“أمن إسرائيل مصلحة وطنية عليا لألمانيا”، عبارة قالها المستشار الألماني أولاف شولتز بعد عملية “طوفان الأقصى”، تعبّر عن مجمل الموقف الألماني المعروف بانحيازه لـ”إسرائيل”، والأكثر تشددًا ضد الفلسطينيين في أوروبا.
تمثلت هذه السياسة في عدة إجراءات اتخذتها برلين ضد محتجين بسبب دعمها لتل أبيب، ربما أبرزها قمع المتظاهرين وتوقيفهم أمنيًا، وإصدار البرلمان الألماني “البوندستاغ” عام 2019 موافقته على مناهضة كل من يدعو (مجرد الدعوة) إلى مقاطعة “إسرائيل” تحت أي ظرف، واعتبار أي منظمة أو شخص يدعو إلى ذلك بالمعادي للسامية، وهي جريمة في ألمانيا.
يضاف إلى ذلك، دخول قانون جديد حيز التنفيذ في ألمانيا ينص على إقرار المتقدمين للحصول على الجنسية بحق دولة “إسرائيل” في الوجود، كما صدرت قرارات وتشريعات أخرى تفرض قيودًا على دعم القضية الفلسطينية مثل حظر رمز المثلث المقلوب الذي تستخدمه كتائب القسام -الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- لتحديد المركبات والجنود الإسرائيليين في مقاطع الفيديو التي توثق المعارك المستمرة في قطاع غزة، فضلًا عن منع ارتداء أزياء معينة مثل الكوفية الفلسطينية في مدارس العاصمة برلين.
وسط هذه الأجواء، برز اسم الملحّن والمترجم الألماني اليهودي فيلاند هوبان (Wieland Hoban)، الناشط المناهض الصهيونية، الذي يقود حركة يهودية داعمة للفلسطينيين، داعيًا إلى مقاطعة “إسرائيل” من خلال رئاسته منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام العادل في الشرق الأوسط (EJJP).
هذا الدعم للقضية جعله يقول في حوار صحفي إنه واليهود المناهضين لـ”إسرائيل” في ألمانيا صاروا عرضة للملاحقة الأمنية والتهديد أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، مؤكدًا أنه لا يشعر بالأمان الذي وعد به المستشار الألماني أولاف شولتز اليهود، فالحكومة الألمانية لا تحمي اليهود إنما تحمي الصهاينة أو مؤيديهم، لأن هناك سياسة عامة للدولة وهي قمع أي حركة تضامن مع فلسطين.
وهذه السياسة تتكامل مع سياسة عنصرية أخرى في ألمانيا ترى أن المسلمين أعداء، فالمسلمين اليوم في ألمانيا يعامَلون باعتبارهم أبناء ثقافة بربرية أجنبية، وكانت هي نفسها النظرة الأوروبية لليهود في القرون السابقة، يقول هوبان.
دفع هوبان ثمن مواقفه المعلنة التي ينشط من أجلها، ليس بمضايقته أمنيًا فقط والتشهير به، بل بالتضييق عليه في عمله كموسيقيّ أيضًا، خاصة بعد منعه من المشاركة في مهرجان دوناوشينغن، لأنه أراد تقديم عمل يلقي الضوء على معاناة الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي.
في سطورنا التالية نلقي الضوء على هوبان ومواقفه وأنشطته الخاصة بالقضية الفلسطينية، وآرائه حولها، وخلفياته الثقافية، وفي القلب من ذلك سنتعرّف أكثر إلى واقع اليهود الألمان المناهضين لـ”إسرائيل”.
فيلاند هوبان شابّ علماني حوّله التعاطف مع فلسطين إلى الشعور باليهودية
ما زال فيلاند هوبان شابًّا، ربما على غير ما توحي ملامحه بلحيته الصغيرة البيضاء ورأسه الذي تساقط شعره، فقد وُلد في 11 مايو/ أيار 1978، لأسرة يهودية بريطانية علمانية غير ملتزمة دينيًا.
