أعلن وزير الدفاع الجنرال المصري عبد الفتاح السيسي (59 عاما)، أنه استقال من الجيش بعد 45 سنة داخلها من أجل الترشح للرئاسة. لم يتم تحديد موعد للانتخابات بعد، ولكن من المتوقع أن تجرى في موعد أقصاه يوليو تموز. وتلميعه بين بعض المصريين كزعيم قوي في هذا البلد الذي يتعطش للاستقرار فوق كل شيء بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات هو من النوع الذي يمكنه أن يعول به على الفوز.
كشفت مصادر عسكرية لموقع الاستخبارات الاسرائيلى ديبكا DEBKA-FILE عن أنه في الأسابيع الأخيرة استغل الجنرال السيسي الوقت لتشكيل قوة خاصة وجديدة داخل الجيش المصرى للتدخل السريع كوسيلة قوية لتعميق نظامه.
وتم اختيار اللواء توفيق عبد السميع ، رئيس القيادة المركزية للجيش المصري ، لرئاسة تلك القوة الخاصة. و كان السيسي قد اختار وانتقى 10،000 من مقاتلي الكوماندوز الأقوى داخل وحدات الجيش المختلفة و قام بتدريبها من خلال دورات مكثفة للانضمام الي الوحدة العسكرية الجديدة المحمولة جوا والمجهزة بامكانات النقل الجوي وطائرات الهليكوبتر ، فهي قادرة على التحليق إلى أقاصي البلاد عند حدوث أزمة ، جنبا إلى جنب مع الدبابات و المدفعية و تدابير مكافحة المقاومة ذاتية الدفع.
و هذه القوة في الواقع هى وحدة جديدة أسسها الجيش المصرى ولكنها ستكون تحت إمرة “السيسي” الشخصية، حيث ستكون القوة العسكرية الأساسية التي ستواصل محاربة تنظيم الإخوان “الإرهابى” بغرض سحقه والقضاء عليه نهائيًا.
وفي ذات الوقت، فإن المحاكم المصرية باتت تسرع من وتيرة محاكمات قادة الإخوان وآلاف النشطاء، مع إصدار أحكام إعدام على مئات المتهمين.
في خطابه للمصريين، وعد المرشح الرئاسي بالأمن الداخلى، ووعد أيضا لمعالجة الوضع الاقتصادي الكارثي في البلاد ، دون أن يحدد كيف سيفعل هذا .
بخلاف شريان الحياة الرئيسى لانقاذ ودعم السيسى والمتمثل فى المعونات الخليجية الاماراتية والسعودية، فانه يمكن أيضا الاعتماد على أربعة دعائم لتثبيت حكمه وهى:
1- سيعتمد السيسي على النخبة العسكرية العليا وصفوة الجيش بالرغم من تحفظات لدى بعض الجنرالات، لذا ظهر تردد السيسي في قرار الترشح للرئاسة بسبب تلك التحفظات، حيث حاول سامي عنان رئيس الأركان السابق تنظيم مجموعة داعمة لفكرة ترشحه للرئاسة، قبل أن يتراجع، كما أن الجنرال أحمد وصفي، قائد الجيش الثاني صاحب الكاريزما، الذي بالرغم من شعبيته، إلا أنه فشل في اقتلاع جذور القاعدة وحلفائها في سيناء، رغم محاولة تلك الجماعات اغتياله.
2- القضاء هو جزء آخر من نظام دعم الزعيم المصري، لا سيما بعد أن عين المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة رئيسا مؤقتا.
3- النائب حاكم دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهو أحد بطلين يمثلان نموذجًا أعلى للسيسي فى العالم العربى، مكتوم هو عدو لدود من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس و مؤيد لمنافسه محمد دحلان . كما أقال مسؤول رفيع في السلطة الفلسطينية ، وقد أمضى دحلان معظم الشهور الثلاثة الماضية في القاهرة كمستشار للسيسي وخاصة في الشؤون الفلسطينية.
4- المثل الأعلى الآخر للسيسي في العالم العربي هو الأمير بندر بن سلطان مدير المخابرات العامة السعودية، الذي كان حلقة الوصل في علاقة السيسي ببوتين، بالإضافة إلى عرض تمويل صفقة سلاح مع روسيا بقيمة مليوني دولار.
إعلان السيسى عن ترشحه للرئاسة قبل يومين من زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الرياض لاجراء محادثات مع القادة السعوديين ليس من قبيل المصادفة . لا سيما وأن العلاقة بين واشنطن والقاهرة تمر بمرحلة فتور منذ عزل السيسي.
المصدر: المرصد العربي