ترجمة وتحرير: نون بوست
كان أحد الشبان يحاول سحب قضيب حديدي من الجدار الإسمنتي، وهو كل ما تبقى من منزله، الذي أصبح مجرد ركام. وعندما بدأ الشاب في حفر الجدار بواسطة فأس، كاد أن يلقى حتفه جراء الحجارة المتساقطة. ورغم ذلك، أصر هذا الشاب على إكمال عملية الحفر قائلا “سأبيع القضيب الحديدي مقابل 400 جنيه”. ولعل الأمر المثير للاستغراب هو أن هذا الشاب يغامر بحياته من أجل قضيب حديدي لا تتجاوز قيمته 18 يورو.
يعد هذا الشاب واحدا من بين 13 ألف شخص و4531 عائلة دُمرت بيوتهم في “مثلث ماسبيرو”، وهي من إحدى المناطق الواقعة في قلب مدينة القاهرة. ستستبدل هذه البيوت المدمرة بأخرى حديثة، وذلك في إطار مشروع مصر المستقبل، الذي وضعه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي فاز خلال الأسبوع الماضي بولاية جديدة بنسبة 97 بالمائة.
تقع منطقة ماسبيرو على ضفاف نهر النيل، أي بين المراكز المالية المصرفية والمباني الشاهقة لوزارتي الخارجية والإعلام وميدان التحرير، حيث تجمع مئات الآلاف من المتظاهرين خلال سنة 2011. وتعد منطقة ماسبيرو، التي تمسح حوالي سبعة هكتارات، من أغلى المناطق في منطقة الشرق الأوسط.
تعتبر منطقة ماسبيرو مرآة عاكسة للوضع في مصر، التي أصبحت دولة بوليسية
إلى حد الآن، تعتبر ماسبيرو منطقة فقيرة، حيث تضم العديد من العائلات الفقيرة، التي تقطن في بيوت صغيرة بنتها بأيديها. عندما انتقل أهالي صعيد مصر إلى مثلت ماسبيرو قبل أربع أو خمس أجيال، لم تكن هذه المنطقة تضم ناطحات سحاب وتعاني من الاختناق المروري. في ذلك الوقت، لم تكن القاهرة مدينة كبيرة كما تبدو اليوم.
يبدو أنه لا يوجد مكان للفقراء في قاهرة المستقبل. وعلى هذا الأساس، يجب على المواطنين الفقراء القاطنين في وسط مدينة القاهرة مغادرة بيوتهم. في الأثناء، يحاول عدد لا يحصى من الشبان حفر بيوتهم لإخراج الخشب والحديد بهدف توفير المال قبل ترحيلهم بشكل قسري.
في الواقع، تعتبر منطقة ماسبيرو مرآة عاكسة للوضع في مصر، التي أصبحت دولة بوليسية. يشعر الأهالي بالإحباط، وهو ما يجعلهم يفكرون في الهروب من البؤس والقمع بأي طريقه. وعموما، تعتبر ماسبيرو مثالا حيا للحياة اليومية لمائة مليون مصري. كما تقدم هذه المنطقة فكرة عن مستقبل أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان بحلول سنة 2050.
كان عبد الوهاب، وهو رجل قوي في أواخر الثلاثينات من عمره، يراقب من بعيد جاره الشاب وهو يتصارع مع القضيب الحديدي. ولقد أخبرنا عبد الوهاب أن جاره يرفض مغادرة ماسبيرو، مما دفعه إلى هدم بيته بمفرده. وكان هذا الرجل يرتدي قميصا أزرق داكنا كتبت عليه عبارة “هيرو كومباني “، والغبار يغطي كتفيه وشعره الأسود.
كانت الجرافات التابعة للحكومة المصرية تقوم بإزالة أطنان من الحطام مخلفة الكثير من الغبار. وحيال هذا الشأن، أورد عبد الوهاب أنه “خلال الأسبوع الماضي، قدمت جرافة لهدم بيت مأهول بالسكان. فبادرتُ رفقة بعض الرجال الآخرين بالوقوف في وجه هذه الجرافة بهدف إنقاذ هذا البيت من الهدم”.
