ترجمة وتحرير: نون بوست
قال برنارد شو في إحدى المناسبات إن في هذا العالم الكثير من المتسكعين الذين لا يريدون العمل، لكنهم يرغبون في الحصول على رواتب. في المقابل، يوجد أشخاص على استعداد للعمل حتى يصبحوا أثرياء. في حال كنت تجتهد في عملك إلا أن راتبك لا يلبي لك كافة حاجيتك ولا يكفيك إلى نهاية الشهر فقد حان الوقت لتغيير أمر ما، خاصة وأن بعض الأخطاء التي قد ترتكبها ستحول دون شك من كسبك للمال وتكوين ثروة.
الانتقاص من جدواك على المستوى المهني
في حقيقة الأمر، توجد العديد من القواسم المشتركة التي تجمع بين النساء اللاتي يعجزن عن تكوين ثروة. فغالبا، ترضى المرأة براتب منخفض كما تقلل من شأن كفاءتها المهنية، حيث تعتقد أنها غير مؤهلة بدرجة كافية لأن تتولى منصبا مهما. كما ترفض المرأة عادة تحمل المسؤولية، معتقدة أن إنجازاتها كانت نتيجة صدفة ما أو الحظ. وفي بعض الأحيان، قد تتخذ المرأة موقفا سلبيا إزاء زملائها الذكور على خلفية مبالغتهم في تقدير كفاءتهم المهنية، إلا أنها لا تدرك أن ذلك من شأنه أن يساعدهم في تحقيق أهدافهم.
العمل دون مقابل
يعد العمل دون أجر علامة على الافتقار للكفاءة المهنية، حيث ستستثمر الكثير من الوقت وتستنزف الكثير من طاقتك وقدراتك من أجل ازدهار وربح الشركة لكنك في المقابل لن تحصل على أي شيء. عموما، يجب أن تحصل على مقابل مادي بعد تأدية أي عمل، في حين أنه وفي الحالات الاستثنائية، من المحبذ تقديم بعض الخدمات أو القيام ببعض المهام دون مقابل. في الأثناء، عليك أن تسأل نفسك؛ هل تبذل هذا الجهد بشكل مجاني مقابل اكتساب الخبرة في ذلك المجال؟ في مثل هذه الحالة، يعد العمل من أجل كسب الخبرة أمرا مثمرا جدا ومفيدا للغاية. ولكن، لا بد أن لا تدع هذه الفترة من العمل المجاني تمتد لوقت طويل.
الشعور بالخوف إزاء مناقشة الزيادة في الراتب أو الترقية
غالبا ما تتجنب المرأة التحدث مع رئيسها في العمل حول مسألة الحصول على ترقية أو زيادة في الراتب، حيث تخشى أن يكون غير راض عن عملها بالأساس. خلافا لذلك، تعد مثل هذه المحادثات ضرورية جدا. ففي حال أسندت لك مهام إضافية ولم يتغير راتبك، من المفترض أن تتحاور مع رئيسك في العمل بشأن هذا الأمر. ووفقا لبعض الإحصائيات، ينصح بطلب زيادة في الأجر يوم الجمعة قبل الغداء، بينما من الأفضل تجنب الحديث بشأن هذه المسألة يوم الاثنين في استراحة الغداء أو استراحة القهوة صباحا. ومما لا شك فيه أن الأمر يعتمد في جوهره على السمات الفردية لكل شخص وعاداته.
تجاهل حقيقة أن الوقت يمثل المال
ينقسم الأشخاص في العالم إلى قسمين؛ الأفراد الذين يستنزفون الوقت لتوفير المال، وآخرون على استعداد لإنفاق أي مبلغ فقط لربح الوقت. وعادة ما يوظف الأشخاص ضمن الفئة الثانية وقتهم بشكل أكثر إنتاجية. على سبيل المثال، لنفترض أنه يتحتم عليك أخذ شيء مهم من الطرف الآخر من المدينة، في هذه الحالة سيكون أمامك خيارين. يتمثل الخيار الأول في قضاء ساعتين في الطريق مقابل دولار واحد، أو دفع 5 دولارات مقابل خدمات الشحن. قد يبدو الخيار الأول اقتصاديا أكثر، ولكن إذا كانت قيمة الساعة الواحدة 10 دولارات سيكون عليك إعادة النظر في الأمر.
