قتل مدنيان اثنان، الإثنين 2 من أبريل/نيسان الحاليّ، نتيجة انفجار الألغام التي زرعتها ميليشيا الوحدات إبان انسحابها من ريف منطقة عفرين، كما استشهد ثلاثة عناصر من قوات الجيش السوري الحر في بلدة جنديرس بريف عفرين نتيجة انفجار ألغام زرعتها ميليشيا الوحدات قبيل انسحابها.
وقتل سبعة مدنيين بانفجار ألغام من مخلفات الميليشيات الكرديَّة في قرية “فافين” التابعة لناحية إعزاز بريف حلب، كما فقدت امرأة وشاب حياتهما الأحد 1 من أبريل/نيسان جراء انفجار الألغام في قرية تل قراح بريف حلب الشمالي التي تخضع في الوقت الحاليّ لسيطرة ميليشيا الوحدات، فيما سقط عنصر تابع للجيش الحر نتيجة انفجار لغم به في منطقة عفرين.
فيما تهدم بناء سكني في مدينة عفرين، يوم الإثنين 26 من مارس/آذار، نتيجة انفجار ألغام مما أسفر عن مقتل 10 مدنيين، وأفادت مصادر من المدينة أن “بناءً مكونًا من خمسة طوابق في حي الأشرفية الواقع بمدخل عفرين الشرقي انهار بشكل كامل نتيجة انفجار في طابقه السفلي الذي يحتوي على أسلحة وذخائر للميليشيات لغمتها قبل انسحابها”.
وأضافت المصادر أن معظم أقبية الأبنية الجديدة في عفرين ملغمة ومهددة بأي لحظة بالانفجار، خاصةً أن ميليشيا الوحدات كانت تستولي على تلك الأقبية لتجعلها مخزنًا للذخائر والأسلحة الخاصة بها.
ألقت قوات الجيش السوري الحر، الإثنين 2 من أبريل/نيسان الحاليّ القبض على خلية لزرع الألغام تابعة لميليشيا الوحدات التي كانت تسيطر على عفرين بريف حلب
وقتل ثلاثة أطفال 9 من مارس/آذار الماضي إثر انفجار عبوة ناسفة زرعتها الوحدات الكردية في الطريق الواصل إلى قرية قريرة بالقرب من جنديريس بعفرين، وبحسب وكالة الأناضول، فإن الصور التي التقطت من طائرة بلا طيار للجيش التركي تظهر عنصرين من الوحدات الكردية وهما يزرعان العبوات الناسفة على الطريق لتلاحقهما الطائرة وتقضي عليهما.
وتظهر بعدها شاحنة تقل مدنيين تحاول الخروج من القرية وترتطم بالعبوة الناسفة إلا أنها تتجاوز الانفجار الأول بسبب سرعتها، وبعد إصابة الشاحنة ونزول المدنيين يحدث انفجار آخر بسبب مسير هؤلاء المدنيين على عبوة ناسفة ثانية مزروعة على الطريق، كان قد زرعها العنصران اللذان قضت عليهما الطائرة.
القبض على خلية تزرع الألغام
ألقت قوات الجيش السوري الحر، الإثنين 2 من أبريل/نيسان الحاليّ القبض على خلية لزرع الألغام تابعة لميليشيا الوحدات التي كانت تسيطر على عفرين بريف حلب، وقال الناطق الرسمي بالجيش الوطني محمد حمادين إن عناصر الجيش السوري الحر ألقت القبض على خلية تابعة لميليشيا الوحدات في ريف ناحية راجو، كانت تتخذ من الجيوب الجبلية مركزًا لها، وأضاف “الخلية كانت تعمل على زراعة الألغام والعبوات الناسفة على الطرقات في المناطق المحيطة براجو”.
وأضاف أن الخلية تم تسليمها إلى الجهات المختصة، وذلك للاعتراف على خلايا أخرى تعمل معهم، وعن أماكن العبوات التي زرعوها في وقت سابق على أرصفة الطرقات وفي منازل المدنيين، وتستهدف بشكل مباشر المدنيين العائدين إلى منازلهم عقب تحريرها.
كانت هذه العناصر تقدم على زرع الألغام على أرصفة الطرقات وأماكن عامة، إضافة إلى أن تلك الألغام أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من المدنيين، منهم من استشهدت عائلته بشكل كامل، ومنهم من دمر منزله، ومنهم من لا يزال خائفًا من انفجار لغم في منزله.
