السينما عالم ساحر، يجعلك تغوص في تفاصيل أفلامك المفضلة لدرجة أنك في أحيان كثيرة لا تهتم بإجابة لغز النهاية، ربما يعود ذلك لقوة الحبكة التمثيلية للقصة أو لعبقرية الإخراج، ولكن بعد خروجك من هالة الانبهار تبدأ في البحث عن إجابات منطقية، هذا المقال سيساعدك في الوصول لبعض تلك الإجابات التي طالما شغلت تفكيرك.
فيلم “كوكب القرود”
في عام 2011 أُنتج الفيلم الشهير”كوكب القرود” الذي أحدث ضجة كبيرة آنذاك واكتسح صندوق الإيرادات، ويحكي الفيلم عن مارك الذي هبط على سطح كوكب فضائي مأهول بالقرود الذكية، وعلى عكس الرواية الأصلية لم يكتشف الأبطال أنهم على نفس كوكب الأرض، ولكن بعد أن عاد ولبرج للنظام الشمسي (عن طريق عبوره لعاصفة كهرومغناطيسية) اكتشف سيطرة القرود الذكية على كوكب الأرض وجلوس كبير القرود فوق النصب التذكاري للنصر.
لكن السؤال الذي لم يتم إجابته هو كيف وصل كبير القرود لكوكب الأرض؟ لماذا ينتشر القرود بكل مكان؟ هل هذا كوكب الأرض بحق أم أنه كوكب محاكي للأرض؟!
النهاية كانت مربكة ومحيرة جدًا للدرجة التي جعلت صناع الفيلم يضعون تفسيرًا على غلاف نسخ الفيلم المعروضة للبيع.
حسنًا، بعد أن دخل “والبيرج” لكبسولته عائدًا لكوكب الأرض، من المرجح أن كبير القرود وبعض أعوانه دخلوا في الكبسولات الأخرى (كان هناك كبسولتان على الكوكب) وقادوهم في نفس اتجاه والبيرج وعبروا العاصفة الكهرومغناطيسية التي كانت بمثابة بوابة زمنية.
ولكن بسبب الطبيعة غير المستقرة للعاصفة فقد وصلوا للأرض في أزمنة مختلفة، وكما هو واضح أن القرود وصلوا في عصور قديمة في الماضي، ولم يكن لديهم شيء يفعلوه أفضل من السيطرة على الأرض والتكاثر للسيطرة على كل شيء بتوسع، وعند وصول والبيرج أخيرًا بعد رحلته الفضائية وجد القرود أقاموا إمبراطوريتهم على الأرض، هذا التفسير هو التفسير الاجتماعي الجذاب ونحن دائمًا نختار لكم التفسير الجذاب.
كيف كان سايفر يخرج ويعود مرة أخرى من “المصفوفة” وحيدًا؟
في الجزء الأول من فيلم ماتريكس أو المصفوفة، قرر سايفر خيانة أصدقائه، ولكن لكي يتمكن من ذلك كان عليه مناقشة الخطة مع العميل “سميث” داخل المصفوفة. ولكن كيف فعل ذلك؟!
كما شاهدنا في الفيلم، فأنت تحتاج لشخص آخر بجانبك ليساعدك في ربط الوصلات التي تدخلك وتخرجك، ولكي توصل باقي الوصلات في اتجاهات مختلفة، شاهد هذا المشهد.
في ظاهر هذا المشهد يبدو أن سايفر يبرمج كودًا إلكترونيًا، ولكن ما يفعله حقًا هنا هو محاولة منه لتشتيت “نيو” لكيلا يسأل سايفر ماذا كان يفعل قبل دخوله عليه، حسنا، طبقًا لما صرح به صناع الفيلم أنفسهم – الأخوان واتشاوسكي الذين قاموا مؤخرًا بالتحول للأختين واتشاوسكي، كان سايفر ينشئ نظامًا أوتوماتيكيًا لكي يسمح لنفسه بمقابلة العميل سميث، وهذا التفسير منطقي جدًا لأن سايفر أصلاً مختص البرمجة على السفينة، ولذلك فلا أحد يستطيع فعل هذا الأمر غيره.
