أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صباح اليوم الأربعاء 31 يوليو/تموز 2024 اغتيال رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، (1962 – 2024) وأحد حراسه الشخصيين، إثر استهدافه بغارة صهيونية على مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان في زيارة رسمية للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد قال في بيان له إن الحركة تدرس أبعاد حادثة استشهاد هنية، وأنه سيتم الإعلان عن النتائج لاحقًا، فيما لم يصدر عن الجانب الإسرائيلي أي تصريحات رسمية بشأن الواقعة في الوقت الذي أُعلن فيه حالة التأهب القصوى وغلق المجال الجوي في الشمال الفلسطيني المحتل.
ويعد استهداف هنية الضربة الأكثر قوة التي نفذتها الاستخبارات الإسرائيلية ضد المقاومة منذ عملية طوفان الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك بعد الفشل في تحقيق أي انتصار يذكر على المستوى الميداني القتالي داخل القطاع بعد 10 أشهر كاملة من حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال ضد سكان غزة.
احتباس الأنفاس يخيم على الجميع ترقبًا لما يمكن أن يترتب على هذا الحدث المزلزل، كما أن تفاصيله وملابساته – رغم غموضها – بجانب تنفيذه داخل الأراضي الإيرانية تحديدًا، يضع الكثير من التساؤلات حول ما يبعث به من رسائل ودلائل وما يمكن أن يترتب عليه من تداعيات تضع المنطقة بأسرها فوق فوهة بركان قابل للانفجار في أي وقت.
اغتيال إسماعيل هنية.. ما الذي حدث؟
وفق ما أعلنته حركة حماس في بيانها الصادر في تمام الساعة السادسة صباح اليوم بتوقيت مكة المكرمة، فإن هنية استُهدف بغارة إسرائيلية على مقر إقامته في طهران بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان.
أما وكالة الأنباء الإيرانية فأشارت إلى أن العملية تمت حوالي الثانية من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي (التاسعة والنصف بتوقيت غرينتش مساء الثلاثاء)، مشيرة إلى أنه كان يقيم في مقر خاص لقدامى المحاربين شمال طهران، لافتة إلى أن هنية استشهد مع أحد حراسه الشخصيين.
أما عن السلاح المستخدم في العملية، فهناك تباين في الآراء وندرة في المعلومات في انتظار نتائج التحقيقات النهائية، فوفق ما نشره موقع “نور نيوز” المحلي الإيراني فإن الاستهداف تم بقذيفة أطلقت من الجو، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن هنية قُتل بصاروخ أطلق من دولة خارج إيران وليس من الأجواء الإيرانية، بينما امتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق على الحادثة، وقال إنه لا يرد على تقارير وسائل الإعلام الأجنبية.
وبشأن السيناريو الأقرب وهو الاستهداف عبر صاروخ أو مسيرة من خارج الحدود الإيرانية، تذهب التوقعات إلى احتمالية أن تكون عملية الانطلاق تمت من أذربيجان (800 كيلومتر من طهران) التي ينشط بها الموساد الإسرائيلي بقوة وله سوابق في هذا الشأن، أو من إحدى القواعد الأمريكية في المنطقة وعلى رأسها العراق بحكم القرب الجغرافي مع إيران.
سياق مهم
جاء استهداف هنية بعد ساعات قليلة من الغارة التي شنتها قوات الاحتلال على ضاحية بيروت الجنوبية، وأسفرت عن 3 قتلى و74 مصابًا، من بينهم المستشار العسكري لحزب الله، القيادي فؤاد شكر، بحسب الرواية الإسرائيلية التي جاءت على لسان المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري في تصريحات له، وأكدها وزير الدفاع يواف غالانت عبر تغريدة له على منصة “إكس”، فيما لم يؤكد الحزب هذا الخبر من عدمه.
ويُعد شكر اليد اليمني لأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، وأحد العقول المدبرة والمشرفة على كافة العمليات التي قام بها الحزب سواء في سوريا أم على الحدود مع الكيان المحتل، ويمثل سقوطه – إذا صدقت الرواية الإسرائيلية – ضربة مؤلمة للحزب ونفوذه الإقليمي.
كما يأتي اغتيال هنية بعد عشرة أيام فقط من الغارة الإسرائيلية على ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، ما نجم عن سقوط عدد من القتلى وتفجير خزانات الوقود وإعطاب محطات الكهرباء، ردًا على الضربة التي نفذتها الجماعة بمسيرة في قلب تل أبيب، أسقطت قتيلًا وأصابت عددًا من الإسرائيليين، وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها الحوثيون العمق الإسرائيلي ويوقعون به خسائر في الأرواح.