البقاء في العمل إلى وقت متأخر في الليل
في المجتمع الحديث، يكون على الموظف أحيانا قضاء ساعات إضافية في العمل، بغض النظر عن حالته الصحية. وفي الغالب، توجد العديد من الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة على غرار عدم القدرة على إدارة الوقت بشكل ناجع، والرغبة في إثبات مدى شعور الفرد بالمسؤولية. ولكن لسوء الحظ، لن يساعدك هذا الأمر البتة في كسب المزيد من المال.
التركيز على الأهداف الشخصية فقط
في حقيقة الأمر، يحاول الكثير من موظفي الشركات تسلق السلم الوظيفي صعودا، في حين يركزون اهتمامهم على تحقيق ذلك دون الانتباه إلى ما يدور حولهم. وعلى الرغم من أن هذا التصرف لا يعتبر سيئا، إلا أنه يساهم في الحد من التطور الشخصي للفرد ويمنعه من تعلم أمور جديدة وكسب المزيد من المهارات والعلاقات. من هذا المنطلق، يعد الاهتمام بأمور مختلفة لا ترتبط بالضرورة بمجال اختصاصك مهما للغاية، حيث يعزز من فرص نجاحك، أو قد يسمح لك ذلك بالحصول على دخل إضافي. في الغالب، يثير الأشخاص الذين يملكون اهتمامات متنوعة إعجاب الآخرين في حين أنهم يستطيعون تحقيق نتائج جيدة بشكل أسرع.
لا تحاول أن تطرح على نفسك الأسئلة الأكثر أهمية
ما رأيك في عملك؟ إذا كنت تكسب الكثير من المال، فهل تريد مواصلة العمل في المكان ذاته؟ إذا كنت لا ترغب في أن تواصل العمل في الوظيفة ذاتها، لا بد أن تفكر في الخطوة التالية وكيف يمكنك كسب المزيد من المال. لماذا تعتبر هذه النقطة مهمة جدا؟ في الحقيقة، إذا كنت تحب ما تقوم به، ستستمع كثيرا أثناء العمل، ما سيساهم في تعزيز إنتاجيتك. في الأثناء، إذا لاحظ رئيسك في العمل إخلاصك وحماسك سيقوم بترقيتك. باختصار، لا يمكنك تكوين ثروة من عمل لا تحبه.
اعتبار المال هدفا رئيسيا
من البديهي، اعتبار النقود بمثابة حافز قوي، إلا أن تحقيق النجاح والتنمية الذاتية لا يقوم فقط على المال. في هذا الإطار، إذا ما استوجب الأمر من صاحب المؤسسة الاختيار بين منتدب يسعى فقط للحصول على المال، وبين آخر يرنو إلى مساعدة المؤسسة حتى تتطور وتحقق أهدافها، فمما لا شك فيه، أن اختياره سيقع على الشخص الثاني. يعد المال بمثابة وسيلة لبلوغ أهدافنا، وليس هدفا في حد ذاته. في الأثناء، ينبغي على المرء الاهتمام ببعض الجوانب الأخرى في الحياة. فعندما يتجلى شغف المرء ببعض الأمور بشكل واضح للآخرين، يعزز ذلك من فرص نجاحه. ولا بأس بإنفاق القليل من المال مقابل التمتع بممارسة بعض الهوايات، الأمر الذي قد يجعلك أكثر سعادة وإنتاجية على حد السواء.
