أثبت التاريخ أن الطلاب كانوا دومًا في طليعة الثورات ولا شيء يقف في طريقهم إذا ما نجحوا في تنظيم صفوفهم وتوحيد الرؤى والأفكار، فالطلاب داخل الجامعات مثلًا تجدهم يشكلون مجموعات ثقافية وسياسية، ولذلك يبدأ الحراك الطلابي في الغالب من الحرم الجامعي، وسرعان ما يخرج إلى الشارع العام إذا كانت القضية تمس قطاعات أخرى من المجتمع المدني.
الكويت في صدارة دول الخليج
على مدى التاريخ، كانت دولة الكويت في طليعة دول الخليج العربي من حيث الحراك الثقافي والسياسي، فقد بدأ الحراك الطلابي فيها قبل الاستقلال عندما نشط طلاب المدارس الأهلية في المطالبة ببرلمانات أهلية مصغرة عام 1936، ويشار إلى أن طلاب الكويت تأثروا ـ آنذاك ـ بالمدرسين الذين تم استجلابهم من العراق الذي كان أكثر تطورًا من الكويت، لكن الحاكم أصر أن يكون طاقم التعليم إما من مصر أو فلسطين، واعتبر أعضاء مجلس المعارف أن تلك الموافقة تعد إنجازًا بحد ذاته.
بعد فترة من الركود، شهد العام 1954 تشكيل “لجنة الأندية الكويتية” وقد كانت بمثابة جبهة قادت الحراك الشعبي شارك فيها الطلاب والخريجون من أجل المطالبة بالديمقراطية والتصدي لشركات النفط الأجنبية والمخططات الاستعمارية في المنطقة العربية وللتضامن مع الكفاح التحرري للشعوب العربية.
وكانت الأندية الثقافية والاجتماعية والرياضية الكيانات المنظمة الوحيدة في المجتمع الكويتي في ذلك الوقت، مثل “النادي الثقافي القومي” و”نادي العروبة” و”نادي الخليج” و”النادي الأهلي” و”نادي الخريجين” و”نادي الجزيرة” و”نادي النهضة”، بالإضافة إلى “نادي المعلمين”.
في صيف 1977 التقى مجموعة من الطلبة الكويتيين الذين كانوا يمثلون ثلاث قوائم طلابية هي: “قائمة المعتدلة” التي كانت تمثل مجموعة من الشباب الوطني، و”قائمة المستقلة” التي كانت تمثل شريحة من الشباب الكويتي الذي وجد في القائمة متنفسًا لطاقاته وإمكاناته، و”قائمة المتحدون” وهي قائمة من شباب كلية الحقوق وكانوا يخوضون انتخابات جمعية القانون إضافة إلى ممثل القائمة الإسلامية.
جَمَع بين تلك القوائم التعبير عن حالة الاحتجاج الطلابي السائد في تلك الفترة وعن حجم الاعتراضات المتزايدة ضد التيار الذي كان يقود الاتحاد آنذاك، حيث كانت قائمة الوسط الديمقراطي تتولى آنذاك إدارة الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، وخلال تلك المرحلة كان دستور الاتحاد يتعرض لتجاوزات نقابية كبيرة ومخالفات لائحية متكررة.
رأى مراقبون كويتيون أن الفوز المتكرر للائتلافية متوقع لأسباب عدة، أبرزها صفة التنظيم التي تتمتع بها القائمة دون سواها في الوسط الجامعي وحتى خارج أسواره
وكانت ميزانية الاتحاد تتلاشى وتختفي بل وتتراكم عليها الديون بفعل النهب المنظم والاختلاسات المتواصلة، وكانت قيادة الاتحاد نفسها منبوذة في الساحة الطلابية بسبب تعصبها الأيدولوجي وشذوذها الفكري وممارساتها السيئة تجاه هذا الوضع المتردي، وهذه الحالة المتقدمة من الذبول والضمور كان لا بد من مبادرة تنقذ الاتحاد من الغرق وتعيد الأمور إلى نصابها، لذا قررت هذه المجموعة من الطلبة تأسيس قائمة موحدة باسم “الائتلافية ” تضم القوائم الثلاثة التي سبق ذكرها، ليحظى التكتل الجديد بدعم القائمة الإسلامية رغبةً في التغيير وسعيًا لقيادة الاتحاد الوطني لطلبة الكويت بروحٍ جديدة.