والده هو الكاتب والرسام الإنجليزي الأمريكي راسل هوبان، الذي قدّم أعمالًا عديدة للأطفال، ووالدته ليليان هوبان كانت رسامة وكاتبة مشهورة أيضًا، وتشاركت مع زوجها في تقديم عدد من الأعمال للأطفال.
لم يكن الدين اليهودي مكونًا رئيسيًا في حياة فيلاند هوبان وهو صغير، وكانت طفولته في لندن هادئة وديعة بين أبويه الفنانَين، وحين شبَّ ومع بدايات تكوينه الثقافي ومحاولة فهمه للديانة اليهودية، وقف أمام محاولات ربط كل ما هو يهودي بـ”إسرائيل”، وبالفعل تأثر بالصهيونية واستمر الأمر وقتًا حتى استطاع التخلص منه.
مع نضجه بدأ هوبان يفكر في القضية الفلسطينية، ويشعر بالتعاطف معها، لكنه لم يشعر بالقدرة على المشاركة في الأنشطة الداعمة لها، وفي هذه الأثناء كان قد درس الموسيقى، ودرس اللغة الألمانية، وهاجر إلى ألمانيا عام 1998، والتي ما زال يقيم بها بعد أن حصل على جنسيتها، ويعمل كملحّن ومترجم فيها.
وجوده في ألمانيا جعله أكثر ترددًا في دعم القضية الفلسطينية والنشاط من أجلها، لأن اليهود في ألمانيا قليلو العدد، وظهور صوت يهودي مختلف أمر صعب اجتماعيًا وسياسيًا، خاصة في ظلّ حساسية النظام السياسي الألماني تجاه “إسرائيل”، بحكم المظلومية التاريخية لليهود تجاه النازية خلال الحرب العالمية الثانية، حسبما صرّح في حوار له مع موقع “اليسار برلين (The Left Berlin)”.
تغلب هوبان على تردده وانضم إلى جمعية الصوت اليهودي من أجل السلام العادل في الشرق الأوسط (EJJP) التي تأسست عام 2003، وحصلت على الموافقة من الحكومة الألمانية عام 2007.
جمعية الصوت اليهودي شجّعته على محاولة الجمع بين كونه يهوديًا ومعاداته للصهيونية، والنشاط من أجل المستضعفين الفلسطينيين الذين جعله دعمهم يشعر باليهودية في داخله بشكل أقوى، على العكس ممّا يعتقد البعض حسبما يقول.
ينادي هوبان مع منظمته بقطع الدول لعلاقاتها مع “إسرائيل”، وفرض عقوبات عليها، وسحب الاستثمارات منها حتى الوصول إلى وطن واحد يتساوى فيه الفلسطيني المسلم أو المسيحي باليهودي، وهو أمر يجعل “إسرائيل” بشكلها الحالي دولة غير موجودة، باعتبار أنها تقوم على العنصرية اليهودية.
يجاهر هوبان بذلك وينشط لأجله رغم أن ألمانيا التي يحمل جنسيتها من أكبر الداعمين لـ”إسرائيل”، وفي سبيل ذلك يتحمل التشويه والاتهام بعدم الوطنية الألمانية، وبمعاداة السامية، وأخفّ اللهجات قسوة ضده هو اتهامه بالجهل بحقيقة الأمر في “إسرائيل”، بحسب حواره.
“ألمانيا لا يجب أن تعلّمنا اليهودية”
من المضايقات التي تعرضت لها جمعية هوبان خلال رئاسته الضغط على مركز عيون الثقافي في يوليو/ تموز 2023 في برلين، لعدم استضافة احتفال الصوت اليهودي بذكرى مرور 20 عامًا على تأسيسها، حيث اجتمع مجلس الشيوخ في برلين واتهم مركز عيون بمعاداة السامية، مهددًا بقطع التمويل عن المركز وإغلاقه إن لم يتراجع عن استضافة احتفال الصوت اليهودي.
