صانعو المؤثرات البصرية في هوليوود يمتلكون مهارات وتقنيات متطورة أقرب ما تكون إلى السحر، ومع ذلك، في الكثير من الأحيان لا تكون هذه الأدوات كافية لتنفيذ الأفكار المكتوبة، ولكن ذلك لا يمنعهم من استخدام جميع الأدوات المتاحة في سبيل تنفيذ أفكارهم المجنونة حتى لو كان عن طريق أشياء غير متوقعة على الإطلاق مثل حبة فول أخضر!
في فيلم “صيادين الأشباح” الشهير، أطلق أبطال الفيلم في المشهد الرئيسي للفيلم الأشعة المميتة للأشباح من أسلحتهم الخاصة على المصباح المعلق في سقف الغرفة المسكونة عند رؤيتهم للشبح الأخضر وهو يدور حول المصباح.
في الحقيقة هذا الشبح الأخضر ما هو إلا حبة فول سوداني مقشرة ومطلية باللون الأخضر تم ربطها بخيط وتصويرها وهي تلف في الهواء ثم دمجوا المشهدين معًا!
أما عن سلسلة أفلام حرب الكواكب فكانت المؤثرات الصوتية والبصرية سيدة المشهد بلا منازع، ومن الأشياء التي حيرت الكثيرين صوت آلات القتال عند الانطلاق التي اتضح أنها ما هي إلا مزيج ابتكره مهندسو الصوت بالفيلم من أصوات محركات سيارات تمشي بسرعة عالية على أرض مبتلة مع أصوات مجموعات من الفيلة وهي تصدر نهيمها المميز.
قام بذلك مهندس الصوت العالمي بن برت عن طريق دمج صوت بكاء الفيل بعد تقليل سرعته مع صوت محركات السيارات وهي تمشي بسرعة على رصيف مبتل، وأعجب الجميع بهذا الصوت الجديد المميز لذلك بقي الصوت الذي اعتمدوا استخدامه في باقي السلسلة!
في عام 1960 عُرض فيلم “سايكو” الذي كان يعتبر وقتها من أفلام الرعب، وكان أكثر مشاهد الفيلم رعبًا مشهد استحمام البطلة وهي تصرخ بسبب تحول مياه الاستحمام حولها إلى دماء بعد أن يقتلها المريض النفسي المجهول بالسكين ويطعنها في جسدها.
ظل هذا المشهد تحديدًا مصدر لرعب أجيال كاملة وربما كان سببًا لقلة استحمام الكثيرين، ولكن المفاجأة التي قد تصدم كل من نغص هذا المشهد حياته أن كل هذه الدماء المتناثرة ما هي إلا “شراب الشوكولا المركز”.
الدماء المزيفة المستخدمة في هذا الوقت كانت باهتة جدًا ولن تعطي اللون الواضح في الماء، لذلك لجأ مصمم الإكسسوارات جاك بارون للبحث عن بديل قوي، ووجد شيئًا بدا أنه مقنع جدًا عندما تم استخدامه وتصويره بتقنية الأبيض والأسود المتاحة في ذلك العصر، وكان الحل في استخدام “مركز الشوكولا بوسكو”.
وفي المسلسل الأمريكي “ستار تريك” أو رحلة الفضاء، استخدم صناع الفيلم جهاز تجفيف الأيدي ماركة “دايسون” بديلاً للجهاز الذي كان يرمز إلى الجهاز عالي التقنية للتعرف على الأبطال!
كل الذي فعله صناع الفيلم هو إخفاء العلامة التجارية للمجفف واستخدموه كما هو، لقد تركوا العلامات الإرشادية للاستخدام كما هي في أعلى الماكينة!
وفي مشهد قتل البطل في فيلم “تيرمينيتور”، حقيبة الموتى التي نُقلت جثة البطل بها لم تكن سوى حقيبة بدلة عادية تعود لمخرج الفيلم المخرج العالمي الشهير المعروف بإتقانه للخدع السينيمائية جيمس كاميرون.
هذه اللقطة كانت اللقطة الأخيرة التي صورت بعد أن استنفد صناع الفيلم الميزانية كاملة ولم يكن معهم فعليًا أي دولار زيادة لشراء أدوات جديدة لذلك استخدموا المتاح لديهم، وفي مسلسل “رحلة الفضاء” أيضًا كان القلم الذي يستخدمه كابتن بيكارد لكتابة الأوامر العليا مجرد قلم كشاف متوفر بجميع فروع محلات وولمارت.
الغريب أن صانعي المسلسل لم يقوموا بأي تعديل على الكشاف وتركوه بنفس شكله الذي يعرفه الجميع!
ولا تتصور أن استخدام الأشياء العادية والعشوائية سمة من سمات العصور السينيمائية الأولى، ففي فيلم “وولفرين” الذي أُنتج عام 2013 استخدم مهندسو الصوت تقنية غريبة جدًا لصوت ظهور المخالب من يدي البطل.
الصوت الذي تسمعه عند ظهور المخالب الخاصة بولفرين من تسجيلات لتقطيع لحوم الدجاج والديك الرومي المطبوخة مع أصوات تكسير حبات الفول السوداني ومُزجت هذه الأصوات مع صوت شفرات حادة تقطع الورق!
وأخيرًا فيلم “الفضائيون” الذي أُنتج عام 1986 كان المخرج يبحث عن حافلة كبيرة تصلح لتكون حافلة لنقل الجنود في مشاهد الفيلم.
ولحسن الحظ، كانت الخطوط الجوية البريطانية تعرض مجموعة من الجرارات لديها للبيع في المزاد العلني، جرارات عتيقة خاصة بمطار “هيثرو”، ذهب فريق العمل واختاروا واحدًا من هذه الجرارات وعدلوا على شكلها، ولكي يستطيعوا أن يحولوا الجرار الخاص بالطائرات إلى حافلة للجنود استأصلوا 35 طنًا من المعدن الموجود في الجرار الذي كان يزن نحو 75 طنًا من المعدن.