يشار إلى أن القائمة ظلّت تستحوذ على مقاعد الاتحاد الوطني لطلبة الكويت منذ تأسيسها، إذ فازت به في سبتمبر/أيلول الماضي للمرة الـ39 على التوالي.
ورأى مراقبون كويتيون أن الفوز المتكرر للائتلافية متوقع لأسباب عدة، أبرزها صفة التنظيم التي تتمتع بها القائمة دون سواها في الوسط الجامعي وحتى خارج أسواره، فعلى الرغم من أن بعض التيارات السياسية تدعم قوائم طلابية دون إعلان ذلك جهرًا، فإن الدعم الذي تحظى به الائتلافية من بعض التيارات، لا سيما في مجال إعداد الكوادر، يبدو فائقًا على نظيراتها الأخرى من القوائم.
التجربة الطلابية في الكويت تجربة عريقة وصاحبة سبق
يضيف المراقبون أن بعض القوائم تستخدم “الغلبة العددية” لبعض القبائل، فتضم مرشحًا عنهم ضمن صفوفها لتضمن تصويت أبناء القبيلة لهم، وقد لا تكون الائتلافية بعيدة عن هذا النهج، خصوصًا بالنظر إلى قائمة مرشحيها لمقاعد الاتحاد التي خاضت بها الانتخابات وفازت، وهو أمر دارج لدى قوائم أخرى أيضًا.
ومن أبرز قيادات قائمة الائتلافية مصعب الملا رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت سابقًا، بالإضافة إلى مشاري الديحاني نائب رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت لشؤون الفروع.
إماراتيون يتأثرون بتجربة الإخوان المسلمين في مصر
يمكن القول إن الحراك الطلابي في دولة الإمارات قادته جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي، ونبعت فكرة الإصلاح من تأثر الطلاب الإماراتيين بتجارب الإخوان المسلمين في مصر؛ فبعد عودة بعض الطلبة الإماراتيين في الستينيات (قبل استقلال البلاد) من دراستهم في الجامعات المصرية، فكروا في إنشاء جماعة تمارس أنشطتها وتنشئ مؤسساتها ومحاضنها التربوية في البلاد، لتستقطب الشباب إلى أفكار الجماعة، وتهيئهم ليكونوا كوادر مؤثرة في المجتمع الإماراتي الوليد.
ونجحت الجماعة في جهودها واستطاعت عبر كسب تعاطف ودعم نخبة من رجال الأعمال والوجهاء وعلماء الدين إنشاء إحدى أقدم الجمعيات الأهلية في الإمارات.
تلقت الجمعية الوليدة رعاية أبوية ومساهمة رمزية من إخوان الكويت، حيث ساهمت جمعية الإصلاح الكويتية بتأثيث مقرها، واستمر هذا الترابط العضوي بين فرعي الإمارات والكويت سنوات عديدة، عبر اللقاءات والزيارات وإقامة المخيمات الصيفية في الكويت، وتنظيم الرحلات.
جدير بالذكر أن جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي الإماراتية التي تعرف نفسها بأنها حركة دعوية اجتماعية خيرية ذات توجه سياسي ـ إسلامي تأسست رسميًا سنة 1974، أي بعد ثلاث سنوات من توحيد دولة الإمارات بشكلها الحاليّ.
هناك العديد من الشخصيات البارزة في صفوف المعتقلين من بينهم: حمد رقيط أحد مؤسسي “جماعة الإصلاح” من الشارقة وعيسى السويدي المدير السابق لمنطقة أبوظبي التعليمية
هناك العديد من الشخصيات البارزة في صفوف المعتقلين من بينهم: حمد رقيط أحد مؤسسي “جماعة الإصلاح” من الشارقة وعيسى السويدي، المدير السابق لمنطقة أبوظبي التعليمية وأحمد بن غيث السويدي موظف مدني رفيع المستوى واقتصادي معروف والمدونين: خليفة النعيمي وراشد الشامسي وعمران رضوان.
