يُثبت الكيان الإسرائيلي المحتل يومًا تلو الآخر أنه كيان نازي الصبغة، فاشي من الطراز الأول، مجرم في هويته، عنصري في أركان تكوينه، أبعد ما يكون عن مزاعمه وأوهامه وأكاذيبه التي طالما روج لها على مدار سنوات طويلة، وانطلت على السذج من أبناء هذا العالم المزدوج.
كشفت حرب غزة الدائرة حاليًا منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن الوجه القبيح لهذا الكيان، لتُسقط قناع الحضارة المزيف، وتنسف عناوين الإنسانية التي طالما تشدقت بها الدولة صاحبة السجل الأكثر تهشيمًا لأبجديات حقوق الإنسان في العالم خلال العقود الأخيرة.
وتأتي التقارير الحقوقية الكاشفة عن حفلات التعذيب التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، وشهاداتهم الحية بشأن ما تعرضوا له داخل تلك الغرف السوداء من انتهاكات تجاوزت بسنوات ضوئية تلك التي تعرض لها سجناء غوانتانامو وأبو غريب، لتجسد وترسخ معًا تلك الفاشية التي هيمنت على هذا الكيان المجرم، مؤكدة أن ما يحدث ليست جرائم فردية كما يزعم البعض، لكنها ترجمة عملية للهوية العقدية الصهيونية التي تعتمد في المقام الأول على نسف الروح وانتهاك الكرامة والتبول على أشلاء الإنسانية بشكل ممنهج ومدروس ومتفق عليه.
أهلًا بكم في جهنم.. شهادات مروعة
كشف مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة “بتسيلم” (تأسس عام 1989، ومعني بتوثيق وتقصي ونشر معلومات وشهادات ومواد توثيقية مصوَرة وأوراق موقف وتقارير عن انتهاكات “إسرائيل” لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة) من خلال تقريره الصادر مؤخرًا والمعنون له بـ”أهلًا بكم في جهنم” عن حجم الانتهاكات وفظائع التعذيب الممنهج التي تعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال.
واستند التقرير الذي جاء في 94 صفحة واستعرض أشكال وصور التعذيب التي تعرض لها الأسرى في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى اليوم، إلى شهادات 55 فلسطينيًا وفلسطينية (30 أسيرًا من الضفة الغربية و21 من غزة و4 من عرب الداخل)، ممن احتُجزوا داخل معتقلات الاحتلال خلال تلك الفترة، ليؤكد على أن تلك الجرائم كانت وستظل نهجًا مستدامًا للطابع الاستيطاني للكيان الإسرائيلي منذ 75 عامًا.
– فؤاد حسن (45 عامًا)، متزوج وأب لـ5 أطفال، من سكان قصرة في محافظة نابلس، والذي اعتقل في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، يقول في شهادته:
“نقلونا إلى مجيدو، عندما نزلنا من الحافلة، قال لنا أحد السجانين: أهلا بكم في جهنم”، وتابع “في الطريق إلى الحافلة كان علينا أن نسير ونحن محنيو الرأس وأن نضع أيدينا على ظهر الشخص الذي يسير أمامنا. عندما صعدنا إلى الحافلة، وأيدينا وأرجلنا مكبلة بالأصفاد، قام الجنود بضربنا وشتمنا، شتموا الله والنبي محمد، وقالوا لنا: “سنُريكم الآن كيف تنفعكم المقاومة”، وخلال احتجازه طالبه أحد الضباط بتقبيل العلم الإسرائيلي، “فقلتُ له: لا، أنا لا أريد، فجأةً، بدأ الجنود الـ20 الموجودون في الغرفة بضربي”.
– هديل الدحدوح (24 عامًا)، أم لطفلين، من سكان حي الزيتون في مدينة غزة، ألقي القبض عليها في 6 ديسمبر/كانون الأول 2023 تقول:
“وضعوني في حفرة في الأرض. عندما كنتُ في داخلها، مع جميع المعتقلين الآخرين، أمرني الجنود بخلع الحجاب. قال لي أحدهم: أنا قتلتُ زوجك وأريد أن أقبركما وأنتما حيان، حتى تأكلكما الكلاب، بعد نحو نصف ساعة أخرجونا من الحفرة وأصعدونا إلى شاحنة. كان هنالك رجال ملتصقين بي تمامًا. في تلك المرحلة اعتقدتُ أن زوجي قد قُتل فعلًا، بعد ذلك أصعدونا إلى حافلة. أمسكوا بنا وجرونا إليها كالحيوانات ونحن مقيدات الأيدي ومعصوبات الأعين، وفي أثناء ذلك كانوا يضربوننا على رؤوسنا. قال لنا الجنود مرارًا وتكرارًا: أنتن حماس”.