منذ التطرق إلى مشروع القاهرة الجديدة لأول مرة سنة 2008، تظاهرت الآلاف من العائلات تنديدا بقرار الترحيل القسري
قبيل الانتخابات الرئاسية الأخيرة، خيرت الحكومة المصرية سكان ماسبيرو بين الحصول على تعويض مالي يقدر بحوالي خمسة آلاف يورو والبحث بأنفسهم عن مسكن جديد، أو الانتقال للعيش في شقة بمدينة “تحيا مصر”، التي تبعد 30 كيلومترا عن القاهرة. ولكن في هذه الحالة، يتعين على المتساكنين دفع آلاف اليوروات. في نهاية المطاف، قبلت ثلاثة آلاف عائلة بالتعويض المالي، فيما خيرت حوالي 400 عائلة الانتقال إلى مدينة “تحيا مصر”. ولعل الأمر المثير للقلق هو أن بعض العائلات ستضطر للانتظار لمدة أشهر إلى حين انتهاء أشغال بناء الشقق الجديدة
كان عبد الوهاب جالسا على كرسي أمام بيته، الذي لم يتعرض للهدم. في هذا السياق، أفاد هذا الرجل وهو يهز رأسه “أتفهم موافقة بعض العائلات على مغادرة بيوتها خاصة أن بعضها عاشت على أسطح الثكنات العسكرية في ماسبيرو، وهو ما أجبرها على القبول بالحصول على خمسة آلاف يورو، فيما ترى عائلات أخرى أن مغادرة مدينة القاهرة الصاخبة والقذرة حلم”. في سياق متصل، تابع عبد الوهاب أن “العائلات، التي غادرت بيوتها، أمنت مستقبل ثلاثة أجيال، أما نحن، العائلات المتبقية في ماسبيرو، فنرفض مغادرة بيوتنا”.
“ندرك جيدا مكانة أرضنا”
منذ التطرق إلى مشروع القاهرة الجديدة لأول مرة سنة 2008، تظاهرت الآلاف من العائلات تنديدا بقرار الترحيل القسري. ولعل أبرز دليل على رفض أهالي ماسبيرو مغادرة بيوتهم، الشعارات المكتوبة على الجدران على غرار “سنبقى في أرضنا” أو “ارحل يا سيسي مع جرافاتك”.
يؤكد أهالي ماسبيرو أن منطقتهم تزخر بالآثار المصرية القديمة معربين عن خشيتهم من أن تُستخرج هذه الكنوز الأثرية قبل انطلاق أشغال بناء المدينة الجديدة ليقوم المسؤولون الحكوميون الفاسدون بالتفريط فيها لفائدة السوق السوداء في أوروبا وآسيا. في مدخل منطقة ماسبيرو، كُتب على أحد الجدران شعار “ندرك جيدا مكانة أرضنا”.
خلال سنة 2011، عندما سار مئات الآلاف إلى ميدان التحرير وتظاهروا ضد نظام مبارك، كان أهالي ماسبيرو، ومن بينهم أم عبد الوهاب، يطهون الخبز للمتظاهرين
في منتصف تسعينيات القرن الماضي، أقدمت الحكومة المصرية في عهد الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك، على التفريط في جزء كبير من منطقة ماسبيرو لفائدة بعض المستثمرين السعوديين والكويتيين. وخلال السنتين الأخيرتين، أعلن الرئيس المصري السيسي عن إنجاز مشروع “قاهرة المستقبل”. وخلال السنوات المقبلة، قد يتكرر ما يحصل في ماسبيرو في مناطق أخرى.
من جهتها، أوضحت الحكومة المصرية أن مشروع قاهرة المستقبل يندرج ضمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي يهدف إلى جعل المدن الكبرى على غرار مكسيكو ومومباي، فضلا عن القاهرة وموسكو صالحة للعيش بحلول سنة 2050.
