مخيم اليرموك الذي قطنه الفلسطينيون المهجرون من بلادهم منذ أعوام عديدة، وبعد سنوات من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على المخيم وبعض الأحياء المجاورة له، وقعوا ضمن حصار محكم من قوات النظام وحملة التهجير القسري التي بدأها النظام من الغوطة الشرقية وتنقلت لعدة مناطق في العاصمة كانت قد خسرتها المعارضة المسلحة، لم يبق لدى النظام سوى مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” التي خضعت للتسوية مؤخرًا بعد معارك ضخمة خسر خلالها النظام ما يقارب 1000 عنصر من ميليشياته.
عناصر التنظيم إلى بادية السويداء ومخاوف المدنيين تزداد
خرج التنظيم من جنوب دمشق بعد معارك دامية جرت بينه وبين قوات النظام والميليشيات وأخرى فلسطينية، تكبد خلالها الطرفان خسائر فادحة بالعدة والعتاد إضافة إلى الأرواح، وكشفت حسابات موالية للنظام قبل أيام عن إبرام اتفاق بين النظام وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في الأحياء التي تسيطر عليها، وبعد ساعات أكدت وكالة موالية للنظام وأخرى روسية أن اتفاق جرى تحت رعاية روسية.
حيث تضمن نص الاتفاق الذي جرى نقل عائلات عناصر تنظيم الدولة إلى محافظة إدلب ونقل العناصر الذين يقدر عددهم بـ1200 مع أسلحتهم إلى البادية السورية، بينما قالت صفحة “السويداء 24” الأبرز في تغطية أخبار المحافظة إن عناصر التنظيم دخلوا منطقة العورة الواقعة في بادية السويداء الإثنين 21 من مايو/أيار الماضي، وذلك بعد خروجهم من المخيم وسيطرة النظام وميليشياته عليه.
نقل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” إلى بادية السويداء حيث نُقلوا بعربات عسكرية ضخمة أي ما يزيد على 40 شاحنة تحمل جنودًا وسلاحًا ثقيلًا لعناصر التنظيم
وبقيت بعض بنود الاتفاق غير معلنة، إلا أن ناشطين قالوا إن النظام سمح لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بسحب سلاحه الثقيل معه إلى مناطق وجهته، وذلك يخالف كل الاتفاقات السابقة التي جرت بين النظام والمعارضة، وهذه الخطوة من التنظيم ليظهر نفسه مغايرًا عن قوات المعارضة من خلال مقاومته وسحبه للسلاح الثقيل.
ونُقل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” إلى بادية السويداء حيث نُقلوا بعربات عسكرية ضخمة أي ما يزيد على 40 شاحنة تحمل جنودًا وسلاحًا ثقيلًا لعناصر التنظيم، وتركز التنظيم في بلدة العورة وبلدة الأشرفية، كما يتخذ التنظيم من منطقة الصفا مركزًا رئيسيًا له، وشهدت هذه المناطق بعد 12 ساعة من وصول عناصر التنظيم عدة حوادث حيث جرت العديد من الاعتقالات والإعدامات الميدانية وسلب للممتلكات بتهم مختلفة ما أثار قلق أهالي المنطقة بعد وصول التنظيم، مما يهدد أمن محافظة السويداء وبالوقت نفسه هو زعزعة لاستقرارها.
وكانت هذه المنطقة التي نقل إليها التنظيم مستقرة قليلًا، حيث إنها لا تشهد نشاطًا جويًا سوى لطيران النظام، وعلى ما يبدو أن هذا مطلب عناصر التنظيم لنقلهم إليها، لأنها لا تشهد نشاطًا لطيران التحالف الدولي.