التمسك بنسق الحياة المعتاد
يضفي الاقتناع بالوضع الراهن وعدم الطموح لتحقيق غايات أخرى طابعا من الرتابة والملل على الحياة. وفي الغالب، يحول التمسك بنسق حياة معين دون سواه وعدم محاولة اكتشاف أمور جديدة وأفضل، دون تطور الشخص. وفي الأثناء، تجد أن الحياة من حولك في حركة دائمة وأن العالم يتغير باستمرار. وفي حين قد يكون دخلك كافيا لتغطية بعض النفقات الأساسية، لكن ماذا لو أردت السفر إلى باريس ومشاهدة برج إيفل، أو التخطيط لإنجاب طفل، هل سيكفي راتبك الشهري لتغطية هذه المصاريف؟ يمثل إدراك مثل هذه الحقائق حافزا يدفع المرء للعمل أكثر وتحسين وضعيته المادية.
الانغماس في العمل للهروب من بعض المشاكل
يحدث أن ينكب المرء على العمل للتهرب من مواجهة بعض المشاكل اليومية، إلا أن هذا التصرف لا يعد حلا جذريا، ولا يمكن اللجوء إليه دائما. في الأثناء، يصعب على المرء التركيز في عمله في حال كان قلقا بشأن بعض المشاكل الشخصية. وقد أوضحت بعض الدراسات أن الأشخاص السعداء يحققون ربحا ماديا أكثر من غيرهم. من هذا المنطلق، لا يعد الهروب من المشاكل من خلال التركيز على العمل حلا ناجعا، حيث يتوجب على الفرد معالجة مشاكله الشخصية والخلافات التي يعيشها، من ثم التفرغ للعمل.
عدم إيلاء أي أهمية للمظهر الخارجي
توصل باحثون في جامعة إكستر ومختصون في جامعة هارفارد إلى استنتاج مفاده أن الأشخاص الذين يتسمون بقامة طويلة، يكسبون أكثر مقارنة بالأقصر قامة. وأفاد العلماء أن ذلك يعزى إلى سرعة تطور المهارات الاجتماعية بالنسبة للأشخاص ذوي القامة الطويلة والنحيفين، فضلا عن ارتفاع مستوى الذكاء العاطفي، والثقة بالنفس لديهم. لذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار النتائج التي جاءت بها هذه الدراسة، والتسجيل في قاعات الألعاب الرياضية والتمسك بنظام غذائي صحي والمحافظة على الصحة، وارتداء حذاء ذو كعب عالي لحل مشكلة القامة.
القيام بالمطلوب فقط
من المهم للغاية الخروج عن النمط المعهود ومفاجئة صاحب المؤسسة عن طريق القيام ببعض المهام الأخرى غير الموكلة إليك. وسيعود التقيد بهذه الاستراتيجية بالعديد من الفوائد على مستوى حياتك، في حين سيكشف جوانب إيجابية أخرى عنك. بناء على ذلك، حاول أن تتكفل بمهام تتجاوز توقعات الجميع، وقم بالأخذ بزمام المبادرة، خاصة إذا ما كانت فكرتك ستساعد على تحسين سير العمل. وفي الغالب، سيعود عليك ذلك بجملة من الفوائد بما في ذلك على المستوى المادي.
كيف يمكنك كسب المزيد؟
قدم الخبير المالي ومؤلف كتاب “يمكنك التقاعد في وقت مبكر”، ديكون هايس، 80 طريقة لكسب المزيد من المال خلال سنة 2018. وفي إحدى صفحات الكتاب، أورد هايس النصيحة التالية: “اجعل هوايتك مصدر دخل إضافي، وأسس عملا مستقلا، وقم بإجراء دورات على الإنترنت، ولما لا تتعلم أشياء جديدة. كن مدونا، أو ابعث قناة يوتيوب خاصة بك”. بطبيعة الحال، يمكنك القيام بهذه الأمور في حال لم تحقق النصائح المذكورة آنفا النتائج المرجوة. فعلى سبيل المثال، في حال لم يثمن صاحب العمل مجهوداتك وإنجازاتك، لابد أن تغادر وظيفتك وتبحث عن فرص أخرى أفضل.
المصدر: آف بي. ري