توصل طرفا النزاع الفصائلي في مدينة إدلب مساء الثلاثاء 24 من أبريل/نيسان الحاليّ، إلى اتفاق يقضي بوقف الاقتتال بين جبهة تحرير سوريا من جهة وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى، بعد معارك خاضها الطرفان واختلاف مناطق السيطرة، وبعد العديد من المبادرات لحل الخلاف الحاصل إلا أنها لم تنجح بسبب رفض تحرير الشام لبعض العهود.
وتضمن الاتفاق الأخير الذي توقف الاقتتال على إثره عدة بنود الأول: إنهاء الاقتتال بشكل دائم وكامل اعتبارًا من تاريخ توقيع الاتفاق، ونشره وتثبيت الوضع في المحرر على ما هو عليه، أي بقاء كل منطقة تحت سيطرة الجهة التي كانت تسيطر عليها قبل الاتفاق، والبند الثاني وقف الاعتقالات بين الطرفين بشكل كامل وفتح الطرقات ورفع الحواجز وعودة المهجرين إلى منازلهم.
والبند الثالث تضمن إيقاف نهائي للتحريض الإعلامي في الحسابات الرسمية والرديفة (والمسلمون على عهودهم)، كما جاء في البند الرابع إطلاق سراح المعتقلين من تحرير سوريا وتحرير الشام وفق جدول زمني بين الطرفين.
ويتضمن البند الخامس تشكيل لجنة من كلا الجانبين “تحرير سوريا وتحرير الشام” ولجنة الوساطة لمتابعة تنفيذ الاتفاق المعهود، والسادس البدء بمشاورات موسعة مستمرة للوصول إلى حل شامل على الصعد التالية (العسكري والسياسي والإداري والقضائي).
ووقع على الاتفاق كل من حسن صوفان قائد جبهة تحرير سوريا، والقيادي أبو زاهر نائب القائد العام لصقور الشام من جهة وأبو محمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشام، وجاء الاتفاق بعد اقتتال دام بين تحرير سوريا وصقور الشام من جهة وتحرير الشام من جهة أخرى، حيث تدور الاشتباكات منذ 20 من فبراير/شباط المنصرم في إدلب والريف الغربي لحلب، خسر الطرفان خلالهما مئات القتلى والجرحى من صفوفهم، وتسبب الاقتتال بخسائر بالعتاد والعدة من كلا الجانبين.
وثق “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الخسائر البشرية من الطرفين منذ بدء الاقتتال، فقد ارتفع عدد العناصر الذين قتلوا من هيئة تحرير الشام إلى 231 قتيلًا، في حين قتل 174 مقاتلًا من جبهة تحرير سوريا
فيما أصدر أهالي مدينة معرة النعمان وبلدة كفرومة بريف إدلب، الأربعاء 25 من أبريل/نيسان، بيانًا بخصوص اتفاق وقف الاقتتال قالوا فيه: “نحن أهالي معرة النعمان خارج أي اتفاق يسمح لعناصر ومرتزقة الجولاني بالدخول لمدينتنا الطاهرة من رجسهم ونعتبر أي شخص من عصابة الجولاني يحمل سلاحًا أو يقود آلية عسكرية أو يحاول فتح مقر بصفة شخصية له أو رسمية باسم (هتش) هو هدف لنا”.
وأضاف البيان “ما أخذه المجرمون البغاة من دماء أهلنا وترويع لنا سيبقى خارج كل حسابات المساومة وسيلقون منا كل ما أوتينا من قوة والله على ما نقول شهيد” .
وخرج أهالي مدينة معرة النعمان أمس الجمعة في مظاهرة حاشدة ضد هيئة تحرير الشام، وندد المتظاهرون بأفعال الهيئة، ورفعوا علم الثورة السورية ولافتات كتب عليها: “معتقلات الأسد ومعتقلات الجولاني الطغاة يتشابهون بكل شيء”، ولافتات أخرى تحمل “أيها الجولاني من المستفيد من الدماء التي سفكتها؟” و”حزب التحرير وحزب البعث شعارات براقة فارغة”.
من جانب آخر وثق “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الخسائر البشرية من الطرفين منذ بدء الاقتتال، فقد ارتفع عدد العناصر الذين قتلوا من هيئة تحرير الشام إلى 231 قتيلًا خلال المعارك الدائرة من قصف واشتباك مع تحرير سوريا، في حين قتل 174 مقاتلًا من جبهة تحرير سوريا خلال المعارك التي خاضتها مع هيئة تحرير الشام، ولا يزال عدد القتلى مرشحًا للارتفاع لوجود عدد كبير من الجرحى بعضهم في حالات خطرة.
أما على الصعيد المدني فقد استشهد 26 مدنيًا بينهم 9 أطفال و5 نساء قضوا منذ اندلاع الاقتتال بين تحرير الشام وتحرير سوريا يوم الثلاثاء 20 من فبراير/شباط الماضي، جراء عمليات القصف والرصاص العشوائي في ريفي حلب وإدلب.