وينتمي السويدي والشامسي والنعيمي إلى أكبر القبائل في دولة الإمارات وأكثرها نفوذًا، كما تجري محاكمة المحامين محمد المنصوري ومحمد الركن وسالم الشحي، والركن هو أحد أبرز المحامين في البلاد في مجال حقوق الإنسان، وكان قد ساعد في الدفاع عن اثنين من أعضاء جماعة “الإمارات 5” (اتُهما عام 2011 بإهانة السلطات علنًا ولكن أعفي عنهما في النهاية)، وكذلك أعضاء جماعة “الإمارات 7″، واعتقل الشحي لدى وصوله إلى مكتب نيابة أمن الدولة لتمثيل الركن.
الإعلام الإماراتي.. حشد الطلاب
ينقل الإعلام الرسمي في دولة الإمارات باستمرار فعاليات طلابية تشهد أهازيج وأناشيد وطنية تحفل بعبارات الولاء ومعاني الوفاء للقائد، وتشرف وزارة التربية الإماراتية على مسابقات البيئة المدرسية كل عام يتم فيها تكريم الفائزين وتجديد الولاء للقيادة السياسية.
كما تقيم الجامعات الحكومية في الإمارات فعاليات مستمرة لدعم سياسات أبوظبي والترويج للقرارات الحكومية وسط مجتمع الطلاب، ومن أبرز ما يؤكد تغلغل الأجهزة الأمنية في المؤسسات التعليمية بدولة الإمارات إسناد منصب رئيس جامعة الإمارات لعلي النعيمي الذي يدير في الوقت ذاته منصة إعلامية مقربة من جهاز الأمن الإماراتي هي (بوابة العين الإخبارية).
وفي الإطار عينه يقول علي سعيد الكعبي نائب مدير جامعة الإمارات لشؤون الطلبة والتسجيل: “الدولة تحظى بقيادة أولت التعليم الاهتمام الذي يستحق، وصار التعليم بشكل عام والجامعات على وجه الخصوص منارات للثقافة والابتكار، وأصبحت كذلك حصونًا منيعة ضد التطرف والأفكار الهدامة، وذلك من خلال تحصين الشباب بالإسلام الوسطي والفكر المتنور المتسامح الذي لا يختزل الحقيقة والمعرفة والدين في شخصه وإنما من خلال التعاطي مع الآخر وقبول التنوع”.
وكانت وسائل إعلام قد أوردت في أغسطس/آب الماضي، أن طالبًا إماراتيًا تعرّض للفصل من مدرسته، عقب تداول فيديو له على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، يطالب فيه بالسماح للطلاب بالصلاة داخل المدرسة، كما تداول مغردون إماراتيون أنباء عن استدعاء والديه للتحقيق معهما، للاشتباه في انتمائهما لجماعة الإخوان المسلمين.
وكان الطالب الإماراتي قد ناشد السلطات الإماراتية خلال الفيديو، بالسماح له ولزملائه على أقل تقدير بصلاة الظهر في أثناء وقت الدراسة، قائلًا “رسالة لأصحاب القرار أتكلم بلساني ولسان كل طالب بالإمارات، أن يتم اعتماد صلاة الظهر بجميع مدارس الدولة وخاصة المدارس الخاصة، بيكفي زاد المنهج والحصص من 7 صباحًا لـ 3.5 وقت صلاة العصر ما عندنا وقت نصلي الظهر، ما بيصير مشكلة إننا نصلي في 10 دقائق”.
قطر.. نادي الطليعة منفذ الطلاب والخريجيين
يروي الباحث القطري علي خليفة الكواري قائلًا: “بعد أن عدت من مصر عام 1958 حاصلاً على الإعدادية من هناك، ومطلعًا على نشاط المسرح ونشاط جمعية الشبان المسلمين الاجتماعية والدينية، تم التواصل بين أفراد من مجموعتين وبآخرين من زملاء الدراسة وزملاء العمل وبدأنا حركة من أجل تأسيس نادي الطليعة الثقافي.