يعلق هوبان على ذلك بأنه أبلغ مركز عيون بأنه يتفهّم موقفهم الحسّاس، وأن الصوت اليهودي يهمها استمرار عيون ودوره كمركز ثقافي يحتفي بالتنوع ويكافح العنصرية وينشر الفنون، وأنه يقدِّر تضامن مركز عيون مع القضية الفلسطينية ومع رسالة الصوت اليهودي المناهضة للصهيونية.
ويوضح هوبان أن تهديد مركز عيون ليس الأول في ألمانيا، وأن المسؤولين عن المركز تعرضوا لمثل هذه الابتزازات قبل ذلك وكانوا يستسلمون لها، ولكن في المرة الأخيرة عام 2023 تصاعد الأمر لرفض مركز عيون الابتزاز وتعاطف مسؤوليه مع رسالة الصوت اليهودي.
الحصار الأمني أيضًا من المضايقات التي يتعرض لها هوبان والصوت اليهودي، خاصة أن الجمعية نظّمت بقيادة هوبان مظاهرات وفعاليات احتجاجية مختلفة في برلين دعمًا للقضية الفلسطينية على مدار تاريخها، وزاد ذلك بعد “طوفان الأقصى”، وشارك في تلك التظاهرات عرب وفلسطينيون ويهود أوروبيون، وهو أمر أصاب بعض الفلسطينيين بالتعجّب، لأنهم اعتادوا رؤية اليهودي داعمًا لـ”إسرائيل”، يقول هوبان.
نتيجة لذلك اعتقلت السلطات الأمنية عددًا منهم، وطردت عددًا منهم من وظائفهم، وتمارس رقابة منتظمة على أعضاء الصوت اليهودي، ويعلق هوبان على ذلك بأن الشرطة الألمانية لم تفعل ذلك لكونهم يهودًا، إنما لأنهم يدعمون القضية الفلسطينية، فاليهودي في رأي النظام السياسي الألماني لا بدَّ أن يكون صهيونيًا، وهي مسألة يهاجمها هوبان قائلًا إن “الحكومة الألمانية ليست وصية على يهوديتنا، ولا يجب أن تخبرنا كيف نكون يهودًا أو تعلمنا اليهودية”.
تطرُّف الحكومة الألمانية ضد هوبان والمناضلين ضد “إسرائيل” جعلها تناقض نفسها وأفكارها العامة حول الحريات، ويتضح ذلك في منعه من المشاركة في مهرجان دوناوشينغن عام 2018، الذي كان على مدار عقود منصة للأفكار الجديدة والمخالفة للسائد، بل المثيرة للجدل، سواء كان التعامل مع السياسة أو الثقافة أو الفنون، خاصة في الموسيقى، حيث لم تكن فيه أبدًا موضوعات محظورة، يقول هوبان.
ولكن في عام 2018 قرر هوبان تقديم عمل موسيقي أوركسترالي يحمل المعاناة الفلسطينية، وقدّم أفكاره حول العمل إلى مدير المهرجان بيورن غوتشتاين، والتي تتضمن تقديم مواد وثائقية بمصاحبة الموسيقى توثّق العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 2008-2009، وتحتوي على شهادة من جندي إسرائيلي شارك في الهجوم.
الأمر قوبل بالرفض من قبل مدير المهرجان، وكان ردّه المكتوب والموثّق بشكل واضح أنه لن يتسامح مع أي انتقاد لـ”إسرائيل” على الإطلاق، معتبرًا أن انتقاد “إسرائيل” هو نوع من معاداة السامية غير المقبول له ولا للإذاعة الألمانية التي تبثّ المهرجان، باعتبار المسؤولية التاريخية لألمانيا تجاه “إسرائيل”، بحسب بيانه الصار في 16 أغسطس/ آب 2018.
علّق بالطبع هوبان على ذلك بأن الجرائم الألمانية تجاه اليهود إبّان النازية، لا يصح أن تكون مبررًا لدعم ألمانيا للجرائم الإسرائيلية في فلسطين، وليس مبررًا لقمع حرية الرأي والتعبير.
