ترجمة وتحرير: نون بوست
في إحدى المقالات، أفادت وكالة الأنباء “بلومبيرغ نيوز” بأن شركة “ألفابت” التابعة لشركة غوغل تسعى إلى تطوير تقنية مرتبطة بتكنولوجيا البوكشين، لدعم الأعمال السحابية. ولقد أتاحت الخدمات، التي وفرتها تكنولوجيا البلوكشين، للعديد من الشركات الناشئة تقديم خدماتها الجديدة على شبكة الإنترنت، التي تضمن للعملاء بقاء معلوماتهم في مأمن من الاختراق، وإدارتها بكفاءة مقارنة بالوسائل الأخرى التقليدية لتخزين البيانات عبر الإنترنت.
في الواقع، لقد أثبتت هذه العروض الجديدة، التي تقدمها مختلف الشركات الناشئة، أنها بالفعل جديرة بأن تكون منافسا قويا لشركات التكنولوجيا العملاقة، لا سيما تلك التي تضطلع بدور التخزين، مثل تقنية التخزين السحابي للبيانات.
لماذا تعمَل شركة غوغل على تكنولوجيا البلوكشين؟
تتيح دفاتر الأستاذ الرقمي، التي تستخدمها تكنولوجيا البلوكشين، تسجيل المعاملات بشكل آمن، ومعالجة وحدات الرصد عبر الإنترنت أو الشبكات الخاصة الأخرى. ونتيجة لذلك، اتجهت الكثير من الشركات نحو اعتماد دفاتر الأستاذ الرقمي وتكنولوجيا البلوكشين، لأنها تعد أكثر أمناً وكفاءة في تخزين واسترجاع البيانات، والمحتويات التجارية الرئيسية.
بالإضافة إلى ذلك، تخشى الكثير من الشركات من خطر امتلاك شركة واحدة فقط لبيانات أعمالها الرئيسية. لذلك، تُفضل هذه الشركات اعتماد هذا النوع من التكنولوجيا، الذي يتسم باللامركزية، بغية حماية محتواها وإدارة المخاطر التي يمكن أن تحدق به.
في الوقت الراهن، أصبحت مسألة توفّر عدد متزايد من الخدمات الشبكية على منصة البلوكشين، تشكل تهديدًا بالنسبة للشركات التجارية التقليدية، التي تُقدم خدمات الإنترنت. ولهذا السبب، قررت شركات التكنولوجيا العملاقة؛ على غرار غوغل، اتباع منهج شامل لدرء مثل هذه المنافسة، يقوم على المبدأ التالي: “إذا لم تستطع التغلب عليهم، انضم إليهم!”.
مع تقديمها لمثل هذه العروض البيضاء، قد تصبح شركة غوغل، التي تخزن جميع بيانات العميل على خوادمها ومراكز البيانات الخاصة بها، قادرة على تقديم خدمات البلوكشين خاصة بها
في هذا السياق، تعتقد الكثير من الجهات أن شركة غوغل تجازف بدخولها في مجال البلوكشين لتكملة أعمالها السحابية، حيث من المحتمل أن تواجه منافسة شديدة ليس من قبل مقدمي الخدمات السحابية الآخرين فقط؛ على غرار شركة مايكروسوفت وأمازون، بل من قبل مُقدمي خدمات البلوكشين الجدد أيضا.
وفقا لوكالة بلومبيرغ، أفاد أحد الأشخاص المطلعين على هذه المسألة، بأن شركة “ألفابت” تعمل على تطوير دفتر الأستاذ الرقمي الموزع الخاص بها، الذي يمكن لشركات الأطراف الثالثة استخدامه لنشر المعاملات والتحقق منها”. ومن المتوقع أن تقدم الشركة نسخة بيضاء من دفتر الأستاذ الرقمي الموزع. وتجدر الإشارة إلى أن هذه النسخة البيضاء تسمح للمطوّر أو الجهة المصنعة، بمنح الشركات الأخرى فرصة إعادة تصنيف منتج أو خدمة ما باعتبارها ملكية خاصة بها.
