جهود منظمة ومتضافرة تبذلها دولة الاحتلال الإسرائيلي من أجل تفريغ فلسطين من بُعدها التاريخي والحضاري والديني والاجتماعي، فالمشروع الصهيوني لا يقتصر على احتلال أرض فلسطين وطرد أهلها منها وتشويه حاضرها وتغيير مستقبلها فقط، إنما يغوص في الماضي ويستحضر من أعماقه السحيقة روايات وحجج وبراهين يزور بها تاريخ الأرض بكل ما تحتويه من مقدسات وآثار ومقدرات عربية، ليعزز بذلك أحقيته المكذوبة في أرض فلسطين وأماكنها المقدسة.
الحصة الأكبر من تلك الروايات موجهة للقدس وتستهدفها على وجه الخصوص، إذ إنه وبزعم قادة الاحتلال لا معنى لدولة “إسرائيل” دون أن تكون القدس عاصمة لها، ولن تكون لليهود دولة إلا بالقدس الكبرى، وقد عززوا مكانة القدس في دعايتهم لإدراكهم أهمية القدس الدينية مما جعلها جوهر الصراع بين القوى المتناحرة منذ فجر التاريخ.
الكاتب فاروق عمر في كتابه “قضية القدس ومستقبلها” بين أن الحركة الصهيونية استغلت الرمزية الدينية الخاصة للقدس عند المسلمين والمسيحيين لجمع اليهود فكريًا وربطهم بالأرض والمقدسات المزعومة في محاولة للبحث عن عمق حضاري في التاريخ وتقديمه بصورة حديثة، وبذلك تزايد التمسك اليهودي بالقدس بوصفها المكان المقدس لليهود في العالم ومهجة قلب الشعب اليهودي على حد تعبير بن غوريون مؤسس دولة الكيان الإسرائيلي.
تلك الجهود لا تقتصر أهدافها على تمرير سياسة العدو الاحتلالية والقمعية بحق الفلسطينيين أصحاب الأرض وسكانها الأصليين أو لتبرير المشاريع الاستيطانية المخالفة للأعراف والاتفاقيات الدولية، بل تسعى “إسرائيل” من وراء نشر وترويج تلك الروايات إلى إقناع الرأي العام العالمي بأن اليهود أساس الحضارة في أرض فلسطين وأحق الناس بها، وأن العبرانيين أول من سكن فلسطين وبالتالي حوز مناصرتهم وتأييدهم للمشروع الصهيوني.
منذ وقت مبكر روجت الحركة الصهيونية لأسطورة أن حائط المبكى هو الجزء المتبقي من هيكل النبي الملك سليمان
الكاتب والباحث الأكاديمي عبد الفتاح ماضي ذكر في مقال له بعنوان الصراع على القدس أن الصهيونية كمشروع سياسي قامت على مغالطات دينية وتاريخية، مثل القول إن اليهود شعب الله المختار والوعد الإلهي بمنح الأرض المقدسة لهذا الشعب، وأن داود أول من بنى القدس واتخذها عاصمة لملكه، مشيرًا أنه حسب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، فقد خصصت حكومة الاحتلال 15 مليون دولار لتعزيز الرواية اليهودية بشأن مدينة القدس في إطار مخططاتها لتهويدها، وردًا على قرارات منظمة اليونسكو التي أكدت عروبة القدس ومكانتها لدى الشعوب العربية والإسلامية والداعية لوقف انتهاكات الاحتلال بالمدينة المقدسة والأقصى المبارك.
وذكر الباحث محمد سعيد عبد الهادي في ورقة بحثية له بعنوان “اللوبي الصهيوني والعربي في أمريكا”: “يقدم الإسرائيليون في برامج السياحة تاريخ القدس بعمر 3000 عام فقط كتاريخ يهودي، متناسين الـ2000 عام التي سبقت قيام مملكة داود عليه السلام والتي وُجد فيها العرب منذ عام 3000 ق.م”.
