في حواره مع صحيفة الحياة اللندنية، شنّ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي هجوماً على التدخل الإيراني في بلادها موضحاً “طلبنا من أشقائنا الإيرانيين مراجعة سياساتهم الخاطئة، تجاه اليمن، لكن مطالبنا لم تثمر”.
وأضاف منصور أن “التدخل الإيراني في شؤون بلاده الداخلية مازال قائماً”، متهماً السلطات الإيرانية بدعم الحراك الانفصالي جنوبي اليمن، وبعض الجماعات الدينية شمالي البلاد، في إشارة إلى جماعة الحوثي الشيعية التي تتخذ من محافظة صعدة -شمال- معقلاً لها.
وعن العلاقة مع طهران استدرك منصور فقال أنه “لا توجد لدينا أي رغبة في التصعيد مع طهران، لكننا في الوقت ذاته نأمل أن ترفع يدها عن اليمن، وتعمل على إقامة علاقات أخوية وودية وتتوقف عن دعم كل التيارات المسلحة والمشاريع الصغيرة”.
وعبر منصور عن الاستقواء الذي يمارسه تنظيم القاعدة في اليمن على الأجهزة الأمنية اليمنية التي عانت خلال الفترة الأخيرة شيئاً من الضعف، إلا أنه استدرك بأنها بدأت تتعافى شيئاً فشيئاً، مؤكداً عدم وجود أي اختراقات للأجهزة الأمنية من قبل تنظيم القاعدة، قائلا “لا يوجد أي اختراق من القاعدة للأجهزة الأمنية، العكس هو الصحيح، فالأجهزة الأمنية هي من اخترقت القاعدة”.
ووجه الرئيس اليمني رسالة للجماعات التي تحمل السلاح في البلاد قائلا “إن الأطراف التي تملك السلاح يجب أن تدرك أنها لا يمكن أن تكون أقوى من الدولة مهما تصورت أن الدولة في حالة ضعف”.
وأضاف “الدولة اليمنية يمكن أن تصبر وتتوخى الحذر وتحرص على تجنب استخدام القوة، لأن الضحايا في النهاية هم يمنيون من أي طرف كانوا، كما أننا وصلنا إلى قناعة بأن حل المشكلات بالقوة أسلوب فاشل؛ لذلك، سنتجنب بمقدار ما نستطيع اللجوء إلى القوة، ولكن على جماعات العنف أن تحذر من غضب الحليم”.
الجانب الإيراني لم يصدر أي تعليق على تصريحات هادي، إلا أنه ينفي دائماً التدخل في الشؤون الداخلية لليمن.
ومن المعروف أن جماعة الحوثيين الشيعية التي تتخذ من المناطق اليمنية الشمالية مقراً لها، وخاصت معارك سابقة لـ 6 سنوات مع الجيش اليمني، ثم خاضت معارك توسعية مؤخراً مع قبيلة حاشد في محافظة صعدة، تتدعمها إيران بشكل كبير.
ثم لتبدأ الإمارات مؤخراً بدعم آخر للحوثيين وهو ما كان السبب في المعارك التوسعية، سعياً لعدم اكتمال نجاح الحوار الوطني وتثبت أركان حكم المعارضة التي استلمت الحكم من علي عبدالله صالح.
وحاولت الإمارات عبر وزير خارجيتها عبد الله بن زايد إفشال الجهود التي يقوم بها جمال بن عمر ومعظم التيارات السياسية في اليمن لإنجاح الحوار الوطني وتنفيذ خارطة الطريقة المتفق عليها، وهو -أي الفشل- ما يصب في مصلحة نظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي تدعمه الإمارات بقوة وبشتى الطرق وبالتنسيق مع أحمد علي عبد الله صالح، نجل عبد الله صالح، الذي عين سفيرا لليمن في إمارة أبو ظبي الإماراتية، والمعروف بدعمه القوي للمسلحين الحوثيين.
حتى السعودية المعروفة بعدائها “المعلن” لإيران، إلا أنها -حسب مصادر- أن إزالة خطر الإخوان من على حدودها الجنوبية أولى من التعامل مع الخطر الإيراني الذي تتعايش معه الرياض منذ عقود.
وتتخوف السلطات اليمنية من أنشطة الجماعات المسلحة كتنظيم القاعدة وجماعة الحوثي الشيعية التي خاضت مع الجيش اليمني ست حروب منذ العام 2004 حتى 2010 انتهت بسيطرة الجماعة على محافظة صعدة وخوضها حروبا توسعية مع عناصر قبلية في عدة محافظات منها محافظة صنعاء.
ويعتبر التحدي الأمني في العام الحالي من أبرز التحديات التي تواجه اليمن، الذي شهد خلال الأشهر الماضية أعمال عنف وتفجيرات واغتيالات بشكل شبه يومي، خلفت مئات القتلى والجرحى في صفوف قوات الجيش والأمن، إضافة إلى سياسيين وزعماء قبائل، تم استهدافهم من قبل مسلحين مجهولين بحسب مسؤولين يمنيين.