ويضيف الكواري “بدأ النادي نشاطه بجدٍ وركزنا على ثلاثة نشاطات أولها مجلة النادي وقد تولى أحمد الخال رئاسة تحريرها وصدرت شهريًا في ثلاث نسخ مطبوعة على الآلة الكاتبة نعلق أحدها على الحائط والثانية نضعها في المكتبة والثالثة نحتفظ بها، وثانيها: نشاط الرحلات وقد تولاه ناصر بن أحمد آل ثاني وكان نشاطًا بارزًا هدفه تغطية رحلات النادي لشبه جزيرة قطر، بحيث يكون الهدف من كل رحلة هو التعرف على منطقة من مناطق قطر وزيارة معالمها، فزرنا شمال قطر وغربها والخرارة في جنوبها، ولهذه الرحلات ذكريات جميلة وصور وثقت بعض آثار قطر التي اندثرت مثل قلعة مرير وقلعة الزيارة.
https://twitter.com/QAYON/status/970237990302900224
طلبة قطريون يقاطعون أكاديميًا أمريكيًا مواليًا لـ”إسرائيل”
فيما يتعلق بالحراك القطري حديثًا، فقد قاطع طلبة جامعيون قطريون مطلع مارس/آذار 2018 محاضرة لأكاديمي أمريكي موالٍ لـ”إسرائيل” تحت عنوان “القانون والإعلام” في جامعة نورثويسترن – قطر.
وخلال حديث المحاضر الأمريكي آلان ديرشويتز، خرجت مجموعة من الطلبة القطريين حاملين الأعلام الفلسطينية، فيما ارتدت طالبات الكوفية الفلسطينية، وخاطبنه بالقول: “الصهاينة غير مرحب بهم في قطر”، وسط تصفيق وهتاف من الحضور.
وكانت الصفحة الرسمية لـ”شباب قطر ضد التطبيع” على “تويتر” دعت في وقت سابق إلى مقاطعة المحاضرة، ووصفته بأنه “صهيوني بنى اسمه ووظيفته من وراء دفاعه عن المشروع الصهيوني وتبرير مجازره”.
وأضافت الصفحة أن ديرشويتز “اشتهر بكتابه الذي أصدره بعنوان The Case For Israel الذي حاول فيه أن يقدم حججًا تدعم موقف الكيان الصهيوني في قمعه للفلسطينيين”، معربة عن استغرابها من “استضافة قطر لكاتب هذا الكتاب، ليس فقط لكونه صهيونيًا، بل لأنه أيضًا اعتمد في بناء حججه على معلومات مزورة ومصادر مشبوهة”.
السعودية.. حراك قديم حديث
عشية 25 من نوفمبر 1979، وخلال ذكرى عاشوراء خرج مئات من الشباب والطلاب الشيعة في القطيف والأحساء إلى الشوارع بعد قراءة عاشوراء التي ألقاها حسن الصفار والسيد مرتضى القزويني وخطباء آخرون، وقد قرر المعزون الشيعة إحياء مراسم عاشوراء بصورة علنية وأخذت منحى سياسيًا، فيما تدخّل الحرس الوطني الذي كان يرأسه الملك عبد الله سابقًا.
استخدم الخطباء المتضامنون مع “حركة الرساليين الطلائع” الحسينيات لتحريك الشيعة في المنطقة، وبالتالي تحدي الحظر الرسمي بممارسة الشعائر بصورة علنية، في إشارة إلى عزمهم كسر الحظر الحكومي.
وعشية السابع من محرم 26من نوفمبر، أحيا الشيعة مواكب العزاء التقليدية التي نتجت عنها مسيرات في أنحاء المنطقة شارك فيها نحو سبعين ألفًا وما لبثت أن تحولت إلى مصادماتٍ عنيفة مع قوات الأمن المرابطة في المنطقة، عندما تدخلت الشرطة وجنود من الحرس الوطني لتفرقة التجمعات المشاركة في مواكب عاشوراء في القطيف في 28 من نوفمبر.
أطلقت شرطة الشغب الغاز المسيل للدموع، ومن جهته قتل الحرس الوطني 20 شخصًا وجرح أكثر من 100، أربعة منهم كانت أعمارهم بين 17 – 19 عامًا، وسبعة بين 20 – 30 عامًا وثلاثة بين 30- 40 عامًا وواحد كان عمره 60 عامًا.
ثمانية كانوا طلابًا في المدارس الثانوية، وثمانية كانوا عمالًا، وامرأة وأستاذ مدرسة، واثنين من موظفي أرامكو واعتقل 600 شخص تقريبًا وأطلق الرصاص على المتظاهرين.
