اعتقالات بالجملة تشهدها مناطق سيطرة ميليشيا الوحدات الكردية في الشمال الشرقي لسوريا ويواجه المدنيون انفلاتا أمنيا رغم كثافة عناصر الميليشيات، كما تحدث حوادث عدة تسببها الميليشيات مع المدنيين من إرهاب وهلع بينهم.
دير الزور.. انفلات أمني وفرض لحظر التجوال
لا تزال ميليشيا الوحدات التي تسيطر على الشرق السوري في كل من الحسكة والرقة وبعض من دير الزور وأريافها وريف حلب، وتفرض قوانين تضيق الخناق على المدنيين، حيث فرضت ميليشيا الوحدات الأربعاء، 16/أيار حظراً للتجوال في قرى وبلدات ريف دير الزور الشمالي، ويبدأ حظر التجوال من الساعة الخامسة مساءً حتى الثامنة صباحاً.
وذكرت مصادر في المنطقة أن ميليشيا الوحدات قامت باعتقال عدد من المدنيين في بلدة أبوالنتيل في ريف دير الزور الشمالي، وتم الإفراج عنهم لاحقاً كما ذكرت المصادر، وتأتي حملة الاعتقالات هذه بعد هجمات قام بها مجهولون على مواقع تمركز الميليشيات في ريف دير الزور مما أدى إلى مقتل وإصابة العديد منهم.
ومن جانب آخر شهدت الأيام القليلة الماضية انفلاتا أمنيا بريف دير الزور الشرقي الواقع تحت سيطرة ميليشيا الوحدات، حيث عثر سكان الريف الشرقي لدير الزور على ثلاث جثث تعود لمدنيين قتلوا على يد مجهولين في بادية الميادين، وتعرف الأهالي على الضحايا وهم محمد رشيد علي العبد وهو من بلدة الطيانة، وسفيان الحويش، وعبد الرزاق الحويش من مدينة الميادين، في حين لم تكشف الجهة التي تقف وراء عمليات التصفية بحق مدنيي المنطقة، رغم كثافة الانتشار الأمني لميليشيا الوحدات.
توفيت الطفلة بشرى الحمد داخل منزلها في قرية القيروان بريف الحسكة الشمالي، وذلك إثر مداهمة قوات تتبع لميليشيا الوحدات لمنزلهم لاعتقال والدها
الحسكة.. قتلى مدنيون ومداهمات متكررة
كما فارق الحياة الشاب ربيع محمد الشيخ نامس، بحادث سير إثر اصطدام دراجته مع سيرة يقودها عناصر تابعة لميليشيا الوحدات، فيما توفي الشاب سلمان أسعد الصالح 27 عاماً من أهالي قرية الريحانية غرب جنوب الحسكة بحادث تصادم دراجته النارية مع سيارة تعود للأسايش التي تنطوي تحت قوات سوريا الديمقراطية.
من جهة أخرى أصيب ثلاثة أشخاص الثلاثاء/ 15 أيار جراء مشاجرة بالسكاكين بين شبان وعناصر من ميليشيا الوحدات في أحد الأعراس بمدينة القامشلي. كما اعتقلت قوات الأسايش التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الطفلة ناريمان يوسف كلش، والتي تبلغ من العمر 17عاماً أثناء خروجها من مدرسة محمود أسعد الكائنة في حي الهلالية، وذلك نتيجة تمزيقها لصورة عبدالله أوجلان. وانفجرت سيارة مفخخة الأربعاء / 16 أيار على طريق الحزام بمنطقة الزيتونة، بمدينة القامشلي، مما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص من بينهم السائق.
وتوفيت الطفلة بشرى الحمد داخل منزلها في قرية القيروان بريف الحسكة الشمالي، وذلك إثر مداهمة قوات تتبع لميليشيا الوحدات لمنزلهم لاعتقال والدها، وقامت القوات بترويع أهالي المنزل، بأسلحتهم، مما تسبب بنوبة سكري للطفلة بشرى ابنة حسين الحمد الذي جاءت الميليشيا لاعتقاله، ولا تزال ميليشيا الوحدات تكرر المداهمات على القرى العربية بمناطق سيطرتها بريف الحسكة، كما تختلق الحجج لاعتقالهم، ثم ابتزازهم بدفع الرشاوي لها.
الرقة.. اعتقالات بالجملة للتجنيد الإجباري وقوانين جديدة
قامت ميليشيا الوحدات أمس الخميس 17 أيار بمداهمة منزل عائلة مكونة من خمسة أشخاص في بلدة المنصورة بريف الريقة الغربي، بتهمة الانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وذكرت مصادر أن الميليشيات داهمت منزل عائلة “بني عيبان” وكانت العائلة قد نزحت من بلدة السخنة بريف حمص الشرقي.