– المحامي سري خورية (53 عامًا)، أب لـ4، من سكان شفا عمرو، اعتقل في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 يقول:
“أخذوني بعد ذلك إلى سجن “مجيدو”، الذي أسميه منذ ذلك الحين أبو غريب، بسبب التعذيب الشديد الذي تعرضتُ له هناك. في الطريق إلى السجن كانوا يشتمونني طوال الوقت. عندما وصلنا، انقلب عالمي رأسًا على عقب، شعرتُ وكأنني في غابة. في البداية طلب مني السجان أن أخلع ملابسي. فعلتُ ذلك وبقيت بملابسي الداخلية. فأمرني بخلع ملابسي الداخلية أيضًا. حاولتُ إقناعه بأنه لا داعي لذلك، وقلتُ له إن عمري 53 عامًا وإنني مواطن إسرائيلي. اعتقدتُ أن ذلك قد يساعد، لكن السجان هدد بأنهم سيضربونني إذا لم أفعل، شعرتُ بانعدام الحيلة، فرضختُ”.
“أدخلوني، عاريًا تمامًا، إلى زنزانة صغيرة بلا باب تشبه غرفة قياس الملابس في حانوت ملابس. أحضروا جهاز يدوي لكشف المعادن (مغنومتر) ووضعوه بين رِجلي بذريعة أنني أخفي شيئًا ما. في الغرفة التي كانت فيها هذه الزنزانة، كان هناك 5 شبان فلسطينيين يخضعون للتفتيش، وكان السجانون يضربونهم ويشتمونهم ويهينونهم. نعتني السجانون بالحمار”.
“كما كان من الصعب جدًا علي أن أرى الإذلال الذي يتعرض له الناس من حولي. وجدت صعوبة في استيعاب هذا الوضع. في الليلة الأولى لم ننم على الإطلاق. كانت هناك نافذة في الزنزانة وكنا نسمع من خلالها بكاء وصراخ المعتقلين الذين يتعرضون للضرب من السجانين. صرخ السجانون عليهم طالبين منهم النباح مثل الكلاب. سمعنا بعض المعتقلين ينبحون بالفعل بعد تعرضهم للضرب. كان السجانون يتضاحكون بالطبع. كان من الصعب سماع أو رؤية ما يحدث”.
– لمى الفاخوري (47 عامًا)، أم لـ5، كاتبة ومحللة سياسية، من سكان خلة شريف غربي الخليل، اعتقلت في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تقول:
“دخل محقق إلى الغرفة وسألني بالإنجليزية عن رأيي في الأعمال التي قامت بها حماس. شتمني ووصفني بـ”زانية”. قال إن هناك 20 جنديًا في الغرفة وإنهم سوف يغتصبونني مثلما اغتصبت داعش-حماس يهوديات في غلاف غزة”.
“استمر في شتمي وتهديدي أنا وأفراد عائلتي. بعد ذلك جاءت جندية وأخذتني إلى غرفة أخرى كانت فيها جنديات أخريات، قلن لي: أهلًا بك في جهنم، أجلسنني على كرسي وأخذن يسخرن مني ويصفنني بالـ”عاهرة” مرارًا وتكرارًا. جلستُ على الكرسي حتى الساعة الـ7 صباحًا تقريبًا. كنتُ عطشى جدًا، لكنهنَ لم يُعطينني ماءً”.
وتتفق تلك الشهادات مع أخرى نشرتها هيئة شؤون الأسرى، التي قالت إنه يبدو أن كل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال قد تعرضوا لما أسمته “حفلات التعذيب” حيث يُجمع الأسرى في ساحة عامة ويمارس السجانون ساديتهم.
وكانت الهيئة قد نقلت عن 3 أسرى من غزة زارهم محاميها مؤخرًا، قولهم: “ما تعرضنا له فاشية حقيقية؛ تعرية من الملابس، وضرب وتعذيب وتنكيل، وتقييد الأيدي والأرجل، وتعصيب العينين، حيث حُولنا لفرائس لهذه الوحوش المسعورة، التي تلذذت بجوعنا وعطشنا وصراخنا ومرضنا، حتى إننا لم نصدق اليوم أننا ما زلنا على قيد الحياة”.
