كما في كل مجالات الحياة يعد التوقيت أهم عوامل النجاح، في الرياضة أيضًا الوقت يحكم أهم الأرقام وأعظم الانجازات ولكل رياضة وقتها القانوني التي تلعب فيه إلا في كرة القدم، فبعد نهاية الوقت القانوني المعروف بتسعين دقيقة يأتي الوقت غير القانوني في نظر البعض “الوقت الميت” أو “الوقت القاتل”، وقت اللاعودة أو الوقت الظالم. تعددت أسماؤه والمقصد واحد هو الوقت بدل الضائع، وقت يتمثل في بضع دقائق يضيفها الحكم عند نهاية كل شوط من المباراة.
كيف يحتسب الوقت بدل الضائع
الأهم من طريقة احتسابه هو أن الوقت بدل الضائع يبقى تقديري بالنسبة للحكم الذي يعلنه حسب رؤيته للمباراة لكن هناك عدة عوامل رئيسية تتحكم به، منها التبديلات وأقصد تغييرات اللاعبين والتي تكون عادة في ثلاث تغييرات لكل فريق. أيضًا إصابة اللاعبين، فعند اصابة أي لاعب يستطيع الحكم وقت علاجه أو نقله خارج الملعب، محاولات إضاعة الوقت من طرف اللاعبين، التوقف لشرب الماء أو لمنح عقوبات تأديبية. بالإضافة لأي أسباب أخرى مثل إصابة الحكم، دخول الجماهير لأرض الملعب، إلقاء “الشماريخ” بالملعب، إصلاح الشباك، أو تجهيزات الحكام.
الإنجليز وبصفتهم أساتذة كرة القدم كما يوصفون، وأول من وضع قوانين كرة القدم، كانت لهم دائمًا قوانين خاصة وصفات خاصة لا تطبق إلا في دوريهم “البريميليغ”، ومنها اللعب بكرة واحدة طوال المباراة ولا تغير إلا إذا تعرضت لعطب أو أتلفت
الوقت المحتسب بدل الضائع بالدوريات الخمس الكبرى
لماذا الوقت بدل الضائع أطول في البريميرليغ؟
مباشرة بعد مشاهدتك للوحه الإلكترونية المعبرة عن الوقت بدل الضائع بالدوريات الخمس الكبرى أو فقط كمتابع للدوري الانجليزي، ستتساءل لماذا الوقت الميت بالبريميرليغ يبدو أطول منه في الليغا، ففي مبارتين متشابهتين من حيث النتيجة 0-0 ومع تغيير واحد وبدون تدخل أي من عوامل المسببة للوقت بدل الضائع، ستجد أن الحكم يحتسب دقيقة واحدة بمباراة الدوري الإسباني بينما يحتسب ثلاث دقائق بالدوري الانجليزي، فما سبب ذلك؟
الإنجليز وبصفتهم أساتذة كرة القدم كما يوصفون، وأول من وضع قوانين كرة القدم، كانت لهم دائمًا قوانين خاصة وصفات خاصة لا تطبق إلا في دوريهم “البريميليغ”، ومنها اللعب بكرة واحدة طوال المباراة ولا تغير إلا إذا تعرضت لعطب أو أتلفت. فعند مغادرة الكرة للملعب لا يمكن تعويضها بأخرى وينتظر اللاعبين صبي الكرات أو الجماهير لإرجاعها واستئناف المباراة، وعليه فإن الكرة هي ما يجعل الوقت بدل الضائع أطول في البريميرليغ من باقي الدوريات.
دوري الأبطال يحمل الكثير من قصص النجاح والبطولات التي تحققت بعد الدقيقة 90
أهم الانجازات التي تحققت في الوقت الميت
الكثير من المتابعين لا يعترف بالوقت بدل الضائع ويغادر المباراة بعد نهاية دقائقها التسعين، لكن الوقت الميت أثبت قيمته على مر السنين وكتب تاريخ كرة القدم في العديد من المباريات، ففي “البريميرليغ” مثلاً الوقت القاتل منح “مانشستر سيتي” لقب الدوري عندما سجل الأرجنتيني أغويرو هدف الفوز لفريقه في مرمى كوينز بارك رينجرز بالدقيقة 94 ليمنح السيتي لقب بطل الدوري لموسم 2012.
دوري الأبطال يحمل الكثير من قصص النجاح والبطولات التي تحققت بعد الدقيقة 90، فلا يمكن لجمهاير “بايرن ميونخ” أن تنسى موسم 1999عندما كانت تستعد للاحتفال بلقب دوري الأبطال قبل أن يقلب الوقت بدل الضائع فرحتها إلى حزن عميق ويرسل بالأفراح إلى مانشستر عندما سجل اليونايتد هدفي التعادل والفوز بعد الدقيقة 90، وفي نفس الوقت ذاقت جماهير تشيلسي العذاب بقدم الساحر إنييستا عندما سجل لفريقه برشلونة هدف التأهل للنهائي في مرمى البلوز بالوقت القاتل أو الوقت الغادر كما يذكره عشاق النادي الكاتالوني.
تعد رأسية راموس لاعب الريال بمرمى الغريم أتليتيكو في نهائي الشامبينز أقصى تجليات الوقت بدل الضائع، فعندما كان يستعد الهنود الحمر لإعلان سيطرتهم على العاصمة مدريد ظهر المقاتل سيرجيو في الدقيقة 93 مسجلاً هدف التعادل ليعلن عن الملكي ملكا أزليا لمدريد، هدف أدى بالفريقين للشوطين الإضافيين، حيث أطاح الريال غريمه أتليتيكو برباعية في ليلة حقق بها الملكي اللقب العاشر.
رأسية راموس بمرمى الغريم أتليتيكو مدريد
عربيًا، لن ينسى العرب عامة والمصريين خاصة هدف صلاح في الوقت الميّت أمام المنتخب الكنغولي، فبعد أن عادل الكونغو النتيجة في الدقيقة 87، سجّل صلاح فوزًا متأخرًا بهدف جاء بعد الدقيقة 90 ليطير بمنتخب الفراعنة إلى مونديال روسيا بعد غياب دام 28 عامًا.
النجم محمد صلاح