قال القيادي الإسلامي الليبي عبد الحكيم بلحاج، رئيس حزب الوطن الإسلامي، أمس الثلاثاء: “سنحمل السلاح إذا اضطررنا للدفاع عن أهداف ومكتسبات ثورة فبراير”.
عبد الحكيم بلحاج الذي قاد الثوار الإسلاميين في ليبيا كان قد حارب السوفييت في أفغانستان وانضم إلى طالبان قبل أن تعتقله المخابرات المركزية الأميركية في ماليزيا، وبعد الثورة قام بلحاج بتأسيس حزب سياسي إسلامي على النموذج التركي المعتدل.
وأضاف في تصريحاته “لابد من الاحتكام لقواعد اللعبة الديمقراطية، النابعة من اختيار الشارع الليبي لممثليهم عبر صندوق الاقتراع، والقبول بالتعددية السياسية والتنافس تحت مبادئ الشفافية”.
وأشار إلى “ضرورة احترام المؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت)، لأنه خيار الشارع، ولابد من الذهاب لانتخابات مباشرة وتسليم السلطة لجسم منتخب آخر”، بحسب تعبيره.
وقال بلحاج: “إن حزبه يشارك بفاعلية في إدارة الحوار الوطني، والمساهمة في كافة الأنشطة السياسية والمبادرات المجتمعية”.
وأدان ما وصفها بـ “محاولات الترويج لمفردات الديكتاتورية من جديد، والتحريض على العنف والتلويح لاستخدام قوة السلاح من قبل أطراف (لم يحددهم)، يريدون تمرير أجنداتهم السياسية بالقوة، والعمل تحت شعار “أنا أو الطوفان” مما أدخل القوى السياسية في احتراب سياسي”، على حد قوله.
وأضاف بلحاج في حديثه أن “شبح الاحتراب والحرب مرهون بتعاطي الشارع مع دعوات العنف والانقلاب وإسقاط الشرعية”، مثنياً على “وعي الشارع بخطورة المرحلة رغم انتشار السلاح”.
واتهم القيادي الحزبي الإسلامي أطرافا لم يسمها، “بمحاولة جر الليبيين بمختلف أطيافهم لاحتراب مسلح، واصفاً أنهم مستعدون للدفاع عن أهداف ومكتسبات ثورة فبراير، التي أساسها الديمقراطية ودولة القانون والعدالة وعدم التنازل عليها”.
وبحسب ديفد كيركباتريك، مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز في القاهرة، فإن هناك توجهين مختلفين وسط الإسلاميين في ليبيا.
فمثلا حمل عبد الحكيم الحصادي السلاح لأول مرة قبل نحو 20 عاما بهدف إقامة حكم إسلامي في ليبيا. وكان الحصادي قد درس تحت إشراف حركة طالبان بأفغانستان، وخلال الثورة الليبية العام الماضي قاد مجلس مليشيات محلية في مدينة درنة التي ذاع صيتها بوصفها مهدا للجهاد الإسلامي.
والآن تحوّل الحصادي إلى سياسي طموح يسعى للحصول على منصب بالسلطة المحلية وينظر إلى صناديق الانتخابات وسيلة لنشر قيمه الإسلامية.
يقول الحصادي “ليس هناك من سبب لحمل السلاح الآن. الكلمة هي سلاحنا. والسياسة لا تحتاج إلى القوة بل إلى السياسة”.
وعلى العكس من الحصادي وبلحاج، فإن هناك إسلاميون كثر قرروا الالتزام بالعمل المسلح حتى الوصول إلى صورة مثالية للحكم الإسلامي.
سفيان بن كومو مليشيات ترفع راية الإسلام. كان كومو يعمل سائقا لشاحنة تابعة لأسامة بن لادن وقضى ست سنوات بالسجن في غوانتانامو.
يقول كومو إن القرآن هو الدستور الوحيد الذي يعرفه. ويصر على أنه سيتسمر في حمل السلاح حتى تقوم في ليبيا حكومة على نهج طالبان. وقال “عشتُ في كابل عندما كانت أفغانستان تحت الحكم الإسلامي. وإذا قامت حكومة إسلامية هنا في ليبيا سوف أنضم إليها”.
الإخوان المسلمون في ليبيا يقولون إن أولويات إسلاميي ليبيا تتضمن تفعيل مؤسسات الدولة، ونشر الوعي بين أبناء الشعب الليبي، والتعاون مع الفصائل الأخرى لتحقيق المصالحة الوطنية بحسب ونيس المبروك عضو مجلس شورى الجماعة.
لكن التساؤلات تتزايد في ظل الضغوط التي تقع على عاتق إسلاميي ليبيا، خاصة مع التوترات المحيطة بهم لا سيما الانقلاب العسكري والذي أطاح بالتجربة الديمقراطية التي أتت بالإخوان المسلمين المصريين إلى السلطة.
وانطلقت في ليبيا في فبراير/ شباط عام 2011 شرارة الثورة، قبل أن تتطور إلى مواجهات مسلحة مع قوى النظام القديم، انتهت بمقتل الرئيس الراحل معمر القذافي في العشرين من أكتوبر/ تشرين الأول 2011، ليعلن “تحرير ليبيا” في الثالث والعشرين من الشهرذاته.
ودخلت ليبيا بعد تحررها من نظام القذافي مرحلة من عدم الاستقرار الأمني، حيث يطارد شبح التوجس الأمني مواطنيها حتى الآن.