ضمن المضايقات أيضًا والتي كانت بعد “طوفان الأقصى”، وتحديدًا في 11 أبريل/ نيسان الماضي، هو إلغاء مؤتمر للتضامن مع فلسطين في برلين، شاركت في تنظيمه منظمة الصوت اليهودي، وحمل عنوان “مؤتمر فلسطين: سنحاكمكم”.
كان من المقرر أن يمتد المؤتمر 3 أيام، بمشاركة واسعة من قوى سياسية وجمعيات حقوقية وشخصيات من أصل فلسطيني، لكن الأمر قوبل بهجوم كبير من المنظمات الداعمة لـ”إسرائيل”، ومنها “التحالف ضد الإرهاب المعادي للسامية” الذي اتهم المؤتمر ومنظميه بدعم الإرهاب، وانتهى الأمر بإلغاء المؤتمر من قبل الأجهزة الأمنية الألمانية.
وعلّق هوبان على ذلك بأن الحكومة الألمانية تسمح فقط بالهجوم على الفلسطينيين والتشهير بهم، لكن حين يتعلق الأمر بـ”إسرائيل” يواجَه الأمر بملاحقات أمنية وتضييق من كل الاتجاهات. ويرى هوبان أن ألمانيا ارتكبت جريمتَي إبادة في القرن العشرين، وهما الهولوكوست وإبادة نامبيا، وفي القرن الواحد والعشرين تشارك في إبادة غزة.
الطريق إلى الخلاص في ألمانيا وفلسطين.. أفكار وراء نضال هوبان
يناضل هوبان من أجل القضية الفلسطينية في أكثر من اتجاه، فهو أولًا ضد السياسة الألمانية الداخلية، التي تضيّق على حرية الرأي والتعبير حين يتعلق الأمر بفلسطين، بل المسلمين والعرب عمومًا.
وثانيًا ضد المنظمات اليهودية المتطرفة في ألمانيا مثل “التحالف ضد الإرهاب المعادي للسامية”، ومناصريها من اليمين المسيحي واللوبي الذي يرفع سلاح معاداة السامية بوجه كل من ينتقد “إسرائيل”.
أيضًا، يناضل هوبان ضد ما وصفه بالنظرة العنصرية من قبل تيار رئيسي من الألمان البيض ضد أي أقلية، ومنها الفلسطينيين كجنس غير أبيض، وأخيرًا يناضل لإثبات أنه يهودي، وأن اليهودية لا تعني بالضرورة الصهيونية، وأن العداء للسامية ليس عداءً لـ”إسرائيل”.
رحّب هوبان بإعلان القدس حول معاداة السامية (JDA) عام 2021، الموقّع عليه من أكثر من 350 عالمًا أكاديميًا من دول وجامعات مختلفة، وضمنهم أكاديميون يهود يعملون في جامعات إسرائيلية.
الإعلان الصادر بعد بحث وتحليل أكاديمي، يحمل تعريفًا نقيضًا لتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة IHRA حول معاداة السامية، فهو يفرّق بين انتقاد “إسرائيل” وانتقاد اليهودية، ويعتبر أن معاداة اليهودية معاداة للسامية، أما “إسرائيل” فهي دولة تخضع للقانون الدولي، ولا يجب أن تكون معاداة السامية تهمة لمن يهاجمها.
احتفى هوبان بوثيقة JDA، واعتبر أنها تعبّر عن موقف يهودي في المقام الأول، حيث مثّلت انتصارًا للمعسكر اليهودي المعارض لـ”إسرائيل”، وخطوة لتشجيع اليهود الرافضين لـ”إسرائيل” على عدم الخوف من الاتهام بمعاداة السامية وإعلان موقفهم بشجاعة، حسبما كتب في مقال مطوّل له في مجلة “اليسار برلين”.