اعتقلت ميليشيا الوحدات الثلاثاء 14 / أيار عددا من الشبان في بلدة عين عيسى ومدينة الطبقة بريف الرقة، بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها
وتم اقتياد العائلة المتألفة من ثلاث نساء ورجلين إلى أحد المقرات في بلدة المنصورة، وأضافت مصادر محلية أن العائلة لا تنتمي لأي فصيل عسكري مسلح، حيث أطلق صراح النساء بعد عدة ساعات من التحقيق، فيما تم اعتقال الرجال دون معرفة مصيرهم، وصادرت الميليشيات 3 كغ من الذهب كانت بحوزة العائلة، ويذكر أن العائلة تعمل في صياغة الذهب.
من جهة أخرى اعتقلت ميليشيا الوحدات قبل أربعة أيام عائلات بينهم تسع نساء في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، حيث اقتادتهم إلى مقراتها، بحجة العثور على مقاطع فيديو مصورة لتنظيم “داعش” في أجهزتهم الخاصة، وتتكرر حملات الاعتقال بحق المدنيين في مدينة الرقة بشكل كبير، ناهيك عن نهب أموال المدنيين، وبقاء العديد من المعتقلين في السجون والمصير مجهول، وكل ذلك بحجة الانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش“.
من جهة ثانية اعتقلت ميليشيا الوحدات الثلاثاء 14 / أيار عددا من الشبان في بلدة عين عيسى ومدينة الطبقة بريف الرقة، بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها، حيث نصبت الشرطة العسكرية التي تتبع لقوات سوريا الديموقراطية العديد من الحواجز على مداخل قرية عين عيسى ومدينة الطبقة، لاعتقال الشبان وتجنيدهم في صفوفها، وتتراوح أعمار الشبان الذين اعتقلتهم الميليشيا بين 18 و 30 عاماً .
وفي قرية الجرنية بريف الرقة الغربي خرج عشرات المدنيين الإثنين 13 / أيار في مظاهرة احتجاجية على خلفية حملة التجنيد التي تفرضها الميليشيات، في الرقة، وقد أصدر المجلس التنفيذي التابع لميليشيا الوحدات في 24 / نيسان الماضي بياناً يطالب فيه الشبان الذين يقطنون في مناطق سيطرة الميليشيا بالتحاق بالخدمة العسكرية الإجبارية، وعلى خلفية هذا البيان تكررت حملات الاعتقالات في مدينة الرقة وريفها لزج الشبان في معارك الميليشيا ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش“.
يلتزم المؤذن برفع أذان المغرب والفجر، وذلك حسب التوقيت الصادر عن لجنة أوقاف الرقة، وحدد البيان عدد ركعات صلاة التراويح بعشرين ركعة، وفرض على أئمة المساجد الالتزام بذلك
وعلى دخول رمضان أصدرت لجنة الأوقاف والشؤون الدينية التي تتبع لميليشيا الوحدات الثلاثاء/ 14 من أيار بعض التعليمات المتعلقة بشهر رمضان موجهة إلى خطباء الجوامع والمؤذنين في مدينة الرقة وريفها، وحذرت من عواقب عدم الالتزام بتعليماتها، حيث تضمن البيان “يجب أن يُرفع أذان الجمعة الأول عند دخول وقت الظهر، بينما يرفع الأذان الثاني بين يدي الخطيب، شرط أن لا تتجاوز المدة الزمنية بين الأذانين من سبع إلى عشر دقائق، ليتسنى للمسلمين صلاة أربع ركعات“.
وحددت أن “يرفع أذان السحور في شهر رمضان، قبل دخول وقت الفجر بخمس وأربعين دقيقة، وعلى المؤذن عدم ذكر (الصلاة خير من النوم)، ويستعيض عنه فور الفراغ من الاذان بالقول ثلاث مرات “تسحروا فإن في السحور بركة“.
وذكر البيان “يحق للمؤذن أن يقرأ على مكبرات الصوت (سورة الإخلاص) ثلاث مرات، قبل أن يرفع أذان الفجر، حتى يتمكن المتسحر من الإقلاع عن الطعام والشراب، ويذكر في أذان الفجر (الصلاة خير من النوم) مرتين“.
ويلتزم المؤذن برفع أذان المغرب والفجر، وذلك حسب التوقيت الصادر عن لجنة أوقاف الرقة، وحدد البيان عدد ركعات صلاة التراويح بعشرين ركعة، وفرض على أئمة المساجد الالتزام بذلك، وقال البيان “أنه لا بأس أن يستعين الإمام بمن هو أهل للإمامة ليساعده في صلاة التراويح، علماً أن المقتدي غير ملزم بعدد معين من الركعات“.