مهجرو اليرموك يصلون إدلب
وصلت الثلاثاء 22 من مايو/أيار قافلة إلى مدينة إدلب شمالي سوريا، وتقل الحافلات مهجرين من مخيم اليرموك جنوبي دمشق، وذلك بعد توقفها في بلدة محردة بريف حماة، حيث تم توقيف القافلة على حاجز لقوات النظام لعدم وجود تنسيق مع فصائل المعارضة التي تسيطر على إدلب للسماح بدخول القافلة.
وتضم القافلة 13 حافلة تقل مدنيين من مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود وحي التضامن في جنوب العاصمة دمشق.
اعتقلت قوات النظام الثلاثاء 22 من مايو/أيار عددًا من كبار السن في مخيم اليرموك في مدينة دمشق، بعد سيطرة النظام والمليشيات الموالية له
وتحمل الحافلات نحو 450 امرأةً و180 طفلًا إضافة إلى 15 إصابة خطيرة، ومن بين النساء معتقلات سابقات لدى قوات النظام أُخرجوا باتفاق مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
اعتقالات وتعفيش لممتلكات المدنيين من قوات النظام
اعتقلت قوات النظام الثلاثاء 22 من مايو/أيار عددًا من كبار السن في مخيم اليرموك في مدينة دمشق، بعد سيطرة النظام والميليشيات الموالية له، وذكر ناشطون من جنوب دمشق أن 20 مسنًا ممن رفضوا الخروج من المخيم، كما اعتقلت قوات النظام أمس الأربعاء عددًا من الشبان من بينهم ذوي الاحتياجات الخاصة مثل عيسى يحيى أبو زيد بتهمة انضمامه لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
من جهة أخرى ما زالت ميليشيات تابعة للنظام تنهب وتسرق ممتلكات مخيم اليرموك، حيث بث ناشطون صورًا تظهر ميليشيات النظام تنهب الممتلكات من منازل المدنيين والمحال التجارية في كل من مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن، من جانبها نشرت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا صورًا تظهر عناصر النظام وهي تقوم بتعفيش الممتلكات الخاصة للمدنيين بعد تهجيرهم من المخيم.
وإلى ذلك خلفت المعارك الدائرة في المنطقة التي سيطرة عليها النظام في الأيام القليلة الماضية، دمارًا واسعًا في الأبنية السكنية والمحال التجارية والمرفقات العامة، ويبدو أن أكثر من 75% من مخيم اليرموك والحجر الأسود وجزء من حي التضامن بات مدمرًا بشكل كامل حيث أصبح غير صالح للسكن، وبعد حملات التهجير يبقى السؤال دائمًا دون جواب، هل باتت العاصمة تشهد تغييرًا ديموغرافيًا؟ وذلك عبر تهجير سكانها ومنح ممتلكات المدنيين لميليشيات النظام.
يخضع مخيم حندرات الواقع بريف حلب للاجئين الفلسطينيين تحت سيطرة النظام منذ أكثر من عامين، إضافة إلى دمار أكثر من 80% من المخيم
ومن جانبها وثقت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا حتى 23 من مايو/أيار مقتل 3761 شخصًا بينهم 465 امرأة، فيما قضى 206 لاجئون ولاجئات فلسطينيون نتيجة نقص التغذية والرعاية الطبية بسبب الحصار، وأغلبهم من مخيم اليرموك، كما وثقت 1674 معتقلًا في أفرع الأمن والمخابرات التابعة للنظام من بينهم 106 نساء.
بينما انقطعت المياه عن مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين منذ أكثر من 1504 أيام، وفي السياق يخضع مخيم حندرات الواقع بريف حلب للاجئين الفلسطينيين تحت سيطرة النظام منذ أكثر من عامين، إضافة إلى دمار أكثر من 80% من المخيم.
فيما وثقت 85 ألف لاجئ فلسطيني سوري وصلوا إلى أوروبا حتى نهاية 2016، في حين يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 31 ألف وفي الأردن 17 ألف وفي مصر 6 آلاف وفي تركيا 8 آلاف وفي غزة 1000 فلسطينيي سوري.