ويرى هوبان أن اليهود أمثاله هم أكثر من يجب أن يتصدّوا لذلك، بالتضامن مع المسلمين عمومًا والفلسطينيين خصوصًا، لأن التصدي اليهودي للدفاع عنهم هو أكبر إثبات أن قضيتهم قضية إنسانية بالمقام الأول، بدليل أن هناك يهودًا كان يفترض أن يكونوا مناصرين لـ”إسرائيل” بالتبعية، لكنهم انحازوا إلى الحق، فالعدالة عند هوبان مقدمة على السلام كمبدأ، وفي هذه النقطة هو يقف مع المقاومة، فهو يفرّق بين السلام والاستسلام، فالسلام ليس خضوع المضطهد لمضطهده، إنما هو الناتج على حصول صاحب الحق على حقه.
يؤمن هوبان أن كل من يعيشون على أرض فلسطين التاريخية لا بدَّ أن ينالوا كل الحقوق بالتساوي، دون أي تمييز لصالح دين أو ثقافة معيّنة، وضمن هذه الحقوق حق عودة اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948 إلى ديارهم، لكنه بالطبع ليس مع إبادة اليهود الإسرائيليين، فيقول: “مبدأنا هو أن كل شخص في فلسطين التاريخية لا بدَّ أن يكون متساويًا، سواء من حيث حقوق الإنسان أو الحقوق الانتخابية؛ نؤمن فقط بالوضع الذي يكون فيه الجميع متساوين في الحقوق والواجبات”.
هل يعقل أن هناك فلسطينيين يملكون مفاتيح بيوتهم التي هُجّروا منها قسرًا ولا يستطيعون العودة إلى بلادهم، بينما هناك يهود وُلدوا وعاشوا في أوروبا هم وآباؤهم وأجدادهم، ومع ذلك يمكنهم بكل سهولة الذهاب إلى الضفة الغربية والحصول على منزل كان بالأمس القريب ملكًا لفلسطيني ورثه عن أبيه وأجداده؟
هل يعقل أن نقارن الأسطوري بالواقعي والحقيقي؟ الاتصال بين الأرض الفلسطينية واليهود هو اتصال أسطوري مصدره روايات تاريخية، أما الاتصال بين اللاجئين الفلسطينيين وأرضهم هو اتصال حقيقي واقعي مادي قائم بالفعل، يقول هوبان في حواره مع “اليسار برلين”.
في سبيل ذلك، وباعتباره مواطنًا ألمانيًا، يرى هوبان أن بلاده لا بدَّ أن تتخلص من عقدة الخلاص والفداء من النازية، التي تجعلها غير متسقة مع مبادئها المعلنة تجاه حقوق الإنسان، ويقول إن ألمانيا تعتبر المحرقة هي الخطيئة الكبرى لها، وأن الشيء الوحيد الذي تعتبره تكفيرًا عن ذنبها هو دعم “إسرائيل”، وهو ما يتم تقديمه باعتباره أقرب إلى نهاية سعيدة بعد المحرقة.
من ناحية أخرى، ترى ألمانيا أنها لن تكون آمنة أبدًا إلا إذا كان أمان “إسرائيل” جزءًا من أمانها، ولذلك ما زالت تدفع التعويضات، وما زالت تدعم “إسرائيل” على طول الخط، حتى لو كان ذلك على حساب ظلم الفلسطينيين وإبادتهم، يقول هوبان.
في سبيل تغيير هذه العقيدة السياسية الألمانية يناضل هوبان، ويرى أن انضمام مزيد من اليهود إلى فكرته ودعوته، ومن ثم غير اليهود، هو السبيل إلى تحويل موقف واحدة من أهم الدول الداعمة لـ”إسرائيل”.
يعد الموقف الألماني من “إسرائيل” رقمًا صعبًا في المعادلة الدولية، ليس لوزن ألمانيا السياسي والاقتصادي فقط، إنما لوزنها المعنوي تجاه “إسرائيل” بحكم المظلومية المعروفة، وبالتأكيد سيعتبر تعديل الموقف أو تغييره مؤشرًا مهمًّا على تغيير الموقف الدولي من “إسرائيل”، وهو ما يناضل من أجله فيلاند هوبان ورفاقه.