مع تقديمها لمثل هذه العروض البيضاء، قد تصبح شركة غوغل، التي تخزن جميع بيانات العميل على خوادمها ومراكز البيانات الخاصة بها، قادرة على تقديم خدمات البلوكشين خاصة بها. فضلا عن لك، من الممكن أن تغدوا منصات البلوكشين الخاصة مملوكة من قبل العملاء وخاضعة لرقابتهم وإدارتهم إما عبر الخوادم المختلفة المنتشرة عبر شبكات الإنترنت أو المتاحة على إحدى الشبكات الخاصة.
غوغل يتابع بنشاط منصة البلوكشين
منذ فترة طويلة، كانت شركة غوغل تراقب تكنولوجيا البلوكشين لأنها تعد امتدادًا طبيعيًا لخدماتها السحابية. وفي هذا الإطار، صرّح المصدر الآنف ذكره بأن شركة غوغل تقوم باستثمارات كبيرة في الشركات الناشئة التي تتمتع بخبرة في مجال البلوكشين.
على الرغم من أن العديد من هذه الصفقات الاستثمارية ظلت غير معلنة، إلا أن تقرير “سي بي إنسايت” صنّف شركة غوغل في المركز الثاني في قائمة أكثر المستثمرين النشطين في مجال البلوكشين بين سنة 2012 و2017. وفي حين احتلت مجموعة “ستراتيجيك بيزنس إنوفايتر” صدارة هذه القائمة، كانت كل من شركة “أوفر ستوك” و”سيتي غروب” و”غولدمان ساكس” خلف شركة غوغل في ترتيب هذه القائمة. وفي سبيل تحقيق ما تطمح إليه، وظفت شركة غوغل العديد من الخبراء في مجال البلوكشين.
تتزعم شركات التكنولوجيا العملاقة؛ على غرار شركة “آي بي إم”، و”مايكروسوفت”، و”أكسنتشر”، مجموعة الشركات التي توفر خدمات البلوكشين
في هذا الصدد، أوضح المتحدث باسم شركة غوغل لوكالة بلومبيرغ أنه “على غرار العديد من التقنيات الجديدة التي ظهرت مؤخرا، قمنا بتجنيد أفراد في مختلف الفرق لاستكشاف الاستخدامات المحتملة لتكنولوجيا البلوكشين. ولكن، من السابق لأوانه أن نفكر في أي استخدامات أو نضع أي خطط محتملة”.
من جانب آخر، ذكرت بعض الشائعات أن شركة غوغل قد تخرج بنسخة محسّنة من تكنولوجيا البلوكشين. وخلال مؤتمر عُقد مؤخرا، أوضح رئيس قسم الإعلان في شركة غوغل، سريدهار راماسوامي، أن قسمه يخصص “فريقا صغيرا” ليجري أبحاثا في مجال البلوكشين، مشيرا إلى أن التقنية البلوكشين الحالية لا يمكنها معالجة الكثير من المعاملات بسرعة.
على مدى العقد الماضي، نمت سوق البلوكشين بنسق بطيء نوعا ما. ومع ذلك، من المتوقع أن تحرز تقدما سريعا على مدى السنوات القليلة المقبلة. ووفقًا لشركة “وينتر غرين ريسيرتش”، فإنه بعد أن حققت سوق البلوكشين قيمة أرباح تقديرية تعادل 706 مليون دولار خلال سنة 2017، من المنتظر أن تنمو هذه السوق لتصل قيمتها إلى 60 مليار دولار في جميع أنحاء العالم، نظرا لأنها ساهمت في خلق بنية أساسية اقتصادية رقمية جديدة.
في الوقت الحالي، تتزعم شركات التكنولوجيا العملاقة؛ على غرار شركة “آي بي إم”، و”مايكروسوفت”، و”أكسنتشر”، مجموعة الشركات التي توفر خدمات البلوكشين. وفي ظل تقديم شركة أمازون لخدمات متعددة في مجال إنشاء تطبيقات البلوكشين، فضلا عن اهتمام مؤسس شركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، بعالم العملات الافتراضية والمشفرة وغيرها من التقنيات التي تتسم باللامركزية، يبدو أن شركة غوغل على استعداد لدخول لعبة البلوكشين.
المصدر: أنفستوبيديا