بالإضافة إلى أنه لم يقل لأحد أنك لا تستطيع دخول المصفوفة وحيدًا، هذا ما افترضه المشاهدون غالبًا بسبب أننا في حياتنا العادية نحتاج لشخص آخر دائمًا ليقوم بهذه المهمة عنا.
لماذا يرسل المجرمون ضحاياهم للماضي ليتم إعدامهم؟!
فيلم “لوبرز”
يحكي فيلم “لوبرز” الذي عرض العام الماضي 2107 عن المستقبل، حيث ستتمكن البشرية أخيرًا من التحكم في السفر عبر الزمن، وهي التقنية التي يستخدمها المجرمون لإرسال أعدائهم للماضي ليعدموا عن طريق قتلة محترفين يسمون “لوبرز”.
يشعرك الفيلم أن هذه الميزة الوحيدة لاكتشاف تلك التقنية، ولكن لنتجاهل كل التفاصيل ونلقي الضوء على مشكلة الفيلم الأساسية. لماذا لا يقتل المجرمون أعداءهم في الزمن الذي يعيشون به ثم يرسلوا الجثث عبر الزمن للماضي للتخلص من أي أثر لهم!
سيكون الأمر منطقيًا أكثر لأن تكلفة الدفن أقل بكثير من تكلفة استئجار قتلة محترفين، ومن زاوية أخرى لكيلا يكون هناك أي فرصة لهروب الضحايا وهو ما حدث في الفيلم بالفعل مرتين.
باعتراف معظم المشاهدين فإن النهاية لم تكن واضحة، ولكن مخرج وكاتب الفيلم شرح في هذا الفيديو تفسير الأحداث؛ حيث وضح أن المشاهدين لم يهتموا جيدًا لوجود شرائح ذكية مزروعة في أجساد الجميع في المستقبل لكي تراقب كفاءة أداء وظائفهم الحيوية، وإن قمت بقتل أي شخص سيتم إرسال إشارة فورًا للشرطة وستجد فرق من القوات الخاصة تحيط بك من كل جانب في ثواني، ولكن إن أرسلت الأشخاص للماضي لن يتم إرسال أي إشارة للمستقبل بالتاريخ الجديد.
لماذا لم تخبر الساحرة الطيبة “دورثي” بكل بساطة أن الخفين بإمكانهم أن يوصلوها لمنزلها؟!
في الفيلم الشهير “الساحر أوز” الذي أُنتج عام 1939، انتقلت “دورثي” إلى الأرض السحرية الخاصة بالساحر “أوز” بواسطة إعصار، ولكي يزيد الأمر تعقيدًا تبدأ القصة بتدمير منزل الساحرة الشريرة مما يؤدي لمقتلها، وتذهب دورثي بعد ذلك لساحرة طيبة تسكن في الشمال، وتعطيها الساحرة الطيبة حذاء الساحرة الشريرة المقتولة كتميمة حظ!
وتخبر دورثي أنها لو أرادت العودة لمنزلها يجب عليها أن تجد الساحر أوز، وهنا تكمن الكذبة الكبيرة، لقد اتضح أن دورثي كان باستطاعتها العودة للمنزل في أي وقت تريده!
وعندما سئلت عن سبب إخفائها للأمر وعدم البوح به من البداية ردت “جليندا” أن دورثي كانت غير مستعدة لتصديقها!
في الكتاب الأصلي للرواية، كان هناك ساحرتان طيبتان: “جليندا” وهي الساحرة التي ستخبر دورثي كيف ستعود لمنزلها، والساحرة الأخرى التي تقترح على دورثي الذهاب للبحث عن الساحر أوز، ولكن يبدو أن منتج الفيلم قرر دمج الشخصيتين في شخصية ساحرة واحدة لتقليل المصاريف مما تسبب في هذا التناقض في الأحداث.
يبدو أن القائمة تطول بالأفلام ذات النهايات والأحداث غير المنطقية مما يرفع عنا الحرج ولو قليلاً ونحن نشاهد الأفلام العربية ذات الأحداث الغريبة، ولن نحزن عندما نشاهد محمد هنيدي الابن الوحيد لأبيه في فيلم “عسكر في المعسكر” يذهب للتجنيد، بينما تسقط هذه الخدمة في الحقيقة عن أي ولد وحيد من الأساس.