ترجمة حفصة جودة
يعد ستيفن هوكينغ من أبرز الأشخاص في التاريخ الذين استخدموا تقنية الاتصال المساعدة والمعروفة باسم الاتصال المعزز والبديل “AAC”، وتأتي وفاة هوكينغ في الذكرى الـ70 لإعلان حقوق الإنسان، وخلال حياته كان هوكينغ مثالًا لما يعنيه التواصل الفعال باستخدام نظام “AAC”، ويعتبر حق الإنسان في التمكن من التواصل الفعال المادة رقم 19 في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لكن هناك العديد من الأشخاص اليوم يحتاجون إلى تلك التقنية ولا يستطيعون الوصول إليها، وقد حان الوقت لتغيير ذلك.
كيف تعمل تقنية “التواصل المعزز والبديل”؟
بالنسبة للأشخاص الذين يستطيعون التحدث، تعد هذه التقنية شيئًا غامضًا، فلا يبدو واضحًا كيف يتحكم الشخص في النظام، وفي الحقيقة ينبهر الناس وينتبهون إلى الطريقة التي يعمل بها الجهاز أكثر من انتباههم إلى ما يقوله الشخص بالفعل.
يتضمن الجهاز نظام إشارات وعلامات ولوحات اتصال وأجهزة توليد الكلام وهواتف محمولة مزودة بتطبيقات، وكذلك رموز تعبيرية ووسائل تواصل اجتماعية، وأخيرًا؛ فهو لا يعمل فقط من خلال تفاعل المستخدم مع الجهاز فقط، لكن من خلال تفاعله أيضًا مع شركاء الاتصال الآخرين.
ألهم هوكينغ ملايين الأشخاص المصابين بتلك الحالة حول العالم
بعض أنواع هذا النظام لا تتضمن أي تكنولوجيا على الإطلاق لكنها تستخدم جسم الشخص مثل نظام الرموز أو العلامات، وبعضها غير إلكتروني مثل لوحة الاتصال أو الكتب التي تستخدم للإشارة إلى الحروب والكلمات والعبارات للتواصل، بعض أنظمة “AAC” تُعرف بأنها عالية التقنية؛ حيث تتضمن نظامًا إلكترونيًا وتكنولوجيًا يعتمد على الحاسب الآلي لتخزين واستعادة الكلمات من أجل التواصل.
وبغض النظر عن الوقت الذي تستغرقه لتأليف رسالة، فقد يستغرق الأمر ساعات لبرمجة ما يمكن قوله من خلال وسيلة الاتصال المساعدة، والمزيد لضمان أن الكلمات المطلوبة ستكون موجودة فورًا عند الحاجة إليها.
كان هوكينغ يستخدم مفتاح تبديل للتحكم في البرنامج على الحاسب والذي يمكّنه من التحدث، هذا النوع من التبديل يسمح للمستخدم بالبحث بين الخيارات المعروضة على الشاشة حتى يصل للحرف أو الكلمة أو الرسالة التي يحتاجها حتى ينطق بها الجهاز.
توفير الإمكانات للأشخاص ذوي الإعاقة في الاتصال
لم يكن هوكينغ يميل إلى استخدام برنامجه فيما يتعلق بالإعاقة، لكن عندما فعل ذلك كانت كلماته مميزة وبارزة، ففي مقدمة “التقرير العالمي للإعاقة” عام 2011، سلط هوكينغ الضوء على أهمية حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على جميع المعدات التي قد يحتاجون إليها، حيث قال: “لدينا واجب أخلاقي ينص على إزالة حواجز المشاركة والاستثمار الكافي للتمويل والخبرات من أجل إطلاق العنان للطاقات الهائلة للأشخاص ذوي الإعاقة”.
من الضروري أن يعمل أصحاب تقنيات الاتصال لإيجاد الحلول من أجل الأشخاص الذين لا يستطيعون الحديث من أجل التواصل
ألهم هوكينغ ملايين الأشخاص المصابين بتلك الحالة حول العالم، وكانت إنجازاته كشخص يستخدم نظام “AAC” قدم تم الاعتراف بها من خلال المجتمع الدولي للاتصال المعزز والبديل.
ورغم أنه كان يرغب في أن نتذكر علمه أكثر من ظهوره الشعبي في مسلسل “عائلة سيمسون” فإن شخصيته قدمت رسالة واضحة فيما يتعلق بحقوق التواصل والحاجة إلى جهاز “AAC” عندما قال: “اصمتوا، لست بحاجة لأن يتحدث أحد بالنيابة عني سوى هذا الصندوق”، وكان دعوته للنظر إلى النجوم تعني ضرورة أن يعمل أصحاب تقنيات الاتصال لإيجاد الحلول من أجل الأشخاص الذين لا يستطيعون الحديث من أجل التواصل.
يجب أن يقول الأشخاص الذين يستخدمون البرنامج رأيهم في عملية التصميم
جذبت شهرة هوكينغ أفضل وألمع العقول في العالم للعمل معه على حل مشكلة التواصل المتعلقة باستخدام تكنولوجيا التواصل، لكن التواصل باستخدام نظام “AAC” ما زال بطيئًا ويتطلب الكثير من المجهود العقلي والبدني.
من الصعب التعليق على أي محادثة باستخدام الجهاز، ففي الوقت الذي يحصل فيه المستخدم على انتباه المتحدثين ويؤلف رسالته تكون المحادثة قد تطورت ويصل كلامه “خارج الإطار الزمني” المناسب، فمن الضروري تطوير نظام يحلّ مشكلة الوقت وانسيابية الكلام ليحقق احتياجات المستخدمين.
حان الوقت لكي يكون الجهاز الذي استخدمه هوكينغ متاحًا لجميع من يحتاجون إليه
وحتى مع تقدم تقنية الاتصال وتطور صوت هوكينغ المميز، فقد اختار أن يحتفظ بصوته الروبوتي ليكون هويته الصوتية، هذه القصة تسلط الضوء على أهمية ألا يسمح المصممين بأن يقيد الصوت المقبول قدرة المستخدم للجهاز على التعبير عن نفسه، فموقف هوكينغ يعكس أهمية أن يحصل مستخدمو “AAC” على تصميم يعكس هويتهم الشخصية.
يجب أن يكون “AAC” في متناول الجميع
كان هوكينغ يعلم أنه مميزًا ويستطيع الحصول على المعدات والدعم الاجتماعي الذي يحتاجه للمشاركة والتحدث، لكن لسوء الحظ هناك الكثير من الناس الذي يحتاجون إلى الجهاز ولا يملكون المال، فضلاً عن المتخصصين مثل علماء النطق الذين يعلمون كيفية تصميم البرنامج وتدريب الناس على استخدامه في التواصل.
على سبيل المثال، يقدر مكتب الإحصاءات الأسترالي أن هناك 1.2 مليون أسترالي لديهم إعاقة في التواصل، ربع هؤلاء الأشخاص مصابون بشلل دماغي أو طيف توحد وغير قادرين على استخدام الكلام في التواصل إطلاقًا، لذا من الضروري أن نفعل المزيد لتسهيل الحصول على نظام “AAC” وتطويره في جميع أنحاء العالم.
لقد كان هوكينغ مميزًا، وحان الوقت لكي يكون الجهاز الذي استخدمه هوكينغ متاحًا لجميع من يحتاجون إليه، حتى يحصلوا على فرصتهم في التألق أيضًا.