إذا سبق لك أن تساءلت عن مصدر طعامك ومدى جودته، فسوف نجيبك في هذا التقرير بشكل مفصل وشامل عن الرحلة الطويلة التي يمر بها الطعام إلى أن يصل طبقك، وذلك عبر مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تهدف إلى تغيير نظرتك لصناعة الأغذية والكشف عن الحقائق والخفايا في هذا القطاع، سواء من حيث التركيز على الظروف غير الصحية للمزارع الحيوانية أم الإفراط في استخدام المواد الكيميائية، إضافة إلى فهم الدعايات الترويجية للأطعمة الصحية وغيرها من العلامات التجارية الجديدة في سوق الطعام.
ستكشف لك هذه الأفلام أيضًا بعض الأسرار المزعجة بشأن ما تأكله، وبالتالي قد تعيد التفكير فيما يجري داخل المزارع والمصانع وما يضعه أصحاب هذه الشركات في طبقك كل يوم من أجل إشباع طموحاتهم المادية، وستجعلك أكثر استيعابًا للخدع النفسية والثغرات القانونية التي تساعد هذه الجهات على التوسع والتهرب من المعايير الصحية المفروضة عليها من الرقابة الدولية.
فاسد Rotten
سلسلة وثائقية جديدة عن الأعمال المشبوهة خلف صناعة الطعام الذي نأكله، وهي مكونة من 6 أجزاء، كل حلقة تتعمق في الكشف عن جريمة جديدة، سواء بخصوص أساليب الغش في منتجات العسل أو الثوم أو الحليب، أم ذكر التغييرات الطبية على صحة الإنسان مثل الارتفاع المفاجئ في الحساسية الغذائية في وقتنا الحالي أكثر مما كان عليه الوضع قبل 20 عامًا، وكيف أثر جشع الشركات الكبرى على طبيعة الطعام الذي نستهلكه.
بمساعدة من الشركات والمزارع الصغيرة والأطباء والمحامين والمستهلكين، يظهر لنا الفيلم الصراعات بين ممارسات الشركات الكبيرة على المزارع الصغيرة، والتحقيقات التي تجرى في قضايا التسمم الغذائي والمسائل الصحية الأخرى.
ومن ناحية أخرى، يتعاطف الفيلم الوثائقي مع المستهلك غير الواعي ويهدف إلى تثقيفه بشأن خيارات الطعام الصحية الموجودة في الشركات المحلية، ويطالب الناس بضرورة إجبار الشركات المصنعة على إتباع معايير الجودة والشفافية في عملية التصنيع والترويج.
نثق في الأطعمة العضوية In Organic We Trust
يعرض لنا هذا الفيلم تاريخ دخول حركة الأغذية “العضوية” إلى سوق الأطعمة وتحولها إلى علامة تجارية كبيرة، وتوسع منتجاتها لتحتل حصة كبيرة من السوق واعتماد الملايين عليها، كما يجيب عن أسئلة كثيرة بخصوص طبيعة هذا الطعام وهل بالفعل أفضل من الأطعمة الاعتيادية أم أنها مجرد خدعة تسويقية أخرى؟
هذا ويركز الفيلم على توعية المشاهد بشأن المعايير المحددة لزراعة الأطعمة العضوية مثل استخدام المبيدات الحشرية الاصطناعية ويكشف لنا سعي الشركات الكبرى إلى إضعاف هذه المعايير وشروط الحصول على شهادة وزارة الزراعة الأمريكية.
جائع للتغيير Hungry for Change
يكشف هذا الفيلم معلومات صادمة بشأن الأنظمة الغذائية والإستراتيجيات الخادعة المصممة لإرجاع الشخص إلى وزنه السابق أو زيادة عنه، ويلحق فشل بعض محاولات إنقاص الوزن بسياسات شركات إنتاج الغذاء وابتعادها عن الأطعمة الطبيعية الصحية.
