لا تفتا كل من الامارات العربية المتحدة وتركيا توسيع نفوذهما وتطوير مساعيهما نحو تعميق نفوذهما في القارة الإفريقية، فأخذت كل دولة مسارًا ما لتحقيق ذلك سياسيًا أو عسكريًا أو إقتصاديًا. مؤخرًا شهد الوجود التركي والإماراتي بالقارة الإفريقية نشاط كثيف وتطور في العلاقات مع دول إفريقيا، سنتحدث هنا عن أبرزها في إطار العديد من المجالات.
أنشأت الإمارات العربية المتحدة في أرض الصومال الانفصالية قاعدة عسكرية إماراتية في مدينة بربرة شمال غرب البلاد، وهذا بعد أن أقر البرلمان الصومالي بغرفتيه – النواب والشيوخ- الموافقة على قرار إنشاء قاعدة عسكرية إماراتية في مدينة بربرة شمال غرب البلاد، وذلك بموافقة 144 نائباً بينما رفض نائبان فقط وامتنع آخران عن التصويت.
وفي نفس السياق كانت قد رفضت حكومة الصومال اتفاقًا بين دولة الإمارات وجمهورية أرض الصومال الذي ينص على إنشاء قاعدة عسكرية في مدينة بربرة، وقال المدقق العام، التابع للحكومة الفيدرالية في مقديشو، نور فرح إن حكومته ستتقدم بشكوى رسمية ضد الإمارات، متهمًا إياها بـ”انتهاك القانون الدولي”. إضافة إلى هذا فإن الإمارات تستخدم ميناء بأريتريا في الحملة العسكرية التي تستهدف الحوثيين في اليمن، وهذا التعزيز للعلاقات يستهدف الحضور التركي، حيث تحاول تركيا توسيع نفوذها العسكري في شرق إفريقيا فأعلنت عن تاسيس قاعدة عسكرية في مقديشو والتي تعد أكبر قاعدة عسكرية تركية في العالم وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة التوسع العسكري التركي في منطقة الشرق الأوسط.
النفوذ الإماراتي في القرن الإفريقي والذي بدأ بالتراجع مؤخرًا
وإضافة لهذا فإن الإمارات وقعت اتفاقًا مع “أرض الصومال” بلغت قيمته 442 مليون دولار لتطوير ميناء بربرة الذي يستخدم بشكل أساسي لتصدير الماشية لمنطقة الشرق الأوسط، وعلى الأغلب يبدو أن الحضور العسكري الإماراتي في المنطقة يأتي ضمن محاولة مواجهة الطموح التركي في تعزيز نفودها العسكري في المنطقة كذلك.
وبخصوص العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع الدول الإفريقية، فكل دولة من الدولتين أخذت مسارًا خاصًا بها، فتركيا مثلاً وخلال الجولة الاولى والثانية لأردوغان في إفريقيا، وقعت اتفاقيات كثيرة اكتست طابعًا اقتصاديًا بامتياز، وحملت أحد الزيارات وخاصة زيارة أردوغان إلى السودان رسائل عديدة، منها رسالة إلى مصر تنبهها إلى التمدد التركي في المنطقة الجنوبية لها خاصة منطقة البحر الأحمر، حسب بعض المحللين. إضافة إلى زيارة أردوغان إلى الجزائر، حيث تم توقيع 7 مذكرات تفاهم بين البلدين، ويعرف التعاون الاقتصادي الجزائري التركي تنوعًا كبيرًا وينشط في الوقت الراهن أكثر من 800 مؤسسة تركية مستثمرة في الجزائر.
أما الامارات العربية المتحدة، كان لها حضوراً مبكراً في إفريقيا، فدعمت حملة عسكرية مع فرنسا ضد إسلاميو مالي في سنة 2013، ومنذ عام 2014 ما تزال تدعم اللواء المتمرد خليفة حفتر، الذي يقود ثورة مضادة ضد ثورة الشعب الليبي، حيث قدمت مبلغ 30 مليون يورو لدعم المبادرة الدفاعية الفرنسية التي تقدوها باريس مع 5 دول إفريقية، وما تزال تؤكد أبوظبي أن العلاقات الإماراتية الإفريقية “متميزة وتنبثق من رؤية ومصير مشترك لكل مجالات التعاون الإماراتي الإفريقي، بما فيها الروابط الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتنموية التاريخية”.