منذ وقت مبكر روجت الحركة الصهيونية لأسطورة أن حائط المبكى هو الجزء المتبقي من هيكل النبي الملك سليمان، وأنه يوجد داخل هيكل سليمان قدس الأقداس وهو أكثر المواقع قداسة لدى اليهود، وأنه بقدس الأقداس حجر الأساس الذي خُلق منه العالم، مدعين أن قبة الصخرة هي موقع قدس الأقداس والموقع الذي كان سيضحي فيه النبي إبراهيم بابنه إسحق.
عن أكذوبة الهيكل أورد الباحث محمد عوض الهزايمة في كتابه “القدس في الصراع العربي الصهيوني” أن اليهود استخدموا وهم الهيكل المزعوم لأغراض سياسية وذلك لجمع يهود العالم حول الفكرة الصهيونية، وكسب وتأييد بعض المسيحيين المؤمنين بالعهد القديم والأفكار الصهيونية.
وفي تصريح لمستوطن ورد في كتاب المسيجة والتوراة قال فيه: “نشعر أن وجود مسجد في وسطنا وصمة عار لأرضنا، فالمرء لا يرى صورة ليروشلايم إلا ويرى ذلك المسجد ولذا يجب أن يزال، وسوف نبني هيكلنا الثالث مكانه في يوم من الأيام وسيرى العرب والعالم أننا أصحاب السيادة على يروشلايم وعلى كل أرض “إسرائيل” “.
هرتسل في مؤتمر بالعام 1897 قال: “إذا حصلنا يومًا على القدس، وكنت لا أزال حيًا وقادرًا على القيام بأي شيء، فسوف أزيل كل شيء ليس مقدسًا لدى اليهود فيها، وسأدمر الآثار التي مرت عليها القرون”
أشار كيث وايتلام الباحث البريطاني في كتابه “اختلاق “إسرائيل” القديمة” إلى أن ما يحدث الآن من الصهاينة هو إبراز مملكة “إسرائيل” الصغيرة الخاطفة في التاريخ كما لو كانت مملكة إسرائيلية عظمى، رغم أنها لم تكن إلا لحظة عابرة في مسيرة التاريخ الحضاري لفلسطين القديمة.
هرتسل في مؤتمر بالعام 1897 قال: “إذا حصلنا يومًا على القدس، وكنت لا أزال حيًا وقادرًا على القيام بأي شيء، فسوف أزيل كل شيء ليس مقدسًا لدى اليهود فيها، وسأدمر الآثار التي مرت عليها القرون”.
وبذلك يتضح أن القراءة الإسرائيلية للتاريخ قراءة عنصرية ذات وجه واحد قائمة على الحذف والتزوير والشطب والإلغاء والانتقاء، ومنطلقة من الفرضية الاستعمارية القائلة إنه من أجل تثبيت تاريخ يجب أن ينتهي تاريخ.
المستشرقون لعبوا دورًا كبيرًا في الترويج لمزاعم قدسية فلسطين اليهودية، وتعدى دورهم إلى ما هو أخطر من ذلك من خلال ترويج ونشر أفكارهم وكتاباتهم التي يقللون فيها من شأن القدس في الإسلام وذلك بهدف نزع فكرة القداسة عن القدس في أذهان المسلمين، المستشرق اليهودي عمانوئيل سيفان في كتابه “قدسية القدس في الإسلام” يستدل على عدم أهمية القدس في نظر الإسلام وذلك في معرض حديثة عن الإسراء والمعراج، حيث يدعي بأن محمدًا كان يعرف بوجود مدينة القدس، إلا أنها لم تلفت اهتمامه ولم تحظ بقدسية من جانبه، ويذهب سيفان إلى أبعد من ذلك حيث يقول إن محمدًا حاول استقطاب الأسباط اليهودية في مكة إلى دينه فدعا أتباعه لأن يتجهوا في صلاتهم نحو القدس، واستمر على ذلك النهج 16 أو 17 شهرًا، ولكنه ألغى هذا النهج عندما لم يقبل أحبار اليهود به.
ويستدلّ المستشرق سيفان على عدم أهمية القدس في نظر الإسلام في سنواته الأولى وبالادعاء بأن القدس كانت من أواخر المدن التي احتلت لدى غزو سوريا – حيث درج بين المؤرخين اليهود تسمية الفترة الإسلامية بالاحتلال الإسلامي – وأنه تم احتلالها من ضابط صغير وليس من عمر بن الخطاب كما يدعي المسلمون.