بلغَت حصيلة الألغام التي فككتها القوات المسلحة التركية بالتعاون مع الجيش السوري الحر، في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، 650 عبوةً ناسفةً و80 لغمًا
الوحدات استعانت بأسرى داعش في زرع الألغام
القيادي في سرية الهندسة أبو يوسف قال لـ”نون بوست”: “ميليشيا الوحدات لجأت إلى تلغيم المنطقة قبيل انطلاق عملية “غصن الزيتون” بأيام قليلة، ولغمت مناطق عديدة؛ إذ لوحظ أن الكثير من الألغام لم تكن متأثرة من مدة زمنية طويلة”.
وأضاف “المدنيون تفاجأوا بالكم الهائل من الألغام التي زرعتها الميليشيات في الحقول الزراعية والمباني السكنية وما زال الضحايا يقعون في صفوف المدنيين رغم عمليات فرق الهندسة المتواصلة في تفكيك الألغام والعبوات الناسفة”.
وبلغَت حصيلة الألغام التي فككتها القوات المسلحة التركية بالتعاون مع الجيش السوري الحر، في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، 650 عبوةً ناسفةً و80 لغمًا، وذلك منذ انطلاق عملية غصن الزيتون، وذكرت وكالة الأناضول أن فرقًا متخصصة تستخدم كلابًا بوليسية مدرّبة تشارك في عمليات تفكيك ونزع الألغام المتفجرة، فيما تردم القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر الأنفاق التي حفرتها عناصر الميليشيات في المنطقة.
وأوضح القيادي قائلاً: “الميليشيات اتبعت منهجية تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في زراعة الألغام، إذ وجدنا العديد من الألغام كان قد استخدمها التنظيم في ريف حلب الشمالي، قبل دحر التنظيم بعمليات درع الفرات، والوحدات تعتمد على ألغام “المسبحة” المضادة للأفراد التي طورها التنظيم”، وبين أن هذا اللغم يعتمد على أكثر من عقدة سريعة الانفجار فور ملامستها.
وذكر أن الوحدات تستخدم كذلك الألغام الموجهة التي تعتمد على حساسات ليزرية، مرجحًا إشراف عناصر سابقين لدى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على عمليات الزرع، إضافة إلى لغم المسطرة، وهذه الألغام كانت قد زرعتها الميليشيات لتعيق تقدم قوات “غصن الزيتون”.
قبيل سيطرة غصن الزيتون على مدينة عفرين، نقل عناصر التنظيم الذين كانوا يقبعون في سجون الميليشيات إلى سجون تابعة للميلشيا بين مدينتي تل أبيض الواقعة بريف الرقة وكوباني التابعة لريف حلب
وبحسب الذين خرجوا من سجون ميليشيا الوحدات بمنطقة عفرين، فإن الوحدات خيرت أسرى عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الذين يقبعون في سجونها، إما الخروج كـ”سخرة” في حفر الخنادق وزرع الألغام وبناء الدشم، أو البقاء في السجون، فكان خيار الكثير منهم الخروج أفضل من البقاء آملين بفرصة للهروب.
وكان لعناصر التنظيم الدور الأبرز في زراعة الألغام، لأن التنظيم برع بتطوير وزراعة الألغام، كما أن المعارك التي خاضها الجيش السوري الحر مع ميليشيا الوحدات بفترات سابقة، لم تكن تستخدم الألغام خلال معاركها لضعفهم في زراعتها، وهذا الأمر يوضح أن الميليشيات عمدت على استخدام عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في زراعة الألغام بالمنطقة، وأماكن زراعة الألغام في مدينة عفرين تماثل تمامًا أماكن وجود الألغام في مدينة الباب إضافة إلى التفنن في زراعة الألغام بين الأشجار وعلى أرصفة الطرقات.
وقبيل سيطرة غصن الزيتون على مدينة عفرين نقل عناصر التنظيم الذين كانوا يقبعون في سجون الميليشيات إلى سجون تابعة للميلشيا بين مدينتي تل أبيض الواقعة بريف الرقة وكوباني التابعة لريف حلب، وكلتا المدينتين تخضعان لسيطرة ميليشيا الوحدات، وإضافة إلى عناصر التنظيم هناك عشرات الأسرى من جبهة النصرة سابقًا وتحرير سوريا لاحقًا.
ما زال المدنيون يواجهون خطر آلة الحرب الإجرامية التي تنال من السوريين من كل حدب وصوب، فهم بالنتيجة الخاسر الأكبر، وتتكون المعاناة من إرهاب لآخر: في الأول نظام الأسد ثم داعش ثم ميليشيا الوحدات، كلها كانت تزيد من عبء المدنيين ومعاناتهم، وما زال أثرهم الإرهابي يقتلهم.