“صانع البهجة”.. مارادونا، “مفهوم آخر لكرة القدم”.. فارس عوض، “المدرب العظيم” بحسب أبناء البرنابيو، يرحل عن ريال مدريد، قرارٌ مفاجئ أعلن فيه زين الدين زيدان، الخميس في مؤتمر صحفي بمدريد، الاستقالة من تدريب النادي الملكي، وهو خبر وقع حمله ثقيلًا على مسامع عشاق المستديرة عمومًا والمادريتيستا بالخصوص.
زيزو كما يحلو تكنيته، صاحب الـ45 ربيعًا اختار التوقف عن تدريب نادي الميرينغي ومغادرة البرنابيو إلى الأبد بعد خمسة أيام فقط من التتويج باللقب الثالث على التوالي في دوري أبطال أوروبا.
“المحظوظ صاحب الشخصية الغامضة” يجد من الحكمة والذكاء في إستراتيجيته أن يضع نهاية لعلاقته بريال مدريد بعد أن تمكن من صنع الفوز للفريق وهو هناك عاليًا في القمة، وأراد أن يقترن لقب بطل دوري الأبطال بعنوان الختام.. ختام تدريبه للنادي.
زيدان المعروف بابن الصحراء، فرنسي الجنسية ذو الأصول الجزائرية، لاعب فريق ريال مدريد الإسباني والمنتخب الفرنسي سابقًا، طوى صفحة مسيرته الكروية بالاعتزال في 2004 بسن الـ32 عامًا، مثّل ابتعاده مفاجأة تمامًا كالتي فجرها في 2018، تعود العالم على إثرها إستراتيجية زيدان التي يسعى من خلالها إلى الانسحاب دومًا عبر الباب الكبير وهو في أوج نجاحه، وهو في القمة، ليخرج بتجربة دولية حافلة، أحرز خلالها مع منتخب بلاده كأس العالم لكرة القدم وأتبعه بكأس أمم أوروبا ثم كأس القارات، كما تمكن لاعب خط الوسط من الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات مع تصنيفه كأفضل لاعب في الخمسين سنة الماضية بالقارة الأوروبية.
على مر السنوات أثبت صانع اللعب “الخجول” والمدرب القوي “الصامت” – كما عمدت الأغلبية توصيفه – مهاراته في التدريب، محطمًا بذلك الانتقادات التي شكتت في قدراته
كما حقق وهو المدير الفني لفريق ريال مدريد الإسباني جائزة أفضل مدرب في العالم لعام 2017، أين نجح زيزو في قيادة الميرنغي لتحقيق ألقاب كبيرة وهو مدرب الريال، وحصد لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي وتوج بكأس العالم للأندية مرتين، إلى جانب فوزه بالدوري الإسباني وبالسوبر الإسبانية علاوة على احتكار البطولة الأوروبية مرتين.
على مر السنوات أثبت صانع اللعب “الخجول” والمدرب القوي “الصامت” – كما عمدت الأغلبية إلى توصيفه – مهاراته في التدريب، محطمًا بذلك الانتقادات التي شككت في قدراته واعتبرته “صاحب الأيادي الفارغة في المجال”، ليؤكد نجاح أبناء الريال حسن تسييره للفريق وخلقه التركيبة المثالية للنادي الذي كان يعاني وضعية حرجة حين أقدم على تولي منصب مديره الفني منذ ثلاث سنوات بعد إقاله مدربه السابق رفائيل بينيتيز بسبب غياب مردودية الفريق.
رحيل زين الدين زيدان عن الريال لم يكن بالخبر العادي ولم يمر مرور الكرام، حيث حصد هو الآخر العديد من المواقف والتعليقات التي غزت صفحات التواصل الاجتماعي، فقد علق أبو تريكة على حسابه الشخصي على التويتر قائلاً: “زيدان أستاذ الخروج من الباب الكبير”، أما كريستيانو رونالو فقال: “فقط أشعر بالفخر أنني كنت لاعبًا لك.. ميستر شكرًا جزيلاً”، وقال بنزيما: “ياله من شرف أنني تطورت تحت أوامر رجل عظيم مثلك.. شكرًا زيزو”، ماكرون أيضًا أشاد بقرار استقالة زين الدين زيدان من تدريب ريال مدريد قائلاً: “زيدان رمز كبير للكرة والرياضة الفرنسية، ويملك مسيرة رائعة سواء كلاعب أم مدرب، وقراره بالرحيل بعد حصد 3 ألقاب تاريخية دليل على الحكمة والذكاء”.
الانسحاب لا يعني دومًا الهزيمة، مفهوم جديد يدخله زيدان للاعتقاد العام، “فالساحر” اليوم ليس ساموراي ينتحر على إثر شعوره بالخسران، وإنما بطل ينسحب وهو يتقلد النجاح، بكل بساطة هذا هو زيزو.