ويضيف أن تغيير اسم القدس من إيليا إلى بيت المقدس تم بفضل الحبر اليهودي كعب الأحبار، والاسم العربي الجديد بيت المقدس لم يكن سوى ترجمة للاسم العبري بيت همقداش، ويذهب سيفان إلى حد الادعاء بأن قدسية القدس اعتبرت في أعين المسلمين بدعة، والهالة القدسية التي تعاظمت لبيت المقدس وفلسطين استمدت جذورها من اليهود والمسيحيين الذين استمروا في تقديسهم للقدس، وحاولوا إدخال ذلك إلى التقاليد الإسلامية.
بعض عملاء الاحتلال الذين تم تدريبهم وإعدادهم بشكل خاص على أيدي أجهزة المخابرات الصهيونية لتنفيذ مهام معينة تحتاج إلى قدرات خاصة اعترفوا أنهم خضعوا في مرحلة تجنيدهم الأولى لدورات تثقيفية تاريخية تثبت أن أرض فلسطين أرض يهودية
الشريعة اليهودية والتوراة وُظفتا في خدمة المشروع الصهيوني، وكان لهما باع طويل في ترويج الادعاءات بأحقية اليهود في القدس وتهييج قلوبهم إليها وتركت آثارًا بارزة في حياتهم، الأمر الذي ترجم هذا التأثير في سلوكهم اليومي حتى انتشر بينهم القول عند افتراق بعضهم البعض: “إلى اللقاء في أورشاليم”.
جواد الحمد في مقال له بعنوان “القدس: نجاح إسرائيلي واضح نحو التهويد جغرافيًا وسكانيًا” قال بالخصوص: “ولعبت شعارات الدين التي رفعتها الحركة الصهيونية دورًا مهمًا في ترويج فكرتها الرامية إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين بما في ذلك التوجه اليهودي نحو القدس والعمل على إعادة بناء هيكل سليمان فيها مكان المسجد الأقصى”.
تكرر ذكر القدس والاشارة إليها في نصوص التوراة من ذلك ما جاء في سفر التكوين الإصحاح 15 (18- 19) “قال الرب لإبرام لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات” وفي سفر اشعيا الإصحاح 62: (1 – 2) “من أجل صهيون لا أسكت، ومن أجل أورشليم لا أهدأ حتى يخرج برها كضياء، وخلاصها كمصباح يتقد”، وسفر اشعيا الإصحاح 62: (6) “وعلى أسوارك يا أورشليم أقمت حراسًا لا يسكتون كل النهار وكل الليل على الدوام”، وسفر المزامير المزمور 37: (7 – 5) “إن نسيتك يا أورشليم تنسى يميني، وليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك إن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحي”.
عن ذلك يتحدث الباحث محمد عوض الهزايمة في كتابه “القدس في الصراع العربي الصهيوني” قائلًا إن هذه النصوص تحمل إشارة دينية وسياسية في آن واحد لجعل مشاعر اليهود تتلهف شوقًا وحنينًا نحو ذلك المكان الذي يعتبرونه منبع شريعتهم، وهذا من شأنه أن يكون كافيًا للتدليل على المكانة الدينية التي تحتلها المدينة في تصورهم العقدي، ومثل هذه النصوص تجعل الصهيونية تسخر كل طاقاتها من أجل الاستيلاء على القدس، لكون الاحتفاظ بها واجبًا مقدسًا تتطلبه العقيدة اليهودية.
