شن الرئيس اليمني السابق ،علي عبدالله صالح، اليوم السبت، هجوما حادا على الثورة، التي اندلعت في العام 2011 وأجبرته على التخلي عن الحكم، واصفا من قاموا بها بـ”الكاذبين والمرضى”.
وقال على عبدالله صالح على صفحته في فيسبوك أن “الذين ادعوا يوما، أو ما زالوا يدعون أن ثمة ربيعا عربيا وثوريا، إنما يعلنون بالملأ أنهم ليسوا فقط كذابين وتجار مبادئ؛ بل إنهم مرضى ميؤوس من حالتهم وصاروا يشكلون مصدرا لتلويث الحياة والإنسانية”.
وأضاف صالح في بيان كان عنوانه “الثورة ليست صعلكة يا قطيع السوق” أن “بضاعة الدجل .. كل بضاعات الزيف.. وجميع سماسرة وتجار ومنتجو وبائعو الدجل والجهل والتجهيل.. إنهم مرضى حقيقيون، مصابون بأمراض مستعصية, سواء كانت أمراض ظاهرة ومعروفة وتنعكس آثارها بوضوح في ظاهر وأجزاء جسدهم, أو أمراض من النوع الآخر (غير الظاهرة) وهي أخطر وأحقر وتستوطن الداخل”.
ومضى قائلا: “كل فكرهم يقوم على الزوبعة والضجيج والترهيب والتهويل لترويع الناس وسرقة سكينتهم وأمنهم .. هم أعداء ثورة سبتمبر 1962، التي اندلعت ضد الإمامة في شمال اليمن، وثورة أكتوبر 1963 التي قامت ضد الاستعمار البريطاني ووحدة اليمن في مايو 1990”.
واختتم بالقول “يحدثونك عن ثورة الآن .. من قال لكم أن التصعلك ثورة .. حقا من لا يستحي يفعل ما يشتهي .. وكل إناء بما فيه ينضح”.
النشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي انتقدوا البيان معبرين عن دهشتهم منه، واصفين البيان بـ”غير الأخلاقي”.
وقال الناشط السياسي منير مأمون لوكالة الأناضول، أن “هجوم الرئيس السابق ضد شباب الثورة يؤكد حقده الكبير على من قاموا بالثورة الذين هم السبب الرئيس في إسقاط حكمه الذي دام نحو ثلث قرن”، مشيراً أن نظام صالح كان مليئا بـ”الجهل والفساد وأعمال القتل والإجرام”، وإلا لما قامت ثورة ضده، حسب قوله.
يأتي هذا بالتزامن مع خروج عشرات من أبناء وأسر ضحايا أحداث الثورة اليمنية، اليوم السبت، في مسيرة تطالب الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي بـ “القصاص للثوار”، الذي قتلوا على أيدي قوات الأمن ومسلحين تابعين لنظام صالح خلال ثورة 11 فبراير 2011.
وطالب المشاركون في المسيرة بإسقاط الحصانة التي منحها البرلمان اليمني لعلي عبدالله صالح، وهتفوا “تسقط تسقط الحصانة، يتحاكم صالح وأعوانه”.
وكان صالح قد تخلى عن السلطة في اتفاق وقعه في نوفمبر 2011 بعد 9 أشهر من الاحتجاجات ضد نظامه، بموجب مبادرة رعتها دول مجلس التعاون الخليجي وأيدتها الدول الكبرى، حصل فيها الرئيس السابق على حصانة من الملاحقة القضائية، وحصل حزبه على نصف حقائب حكومة الوفاق الوطني الحالية، ومازال يرأس حزب المؤتمر الشعبي العام.
وفي معرض الهجوم العام من الأنظمة والشخصية المناهضة للربيع العربي، قال صالح في هجومه على جماعة الإخوان المسلمين : “لو أن الاخوان المسلمين، حشدوا طوال الخمسين سنة الماضية، هذه الحشود التي خربوا بها استقرار العالم العربي، ضد اسرائيل، لكانت اسرائيل قد اصبحث مجرد وصف في التاريخ، وعادت ارض فلسطين لأهلها”، مضيفاً :”وقفوا ضد الشرعية في اليمن، ويقاتلون عن الشرعية في تونس، وفي مصر، تاهو فيدافعون عن الثورة وعن الشرعية، وهم ليسوا لا مع الثورة ولا يؤمنون بالشرعية”.
وقال صالح في كلام آخر منشور على صفحته في فيسبوك : هذا هو مشروع الربيع العربي المولود من المطبخ الصهيوني ، بمباركة القوى الاجنبية التي تركض وراء مصالحها وتقوية نفوذها ، إن الربيع الذي يثقف العالم الثالث بإحداث دول ديمقراطية وانظمة مدنية لا يسعى الا لتخريب الشعوب وتفتيتها. الا تفقهوا ام أنكم لا تفهموا. اسألوا المجربين من قبلكم”.
ومن المعروف بأن الإمارات تدعم نظام علي عبد الله صالح وتعمل على عودته بإفشال الحوار وتقوية الحوثيين، كما أنها تنسق بشكل دائم مع أحمد علي عبد الله صالح، نجل عبد الله صالح، الذي عين سفيرا لليمن في إمارة أبو ظبي الإماراتية، والمعروف بدعمه القوي للمسلحين الحوثيين.
وكان وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان قد زار المملكة المغربية والتقى بـ”مولاي رشيد”، شقيق الملك المغربي محمد السادس، ليطلب منه إقصاء جمال بن عمر، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون اليمنية، عن الملف اليمني واستبداله بشخص آخر، وذلك لما عرف عن جمال بن عمر ودوره الهام في الوساطة بين القوى المعارضة وشباب الثورة اليمنية ونظام عبد الله صالح، لتستقر الأمور على ما هي عليها الآن بعد الثورة، الأمر الذي بالطبع لا يعجب الإمارات وتسعى لعودة حليفها صالح ومؤتمره العام إلى السلطة.