وأضافوا: “رحلة الموت من لحظة الاعتقال، مرورًا بالنقل في العربات والشاحنات العسكرية (…) وصولًا إلى السجون التي تمنينا فيها أن تبتلعنا الأرض لما شاهدناه من حقد وجنون، من جنود في بدايات أعمارهم، ينكلون بنا بكل الوسائل والطرق.. كُسر عظمنا وفتحت رؤوسنا وسالت الدماء من كل أجسادنا”، وتابعوا “منذ اعتقالنا، نقضي معظم وقتنا جالسين على أقدامنا أو منبطحين على بطوننا (…) كما استخدمت الكلاب في الاعتداء علينا وترهيبنا (…) لا نبالغ إذا قلنا إن غالبية أسرى غزة فقدوا الوعي مرات عديدة تحت الضرب المفتوح وغير المقيد”.
وتؤكد تلك التقارير، سواء الواردة عن هيئة شئون الأسرى أم عن منظمة “بتسليم” أن ما يحدث داخل سجون الاحتلال جرائم حرب مكتملة الأركان والجوانب، وأنها لا تعبر فقط عما يحدث داخل تلك الغرف التي تحولت إلى قبور للأحياء، لكنها تعبر عن “إسرائيل” في حد ذاتها، بحسب وصف الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي في صحيفة “هآرتس” العبرية الذي قال: “من يريد أن يعرف ما هي إسرائيل عليه أن يقرأ هذا التقرير – في إشارة إلى تقرير بتسليم – قبل أي وثيقة أخرى عن الديمقراطية الإسرائيلية”.
ليست جرائم فردية.. جزء من العقيدة الإسرائيلية
بات واضحًا أن المزاعم التي يتحجج بها الاحتلال لتبرير تلك الانتهاكات كونها عمليات فردية، ما عادت تنطلي على أحد، فالأمور تسير بمنهجية لا تقبل الشك، تجسد وبشكل جلي سيطرة العنصرية والفاشية على العقلية الإسرائيلية وفكرها الاستيطاني، بدءًا من رأس الهرم السلطوي وصولًا إلى قاعدته.
يمكن الوقوف على هذا الأمر من خلال تصريحات النخبة السياسية الحاكمة في “إسرائيل”، والتي تجسد تلك المنهجية بفجاجة غير معهودة، ضاربة بكل مبادي القانون الدولي والإنساني عرض الحائط، كما جاء على لسان وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي كان قد دعا وبشكل علني ودون أي مواربة إلى “إعدام المعتقلين الفلسطينيين عبر إطلاق النار على رؤوسهم، بدلًا من تقديم المزيد من الطعام إليهم”، وهو الذي دعا قبل ذلك إلى قتل أسير فلسطيني كل يوم حتى يتم إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة، كذلك وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الذي يسير على ذات الدرب، حيث قال في الـ5 من الشهر الجاري إن “موت مليوني فلسطيني في قطاع غزة جوعًا قد يكون عادلًا وأخلاقيًا لإعادة الأسرى الإسرائيليين”.
مثل تلك التصريحات حين تصدر عن وزراء لهم حيثية في السلطة الإسرائيلية، دون أي نفي أو تراجع أو حساب، فهي بمثابة الضوء الأخضر للمرؤوسين من الضباط والجنود وقادة الأفرع والإدارات المختلفة، لارتكاب كل تلك الجرائم والانتهاكات بطريقة ممنهجة أشبه بالتعميم الإداري الموزع على جميع الإدارات.
كما شجع هذا الخطاب العنصري ضد الأسرى الفلسطينيين بقية أطياف المجتمع الإسرائيلي على السير في الاتجاه ذاته، وأحيانًا المبالغة والتجويد في تلك الانتهاكات بنزعة انتقامية فاشية قميئة، كما جاء على لسان الصحفي المتطرف، يهودا شليسنجر، حين سئل في برنامج تلفزيوني على القناة 12 العبرية عما إذا كان اغتصاب السجناء الفلسطينيين مقبولًا، حيث أجاب بقوله:
“الشيء الوحيد الذي يسبب المشكلة بالنسبة لي هنا هو أنها ليست سياسة منظمة للدولة لإساءة معاملة المعتقلين (الفلسطينيين)”، مبررًا تلك الدعوة المباشرة والواضحة لشرعنة اغتصاب الأسرى داخل سجون “إسرائيل”، بأمرين: الأول أنهم يستحقون هذا الانتقام الكبير، الثاني: نوع من الردع، مضيفًا “من العار ألا نفعل ذلك بطريقة مؤسسية كجزء من لوائح تعذيب السجناء”.
وتشير التقديرات إلى أن 60 معتقلًا فلسطينيًا قضوا بالسجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من إجمالي قرابة 9900 فلسطيني معتقل، تعرض معظمهم لأشكال من التعذيب أو الانتهاكات النفسية أو الجسدية.
