قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن “تصدير النفط الإيراني يجب أن لا ینحصر عبر منطقة الخلیج الفارسي بل یجب أن یتسع نطاق تصدیره لیشمل منطقة بحر عُمان أیضا”، مؤكدا أن “ميناء جاسك الواقع على بحر عُمان سيتحول إلى ميناء مهم لتصدير النفط الإيراني في المستقبل القريب”.
وأضاف روحاني في حديث للتلفزيون ورد ضمن نشرة الأخبار أن “تطویر وإعمار الموانئ والمناطق الساحلیة الجنوبیة في إیران یأتيان ضمن برامج الحكومة، وبناءً علی ذلك سیشهد میناء جاسك عملیات تطویر وتوسیع کثیرة”.
وأشار إلی زیارته لسلطنة عُمان، قائلا إن “الإزدهار الاقتصادي في المناطق الجنوبیة کان ضمن أهداف تلك الزیارة وقد تم توقیع اتفاقیة لتصدیر الغاز إلی عُمان عن طریق میناء جاسك”.
واعتبر روحاني أن الخلیج هو “القلب النابض للاقتصاد الإیراني”، مؤكدا “ضرورة استثمار الطاقات الکامنة في هذه الجوهرة الثمینة”.
وقال خلال زيارته لجزیرة کیش إن “الخلیج الفارسي وبحر عُمان یربطان إیران بالعالم کله وأن هذا الممر المائي هو حلقة اتصال بین إیران والعالم الحر”.
وأضاف الرئيس الإيراني أن “کیش تعد إحدی مناطق التجارة الحرة التي تتمتع بطاقات سیاحیة هائلة، والتي یمکن استغلالها لتحويل الجزيرة إلى مركز للسیاحة الحلال في المنطقة”.
تفعيل ميناء جاسك في الجنوب الإيراني سينعكس بشكل كبير على القدرة الإيرانية على تصدير النفط بدون الاعتماد على الخليج العربي المضطرب. كما أن الدولة الوحيدة خلاف إيران التي قد تستفيد من تفعيل ميناء جاسك على بحر عُمان، هي عُمان نفسها!
جدير بالذكر أن سلطنة عُمان وإيران ترتبطان بعلاقة قديمة تاريخيًا لم تكن دائمًا ودودة، إلا أنها شكّلت أمرًا واقعًا تفرضه الجغرافيا والمصالح المشتركة بين قوتين بحريتين كبيرتين تسيطران على مدخل الخليج العربي. وتبلورت هذه العلاقة في شكل تعاون سياسي واضح بعد تولي السلطان قابوس بن سعيد الحكم في العام 1970.
وعلى امتداد الخلاف النووي بين إيران والغرب، ظلت عُمان تؤكد على ضرورة الحل السلمي والحوار المباشر. وفي حوار عام 2012، أكد السلطان قابوس بن سعيد أنَّ “على إيران والولايات المتحدة الأميركية أن يجلسا معًا ويتحدثا”
وفي الجانب الاقتصادي تسعى عُمان لاستيراد الغاز من إيران عبر بناء أنبوب بحري بين البلدين، ويناقش الطرفان تطوير حقول غاز مشتركة في عرض البحر.