اللافت أن هذه العمليات جرت بُعَيد زيارة رئيس وزراء الاحتلال في واشنطن، حيث تلقّى الضوء الأخضر الأمريكي لتنفيذ تلك العمليات النوعية، التي تمت برعاية ودعم وتنسيق استخباراتي ومعلوماتي مع الجانب الأمريكي الذي لم ينكر ذلك، لا سيما بعد الحفاوة الكبيرة التي قوبل بها نتنياهو داخل الكونغرس والدعم الكبير الذي حصل عليه، فضلًا عن استغلاله الانقسامات السياسية في الداخل الأمريكي لتحقيق أكبر قدر من المكاسب.
إيران.. العامل المشترك
من الملاحظ أن إيران هي العامل المشترك في استهداف هنية والضاحية الجنوبية والحديدة، فلا يمكن قراءة تلك العملية بمعزل عن جغرافيتها وسياقها العام، فحين يُغتال هنية وهو في حماية السلطات في طهران، وتستهدف أذرع إيران في المنطقة، في لبنان واليمن، فالرسالة هنا موجهة لنظام الملالي في المقام الأول.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وجهت “إسرائيل” ضرباتها صوب إيران وأذرعها بشكل مركز، أسقطت خلالها العشرات من القادة، سواء كانوا إيرانيين أم موالين لطهران داخل الأذرع السياسية والعسكرية الإيرانية في المنطقة.
فبجانب المستوى الداخلي الإيراني، حيث إيقاع العديد من القادة واستهداف نقاط تمركز حيوية، سياسية وعسكرية، استهدفت “إسرائيل” قادة ومستشارين عسكريين إيرانيين في سوريا 4 مرات، ما أسفر عن مقتل 11 قائدًا ومستشارًا عسكريًا إيرانيًا على الأقل، أبرزها الضربة المؤلمة التي نُفذت في الأول من أبريل/نيسان الماضي حين قصف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق بـ6 صواريخ، أسفر عن مقتل جنرالين من قيادات الصف الأول، هما قائد الحرس الثوري في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي، ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي، بالإضافة إلى 5 ضباط آخرين مرافقين لهما.
وعلى المستوى اللبناني، حيث حزب الله، الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة، فمنذ بداية الحرب في غزة استهدف الاحتلال 350 من عناصر الحزب، في عمليات نوعية متفرقة، من بينهم قادة لهم ثقلهم السياسي والعسكري أبرزهم: المسؤول عن قسم العمليات على الجبهة اللبنانية في الحرب محمد ناصر، والقيادي في المنطقة المركزية للحدود الجنوبية، طالب عبد الله، فضلًا عن القيادي في قوة النخبة التابعة للحزب، وسام الطويل، واغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في هجوم استهدف مكتب حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت في 2 يناير/كانون الثاني الماضي.
ويعكس هذا الاستهداف المتكرر، وإيقاع العشرات من القادة الإيرانيين وأذرعها في المنطقة، بجانب حادثة سقوط الطائرة الرئاسية في أذربيجان ومقتل الرئيس السابق إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته وعدد من مرافقيه، الاختراق الاستخباراتي والمعلوماتي الكبير داخل المنظومة الأمنية الإيرانية، إذ تمت جل تلك العمليات بدقة متناهية، لا يمكن أن تكون إلا بمعلومات موثقة، وبمساعدة من أطراف داخلية على الأرجح.
العمليات النوعية واستراتيجية الهروب للأمام
تحاول “إسرائيل” من خلال تلك العمليات النوعية عبر التصفيات الجسدية والاغتيالات لرموز وقادة محور المقاومة تحقيق 4 أهداف رئيسية:
أولًا: استعادة الردع.. فما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي نسف معادلة الردع التقليدية التي حاولت “إسرائيل” فرضها على مدار سنوات، لتصبح دولة الاحتلال هدفًا مشروعًا للعديد من العمليات والأنشطة التي كبدتها الخسائر الفادحة، وفتحت عليها جبهات عدة لم تكن على المشهد قبل الطوفان.
ثانيًا: إعادة الهيبة للجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي الذي تلقى ضربة موجعة في أكتوبر/تشرين الماضي، حين تم اختراقه بشكل أوقعه في مرمى الانتقادات السياسية والعسكرية على حد سواء، وعليه حاول جنرالات الاحتلال إعادة الهيبة المفقودة لهذا الجهاز من خلال تلك العمليات النوعية التي تعتمد في المقام الأول على البعد الاستخباراتي.