وبمقارنة هذا الرقم (90 معتقلًا قضوا في 10 أشهر) بـ9 سجناء قتلوا في سجن غوانتانامو الأمريكي سيئ السمعة في كوبا على مدار 20 عامًا، يتضح حجم الإجرام والوحشية والمعاناة والتنكيل والتعذيب الذي يمارس داخل السجون الإسرائيلية التي فاقت في إجرامها أفران الحرق في ألمانيا ومعتقلات أبو غريب وغيرها من أكثر سجون العالم وحشية وإجرامًا.
من أمن العقاب أساء الأدب
بحسب شهادات المعتقلين في سجون الاحتلال ومحاميهم، فإن سجاني تلك المعتقلات، من الجنود والضباط، يتفنون في ممارسة كل أشكال التعذيب والتنكيل، منذ بداية الرحلة عبر الاعتقال المهين مرورًا بالنقل اللاآدمي في عربات الترحيلات، وصولًا إلى الزج بهم في مقابر الأحياء المسماة زورًا بـ”السجون”، في محاولة فاشلة لكسر إرادة الفلسطينيين وكي وعيهم إزاء ما أحدثه الطوفان من زلزلة لأركان الكيان وضرب مرتكزاته الواهية.
وتتعدد أشكال التعذيب والانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين من تعصيب للعينين لساعات طويلة وأحيانًا لأيام وأسابيع، وتقييد اليدين على مدار الساعة ولأسابيع، وشدها بشكل يؤدي إلى نزيف دموي وبتر للأعضاء، فضلًا عن إجبارهم على طأطأة رؤوسهم في وضعية القرفصاء والنوم على بطونهم لفترات تصل إلى أسابيع وشهور، والضرب الشديد بالهراوات والأحذية العسكرية وكابلات الكهرباء على مختلف أنحاء الجسد ومنها المناطق الحساسة.
علاوة على الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، إما بوضع عصي وأدوات حادة في الدبر وإما من خلال الكلاب البوليسية، مرورًا بالتجويع والتعطيش الممنهج، الذي يستمر لساعات طويلة، والصعق الكهربائي، وإطلاق الكلاب البوليسية على الأسرى لتنهش لحومهم.
تشير تلك الأريحية في ممارسة جنود وضباط الاحتلال لكل تلك الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين إلى الشعور بالطمأنينة إزاء أي استهداف أو ملاحقة قضائية محتملة، فلو كان هناك حساب أو عقاب لما تفنن الجلادون في ارتكاب كل تلك الممارسات الإجرامية بتلذذ واستمتاع ونشوة، الأمر ذاته مع جرائم جيش الاحتلال في قطاع غزة، فما جرأه على ذلك إلا شعوره أنه بمأمن، حتى المرة الوحيدة التي ادعت فيها أمريكا فرض عقوبات على بعض المستوطنين بسبب جرائم بحق الفلسطينيين، تراجعت عن نيتها في ذلك، كما جاء على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن.
حتى في المرات النادرة التي اضطر فيها الاحتلال – تحت وطأة الضغوط ولذر الرماد في العيون ولتحسين صورته الحقوقية دوليًا – لتقديم بعض جنوده للمحاكمة بتهم ارتكاب جرائم جنسية واغتصاب ممنهج ضد عدد من الأسرى، انتفض المتطرفون في الداخل الإسرائيلي على رأسهم قادة وساسة من الصف الأول، للدفاع عن هؤلاء المجرمين وتصديرهم كأبطال يجب تخليدهم ومكافأتهم على ما ارتكبوه من انتهاكات بحق المقيدين العزل.
ومما يعزز من بشاعة هذا المشهد المأساوي، أنه وأمام تلك الشهادات الفاضحة للمعتقلين في سجون الاحتلال، والتقارير الكاشفة لحجم ومستوى هذا التنكيل، والإصرار الممنهج لنخبة الكيان وقادته على المضي قدمًا في شرعنة هذا الإجرام، يقف الجميع على أعتاب الصمت، كل يضع يده فوق فيه، يتساوى في ذلك المجتمع الدولي الذي يعاني من عور أخلاقي وعمى إنساني وازدواجية مذلة، والحكومات العربية الغارقة في مستنقع الخذلان والعار.
وفي مثل هذه الأجواء الملبدة بغيوم العنصرية والملوثة بأتربة التطرف، والخالية تمامًا من أي محاسبة أو عقاب، تنمو وبصورة متسارعة بذور الفاشية والنازية في أقبح صورها، مخلفة ورائها جيل من معتنقي المذهب الصهيوني المتطرف، الذي يصدق فيهم قول القائل: من أمن العقاب.. أساء الأدب.