تعد قصص المانغا اليابانية حجر الأساس الذي تقوم عليه صناعة المسلسلات والأفلام الرسومية اليابانية “الأنمي”، ولكن فور أن تحقق إحداها نجاحًا جارفًا وشعبية لا محدودة، نجد منتجي السينما والتلفاز يتسارعون للحصول على حقوق تحويلها لأعمال سينمائية وتليفزيونية من أجل جزء من كعكة الأرباح.
ومع ذلك يستقبل متابعو المانغا أو الأنمي تلك الأخبار بفرح مشوب بالحذر، فقد تعلموا على مدار السنوات السابقة ألا يثقوا في القائمين على تلك المشاريع لأنهم يخيبون رجاءهم مرة تلو أخرى باقتبسات فاشلة تفسد عليهم الأعمال القريبة والعزيزة على قلوبها، منها تحويل هوليوود الكارثي لسلسلة المانغا والأنمي دراغون بول عام 2009 بفيلمDragon Ball Evolution، مرورًا بالفيلم الياباني الهجوم على العمالقةAttack on titans 2015، وأخيرًا وليس آخرًا فيلم مفكرة الموت Death Note 2017 من إنتاج شبكة نتفليكس.
في القائمة التالية نستعرض 5 أفلام مميزة مقتبسة عن قصص المانغا حظيت على نجاح جماهيري ونقدي:
غانتز 2011
إذا كنت قد شاهدت مسلسل الأنمي “إينوياشيكي: البطل الأخير“ موخرًا فلن يخيب هذا الفيلم رجاءك؛ فكلاهما عملان لنفس المانغاكا هيرويا أوكا، وتعد مانغا غانتز العمل الذي أذاع صيته وأرسى اسمه كأحد كتاب قصص خيال العلمي الفلسفية والحركية الرسومية، وكحال إينوياشيكي، يطرح هيرويا أوكا هنا تساؤله لأول مرة: هل سنكون نحن هم نحن حقًا إذا ماتت النسخة الأصلية الأولى منا، وبتكنولوجيا فضائية مجهولة بعثنا للحياة بجسد جديد ومماثل لجسدنا الأصلي يحمل وعينا؟
تبدأ أحداث الفيلم بالمراهقين كاي كرونو (كازوناري نينوميا)، وماسارو كاتو (كينيتشي ماتسوياما)، صديقا طفولة تجمعهما حادثة في إحدى محطات مترو الأنفاق؛ إذ يحاولان إنقاذ شخص سكير وقع على مسارات القطار، وعلى عكس النهايات السعيدة، ينتهي مسعاهما بالفشل، وتتناثر أشلاءهما في الأرجاء.
بعدها نجد كلًا من كرونو وكاتو وقد بعثا للحياة في حجرة غريبة تتوسطها كرة معدنية سوداء مجهولة، وتعد بمثابة كيان فضائي يدعى “غانتز”، ترسلهما لخارج طوكيو في مهمات للقضاء على الفضائيين المختبئين بين البشر مقابل نقاط.
وفي النهاية تمنحهما اختيارات عند جمع 100 نقطة، إما إيقاف تلك المهمات وكسب حريتهم والعودة لعيش حياة طبيعية مجددًا أو إعادة شخص مات للحياة، ودون اختيار منهم يجد كلًا من كاي وكاتو نفسيهما في خضم تلك الأحداث مع أشخاص آخرين هدفهم الأساسي نيل حريتهم.
الفيلم من إخراج شينسكوي ساتو، وكتابة سيناريو يوسكي واتانبي، كما أصدرا جزءًا ثانيًا منه في نفس العام بعنوانGantz: perfect Answer، والجدير بالذكر أن شينسوكي ساتو يعمل حاليًّا على إخراج فيلم إينوياشيكي البطل الأخير ليصدر في أبريل 2018.
