الفقر في الطاقة مشكلة متوطنة! يعيش ما يقرب من 600 مليون شخص في أفريقيا دون استطاعة الوصول إلى أي قدر من الطاقة، ما يعني عدم استطاعتهم بالتبعية الوصول إلى أي قدر من إمكانات الطاقة مثل الطهي الأكثر صحة وأمانا أو التدفئة الكهربائية أو التبريد أو الأدوية التي تحتاج لدرجات حرارة خاصة أو المراكز الصحية التي تحتاج للطاقة طوال الوقت.
هؤلاء الـ600 مليون لا يمكنهم الدراسة بشكل طبيعي في الليل، أو البدء في أعمال تحتاج إلى الكهرباء.
كنتيجة لهذا الواقع، قام الرئيس الأمريكي بمبادرة سماها “طاقة أفريقيا POWER AFRICA” ضمت ست دول أفريقية، تحوي قرابة ثلث سكان القارة السمراء.
المبادرة تهدف إلى إيصال الكهرباء إلى 20 مليون منزل وموقع عمل خلال الخمس سنوات القادمة، البيانات التي نعرضها في الصور الثلاث القادمة مجرد محاولة لرصد الوضع المأساوي، لندرك كيف أن استغلال الموارد الذي تقوم به الشركات العالمية في أفريقيا لا يؤدي إلى زيادة غنى المستثمرين والدول الغربية إلا على حساب إفقار الشعوب الأفريقية.
لكن بالنسبة لنا، قد تكون هذه الصور مدعاة حقيقية للتفكر في استهلاكنا من الطاقة، وفي ترشيد الاستهلاك، لأن الأمر يتعدى كثيرا الحيز الشخصي
1 – إن أكثر من نصف النيجيريين لا يستطيعون الوصول إلى الكهرباء، وقرابة 77٪ من الإثيوبيين، 85٪ من التنزانيين، و82٪ من الكينيين، وقرابة 40٪ من شعب غانا، وأكثر من 99.5٪ من شعب ليبيريا لا يستطيعون الوصول إلى الطاقة!
2 – وكالة الطاقة الدولية تعرف “إمكانية الوصول للطاقة بالمعيار الحديث” بأنه قدرة الفرد على استخدام 100 كيلو وات/ في السنة.
الصورة السابقة مفزعة بشكل حقيقي، فهي تقول أن الفرد الأمريكي يستهلك تلك الكمية (100 كيلو وات) في ثلاثة أيام فقط. في حين أن الفرد في أوروبا يستهلكها في 5 أيام، بينما في جنوب إفريقيا فهو يستغلها في 8 أيام، وفي تونس في 28 يوما.
أما في دول المبادرة الست، فالأرقام تتراوح بين 106 يوما في حالة غانا، إلى سنة ومائة يوم، وسنتين (!!) في حالة ليبيريا وإثيوبيا على الترتيب.
ذلك يعني أن الفرد الأمريكي يستهلك من الطاقة في ثلاثة أيام ما يستهلكه الفرد الإثيوبي في سنتين كاملتين، من منظور آخر، فإن الفرد الأمريكي يستهلك في عام واحد فقط، ما يستهلكه الفرد في إثيوبيا من الطاقة في (هل تستطيع أن تحسبها؟!) .. في 242 عاما!!!
3 – الصورة السابقة توضح استهلاك الطاقة بالنسبة للثلاجة العادية في المنزل، مقارنة باستهلاك الفرد في الدول الأعضاء في المبادرة، الصورة تقول أن ثلاجتك في المنزل تستهلك سنويا أكثر بتسعة أضعاف ما يستهلكه المواطن الإثيوبي، يعني: الثلاجة المنزلية تستهلك من الطاقة ما يستهلكه المواطن الإثيوبي في تسع سنوات ..
ما رأيك؟ ألا يحتاج الأمر أن نفكر مرة أخرى في توفير الطاقة؟