في 8 من يونيو 1967 وقف الحاخام شلوموغورين حاخام جيش الدفاع الإسرائيلي آنذاك على رأس ثلة من الجيش بالقرب من الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف حائط المبكى (حائط البراق) وأقام شعائر الصلاة اليهودية معلنًا في ختامها أن حلم الأجيال اليهودية قد تحقق
بعض عملاء الاحتلال الذين تم تدريبهم وإعدادهم بشكل خاص على أيدي أجهزة المخابرات الصهيونية لتنفيذ مهام معينة تحتاج إلى قدرات خاصة اعترفوا أنهم خضعوا في مرحلة تجنيدهم الأولى لدورات تثقيفية تاريخية تثبت أن أرض فلسطين أرض يهودية ولا حق للعرب فيها، وأنها تحتوى على أماكن مقدسة لدي اليهود، وأنه كان لليهود دولة عظمى وحضارة وتاريخ في أرض فلسطين وأنها أرض الميعاد التي يجب أن تقوم عليها دولتهم.
تلك الأفكار ترجمتها “إسرائيل” على أرض الواقع بعد أن صارت جزءًا من التركيبة الشخصية والعقائدية للفرد الإسرائيلي، فعندما دخل الجنود الإسرائيليون إلى ساحات المسجد الأقصى بعد احتلاله في حرب 1967 أخذوا يرددون هتافات “هارهابيت بيدينو” (جبل الهيكل بأيدينا) ويقصدون بذلك المسجد الأقصى، وفي حينها ومن أمام حائط البراق أعلن وزير الحرب موشيه ديان: “لقد أعدنا توحيد المدينة المقدسة، وعدنا إلى أكثر أماكننا قداسة، عدنا ولن نبارحها أبدًا”.
وفي 8 من يونيو 1967 وقف الحاخام شلوموغورين حاخام جيش الدفاع الإسرائيلي آنذاك على رأس ثلة من الجيش بالقرب من الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف حائط المبكى (حائط البراق) وأقام شعائر الصلاة اليهودية معلنًا في ختامها أن حلم الأجيال اليهودية قد تحقق، فالقدس لليهود ولن يتراجعوا عنها وهي عاصمتهم الأبدية.
وقد دعا بن غوريون في ذات اليوم إلى استقدام اليهود إلى القدس الشرقي بأي ثمن، وأنه ينبغي توطين عشرات الآلاف خلال وقت قصير ولو في أكواخ، ولا يجوز الانتظار إلى حين بناء أحياء منظمة، فالمهم أن يوجد اليهود وهذا الوجود هو العودة الحقيقية إلى صهيون، وفي مقابلة له مع صحيفة فرنسية عام 1969 قال: “القدس عاصمتنا منذ آلاف السنين، وهي لنا، كما أن باريس للفرنسيين ولندن للإنجليز”.
ذكر نجيب الأحمد في دراسة له بعنوان “تهويد القدس” أن الاحتلال الإسرائيلي أنشأ اللجنة الحكومية للأسماء وأوكل إليها مهمة إعادة تسمية الأماكن والمواقع والشوارع وفق اعتبارات صهيونية أو تاريخية مزعومة
استهدفت “إسرائيل” مدينة القدس بشطريها الغربي والشرقي وعملت على تغیير الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والجغرافي والسكاني وكل مناحي الحياة فيها عبر سلسلة من الأعمال والإجراءات المدروسة والممنهجة، فارضة عليها واقع غير واقعها الشرعي والقانوني، ولتعزيز مكانة القدس صهيونيًا نقلوا إليها مكاتب الحكومة ومؤسسات الدولة، وأعلنوا في 1950 القدس عاصمة للكيان، وأصدرت دولة الاحتلال الإسرائيلي قرار ضم القدس عام 1980، نص على أن القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة دولة “إسرائيل”، والقدس مقر رئيس الدولة والكنيست والحكومة والمحكمة العليا.
وفي فبراير 2018 أصدرت دولة الاحتلال قانون القدس الموحدة الذي ينص على أن هناك حاجة إلى أغلبية تعدادها 80 عضوًا في الكنيست للموافقة على نقل الأحياء العربية المتاخمة لمدينة القدس إلى سيطرة أجنبية، مما يعني أنه سيمنع أي إمكانية لتقسيم القدس وتسليم أجزاء منها للفلسطينيين في حالة التوصل إلى تسوية سياسية في المستقبل.