في الواقع، ليس عبد الوهاب الإسم الحقيقي للرجل، الذي يلقى الترحيب الحار من قبل الأهالي في كل شوارع ماسبيرو الضيقة، علما وأنه طلب منا عدم ذكر هويته الحقيقية خاصة وأنه محل مراقبة من قبل الاستخبارات المصرية. وعلى الرغم من أننا لم نذكر اسمه الحقيقي، إلا أنه لازال عرضة للخطر خاصة وأن قصته تسلط الضوء على كيفية عودة الاستبداد إلى مصر خلال السنوات السبع الأخيرة.
خلال سنة 2011، عندما سار مئات الآلاف إلى ميدان التحرير وتظاهروا ضد نظام مبارك، كان أهالي ماسبيرو، ومن بينهم أم عبد الوهاب، يطهون الخبز للمتظاهرين. كان المحتجون في حاجة إلى الغذاء، من أجل الاستمرار في التنفيس عن غضبهم، حتى أن المخابز الموجودة في المنطقة كانت تعمل بنظام الورديات لتلبية حاجيات هؤلاء المتظاهرين. في الأثناء، يظهر عبد الوهاب وسط الأنقاض التي تنتشر في المنطقة، والتي كان تقدم فيها الرعاية الصحية للمحتجين المصابين، وكان يختبئ فيها النشطاء السياسيون هربا من الغاز المسيل للدموع أو الرصاص المطاطي، الذي تستهدفهم به الشرطة في وسط القاهرة.
يؤكد عبد الوهاب أن الدولة المصرية ترغب في التخلص ممن هم على شاكلته، لأن أجهزة الأمن المصرية لا تحب سكان ماسبيرو
في الحقيقة، لم يتمكن المحتجون في الاستمرار طيلة هذه المدة في ميدان التحرير دون مساعدة من أهالي ماسبيرو. وبينما نجوب شوارع المنطقة، لاحظنا وجود العديد من النساء اللواتي يجلسن على الأنقاض في سكون تام، يحدقن في أطلال ماضيهن المدمر. ففي هذه المنطقة، كان للنساء دور هام للغاية، حيث أن أغلب الاجتماعات، التي كان يعقدها السكان لمناقشة الأوضاع أثناء وبعد الثورة، كانت النساء مسؤولات عن تنظيمها وإدارتها.
بالفعل، نجح معارضو التهجير القسري من المنطقة في الحصول على إقرار كتابي من وزارة الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية أن هؤلاء النساء لهن حق العودة إلى المنطقة بعد الانتهاء من أعمال البناء. وفي هذا الصدد، قال عبد الوهاب “ليس من الواضح ما إذا كانت الحكومة ستفي بهذه الوعود”.
يؤكد عبد الوهاب أن الدولة المصرية ترغب في التخلص ممن هم على شاكلته، لأن أجهزة الأمن المصرية لا تحب سكان ماسبيرو. ويرجع ذلك إلى أن سكان منطقة ماسبيرو استطاعوا السيطرة على أحد الكباريهات الموجودة على ضفاف نهر النيل، وتصدوا لقوات الشرطة والجيش، ومنعوهم من بلوغ ميدان التحرير. وقد شكلوا لفترة طويلة سدًا منيعا أمامهم حتى تنحى مبارك عن منصبه.
اعترف عبد الوهاب كذلك أنه بين سنتي 2011 و2012 قام باختطاف عدد من ضباط الشرطة المصرية بهدف مقايضتهم بالمتظاهرين المعتقلين، ولهذا السبب، زج بعبد الوهاب في السجن لبضعة أشهر. لقد أفقدت هذه الفوضى السياسية النظام المصري السابق قوته، لذلك يرغب النظام المصري الجديد في التخلص منها.
تحاول الحكومة دائما الإشارة إلى أن مصر تسير إلى الأمام بخطوات ثابتة، ولكن ليس من الواضح في أي اتجاه تسير البلاد بالضبط
خلال السنوات القادمة، يعمل النظام المصري على نقل كافة الوزرات إلى العاصمة الإدارية الجديدة التي يبنيها، التي تقع على بعد 45 كيلومترا جنوب شرق القاهرة، وستعمل الحكومة على حماية الوزرات هناك من خلال بناء سور عالي من الأسلاك الشائكة حولها، ووضع أنظمة مراقبة دقيقة، صنعت في ألمانيا.
