ترجمة حفصة جودة
مارك زوكربيرغ مجرد رجل مثلنا
في إجابته عن النائبة الديمقراطية آنا إشو، أكد مارك زوكربيرغ أن بياناته بيعت لطرف ثالث أيضًا، لكن فيسبوك رفض التأكيد أن الطرف الثالث هو شركة “GSR” التي أسسها الباحث ألكسندر كوجان من جامعة كامبريدج، ولأن التحقيقات لم تنته بعد في الشركات الأخرى فمن الصعب أن نقرر من قد يكون الطرف الثالث، كما أن اعتراف زوكربيرغ يجعل من الصعب على فيسبوك أن تدّعي بأن المنصة تحقق أهدافها منذ عام 2013، وإذا كان المدير التنفيذي لا يستطيع حماية خصوصيته فمن يستطيع؟
فيسبوك تعلن الحرب على جامعة كامبريدج
أشار زوكربيرغ أن فيسبوك اكتشفت للتو أن جامعة كامبريدج لديها فريق بحثي كبير في “التخطيط الشخصي” وأن الأمر أصابه بصدمة، وقال: “هناك برنامج كامل مرتبط بكامبريدج مع عدد من الباحثين الذين يبنون تطبيقات مشابهة لتلك التي أنشأها كوجان” إضافة إلى ذلك اتُهمت كامبريدج بحظر وسيط بيانات آخر وهو “Cubeyou” من فيسبوك يوم الإثنين الماضي.
المزيد من اللوائح يعني خنق وتقييد المنصات الجديدة والحد من المنافسة
وقال زوركبيرغ إنه بحاجة لفهم ما يحدث في جامعة كامبريدج وإذا ما كان يجري هناك شيء خاطئ، وأكد أنه في حالة اكتشاف فيسبوك لأي شيء مشبوه فسوف يقاضي المؤسسة على الفور.
الكثير من اللوائح على الطاولة
في الوقت نفسه يفضل الجميع اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي “GDPR”، ويؤكد أعضاء مجلش الشيوخ والنواب مرارًا وتكرارًا أن إصدار لوائح جديدة هو الرد الوحيد المناسب لتلك الفضيحة، قال فرانك بالون أحد الأعضاء البارزين في لجنة الطاقة والتجارة: “هذه الحادثة توضح لنا مرة أخرى أن قوانيننا لا تعمل، لقد كنت سعيدًا بسماع مارك زوكربيرغ يعترف بأن صناعته تحتاج لتنظيم، نحن بحاجة لتشريعات شاملة لحماية الخصوصية والبيانات”.
طبيعة هذه اللوائح ستكون المعركة الحقيقية بالطبع، فكما أشار النائب فريد أبتون: “المزيد من اللوائح يعني خنق وتقييد المنصات الجديدة والحد من المنافسة”، وهو أمر لن يسعد فيسبوك بالطبع كذلك، لكن منظمي اللوائح الأوروبية أصبحوا أبطالًا فجأة، وكان العديد من ممثلي ونواب الكونغرس قد سألوا مارك بشأن تنفيذه اللائحة العامة الأوروبية على الأمريكيين، لكن زوكربيرغ راوغ كثيرًا في إجابة هذا السؤال.
جذور فيسبوك الأمريكية مصدر قوة
قال جريج والدن رئيس اللجنة في كلمته الافتتاحية: “إن قصة نجاحك هي قصة نجاح أمريكية، وتجسد قيمًا مثل حرية التعبير وحرية العمل”، وكان رد زوكربيرغ على سؤال بشأن إمكانية تفكيك الشركة أن القيام بذلك سوف يضعف الميزة التنافسية للولايات المتحدة أمام الصين.
حاول زوكربيرغ التهرب كثيرًا من الإجابة عن السؤال بخصوص كمية البيانات التي جمعتها فيسبوك عن سلوك المستخدمين في التصفح
لكن هذا الحديث مخادع للغاية، فنحو 85 إلى 90% من مستخدمي الشركة يعيشون خارج الولايات المتحدة مما يخلق مشكلة فريدة، وخلف الأبواب المغلقة تشير فيسبوك إلى نفسها كشركة عالمية وليست أمريكية، كما أن الشركة تعلم بأن مستقبل نمو الشركة يعتمد على المستخدمين الدوليين.
هناك أسئلة لا يرغب زوكربيرغ في الإجابة عنها
بنهاية جلسة الاستماع الثانية تمكننا من معرفة الأجزاء التي لا يرغب زوكربيرغ في الحديث عنها، فالأسئلة عن البراعة في التنميط مثلًا أجابها بكثير من التضليل والعمومية، وعند سؤاله عمن يملك الملف الافتراضي للشخص، أشار زوكربيرغ إلى أن كل شخص يملك المحتوى الذي يرفعه ويستطيع إزالته في أي وقت، هذه ليست إجابة بالطبع فالملف الإعلاني الذي تنشئه فيسبوك لكل شخص لا يمكن مسحه ولا يستطيع صاحبه أن يتحكم فيه على الإطلاق.
وبالمثل؛ حاول زوكربيرغ التهرب كثيرًا من الإجابة عن السؤال بخصوص كمية البيانات التي جمعتها فيسبوك عن سلوك المستخدمين في التصفح، وفي حديثه أمام مجلس الشيوخ توقف دقيقة كاملة قبل أن يعترف بأن فيسبوك تتبع تلك المعلومات لكنه قال إن معظم المستخدمين يعلمون ذلك ويرغبون به، وفي حديثه لمجلس النواب أعد زوكربيرغ إجابته بعناية وقال إن معلومات التصفح ليست جزءًا من المحتوى الخاص لأن الشخص لا يرفع تلك المعلومات بنفسه، ليتجاوز بذلك نقطة النقاش الرئيسية.
المصدر: الغارديان