جوست إن ذا شيل 2017
منذ أن أُعلن تحويل المانغا ذائعة الصيت الشبح في القوقعةGhost in the Shell للمانغاكا ماساموني شيرو لفيلم هوليوودي من إخراج روبرت ساندرز وبطولة سكارلت جوهانسون، حتى تعالت بعض صيحات وتعليقات الاعتراض السيبرية على المواقع المهتمة بالمانغا والأنمي، وبخاصة لاختيار سكارلت جوهانسون للقيام بدور موتوكو كيسنجاني لكون أصل الشخصية يابانية.
وعلى الرغم من بعض الانتقادات التي وجهت إليه، وعدم تحقيقه لإيرادات جيدة، نجح في الوصول للمشاهد العادي الذي لم يقرأ المانغا أو يشاهد فيلم الأنمي المقتبس عنها.
تدور أحداث الفيلم في المستقبل؛ حيث تشكل التكنولوجيا السايبرنية قلب ذاك العالم المستقبلي، بما تسمح للمرء بالاستعاضة عن أعضائه البشرية بأعضاء سايبرنية تمامًا، بما يجعل الحدود تكاد تتلاشي بين ما هو بشري وما هو سايبورج، بالإضافة إلى تكنولوجيا أخرى تسمح بربط الأدمغة البشرية بشبكات الإنترنت.
تتركز قصة الفيلم حول الرائد موتوكو كيسنجاني التي تكلف بمهمة القبض على هاكر غامض يدعى “محرك الدمى”، وهي المهمة التي ستدخلها في دوامة من الأحداث وتبدأ معها مجموعة من التساؤلات الفلسفية عن هويتها الذاتية في هذا العالم وتحديد موقعها منه، وما معنى أن تكون بشريًا.
كيسيجو 2014
الطفيلي أو كما يعرف بالإنجليزية پاراسايت، هو فيلم ياباني مقتبس عن مانغا تحمل ذات الاسم للمانغاكا هيتوشي إيواكي، وقد نشرت في الفترة بين عامي 1988 و1995 عبر إصدار مجلة أفترنون الشهرية، وتنتمي لنوعية الخيال العلمي الممزوجة بالرعب، كما تحوي عدد من المواقف التي تحمل صبغة الكوميديا السوداء.
تدور أحداث الفيلم حول بداية غزو كائنات فضائية تدعى الطفيليات لكوكب الأرض عن طريق احتلال الأجساد البشرية من خلال السيطرة على عقول ووعي المضيفين (البشر)، ومن بين أولئك الأشخاص نجد شينيتشي إيزومي، وهو طالب في السابعة عشر من عمره الذي لحسن حظه كان يضع سماعات الهاتف في أذنيه مما منع الطفيلي ميجي من السيطرة على عقله ووعيه مباشرة، لتحدث معركة قصيرة فيما بينهما تنتهي باحتلال الطفيلي ليده اليمنى.
تتغير حياة شينيتشي بعد تلك الحادثة تمامًا، ويصبح صديقًا لذلك الطفيلي، إلا أنه في نفس الوقت تبدأ الطفيليات الأخرى في ترهيب البشر، وتنتشر حوادث القتل المرعبة، يحاول شينيتشي إخفاء هويته وطبيعة حالته حتى لا يصبح بدوره مطاردًا من السلطات أو يجد نفسه خاضعًا لاختبارات معملية لاستكشاف حالته، ومع ذلك يجد نفسه منخرطًا في تلك المعركة بين البشر والطفيليات، ليأخذ دور بطولي في مواجهة الطفيليات ومحاولة إيقافهم، وهو الأمر الذي يجعلهم يضعونه نصب أعينهم والقضاء عليه.
صدر من الفيلم جزء ثانٍ عام 2015، وهو من بطولة شوتا سوميتاني وإخراج تاكاشي يامازاكي، كما كتب السيناريو للفيلم ريوتا كوساوا.
