بعد أن فتحت أوروبا أبوابها لاستقبال رئيس الوزراء الليبي السابق علي زيدان، فتحت كبرى وسائل الإعلام العالمية أبوابها لزيدان ليدلي بتصريحاته وآرائه في ما حصل وما يحصل في ليبيا خلال 15 شهرا قضاها رئيسا للوزراء وبعد أسابيع من عزله وخروجه من ليبيا.
وإن كان من واجب أوروبا أن تستضيف من لجأ لها، ومن حق وسائل الإعلام العالمية أن تسأل زيدان عن آرائه، فإن المستغرب هو كيف يتحدث سياسي يصف نفسه أنه ديمقراطي، فيقول أن كتلتين في البرلمان تآمرتا عليه لإقالته عبر التصويت داخل البرلمان.
واتهم زيدان كتلتين من التيار الإسلامي في المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، هما كتلة الوفاء لدماء الشهداء وكتلة العدالة والبناء، بالوقوف وراء إقالته عبر التصويت لنزع الثقة منه.
وأضاف زيدان واصفا جماعة الإخوان المسلمين التي تنتمي إليها كتلة العدالة والبناء بالجماعة المتطرفة، قائلا: “هذه الجماعات لا تريد أن تكون في ليبيا حكومة مدنية وأن تكون هناك دولة قانون.. هم يريدونها على صورة ما يجري في أفغانستان”.
نفس الخطاب الذي كان حكام شمال إفريقيا يرددونه قبل الثوارات لإجبار حكام جنوب أوروبا على دعمهم، ردده رئيس الوزراء الليبي المقال علي زيدان قائلا: “ليبيا قد تصبح قاعدة لتنظيم القاعدة في أية عملية في إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا والمغرب وفي أي مكان”، مضيفا أن “السلاح منتشر في كل مكان والذخيرة في كل مكان”.
ومن جهة أخرى قال رئيس المؤتمر الوطني الليبي، نوري أبوسهمين، أن “ليبيا بدأت في إرساء لبنة هامة في عملية التحول الديمقراطي بانتخاب الهيئة التي ستتولى إنجاز مشروع دستور ليبيا الجديدة، كما سنسلم نهاية الشهر الجاري قانون الانتخابات للمفوضية العليا للانتخابات”.
وأضاف بوسهمين، في كلمة له بالقمة العربية العادية الخامسة والعشرين بالكويت: “النسيج الاجتماعي الليبي متماسك، ولا يمكن لأي مغامر أن يحدث شرخًا في هذا النسيج .. وتمكّنا من وضع خارطة طريق واضحة المعالم أقرها المؤتمر الوطني العام وبدأنا في تنفيذها فعليًا”.
وكان المؤتمر الوطني قد أقال علي زيدان في الـ11 من الشهر الجاري، وكلف وزير الدفاع عبدالله الثني بتسيير الحكومة حتى اختيار رئيس وزراء جديد، وذلك على خلفية الضجة التي أثارتها ناقلة النفط التي تحمل علم كوريا الشمالية والتي قيل آن ذاك أن علي زيدان سهل عملية إفلاتها من قبضة الجيش الليبي.