وفي إطار الجهود الاسرائيلية الرامية إلى تزوير وتضليل تاريخ القدس وفلسطين ذكر نجيب الأحمد في دراسة له بعنوان “تهويد القدس” أن الاحتلال الإسرائيلي أنشأ اللجنة الحكومية للأسماء وأوكل إليها مهمة إعادة تسمية الأماكن والمواقع والشوارع وفق اعتبارات صهيونية أو تاريخية مزعومة أو توراتية محرفة، ومن الأمثلة على ذلك باب الأسباط (شاعر هأريوت) باب الخليل (شاعر يافو) وباب النبي داود (شاعر تسيون) حائط البراق (كوتيل معرافي) وجبل المكبر (هار أوفل) وجبل المشارف (هار هتسوفيم).
نظرة الأحزاب الإسرائيلية للقدس ومكانتها في أبجديات الأحزاب تجسد مدى تشبع واقتناع تلك الأحزاب على اختلاف توجهاتها ومرجعياتها السياسية للدعاية الصهيونية بشأن القدس وأرض الميعاد، ويبدو واضحًا عمق تمسك الأحزاب الإسرائيلية بالقدس عن قناعة وعقيدة راسخة بيهوديتها وأحقية الشعب اليهودي، وجاءت القدس على هذا الأساس في مواثيق الأحزاب الإسرائيلية، فحزب الليكود يرى أن القدس العاصمة الأبدية للشعب اليهودي، مدينة واحدة موحدة غير قابلة للتقسيم وستعمل “إسرائيل” على تعزيز طابعها ورموزها اليهودية، وستزيد في زخم الاستيطان اليهودي في كل أنحاء المدينة.
وفي حزب ميريتس: القدس هي عاصمة “إسرائيل” ولن تقسم بعد الآن، وفي حزب شاس: “القدس الموحدة العاصمة الخالدة لدولة “إسرائيل” ويجب ألا تقسم ويرفض أن تكون القدس عربية أوعاصمة لأي دولة فلسطينية”، وعند حزب يهودات هتوراه: “يجب الحفاظ على وحدة القدس ومسألة القدس محسومة وغير قابلة للتفاوض”.
اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لدولة “إسرائيل” ونقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في الذكرى الـ70 لإنشاء دولة “إسرائيل” أكبر محفز ومشجع للحملات الصهيونية المُشوهة للتاريخ
وحزب يسرائيل بيتنا: “القدس غير قابلة للتفاوض أو التقسيم وهي العاصمة الموحدة لدولة “إسرائيل””، وبالنسبة لحزب العمل: “”إسرائيل” وطن قومي للشعب اليهودي والقدس عاصمة “إسرائيل” غير قابلة للتفاوض عليها”، حزب هناك مستقبل: “التنازل عن القدس الشرقية أمر غير قابل للطرح بالأساس، ليس موضعًا للنقاش أو المفاوضات، ويجب الإبقاء على القدس موحدة تحت السيادة الإسرائيلية”، أما حزب البيت اليهودي يرى ضرورة ضم المناطق المصنفة (ج) في الضفة، الأمر الذي يؤمن لـ”إسرائيل” معظم أراضيها كما تنص عليه التوراة.
أثمرت هذه الجهود الآثمة وأنجزت مهمتها ونجحت تلك الروايات المصطنعة في تحقيق غاياتها، وليس أدل على ذلك من ترديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أثناء زيارته لـ”إسرائيل” أسطورة من الأساطير الصهيونية بأن “إسرائيل” إرث الوجود اليهودي الديني في فلسطين منذ آلاف السنين وما زيارته لحائط المبكى (حائط البراق) والصلاة فيه بتلك الحفاوة والتقديس إلا نتيجة لتأثره بالدعاية الصهيونية وتصديقه روايتها.
اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لدولة “إسرائيل”، ونقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في الذكرى الـ70 لإنشاء دولة “إسرائيل” أكبر محفز ومشجع للحملات الصهيونية المُشوهة للتاريخ والحق الفلسطيني في القدس وفلسطين، وأعظم مكافأة لدولة الكيان الصهيوني تكتمل بها حلقة من أهم حلقات تهويد أرض فلسطين والاستيلاء على مقدساتها.