بعد نهاية الموسم الكروي في أوروبا ومعرفة أبطال دورياتها أصبح تفكير كل المتابعين مرتبطًا بكأس العالم الذي سيقام بعد أقل من شهر على الأراضي الروسية، لكن ختام الموسم الكروي لا يتم فعليًا بالنسبة لعشاق الساحرة المستديرة إلا مع معرفة بطل المسابقة الأعرق (دوري أبطال أوروبا)، إذ سيجمع النهائي الذي سيلعب بالعاصمة الأوكرانية كييف هذا الموسم أحد أكثر المتوجين بها ريال مدريد الإسباني صاحب الـ12 لقبًا أمام نادي ليفربول الإنجليزي والفائز باللقب 5 مرات والثالث من حيث عدد الألقاب.
الطريق نحو كييف
ريال مدريد الذي كان قد وقع بالمجموعة الثامنة لم يقو على التأهل كمتصدر لمجموعته بعد سقوطه في لندن أمام نادي توتنهام ليتأهل بالمركز الثاني خلف النادي الإنجليزي وأمام كل من دورتموند الألماني ونادي أبويل نيقوسيا القبرصي الذي احتل المركز الأخير.
ليقابل في الدور الثاني باريس سان جيرمان الفرنسي ويتفوق عليه بمجموع المبارتين 5-2، ليلاقي الملكي يوفنتوس الإيطالي في ربع النهائي الذي اكتسح ذهابه بثلاثية قبل أن يعود يوفنتوس وينتفض بالبيرنابيو معقل الريال، إذ تقدم حتى آخر دقيقة من المباراة بثلاثية قبل أن يعلن الحكم ضربة جزاء أسالت معها الكثير من الحبر سجلها البرتغالي رونالدو وطار بفريقه لنصف النهائي ليواجه العملاق البافاري بايرن ميونخ الذي هزمه الريال بمجموع 4-3 فوز خارج الدار بـ 2-1 وتعادل في لقاء العودة بنتيجة 2- 2.
أما ليفربول فقد وصل لدوري المجموعات عبر الملحق الفاصل الذي تفوق فيه على نادي هوفنهايم الألماني قبل أن يتصدر مجموعته أمام كل من إشبيلية وسبارتاك موسكو وماريبور، ليلاقي في الدور الثاني نادي بورتو البرتغالي الذي اكتسحه بخماسية معلنًا عن نفسه كأحد أفضل فرق البطولة هذا الموسم.
في ربع النهائي اصطدم الفريق الأحمر بمواطنه الأزرق مانشستر سيتي وبمستوى فاجأ كل النقاد والمتابعين أطاح ليفربول بفريق غوارديولا ذهابًا 3-0 وإيابًا 2-1 ليجد في طريقه إلى النهائي نادي العاصمة الإيطالية روما، ليفربول تفوق على الذئاب ذهابًا 5-2 قبل أن يسقط إيابًا 4-2 ويتأهل للنهائي بمجموع الأهداف.
زيدان يعول أولاً على هداف الفريق والبطولة رونالدو ومن ثم على صعود الظهيرين كارفاخال ومارسيلو للزيادة العددية هجوميًا
تاريخ مواجهات الفريقين
لعل أكبر تمنيات متتبعي دوري الأبطال على مداره هو عودة الفرق التقليدية للمنافسة على اللقب ومع غياب ميلان الإيطالي، فإن نهائي يجمع ليفربول وريال مدريد سيكون بمثابة نهائي الأحلام لكل المشجعين، وقبل نهائي كييف كان قد تواجه الفريقان معًا في 5 مناسبات حقق خلالها الريال الفوز في مبارتين وليفربول في ثلاث، لعل أبرزها نهائي سنة 1981 الذي تفوق فيه الريدز على الروخي بلانكوس بهدف نظيف سجله المدافع كيندي في الدقيقة 81 ليرفع ليفربول الكأس ذات الأذنين.
كيف يلعب الفريقان؟
زيدان وبعد نصف موسم مترنح أضاع فيه الكثير من المباريات استقر في النصف الثاني على الأسماء التي تمنحه الفوز وعرف كيف يصل بها للنهائي سواء في تشكيل 4-4-2 فلات مع بغياب كاسيميرو وإشراك أسينسيو فاسكيس على الطرفين أم 4-4-3 مع وجود ثلاثي البي بي سي في المقدمة خصوصًا بعد المستوى الكبير الذي يقدمه الويلزي غاريث بيل في آخر المباريات أو في التشكيل الذي يتوقع أغلب النقاد والمتابعين للنهائي (4-4-2) دايموند مع رونالدو إلى جانب بنزيمة في الهجوم وخلفهم المتحرك إيسكو، بينما سيكون خط وسطه ثابت بالأسماء التي يحفظها الجميع (كروس ومودريتش وكاسيميرو) وفي الدفاع أيضًا الأسماء معروفة (كارفاخال وفاران وراموس ومارسيلو) وخلفهم الحارس الكوستاريكي نافاس.
زيدان يعول أولاً على هداف الفريق والبطولة رونالدو ومن ثم على صعود الظهيرين كارفاخال ومارسيلو للزيادة العددية هجوميًا وتنفيذ العرضيات التي تعد من أسلحة الملكي أمام ضعف ظهيري ليفربول بينما سيكون دور إيسكو ضرب عمق الريدز البطيء من خلال المراوغات وتمريراته البينية.
كلوب بدوره سيحافظ على تشكيله الذي خاض به أغلب فترات الموسم لنجاعته أولاً ولغياب بدلاء على مستوى كبير ثانيًا، فالألماني سيدخل اللقاء بتشكيل 4-3-3 مع كاريوس في حراسة المرمى ورباعي الدفاع أرنولد وفان ديك ولوفرين وروبيرتسون، وثلاثي الوسط فيلاندوم وميلنر وهيندرسون، بينما سيكون في الهجوم الثلاثي المرعب صلاح وماني وفيرمينو.
كلوب يعول على سرعة لاعبيه في الارتداد والهجوم المباشر من أجل الوصول إلى المرمى في أسرع وقت، إضافة إلى الضغط العالي الذي يطبقه عناصره على الخصم وسيربك عناصر الريال خصوصًا في الدفاع وخط الوسط، في محاولة من كلوب لاستغلال هجومه الأفضل في البطولة لتقليل الفوارق بين وسطه ووسط الريال الذي يعد من أفضل خطوط الوسط بالبطولة.
في مباراة لا تحتمل التكهنات سيلعب الريال من أجل تحقيق اللقب الثالث على التوالي والثالث عشر بالبطولة في رقم سيظل خالدًا لعقود كثيرة، بينما سيدخل ليفربول من أجل استرجاع أمجاده وإعادة اللقب الغائب منذ أكثر من عقد من الزمن، بينما سيحاول مدربه كلوب الفوز بلقبه الأول وتعويض خسارته في نهائي ويمبلي أمام الغريم البافاري عندما كان مدربًا لنادي دورتموند.
مواجهة النهائي الجماعي ستشهد مواجهة فردية طرفيها النجم العربي محمد صلاح هداف البريميرليغ والبرتغالي كريستيانو هداف التشامبينز، إذ سيحاول كلا اللاعبين إظهار أفضل ما عنده ليس في مواجهة لن تحسم فقط مصير ذات الأذنين بل ستكون حاسمة جدًا في صراع الأفضل في العالم وجائزة الكرة الذهبية التي يتمنى كل العرب أن تحملها أيادٍ عربية للمرة الأولى عبر التاريخ.