ثالثًا: الهروب للأمام للتغطية على الفشل الميداني على أرض غزة، فبعد 10 أشهر كاملة من الحرب فشل الاحتلال في تحقيق أي من أهدافها الثلاثة، ما انعكس بطبيعة الحال على صورة الحكومة والجيش لدى الشارع، وهو ما تبرهنه نتائج استطلاعات الرأي التي تظهر تراجع الثقة في المنظومة الأمنية وإدارة الحكومة للحرب.
وعليه وبينما لم ينجح المحتل في إيقاع رموز المقاومة العسكرية في غزة رغم تدميره لها بالكامل، وعلى رأسهم السنوار والضيف، إذ به يتسول الانتصار خارج نطاق القطاع، تارة في بيروت وأخرى في طهران وثالثة في الحديدة ورابعة في دمشق، على أمل أن يرمم الشروخات التي أحدثتها المقاومة في جداره الهش.
رابعًا: تماسك الجبهة الداخلية.. إذ أحدثت المقاومة بصمودها خللًا كبيرًا في المشهد الداخلي الإسرائيلي، وساهمت ببطولاتها على مدار 10 أشهر كاملة في تفتيت أضلاع الجبهة الداخلية التي تمثل ركنًا أساسيًا في بقاء واستمرار الكيان المحتل، هذا بخلاف محاولة نتنياهو إنقاذ نفسه سياسيًا من خلال تلك العمليات التي توسع رقعة الحرب وتطيل أمدها، ما يؤجل حسم مصيره السياسي المرتبط بانتهاء المعركة وفرض حالة التهدئة.
أي تداعيات على المشهد الغزي؟
رغم قوة الضربة المتمثلة في حجم وثقل هنية السياسي ودوره المحوري داخل حركة حماس، فإن الحديث عن هزة داخل الحركة أو على مسار المقاومة أمر مستبعد في ضوء السياق العام والثمن المتوقع دفعه للدفاع عن القضية الفلسطينية، إذ بات الجميع مشروعات شهداء كما جاء على لسانه أكثر من مرة.
بتلك العملية يلحق هنية بقادته الكبار، أساتذته ومعلميه ورفقاء الميدان، الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وصلاح شحادة، وإبراهيم المقادمة، وصالح العاروري، ويحيى عياش، وأحمد الجعبري، وجمال منصور، وغيرهم العشرات الذين ضحوا بحياتهم لإبقاء جذوة المقاومة متقدة.
وعلى عكس السردية المتشائمة، فإن ما حدث من المتوقع أن يشعل نيران الحماسة في صدور المقاومة ويمنحها القوة الدافعة لاستكمال ما مات عليه هنية ومن سبقوه، فعلى مدار ما يقرب من أكثر من 70 عامًا من مقاومة الاحتلال وما يزيد على 40 عامًا من نشأة حماس، لم تنطفئ يومًا شعلة المقاومة بموت أو استشهاد أي من القادة، بل على العكس كانت تمنح المشهد زخمًا وحضورًا برغبات أكثر قوة.
وإن كان احتمالًا ضئيلًا، فقد يكون اغتيال هنية نقطة تحول في مسار المصالحة الفلسطينية، بعدما بات يقينًا أنه ليس أحد بمعزل عن الاستهداف الإسرائيلي، الأمر الذي يتطلب نبذ الخلافات وتوحيد الرؤى والوقوف على أرضية مشتركة في مواجهة الاحتلال.
ماذا عن مسار التفاوض؟
لا شك أن زلزالًا كهذا سيلقي بظلاله القاتمة على المشهد الدبلوماسي ومسار المفاوضات، وذلك من خلال سيناريوهين لا ثالث لهما:
الأول: السيناريو التقليدي.. حيث تعثر المفاوضات وتجميدها بشكل كامل، لا سيما أن هنية كان من يقود الجهود الدبلوماسية مع الوسطاء للتوصل إلى اتفاق وصفقة تبادل مع حكومة الاحتلال، وباستهدافه تسقط ورقة التوت عن هذا المسار، خاصة إذا ما تبنت المقاومة استراتيجية الرد والانتقام، وهو ما قد يقود في النهاية إلى الدخول في نفق جديد من التصعيد الذي يصعب التنبؤ بمآلاته، كما جاء على لسان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حين تساءل: كيف تجري مفاوضات يقتل فيها طرف من يفاوضه؟
الثاني: السيناريو الاستثنائي.. وهو الذي قد يقود في النهاية إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وذلك من خلال مسارين:
– أن ما حدث يمكن تسويقه على أنه انتصار للإسرائيليين، وهو ما قد يدفع نتنياهو لإعادة النظر في موقفه إزاء صفقة التبادل مع حماس، إذ يرى فيما حدث تحقيقًا لأهداف الحرب من وجهة نظره، يمكن بعدها إنهاء الفصل الحالي من المواجهة، يتزامن ذلك مع الضغوط المتوقع ممارستها من الشارع السياسي والعسكري لوضع حد دون الانخراط في حرب مفتوحة مع إيران ووكلائها في المنطقة بجانب المقاومة الفلسطينية في غزة.