اعتقلت السلطات السعودية الشابة نهى البلوي بعد نشرها مقطع فيديو انتقدت فيه بشدة، التطبيع العربي مع “إسرائيل”
في عام 2011 الذي انطلقت فيه ثورات الربيع العربي، شهدت عدة مدن سعودية مجموعة احتجاجات متفرقة بدأت يوم الجمعة28 من يناير/كانون الثاني متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك.
قاد هذه الاحتجاجات قلة من المواطنين السعوديين الشيعة وأهالي وعائلات ذوي المعتقلين الجهاديين السلفيين للمطالبة بإطلاق سراحهم وبإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، وأدت الاحتجاجات إلى إطلاق قرارات من الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم الجمعة 18 من مارس/آذار 2011 في كلمة له أذاعها التليفزيون السعودي الرسمي وشملت القرارات إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وإنشاء برنامج مخصص لإعانة العاطلين عن العمل وغيرها من القرارات.
حديثًا، في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي اعتقلت السلطات السعودية الشابة نهى البلوي بعد نشرها مقطع فيديو انتقدت فيه بشدة التطبيع العربي مع “إسرائيل”، وقال مغردون على صفحة باسم “معتقلي الرأي”، إن السلطات مدَّدت فترة احتجاز البلوي إلى 35 يومًا، بعد أن استدعيت للتحقيق معها على خلفية نشرها مقطع فيديو انتقدت فيه بشدة التطبيع العربي مع “إسرائيل”، مؤكدين أنها لم تخرج أو تظهر حتى الآن.
https://www.youtube.com/watch?v=9PrrvqNiKrs
أفرجت السلطات السعودية عن الناشطة نهى البلوي، بعد نحو شهر من الاعتقال وعن شقيقتها رنا وشقيقها بدر الذين طالبوا بالإفراج عنها.
هل يلعب الحراك الطلابي دورًا جديدًا في الخليج؟
تأثيرات الربيع العربي تبدو واضحة في طريقة حركة الطالبات والطلاب الخليجيين، وتجمُّعهم للتعبير عن مطالبهم المشروعة، ولكن مع ذلك لا يمكن المبالغة في تقدير هذا الأمر وتضخيمه.
إن طلاب وطالبات الخليج يمكن لهم لفت أنظار المجتمع لمطالبهم المشروعة بل ربما يمتد تأثيرهم إلى خارج أسوار الجامعات والمعاهد العليا ليكون حراكًا شاملًا على غرار ما حدث من قبل في فرنسا ومصر وجنوب إفريقيا
مع ذلك من المهم التأكيد أن طريقة تعاطي الناس مع مشاكلهم تتغيّر، والحراك الطلابي يقدم نموذجًا بجانب نماذج أخرى للإضراب عن العمل في جامعات ومؤسسات مختلفة تتزايد مع مرور الوقت، وهو ما يؤكد وجود تأثير حقيقي يتعلق تحديدًا بثقافة المطالبة بالحقوق واتخاذ أشكال مختلفة وجديدة في التعبير عنها.
طلاب بحرينيون يشاركون في حملات ضد التطبيع مع الكيان الإسرائيلي
يشير الحراك الطلابي إلى سقوط الوهم المتعلق بكون الطالبات والطلاب في منطقة الخليج “مدجنين” بشكل كامل لصالح الأنظمة الملكية، وبعيدين تمامًا عن الأجواء الطلابية المعتادة في البلدان العربية الأخرى، وما يؤكد هذا القول الحراك المضاد للتطبيع من “إسرائيل” وصفقة القرن الذي شهدته دول خليجية.
نستطيع القول إن هناك جيلًا جديدًا سيظهر في وقتٍ ما متى أتيحت له الفرصة، ليقدم مقاربة مختلفة لواقعه، في ظلّ متغيرات داخلية وخارجية عديدة وكبيرة، والكبت ومصادرة حرية التعبير يفاقم الإشكال مع هذا الجيل ويزيد الاحتقان.
إن طلاب وطالبات الخليج يمكن لهم لفت أنظار المجتمع لمطالبهم المشروعة بل ربما يمتد تأثيرهم إلى خارج أسوار الجامعات والمعاهد العليا ليكون حراكًا شاملًا على غرار ما حدث من قبل في فرنسا ومصر وجنوب إفريقيا.