في هذا الصدد، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك الجيش المصري تمسكهم بالحفاظ على استقرار أجهزة الدولة. لهذا السبب، يوجد بالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة منطقة عسكرية تضم آلاف الجنود المجهزين بأسلحة ألمانية الصنع. وفي سياق آخر، قامت الحكومة بحظر العديد من المنظمات غير الحكومية. وتسعى الحكومة المصرية من خلال خطتها للتنمية المدنية، التي تمتد حتى سنة 2050، إلى عدم تسييس الشعب المصري، لتقي نفسها شر الاحتجاجات مرة أخرى.
في الوقت الحالي، تروج حكومة السيسي إلى عدة مشاريع ليس في ماسبيرو فحسب، وإنما في كافة أنحاء البلاد، حيث تحاول الحكومة دائما الإشارة إلى أن مصر تسير إلى الأمام بخطوات ثابتة، ولكن ليس من الواضح في أي اتجاه تسير البلاد بالضبط. من المستحيل حاليا إجراء أي مقابلة مع مسؤول في الحكومة المصرية. وفي هذا السياق، قال المتحدث الإعلامي باسم الحكومة باختصار شديد إن “الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يشكل حكومته الجديدة بعد، ومن غير المسموح للوزراء الحاليين الإدلاء بأي تصريحات”.
يقول المدير “من الجيد أن يجبر هؤلاء الناس على مغادرة المكان”
يوجد عدد قليل من الناس في ماسبيرو يفهمون ما يريده السيسي ونظامه، لأنه لا يوجد هناك الكثير من معارضيه، فضلا عن أن الكثير منهم قد منحوا صوتهم له في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. أكدت إحدى النساء، عندما كانت تنظر إلى أعمال الهدم التي ستطال شقتها، أنها أيضا صوتت للسيسي. وبالفعل، يظهر على إصبع في يدها لون الحبر الفسفوري، دليلا على أنها أدلت بصوتها.
يرفض عبد الوهاب الدعوة لعرض بانورامي لمنزله، مؤكدا أن الأمر مؤثر جدا بالنسبة له
في هذا الإطار، قالت هذه المرأة “لقد كنا ستة أشخاص نتقاسم الغرفة ذاتها، وكنا نتشارك الحمام مع جيراننا”. لقد حصلت هذه السيدة على مبلغ مالي قدره خمسة آلاف يورو، لتفتتح به محلا تجاريا في حي آخر من أجل إعالة عائلتها. وأكدت هذه المرأة مرة أخرى أن “السيسي لا يقول إلا الحقيقة، فنحن مدركون جيدا ما يفعله معنا”.
قبل بضع سنوات، انتقلت هذه المرأة رفقة عائلتها إلى منطقة ماسبيرو، لذلك، هي تدرك جيدا حجم الترابط الوجداني بين المنطقة وسكانها، مؤكدة أن “المنطقة وسط القاهرة لم تعجبها قط”. وعند سؤالها عن سبب اختيارها للسيسي، أجابت “لقد اخترت الشخص الذي سيفوز في الانتخابات”، وبعد ذلك اختفت وسط ظل إحدى ناطحات السحاب.
بجانب منطقة ماسبيرو، يظهر فندق هيلتون رمسيس، المكون من 30 طابقا، الذي يصعب التنفس خارجه بسبب الضباب الدخاني والغبار، لذلك تعمل مكيفات الهواء في الفندق بأقصى طاقتها، بالإضافة إلى انتشار رائحة العطر الاصطناعي في كل أركان الفندق. ومع ذلك، يشتكي بعض السياح الألمان أمام مكتب الاستقبال من بعض التفاصيل الصغيرة. كما يظهر في بهو الفندق رجال أعمال سعوديون وكويتيون يعدون بعض رزم الأموال في يدهم.