الجدير بالذكر أن سلسلة الأنمي التليفزيونية عرضت في نفس توقيت عرض الأفلام تقريبًا.
باتل رويل 2000
يعد فيلم المعركة الملكية Battle Royale للمخرج كينجي فوكاسكو، أحد أشهر وأنجح الأفلام اليابانية في مطلع الألفية الجديدة، وقد كان له أثر بالغ على المخرج كوينتن تارانتنيو، فالشخصية التي أدتها الممثلة اليابانية شياكي كورياما في ثنائيته الشهيرة اقتل بيل “kill Bill” تكاد تشبه شخصيتها في فيلم باتل رويال، كما لا يخفى أثره أيضًا عن سلسلة أفلام الفانتازيا الشهيرة ألعاب الجوع Hunger Games.
تدور أحداث الفيلم في نسخة مستقبلية من اليابان، حيث وصلت نسبة البطالة لـ15%، وبلغ عدد العاطلين 10 ملايين، بالإضافة إلى مقاطعة ما يقرب من 800 ألف طالب للمدارس، عالم فقد فيه البالغين ثقتهم بأنفسهم، وأحسوا بالرعب من الشباب والمراهقين، في ذلك العالم أقرت الحكومة اليابانية ما يعرف بقانون الإصلاح التعليمي لكبح جماح المراهقين.
ترتكز أحداث الفيلم حول الطالب شويا ناناهارا الذي يحاول التغلب على آثار حادثة انتحار والده، ليجد نفسه والفصل 3 بي تم اختيارهم للمشاركة في باتل رويال طبقًا لقانون الإصلاح التعليمي، حيث تضعهم قوات الدفاع اليابانية في جزيرة منعزلة وتخبرهم بقاعدة بسيطة: “اقتلوا كل شخص حتى ينجو واحد منكم، أو سنقتلكم جميعًا”، ليواجه طلاب الفصل ذواتهم الحقيقية أمام تلك القاعدة والمعضلة.. هل بوسعهم قتل من كان يعد صديقهم قبل هذا الوقت؟!
الفيلم مقتبس عن رواية كتبت عام 1996 للكاتب الياباني كوشون تاكامي، ولكنها لم تنشر إلا بحلول عام 1999، كما حولت إلى مانغا بين أعوام 2000 و2004، ونظرًا لطبيعتها الدموية المفرطة لم تحول لمسلسل أنمي.
أولد بوي 2003
أو الصبي العجوز هو فيلم للمخرج الكوري الجنوبي ذائع الصيت بارك شين وول، وهو أحد أفلام ثلاثية الانتقام التي بدأها عام 2002 بفيلم “تعاطفًا مع سيد الانتقام Sympathy for Mr. Vengeance“.
مقتبس عن مانغا يابانية تحمل نفس الاسم للمانغاكا مينجيشي نوبواكي، وحاز الفيلم الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان كان عام 2004، وهو الأمر الذي لم يحققه أي فيلم مقتبس عن مانغا يابانية من قبل.
تدور أحداث الفيلم حول أوه دي سو “تشوي مين سيك” الذي اختطف ذات ليلة ووضع في غرفة فندقية هي كالسجن لما يقرب من 15 عامًا، من دون أي تواصل بشري أو كلمة واحدة من خاطفيه، ودون أن يعرف سببًا واضحًا لاختطافه وسجنه هكذا، وهو الأمر الذي كاد يقوده لحافة الجنون.
ولسبب غير معلوم يفرج عنه بعد تلك المدة، ويوضع من شخص مجهول في مسار يقوده للانتقام والثأر من الشخص الذي أفسد حياته وسرق عمره، والبحث عن ابنته التي تم تبنيها بعد موت زوجته.
في هذا الفيلم، عليك أن تستعد لجرعة مكثفة من العنف المفرط والصدمات واليأس التام، خلال رحلة أوه دي سو للانتقام والخلاص.