخابرات برفع السرية عن سجل التعذيب الخاص بها قبل أن يوافق مجلس الشيوخ على ترشيحها.
هذا ما كرره أيضًا جون ماكين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا الذي تعرض للتعذيب في أثناء حرب فيتنام، حيث قال: “يجب على السيدة هاسبل أن تشرح لنا طبيعة دورها وإلى أي مدى شاركت في برامج الاستجواب في وكالة المخابرات، فقد كان عصر تعذيب المعتقلين في عهد بوش من أحلك الفصول في تاريخ أمريكا”.
أما السيناتور رون وايدن – الديموقراطي عن ولاية أوريغون – فقد قال في بيان له إن خلفية هاسبل غير مناسبة لهذا المنصب، وأضاف وايدن الذي يعمل في اللجنة البرلمانية المتعلقة بالمخابرات أنه يعارض ترشيحها.
كان ترشيح هاسبل قد جاء بتوصية من أعضاء بارزين في أجهزة الاستخبارات، من بينهم جيمس كلابر
انضمت جينا هاسبل إلى وكالة المخابرات المركزية عام 1985، وتمتلك هاسبل خبرة واسعة في العمل بالخارج، حيث تولت منصب نائب مدير الخدمات الوطنية السرية في الوكالة، وتولت أيضًا عدة مناصب قيادية أخرى في وكالة المخابرات المركزية.
هاسبل قالت في تصريح لها: “أنا ممتنة للرئيس ترامب على هذه الفرصة وأنه وضع ثقته فيّ بترشيحي لأكون المدير التالي لوكالة المخابرات المركزية، وإذا تأكد ترشيحي فإنني أتطلع لتزويد الرئيس ترامب بالدعم الاستخباراتي البارز الذي كان يتوقعه في عامه الأول في الرئاسة”.
كان ترشيح هاسبل قد جاء بتوصية من أعضاء بارزين في أجهزة الاستخبارات، من بينهم جيمس كلابر المدير السابق للمخابرات الوطنية في عهد أوباما، يقول كلابر في موقع أمني عالمي على الإنترنت: “أعتقد أن هاسبل امرأة مؤهلة وذكية وذات خبرة عظيمة ويحظى ملفها في الوكالة باحترام وتقدير كبير فهي شخصية عظيمة”.
“بقاء هاسبل في الوكالة وصعودها واقترابها من منصب المدير أمر مقلق للغاية” – لاري سيمس
لكن إشادة كلابر بهاسبل رافقها ملاحظة تحذيرية، حيث أضاف: “أعتقد أن جينا ستكون مديرة ممتازة، ما دامت مستعدة في أي لحظة لأن يتم فصلها من المنصب”، ويعتقد كلابر وبعض الموظفين السابقين في المخابرات أن ترشيح هاسبل للمنصب سيتم تأكيده، رغم أنه ليس واضحًا بعد إذا ما كان الديموقراطيون سيطعنون في تعيينها.
كانت السيناتور ديان فنستين الديموقراطية عن كاليفورنيا قد عارضت من قبل ترقية هاسبل في الخدمات الوطنية السرية عام 2013، لكنها أعلنت الآن أنها ستصوت لتعيين هاسبل كمديرة للمخابرات المركزية وتعيين مايك بومبيو المدير الحاليّ للمخابرات كوزير جديد للخارجية.
أما سوزان كولينز عضو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ – وهي جمهورية من ولاية ماين – فقد قالت إنها تحتفظ برأيها بشأن هاسبل، وأضافت: “أفضل الانتظار حتى يتم تحديد جلسة التأكيد في المجلس قبل أن اتخذ قراري بشأن ترشيحها، وبالتأكيد فهاسبل تمتلك خبرة واسعة تتجاوز 30 عامًا، لكن سيكون هناك بالطبع بعض الأسئلة بشأنها”.
في شهر فبراير الماضي تم التحقيق في علاقة هاسبل بالسجن التايلاندي عندما عينها ترامب نائبًا لمدير المخابرات المركزية مايك بومبيو، وإذا أكدّ مجلس الشيوخ ترشيخ هاسبل فسوف تتولي الإدارة بدلاً من بومبيو الذي سيتولي بدوره منصب وزير الخارجية خلفًا لريكس تيلرسون. بومبيو قال في تصريح له: “أنا فخور بالعمل الذي قمنا به في الوكالة نيابة عن أمريكا، وأعلم أن الوكالة ستواصل ازدهارها تحت قيادة جينا هاسبل”.