– من جهة أخرى فإن اغتيال هنية ومن قبله العاروري والثمن الباهظ للحرب في غزة قد يمثل ضغطًا على المقاومة ويدفع قادتها لقبول صفقة مع الاحتلال تحافظ بها حماس على ما حققته من مكاسب سياسية من عملية الطوفان، دون الانجرار نحو مواجهة أكثر اتساعًا، أو كما يقال فترة التقاط الأنفاس لحين إعادة ترتيب الأوراق من جديد.
ومما قد يعزز من فرص هذا السيناريو، الضغوط والجهود الدبلوماسية المتوقع بذلها من القوى الإقليمية والدولية، وربما من الوسطاء، للحيلولة دون الدخول في حرب مفتوحة ستطال الجميع وتضع المنطقة فوق صفيح ساخن، ومحاولة إقناع كلا الطرفين، حماس وحكومة الاحتلال، بالوقوف عند تلك النقطة.
مأزق طهران وخيارات الرد
بمقتل هنية تجد طهران نفسها في مأزق سياسي وأمني وأخلاقي، فحين يُقتل ضيف رسمي في العاصمة، هو أحد أبرز حلفاء النظام الإقليميين، بعد ساعات قليلة من تنصيب الرئيس الجديد، القادم على رأس السلطة بعد حادث مثير للجدل، أودى بحياة الرئيس السابق، تتقلص أمام الإيرانيين الخيارات من أجل الرد على هذا الانتهاك الفاضح للسيادة الوطنية والأمن القومي الإيرانيين.
ليس أمام إيران سوى الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، كونه الحادث الأكبر والأخطر والأقوى منذ بداية حرب غزة، والذي لا يمكن تمريره مرور الكرام لما قد يترتب عليه من انهيار استراتيجية الردع التي دشنتها طهران عبر أذرعها في المنطقة.
لكن يبقى طبيعة الرد وتوقيته علامة الاستفهام التي لا يمكن الإجابة عنها في الوقت الحالي، لا سيما أن الرد لا بد أن يكون على مجمل الاستهدافات الإسرائيلية بحق قادة إيران وأذرعها في لبنان واليمن والعراق وسوريا، الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام السيناريوهات كافة.
بداية تجدر الإشارة إلى أن طهران لا تريد حربًا مفتوحة في المنطقة، تفقدها المكتسبات التي حققتها خلال الأعوام الأخيرة، لكن في الوقت ذاته لا يمكنها عدم الرد، وعليه فهناك سيناريوهات عدة، إما أن تلجأ إيران لسياسة “الرد مقابل الرد” برعاية قوى إقليمية، كما فعلت حين استُهدف مقر قنصليتها في دمشق، كنوع من حفظ ماء الوجه للحفاظ على صورتها الإقليمية، وإما أن تعتمد استراتيجية “العمليات النوعية” كما فعلت “إسرائيل” حين استهداف قادة الاحتلال ونخبته سواء في الداخل أم الخارج، وإما حتى تحقيق اختراق جذري في استهداف الداخل الإسرائيلي، وهو التطور الذي قد يغير قواعد الاشتباك في المنطقة بأسرها.
على كل حال، فليس من المتوقع أن يأتي الرد الإيراني – أيًا كان حجمه وطبيعته – سريعًا، فالأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت للتنسيق والدراسة بين طهران وأذرعها في لبنان واليمن والعراق، وهو الوقت الذي من المتوقع أن يشهد تدخلات دبلوماسية لتخفيف نزعة الانتقام والاكتفاء بالرد المعتاد الذي لا يتجاوز الخطوط الحمراء، وهنا ستجد إيران نفسها في مأزق يهدد نفوذها الإقليمي، بين مقاربات الرد واستعادة معادلة الردع.
وفي الأخير يبقى اغتيال إسماعيل هنية نقطة تحول محورية في مسرح الأحداث الإقليمي، وحدثًا ليس بالهين، من المتوقع أن يكون له ما بعده، بداية من معادلة الردع الإيراني الإسرائيلي، مرورًا بمسار المقاومة أو عملية التفاوض، وصولًا إلى ترتيبات حماس المستقبلية التي من المرجح أن تشهد تغيرات جذرية تعاطيًا مع تطورات المشهد.