لا أحد يرغب في رؤية ابنه يصل لمرحلة الثانوية ولا يستطيع اتخاذ قرارته بنفسه، ولا يرغب أحد في رؤية أولاده يصلون إلى سن البلوغ دون استطاعتهم الاعتماد على أنفسهم في المأكل والملبس والمشرب، إلا أن هذا يحدث على الرغم من عدم وجود نية لدى الآباء لحدوث ذلك، ونجد رجالًا ناضجين بعقول وتصرفات أطفال، وعلى الرغم من عدم قصد الآباء ذلك فإن عليهم جزءًا كبيرًا من المسؤولية.
يختلف الأطفال في الأعمار التي يطورون فيها المهارات المختلفة، كمهارات التفكير الإستراتيجي أو المهارات اليدوية أو الرياضية، وهنا يرجع الخيار للآباء في محاولة تعليمهم المهارات الحياتية والأنشطة الجسمانية والألعاب التي تُنمي قدراتهم الفكرية وتفكيرهم التخطيطي أو الإستراتيجي.
يغفل الآباء الكثير من الألعاب والنشاطات في طفولة أبنائهم المبكرة، ويعتقدون أن تلك الألعاب أو النشاطات غير ضرورية لأعمارهم وسيفهمونها أكثر حينما ينضجون، أي في سياق آخر ربما يعتقدها الكثير من الآباء نوعًا من أنواع الرفاهية لا يحتاج إليها طفلهم في مراحله المبكرة، على الرغم من أنها تُسهم بشكل كبير في وعي الطفل الاجتماعي والعاطفي والجسماني والعقلاني، بالإضافة إلى تقويتها العلاقة التي تربط الآباء بالأبناء.
لماذا يجب على الأطفال تعلم الشطرنج؟
يعتبر الشطرنج من أقدم الألعاب الإستراتيجية في التاريخ، ولأننا نستخدم التفكير التخطيطي في أغلب مهمات حياتنا من أكثرها سهولة مثل شراء بعض المنتجات من السوق إلى أكثرها تعقيدًا في قرارات العمل، كان الشطرنج من أكثر الألعاب المُنمية لقدرات التفكير والتخطيط ومن أفضل الألعاب التي تعطي دروسًا كثيرة في الحياة، من بينها التفكير المنطقي والعواقب المهلكة للاندفاع وتعلم الهزيمة بجدارة والتفكير المسبق والتأني فيه، كما يكون الدرس الأهم من بينهم هو الصبر مع الحذر.
من أهم الدروس التي يعلمها الشطرنج للأطفال أهمية المنافسة في الحياة
ربما يظن الكثير من الآباء أن الشطرنج من الألعاب غير المناسبة لعمر الأطفال ليكون من الأفضل أن يتعرفوا عليها حينما ينضجون، إلا أن الواقع سيُفاجئك أن الأطفال يبدأون في تعلم الشطرنج منذ الـ6 أو الـ7 في العمر كنوع من أنواع المتعة والتسلية، إلا أنها في نفس الوقت نوعًا من الألعاب التي تُنمي مهارات التفكير التخطيطي لدى الأطفال كما تعلمهم الصبر وتقبل الهزيمة والتعلم مما يفعله الآخرون بخطواتهم في أثناء اللعب.
من أهم الدروس التي يعلمها الشطرنج للأطفال أهمية المنافسة في الحياة، سيتعرض الطفل للمنافسة بين أقرانه في الكثير من الجوانب منذ أن يبدأ عامه الدراسي الأول، إن لم يكن الطفل مستعدًا للمنافسة سيؤثر ذلك على نجاحه في المستقبل، ولهذا يعلمه الشطرنج أنه إن لم يبذل أقصى مجهوده ويُخرج أفضل ما عنده سيسبقه الآخر بخطوات ومراحل كثيرة وسيعيق طريقه إلى النجاح والفوز.
لا يتقبل كثير من الأطفال الهزيمة، ويكون تعاملهم مع الهزيمة عدوانيًا بعض الشيء أو معتمدًا على البكاء والصراخ بصوت عالٍ، إلا أن الشطرنج يمكن أن يساعد الطفل على تعلم فكرة الهزيمة وتقبلها بشكل أقل عداونية وحدة، بدلًا من أن يكونوا شديدي التفاؤل بالعالم ظانين أنه لا يوجد فيه هزيمة وتُلبى فيه احتياجاتهم كلها كما يفعل معهم آباؤهم، على العكس يعلمهم الشطرنج أنهم لا بد لهم أن يكونوا مستعدين للتعلم من الهزيمة والأخطاء حينما لا تسير الأمور على هواهم.
لماذا يجب على طفلك أن يسبح؟
تعتبر السباحة من أكثر الرياضات التي تستطيع تعليم طفلك كيف ينقذ نفسه، ولهذا فهي من الرياضات المفضلة للأطفال إذا أبدو اهتمامًا بها في عمر مبكر، حيث يمكن للطفل أن يبدأ بالسباحة في عمر السنتين فقط، وبناءً عليه سيتأكد الآباء من أن ابنهم سينمو برئتين وقلب سليمين، فهي من أكثر الرياضات التي تستهدف القلب والرئتين وتجعلهم أكثر صحة ممن لا يمارسها.