ومن جانبها أصدرت بلدية الشعب في مدينة الرقة الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الوحدات الأربعاء/ 16 أيار قراراً يقضي بإيقاف عمل المعتمدين بتوزيع الخبز على القرى وحصر بيع الخبز على منافذ الأفران داخل المدينة، وأخذ القرار بالتنفيذ فيما لاقى ضجيجاً واسعاً بسبب أن أغلب القرى بريف الرقة لا توجد فيها أفران، وهنا سيجبر الأهالي بالتوجه إلى المدينة للحصول على مادة الخبز، وهذا القرار شأنه يزيد معاناة المدنيين في الرقة، وذلك في صعوبة تنقلهم بين الريف والمدينة بسبب عدم جاهزية الجسور التي دمرها طيران التحالف الدولي والتي تصل المدينة بالريف.
تشن ميليشيا الوحدات حملة اعتقالات عشوائية في ريف مدينة منبج بريف حلب الشرقي، للتجنيد الإجباري ورفد صفوفها بقوات جديدة
منبج.. تجنيد إجباري وتهميش للعرب
اعتقلت ميليشيا الوحدات الخميس/ 17 أيار كل من سليمان أحمد السليمان ومحمد حكيم السليمان، من حارة البكارة، كما اعتقلت يوسف ابن حمود الحمادي وحمود بن شريف من قرية عوسجلي كبير بريف المدينة، فيما اعتقلت وليد عادل الحمزة وفاروق العبدالله من قرية الرسم، والقصاب شمسي شويحنة، وعلي العامر من قرية المنكوبة ومحمد أمين النجم من قرية الرطوانية، بهدف تجنيدهم قسرياً بصفوفها.
وتشن ميليشيا الوحدات حملة اعتقالات عشوائية في ريف مدينة منبج بريف حلب الشرقي، للتجنيد الإجباري ورفد صفوفها بقوات جديدة، وقالت مصادر محلية أن عناصر الميليشيا تقوم بحملات اعتقال واسعة وتفتيش لسيارات المارة، حيث تتراوح أعمار المعتقلين بين 18 _ 30 عاماً حيث بلغ عدد الشبان الذين اعتقلتهم 60 شاباً.
وتشهد المدينة حملات اعتقالات عن طريق حواجز طيارة تتبع للميليشيا، ونتج عن هذه الحملات حالة من الهلع والخوف والفوضى بين المدنيين، كما شلت الحركة بين ريف منبج والمدينة، وتركز في حملاتها على القرى والبلدات الصغيرة لصعوبة معرفة هوية المعتقلين.
وفي السياق تمنع ميليشيا الوحدات أكثر من 100 شخص من مدينة دير الزور الدخول لمدينة منبج، عبر معبر عون الدادات، حيث طلبت منهم كفالات للدخول إلى مناطقها، سعياً منها لفرض أتاوات على القادمين إلى مناطقها، وخصمت الميليشيا 200 ليرة سورية من راتب كل معلم في مدينة منبج لم يذهب للمشاركة في مظاهرة بمدينة الرقة.
شنت قوات الأسد الجمعة 6 من نيسان الماضي حملة اعتقالات واسعة طالت شبان من مدينة تل رفعت التي تسيطر عليها ميليشيا الوحدات، كما اعتقلت عددا من الشبان في بلدة كفر ناصح جنوبي مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي
من جهة أخرى صادرت ميليشيا الوحدات في مدينة منبج منازل المدنيين العرب الذين لهم صلة مع المعارضة المسلحة كما استولت على محالهم التجارية وأملاكهم، فيما طردت العوائل التي لها أبناء في صفوف المعارضة المسلحة في منطقة درع الفرات، وذلك بحجة توطين مدنيين من مدينة عفرين السورية التي سيطرت عليها قوات المعارضة المسلحة المدعومة تركياً في عملية غصن الزيتون، وخطوة منها لتهميش العرب في المدينة.
قوات النظام أيضًا تشن حملات تجنيد في تل رفعت
ومن جانبها شنت قوات الأسد الجمعة 6 من نيسان الماضي حملة اعتقالات واسعة طالت شبان من مدينة تل رفعت التي تسيطر عليها ميليشيا الوحدات، كما اعتقلت عددا من الشبان في بلدة كفر ناصح جنوبي مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، وقد شنت قوات النظام الحملة للتجنيد الإجباري دون معارضة من قبل ميليشيا الوحدات التي تسيطر على المدينة منذ عامين.
ويقع المديين في كافة المناطق السورية والتي تجزأت بفعل الحرب الإجرامية والصراع الدولي على المنطقة والمصالح المعقدة، الضحية الكبرى في المجتمع الدولي، لم يسلم المدنيون في أي منطقة كانت أو محافظة؛ فجميع مناطق قوات النظام السوري تشهد حملات من التجنيد الإجباري، كما هو الحال في مناطق سيطرة ميليشيا الوحدات في الشمال الشرقي لسوريا.