كل من تابع ريال مدريد في بداية الألفية الجديدة وعقدها الأول سواء من الأنصار أم الخصوم يعرف جيدًا تلك العبارة التي التصقت باسم المرينغي “مقبرة النجوم”، لقب لم يخلق من فراغ بل اكتسبه الريال من خلال رئيسه بيريز الذي بنى حملته الانتخابية لرئاسة النادي آنذاك حول قدرته العالية على جلب نجوم العالم للفريق، فبدأها بخطف المهاجم البرتغالي لويس فيغو من داخل قلعة الخصم الأزلي برشلونة وإسكانه في القلعة البيضاء للملكي البيرنابيو.
حقبة الغلاكتيكوس
من هنا بدأ بيريز رحلته للتعاقد مع نجوم الكرة في العالم بداية العقد الماضي ليدخل النادي في حقبة الغلاكتيكوس كما سميت آنذاك ليحضر بيريز كل من لويس فيغو ورونالدو أوليفيرا (الظاهرة البرازيلية) وديفيد بيكهام وزين الدين زيدان وروبيرتو كارلوس في صفقات هزت أوروبا وتركت كل المتتبعين في حالة ترقب لما سيحققه الريال من وراء كل تلك النجوم ليفوز بعدها الفريق بدوري الأبطال موسم 2002 والليغا الإسبانية في الموسم التالي 2003 وزادت مع الغلاكتيكوس شعبية الريال في كل العالم.
استمر الرئيس بيريز بمساعدة المدير الرياضي خورخي فالدانو في سياسة إحضار النجوم للبيرنابيو، فجلب كل من والتر سامويل ومايكل أوين وأنطونيو كاسانو وجوناتان وودغييت وسيسنيو وآخرين، لكن المفاجأة كانت مدوية، الملكي ونجومه لم يحققوا الآمال ولم يقووا على إحراز الألقاب لـ3 سنوات غاب فيها الفريق عن منصات التتويج وكأن بيريز لم يسمع تلك المقولة الشهيرة.
“عندما تجمع أفضل 11 لاعبًا في العالم لن يمنحوك أفضل فريق بالعالم“
مع بداية العقد وعودة بيريز لرئاسة النادي كان ريال مدريد على موعد مع عهد جديد بدأه بالتعاقد مع نجوم الصف الأول فجلب رونالدو البرتغالي وريكاردو كاكا وتشابي ألونسو وكريم بنزيما، اعتقد الكل أن الريال سيعيد اكتساب لقب مقبرة النجوم الذي تخلى عنه مؤقتًا في فترة الرئيس رامون كالديرون، إلا أن هؤلاء النجوم حققوا نجاحًا منقطع النظير باستثناء البرازيلي كاكا الذي انطفأ نجمه بسبب إصاباته المتكررة التي جعلته يغادر الريال سريعًا.
من النجوم إلى المواهب
بيريز بعدها غير سياسته من النجوم إلى الشباب ليكتسب معها لقبًا جديدًا عنوانه “مقبرة الشباب”.
الموسم التالي تعاقد الريال مع جوهرة وسط دورتموند بطل البوندسليغا وأفضل لاعب بالدوري الألماني نوري شاهين ليكون من ركائز وسط الريال لسنوات عديدة كما روجت إدارة بيريز، قبل وصوله توقع الكل نجاحه مع الفريق وتحدث شاهين عن إعجابه بمدرب الريال في تلك السنة جوزيه مورينيو، لكن وكحال من سبقه، شاهين قضى موسمًا واحدًا في البيرنابيو حيث لعب مبارتين بالدوري فقط، ليجد شاهين نفسه في إعارة إلى نادي ليفربول وبعدها عاد لفريق دورتموند دون أن تبرز موهبته ويثبت أقدامه بالعاصمة مدريد كما كان يتوقع.
بيريز: “أفضل اللاعبين في العالم ولدوا كي يلعبوا في ريال مدريد”
صيف 2013 كان كل حديث إسبانيا يدور حول متوسط ميدان سوسيداد المتألق آسير إياراميندي الذي استطاع بيريز ضمه مقابل 40 مليون، والمفارقة كانت في أن بيريز تعاقد مع اللاعب دون أن يكون على علم باسمه، إيارا خاض مع الريال 34 مباراة في موسمين بين أساسي واحتياطي ليتراجع مستواه ويعود من حيث جاء إلى نادي ريال سوسيداد.
سنة 2015 سيحول بيريز البوصلة إلى شرق القارة أين سطع نجم النرويج الواعد مارتين أوديغارد الذي بعد وصوله لمدريد لم يشارك مع الفريق الأول سوى لمباراة واحدة وظل يلعب رفقة رديف الريال كاستيا لموسمين قبل أن يخرج هو الآخر باحثًا عن إيقاد شمعة موهبته التي أطفأتها سطوع شمس مدريد.
بيرلو:”أنا حلمت باللعب لريال مدريد، بالفعل كنت ألعب لهم في رأسي وقلبي وروحي ولكن ميلان لم يسمح لي بالرحيل لهم”
في الموسم الحاليّ تعاقد الريال مع أفضل لاعب في كأس أوروبا للشباب داني سيبايوس من نادي ريال بيتيس ليجلس على مقاعد البدلاء في البيرنابيو، حيث لم يشارك سوى في 8 مباريات طيلة الموسم، وكسر بيريز اتفاقيته مع جاره أتليتيكو مدريد ليتعاقد مع لاعبه ثيو هيرنانديز وكل ذلك من أجل أن يجلس على مقاعد البدلاء أيضًا، ومعه أعاد أحد جواهر الكاستيا لورينتو الذي قدم مستوى جيد في نادي ريال سوسيداد ليكون هو الآخر بديلًا لنجوم الصف الأول في انتظار أفول موهبته أو ربما سطوعها أكثر.
ريال مدريد بقيمته ورئيسه سيظل دائمًا قبلة لمن يبحث عن سطوع نجمه وبزوغ موهبته في مغامرة يرتادها كل اللاعبين بشغف كبير لأنها قد تمنحك كل شيء أو ربما تسلبك كل شيء لتعود لفريقك حاملًا فخر أنك لعبت بقميص ريال مدريد.
مورينيو: “ريال مدريد يملك من العظمة ما يجعل كل شيء صغيرًا أمامه”