تعلم السباحة الطفل إدارة الوقت، ما بين السباحة والتمرين الرياضي و إنجاز مهماته المدرسية والحفاظ على عدد ساعات كافية من النوم تكفيه أن يكون نشيطًا في اليوم التالي
تعلم السباحة الطفل قيمة العمل الجماعي، وهو ما لا تعلمه إياه المدرسة بشكل كاف، حيث تنظم الكثير من المسابقات بين الفرق سواء كانت على مستوى المدارس أم الأندية وعليه على كل فرد في الفريق أن يبذل قصارى جهده لكي يكسب النقاط من أجل فوز فريقه، وبذلك تعلم السباحة الطفل أن يضع أهدافًا لنفسه ويسعى خلفها من أجل المصلحة العامة وليس لإرضاء نفسه فقط.
لماذا يجب على طفلك أن يُربي حيوانًا أليفًا؟
ينصح الخبراء بأهمية اعتناء الطفل بحيوان أليف مذ أن يكون في عمر الـ6 وأكثر، حيث سيرسخ ذلك في عقله أنه ليس محور الاهتمام، وأن العطاء لا يكون له فقط بل من الممكن أن يمنحه لكائن آخر، حيث تكون عملية إطعام الطفل للحيوان ووضع الماء له والاعتناء به ليمنع عنه الأذى أمرًا شديد الأهمية في المبادئ التي يتعلمها الطفل في مراحل طفولته المبكرة.
من أهم الدروس التي يتعلمها الطفل من خلال رعايته لحيوان أليف أو رعايته لنبات ما المسؤولية
ينصح الخبراء أن من الممكن أن يتعرض الطفل لهذه التجربة حينما يكون أصغر عمرًا، فيمكنه رعاية النباتات وهو في عمر الثالثة أو الرابعة، ويُدرب من الوالدين على كيفية سقي النباتات ورعايتها وكيفية زراعتها والاعتناء بها حتى تنمو، سيشعر الطفل بالإنجاز حينما يرى النباتات التي زرعها تنمو وسيشعر بالانتماء وستزيد رابطته وعلاقته بأبويه قوة، أما بالنسبة للحيوانات فيُنصح بالبداية مع الأسماك والطيور قبل الانتقال إلى القطط أو الكلاب أو حيوان الهامستر.
من أهم الدروس التي يتعلمها الطفل من خلال رعايته لحيوان أليف أو رعايته لنبات ما المسؤولية، فإن تعرف الطفل على الحيوان الأليف واعتاد عليه في المنزل وأحب مشاركته الوقت سيكون من المهم على الوالدين أن يوكلا الطفل بمهمة روتينية يقوم بها من أجل ذلك الحيوان دون أذية الطفل أو أذية الحيوان تحت مراقبة الأهل، مثالًا على ذلك سيكون توكيل مهمة ملأ وعاء الماء للحيوان يوميًا إحدى التفاصيل الصغيرة التي تعلم الطفل المسؤولية والالتزام.
لماذا يجب على طفلك أن يتعلم الطهي؟
يتجاهل الكثير من الآباء وجود الطفل في المطبخ ويحاولون بشتى الطرق إبعاده عن المطبخ لكي لا يأذي نفسه، إلا أن وجود الطفل في هذا المكان ومشاركته في صنع ما يأكله من أهم الأنشطة التي تطور لدى الطفل الكثير من المهارات وتؤثر عليه إيجابيًا بحياته في المستقبل، خصوصًا في موضوع الطعام.
مشاركة الطفل في صنع ما يأكله تجعله محبًا لتناول أي نوع من الطعام ولا تجعله من الأطفال الصعبة المراس في تناول الطعام بسبب تحديدهم أنواع معينة فقط للأكل، لهذا من المحبذ أن يستغل الآباء فضول الأطفال الجم في سن الثانية والثالثة ليعرفوهم على مختلف أنواع الفواكه والخضراوات، ومن ثم يطور الطفل قابلية التقطيع والقطف في سن الرابعة والخامسة فيستطيع الآباء مراقبتهم وتوكيل بعض المهام البسيطة إليهم في المطبخ.
يقوي الطهي مع الأطفال الرابطة مع الآباء ويكون لديهم ذكريات سعيدة
لا ينتبه الآباء أن المطبخ يطور من مهارات الرياضيات والعلوم لدى الأطفال، فما يتعلمونه في المدرسة يستطيعون تطبيقه في المطبخ كوسيلة آمنة ومراقبة من الآباء، يتعلم الأطفال المواد التي يمكن خلطها معًا، والكميات المناسبة لصنع وصفة ما والعواقب التي قد تحدث إن حُذفت عناصر معينة أو ما الممكن أن ينتج إذا ضاعف الكمية.
لقد أقرّت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن تنمية الطفل في مراحل الطفولة المبكرة حق من حقوق الطفل، فلكل طفل الحق في الحصول على فرصة لتنمية وتطوير القدرات والمهارات الكامنة فيه، من أجل اكتشاف ما يبرع فيه مبكرًا، ومن أجل تدريبه وتنمية قدراته العقلية والبدنية في سن مبكرة.