أعلنت الحكومة الأمريكية منتصف هذا الشهر عن قرارها بتلبية المطالب الدولية وتحييد هيئة ICANN ووضعها تحت تصرف المجتمع الدولي بعد أن بقيت طيلة ال15 سنة الماضية مؤسسة حكومية أمريكية.
وICANN هي الجهة الضابطة للإنترنت والمتخصصة في توزيع أسماء المجال ونطاقات الإنترنت (مثل .com و.net)، وكانت دول ومؤسسات دولية من بينها الأمم المتحدة، تطالب الولايات المتحدة بالتخلي عن سيطرتها الكاملة على ICANN، وسط رفض أمريكي شديد.
وقد برزت مسألة تحويل إدارة الإنترنت لأطراف دولية خلال قمتي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جنيف عام 2003 وفي تونس عام 2005، وزاد الاهتمام الدولي بها بسبب فضائح التجسس الأخيرة التي كشفها عميل وكالة الأمن القومي السابق إدوارد سنودن.
وفي حوار لفادي شحادة، رئيس ICANN ومديرها التنفيذي، قال أن الحكومة الأمريكية اتخذت القرار وأن تنفيذه سيبدأ انطلاقا من سنة 2015، مؤكدا أن سياسة هيئة ICANN ستتمثل في الإبقاء على كل شيء كما هو من الداخل دون أي تغيير، مع نقل تبعيتها من الحكومة الأمريكية إلى المؤسسات الدولية.
وبمجرد إعلان الولايات المتحدة تخليها عن هذا الدور بدأ الصراع بشأن الجهة التي ستتحكم في إدارة الإنترنت مستقبلاً، لاسيما وأن هذه القضية تلعب دوراً مهما ًفي تأمين التعامل عبر شبكة الإنترنت، سواء فيما يتعلق بالرسائل الإلكترونية أو تبادل المعلومات على مواقع التواصل الإجتماعي مثل فيسبوك وتويتر.
وبينما يرى الاتحاد الدولي للاتصالات أن مسألة إدارة الإنترنت يجب أن تكون في يد هيئة تابعة للأمم المتحدة، تسعى بعض الدول مثل روسيا والصين وتركيا وعدد من الدول الناشئة للفوز بتنظيم إدارة الإنترنت على المستوى المحلي لتكون لها الكلمة العليا في اختيار العناوين الإلكترونية وتنظيمها داخل بلادها.