يستند هذا الفيلم إلى مجموعة من المقابلات مع خبراء طبيين، إضافة إلى قصص واقعية تكشف من خلالها حقائق مختلفة عن الطرق الأفضل لخسارة الوزن والتخلص من الإدمان على بعض الأطعمة، وبالمقابل تفسر أسباب الجوع المزمن لدى بعض الناس وتوضح علاقة هذه الرغبة بالعناصر المستخدمة في تصنيعها، وذلك توافقًا مع تحقيق هدف الشركة في جعل المستهلك يستمر في منتجاتها بشكل دائم للوصول إلى أكبر ربح ممكن.
على سبيل المثال يعرض الفيلم إحدى هذه الخدع، فيشير إلى أن 80% من الأطعمة الجاهزة تحتوي على الغلوتامات التي تستخدم لتعزيز النكهة، والمثير للاهتمام أنه يمكن إخفاء هذه المادة بأكثر من 50 اسمًا مختلفًا، وذلك بجانب غيرها من المواد التي قد تثير الجزء المسؤول في الدماغ وتجعله يرغب في تناول المزيد من هذه الأطعمة، خاصة الأطعمة المصنوعة من الزيوت المهدرجة والألوان الاصطناعية.
الشوك على السكاكين Forks over Knives
يطرح الفيلم قضية الغذاء النباتي بشكل مقنع ومعتمد على عدد من الدراسات والأحداث التاريخية التي تساند رأيه، حيث يعرض الفيلم العلاقة بين حالات تفشي مرض السكري والضغط بين الشباب واحتياج نصف عدد السكان تقريبًا لوصفة طبية واحدة على الأقل وتحول العمليات الجراحية الكبيرة إلى إجراء روتيني، والعادات الغذائية.
وعلى سبيل المثال يعرض واقعة استيراد الألمان حيوانات المزارع من النرويج خلال الحرب العالمية الثانية، وانخفاض معدلات أمراض القلب لدى الشعب النرويجي بسبب النقص الذي تسببت به هذه العلاقات التجارية، الأمر الذي اختلف بعد الحرب فعاد النرويجيون لتناول هذه الأطعمة وسرعان ما لوحظ لديهم ارتفاع في معدل الإصابة بهذه الأمراض، ومن هذا المنطلق يشجع الفيلم على التوجه نحو الخضار والفاكهة والحبوب بدلًا من اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان والزيوت.
ويدعم موقفه بدليل آخر بشأن سرطان الثدي في كينيا، حيث لم تتناول النساء هناك منتجات اللحوم والألبان، فكانت نسب الإصابة بهذا المرض أقل بـ30 إلى 40% مقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتمد بشكل يومي وأساسي على هذه الأطعمة لنمو الجسم، كما يعرض افتراضات وأمثلة عن دور عاداتنا الغذائية في صحة جسدنا.
دجاج تحت المجهر
يركز هذا الفيلم بصورة كبيرة على مسألة المضادات الحيوية المستخدمة في قطاع صناعة الأغذية الحيوانية والنباتية، والتي أحدثت ثورة في قطاع الزراعة والتجارة، لأنها ساهمت في خفض معدلات الوفيات الحيوانية وتحسين التكاثر ومعايير الإنتاج والكفاءة، لكن التأثير الخفي لهذه المواد انتقل إلى الإنسان وشكل بكتريا أكثر تعقيدًا ومقاومة، مما دفع إلى تقليل فرص العلاج بالطرق المألوفة.
كذلك، يتطرق الفيلم إلى القيمة الغذائية الشبه معدومة في الأطعمة الغذائية كالدجاج، وتحديدًا منتجات “الناجتس”، وبمساعدة من خبراء التغذية، يحاول الفيلم عرض الانتهاكات التجارية للقوانين الدولية المفروضة على المزارع الحيوانية والمراكز المسؤولة عن بيع المضادات الحيوية لهذه الجهات.