اُغتيل شخصان وأُصيب ثالث بجروح جراء إطلاق النار عليهم من مجهولين في مدينة خان شيخون جنوب إدلب فيما اُغتيل شخص على طريق عين السودة بريف جسر الشغور غرب إدلب
موجة من الاغتيالات الغامضة تطال مدينة إدلب وريفها
شهدت محافظة إدلب، الخميس 26 من أبريل/نيسان، موجة اغتيالات طالت شخصيات مُعارضة بارزة وقيادات عسكرية تابعة لفصائل ثورية، حيث أقدم مجهولون على اغتيال القيادي في هيئة تحرير الشام “أبو الورد كفر بطيخ” مع مرافقيه بعد إطلاق الرصاص على سيارته شمال مدينة معرة النعمان جنوب إدلب.
كما اغتال مجهولون “أبو سليم بنّش” وهو أحد كوادر جيش الأحرار وذلك بعد إطلاق الرصاص عليه قرب مدينة بنش شمال إدلب، فيما تم اغتيال ثلاثة أشخاص من أبناء مدينة الزبداني وهضبة الجولان على الطريق الواصل بين مدينتي إدلب ومعرة مصرين.
فيما أقدم مجهولون على إطلاق النار على سيارة تقل شخصين من أبناء بلدة زردنا وذلك بالقرب من قرية آبين شمال إدلب، مما أسفر عن مقتل أحدهما وإصابة الآخر بجروح، وقتل أيضًا ثلاثة مهاجرين بعد إطلاق النار عليهم من مجهولين قرب بلدة أرمناز غربي إدلب، في حين أصيب الإعلامي مصطفى حاج علي بجروح إثر إطلاق النار عليه من مجهولين قرب بلدة النيرب شرق إدلب.
كما اُغتيل شخصان وأُصيب ثالث بجروح جراء إطلاق النار عليهم من مجهولين في مدينة خان شيخون جنوب إدلب، فيما تم اغتيال شخص على طريق عين السودة بريف جسر الشغور غرب إدلب، واغتيل صيدلي نتيجة إطلاق النار عليه من مجهولين داخل قرية جوباس شرق إدلب.
وقتل شخص متأثرًا بجراحه بعد تعرضه لعملية اغتيال في منطقة شارع الثلاثين في مدينة إدلب، كما حدثت محاولة اغتيال عند دوار السبع بحرات في المدينة، واستهداف مجهولون حاجزًا تابعًا لفيلق الشام مما أدى إلى استشهاد شخص وسقوط جرحى.
تداول ناشطون بيانات قالوا إنها صادرة عن فصائل عسكرية من بينها “جبهة تحرير سوريا” و”هيئة تحرير الشام” تقضي بمنع “اللثام” وضرورة وقوف السيارات على الحواجز المنتشرة في المنطقة تحت طائلة تحمل تبعات عدم الالتزام بذلك
وشهد يوم أمس الجمعة عدة اغتيالات، حيث قتل شخص أمام مشفى بلدة التح بريف إدلب الجنوبي، نتيجة إطلاق الرصاص عليه من مسلحين مجهولين يقودون دراجة نارية، وقتل شخصان في بلدة النيرب بريف إدلب الشرقي، بعد إطلاق النار من مجهولين في أثناء خروجهما من صلاة الجمعة، فيما نجا القاضي العام السابق لجيش الفتح والشرعي السابق في هيئة تحرير الشام (عبد الله المحيسني)، من محاولة اغتيال بمحيط مدينة سراقب شرق إدلب.
كما قتل خالد معراتي الملقب بأبو لهب على أيدي مجهولين في مدينة خان شيخون، كما استهدفت عبوة ناسفة عائلة كاملة من بلدة محمبل من آل الديك ولم ينج من العائلة سوى طفل صغير.
فيما اغتيلت ثلاث نساء وأُصيب عدّة أطفال بانفجار عبوة ناسفة قرب قرية بير الطيب غربي إدلب كما اغتيل الشاب عبد الرحمن العناني من مدينة سراقب قرب قرية مصيبين شرق أريحا، محاولة اغتيال فاشلة بعبوة ناسفة تعرض لها الشيخ أحمد الدوش أبو صبا هو وعائلته في ريف إدلب الغربي، كما تم إطلاق نار على مدني قرب مدينة سرمين شرق إدلب وقد تم نقله إلى المشفى.
وتداول ناشطون بيانات قالوا إنها صادرة عن فصائل عسكرية من بينها جبهة تحرير سوريا وهيئة تحرير الشام تقضي بمنع “اللثام” وضرورة وقوف السيارات على الحواجز المنتشرة في المنطقة تحت طائلة تحمل تبعات عدم الالتزام بذلك، إلا أنه لم يصدر أي بيانات رسمية بشأن ذلك، وتأتي سلسلة الاغتيالات بعد مضي 24 ساعة على الاتفاق الذي جرى بين جبهة تحرير سوريا وهيئة تحرير الشام على وقف الاقتتال نهائيًا، كما كانت الاغتيالات من الأطراف كافة أي أن هناك أيادٍ خفية مجهولة تقوم بها.
ورجح ناشطون في مدينة إدلب أن هذه الاغتيالات جاءت لتفتت الاتفاق وتنشر الفتنة ورجحوا أن الجهة المسؤولة عن الاغتيالات خلايا نائمة تتبع لنظام الأسد، فيما قال آخرون إن هذه الخلايا ممكن أن تكون لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، ولا يمكن ضبط هذه الخلايا إلا حين إلقاء القبض على مجموعة منها، في حين لا تزال إلى الآن تشهد مدينة إدلب فلتان أمني شديد، وتخوف كبير لدى الأهالي، حيث جرت عدة اغتيالات في وضح النهار استهدفت مدنيين وعسكريين.