المسار السياسي “مبعوث جديد”
الأمم المتحدة كما هو ديدنها في مختلف القضايا والأزمات الدولية تتعامل وفقًا لمصالح دول الفيتو، فتشابك المصالح الدولية جعل الأزمة اليمنية منسية ويتعامل معها وفقًا للمنهج نفسة المستخدم في الأزمة السورية، فبعد كل جولة مفاوضات فاشلة تعمل الأمم المتحدة على تغيير مبعوثها وكأن تغيير المبعوث الأممي مفتاح الحل.
غير أن ما ثبت هو العكس، فالتطور اليوم في الملف اليمني هو تعيين البريطاني مارتن غريفيت مبعوث الأمم المتحدة الجديد لليمن خلفًا للموريتاني إسماعيل ولد الشيخ الذي شغل هذه الوظيفة لثلاث سنوات خلفًا لسابقه المغربي جمال بن عمر مبعوث المنظمة الدولية منذ 2011 إلى 2015، المبعوثان الأولان طالتهم الكثير من الانتقادات ومن كل الأطراف.
فبن عمر يتهم بانحيازه للحوثيين، وختم مهمته بتصريحه الذي قال فيه إن اليمنيين كانوا على مقربة من التوصل لحل سياسي ولكن تدخل التحالف بقيادة السعودية أجهض عملية السلام، وولد الشيخ هو الآخر متهم بأنه يخدم السعودية وأنهى مهمته بتحميل الحوثيين عرقلة التوصل لحل سياسي.
الكثيرون تفاءلوا وتعالت أصواتهم الواثقة بقدرات المبعوث الجديد نظرًا لخبراته السابقة وكأنه يملك العصا السحرية لحل الأزمة اليمنية أو أنه سيعمل على حل مشاكل شركة تجارية مستفيدًا من تراكم خبراته، غير أن الحل اليمني في يد أبنائه الذين قرروا معًا أن يدخلوا في الحرب وهم أنفسهم من سيتخذون القرار للخروج منها، على الرغم من أقلمة وتدويل الملف اليمني.
المبعوث الأممي بدأ جولته من الرياض فصنعاء وأبوظبي انتهاءً بمسقط، والتقى بمختلف الأطراف السياسية اليمنية للدفع بعملية سلام جديدة قد تجمع الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة بعد فشل مهمة المبعوثين السابقين، وقال غريفيث إن إيقاف الحرب والترتيبات السياسية لتحقيق السلام الشامل في اليمن أبرز أولوياته.
منذ سيطرة قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي على المحافظات الجنوبية نهاية عام 2015 فإن المشهد العسكري يشهد نوعًا من الكر والفر بين الجانبين
جديد المبعوث الأممي
قدم المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفيت إحاطته الأولى إلى مجلس الأمن الدولي الثلاثاء 17 من أبريل وتطرق فيها إلى أمور عدة لا تختلف عن تلك التي قدمها سابقه، والجديد في تلك الإحاطة أنه قال إنه في طور التخطيط لتقديم إطار للتفاوض بين الأطراف اليمنية خلال شهرين، وهذا يعد إعلانًا مسبقًا بفشله الذريع، فمع استمرار الحرب والتصعيد في مختلف الجبهات سيطرأ على المشهد الكثير من التطورات مما يستحيل وضع خطة جيدة في ظل عدم استقرار الوضع في الميدان العسكري، فالحل السياسي مرتبط بالوقائع على الأرض وليس بالتنظير وصياغة الأطر النظرية بعيدًا عن الواقع.
المسار العسكري.. تصعيد متزايد
يمكن القول إن المسار العسكري لم يحدث تطور ملحوظ يمكن أن يغير الموازين، فمنذ سيطرة قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي على المحافظات الجنوبية نهاية عام 2015 فإن المشهد العسكري يشهد نوعًا من الكر والفر بين الجانبين، إلا أن هناك تصعيدًا كبيرًا في مختلف الجبهات على الساحة اليمنية.
تطورات جديدة
مسار جديد دشنه الحوثيين بإطلاق دفعة من الصواريخ على السعودية في الذكرى الثالثة لحربها على اليمن، حيث أعلن رئيس المجلس السياسي السابق التابع للحوثيين صالح الصماد أن هذا العام سيكون عامًا باليستيًا بامتياز، على الجانب الآخر أعلنت القوات الموالية للرئيس هادي سيطرتها على مديرية ميدي الإستراتيجية.
تسيطر القوات التابعة لهادي على معظم المناطق الجنوبية التي تمثل نحو 80% من مساحة اليمن
بالإضافة إلى تحرك جديد لقوات كبيرة دخلت ساحة المعركة تابعة للعميد طارق صالح ابن شقيق الرئيس السابق علي عبد الله، تهدف هذه الحملة العسكرية إلى مقاتلة الحوثيين ثأرًا للرئيس السابق علي عبد الله صالح واستعادة الجمهورية كما أعلنت، وحظي هذا التحرك العسكري بحملة إعلامية كبيرة مؤيدة ورافضة من جميع الأطراف اليمنية.
ويأتي استهدف رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد في محافظة الحديدة الساحلية من التحالف العربي في إطار التصعيد العسكري الجديد الذي ينذر كما تنبئ المؤشرات إلى حدة كبيرة في الصراع ومزيد من الصواريخ التي يتوقع أن تستهدف السعودية في الأيام القادمة، حيث توعد الحوثيون المملكة العربية السعودية برد مزلزل ردًا على اغتيال الصماد.
مناطق نفوذ طرفي الصراع
مناطق نفوذ حكومة هادي
تسيطر القوات التابعة لهادي على معظم المناطق الجنوبية التي تمثل نحو 80% من مساحة اليمن وهي: عدن وحضرموت وسقطرة والمهرة وأبين والضالع وشبوة، والثلاث محافظات الأخيرات يملك الحوثيون فيها سيطرة جزئيه على بعض المديريات.
مناطق نفوذ الحوثيين
أما الحوثيون فيسيطرون على معظم المناطق الشمالية ابتداءً من محافظة صعدة معقل الحوثيين والمحاذية للمملكة العربية السعودية إلى عمران وصنعاء وحجة وذمار وإب وريمة والحديدة والمحويت والبيضاء التي يقطنها نحو 80% من سكان اليمن.
مناطق الاشتباك
هناك مناطق ليست خطوط السيطرة فيها واضحة، فهي تعتبر مناطق صراع بين الجانبين ومن هذه المناطق محافظات مأرب والجوف وتعز.