من الطابق 15 للفندق، تسهل رؤية بعض سكان ماسبيرو وهم يحطمون جدران منازلهم، بينما يتصاعد الغبار إلى السماء، ويقوم رجال الشرطة أثناء ذلك بحراسة المنطقة. من جهة أخرى، صرح أحد مديري الفندق أثناء تناوله وجبة الإفطار “من الجيد أن يجبر هؤلاء الناس على مغادرة المكان”. وأكد أن السياح الأجانب يشتكون دائما من منظر هؤلاء الفقراء أمام الفندق. واستطرد المدير قائلا إنه “يفضل رؤية مجموعة من الإنشاءات الضخمة أمام الفندق خلال السنوات القادمة”.
لم يذهب عبد الوهاب إلى فندق هيلتون رمسيس من قبل، على الرغم من أنه يرى الفندق من شرفة منزله كل يوم وعلى مدار 40 سنة. يرفض عبد الوهاب الدعوة لعرض بانورامي لمنزله، مؤكدا أن الأمر مؤثر جدا بالنسبة له. وكذلك، يتأثر عبد الوهاب كثيرا عند الحديث عن 18 يوما ثار فيهم المصريون سنة 2011. لقد كان متوهما طوال الوقت بأن هذه الدولة البوليسية البغيضة والمخيفة لا يمكن أن تُقهر، ثم خاب أمله سريعا مرة أخرى بعد أن تولى الإخوان المسلمون الحكم، ومن بعدهم الجيش.
لا يعتقد عبد الوهاب أن سكان ماسبيرو يمكنهم العودة للعيش في الحي الجديد بعد اكتمال أشغال بناء المباني الجديدة.
في شهر تشرين الأول/ أكتوبر من سنة 2011، قُتل أحد أفضل أصدقائه، الصحفي مينا دانيال، أثناء مظاهرة للأقباط، الذين يسكنون في القاهرة، اعتراضا على الهدم التعسفي لإحدى الكنائس في صعيد مصر. لقد كانت المظاهرة في الطريق الرئيسي المطل مباشرة على نهر النيل، لكن الجيش تصدى للمظاهرة، وقتل نحو 27 شخصا، بينما مات بعضهم دهسا بالدبابات. لقد بكى عبد الوهاب على صديقه أثناء الحديث، ولأن الرجال لا يبكون، جرى عبد الوهاب مندفعا ودون سابق إنذار خلال الطريق المليء بالسيارات، ثم وقف على الرصيف المقابل وأخذ نفسا عميقا وأشار بيده، وانتظر هناك حتى جفت عيناه من الدموع.
لقد كان عبد الوهاب مهووسا بالسياسة وبالثورة، لدرجة أن خطيبته تركته لهذا السبب، ولكنه في الوقت الحالي أصبح هادئا وأقل مثالية. قبل أسبوعين، عادت له خطيبته مرة أخرى، حيث أشار عبد الوهاب للخاتم الموجود في إصبع يده اليمنى قائلا “لقد أصبحت مسؤولا الآن عن عائلة. ولم يعد من السهل أن يستفزني أمر ما”. وفي الوقت الحالي، بات جيرانه في ماسبيرو يطلقون عليه لقب “دالاي لاما”.
لا يعتقد عبد الوهاب أن سكان ماسبيرو يمكنهم العودة للعيش في الحي الجديد بعد اكتمال أشغال بناء المباني الجديدة. ويعزى ذلك إلى أنهم لن يكونوا قادرين على تحمل تكاليف المعيشة بين الفنادق ومراكز التسوق ذات المستوى الراقي في المنطقة الجديدة. كما يرى عبد الوهاب أن سكان ماسبيرو سيكونون مبعثرين في جميع أنحاء البلاد، بينما تهدم ذكرياتهم ومقاومتهم. ثم تابع عبد الوهاب بنظرة مليئة بالتحدي “سنكمل ثورتنا من كل مكان في مصر”.
المصدر: تسايت