ترجمة وتحرير: نون بوست
الدمام، المملكة العربية السعودية- يشعر الإسلاميون الأكثر تشددا في المملكة بالمرارة، بسبب خسارتهم لنفوذهم، وهو تغيير جعلهم في حيرة من أمرهم حول موقعهم الجديد في هذه البلاد، التي كانوا في الماضي يتمتعون فيها بصلاحيات كبيرة.
إذ أن المنتمين لهذا التيار الذي كان في الماضي يمثل قوة بارزة في المشهد العام، باتوا الآن يتصرفون بحذر شديد على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر. أما في المساجد وفي الاجتماعات المحلية، فإنهم ينتقدون باحتشام التغييرات الأخيرة التي يعارضونها بشدة، على غرار التخفيف من القيود الاجتماعية التي تنص على الفصل بين الرجال والنساء.
ويعد محمد بن سلمان مهندس هذه الأزمة التي تعصف بالتيار المحافظ، وهو ولي العهد السعودي الشاب والجريء. إذ أن تعهداته بتحديث البلاد تضمنت تحجيم نفوذ المحافظين الذين يسمون “السلفيين”، كتعبير عن من يتمسكون بتفسير متشدد للإسلام يقولون إنه مستوحى من نفس الطريقة التي كانت الشريعة تطبق بها في زمن النبي محمد في القرن السابع، والأجيال التي جاءت بعده مباشرة.
ويبدو أن طموحات محمد بن سلمان وضعته في مواجهة مباشرة مع شبكة متنفذة من السلفيين، الذين يمثلون أهم قوة سياسية متماسكة ومنظمة خارج إطار العائلة الحاكمة في المملكة بحسب أراء المحللين. ومن أجل إسكات أعضاء هذا التيار، عمد بن سلمان إلى استخدام ثنائية الترغيب والترهيب.
يعتبر السلفيون تيارا متشددا يسعى لنشر الدعوة والتطبيق الحازم للقوانين الإسلامية، ويتضمن هذا التيار شقا من المحافظين الذين يركزون على الدعوى والوعظ
فقد تم سجن العديد من رجال الدين السلفيين الذين يتمتعون بالشعبية ويعرفون باستقلالهم. ولكن في المقابل قام بن سلمان أيضا بتقريب سلفيين آخرين، من بينهم رجال دين عارضوا تعزيز حقوق المرأة وتمسكوا بآرائهم المتشددة.
ولهذا يقول رجل من الرياض يبلغ من العمر 50 ويعرّف نفسه على أنه سلفي: “نحن لا ندري بالضبط ما الذي يجري الآن”.
هذا الرجل الذي تحدث إلينا بعد جلسة مسائية جمعته بأصدقائه في منزل أحد أقاربه، عبّر عن امتعاضه من أنه هو ومن يفكرون مثله أصبح محكوما عليهم أن يكونوا مثل طائفة الأميش في الولايات المتحدة، حيث تم إقصائهم من الحياة العامة بسبب تمسكهم بآرائهم المتشددة وسط مجتمع لم يعد يقبل هذه الأفكار. ولذلك يقول: “يبدو الأمر كما لو أننا أصبحنا غرباء”.
ويعتبر السلفيون تيارا متشددا يسعى لنشر الدعوة والتطبيق الحازم للقوانين الإسلامية، ويتضمن هذا التيار شقا من المحافظين الذين يركزون على الدعوى والوعظ، والإسلاميين الذين يدعون لمزيد من الحريات السياسية، وأقلية صغيرة تدعو للعنف ضد من يعتبرونهم كفارا أو زنادقة. وكثيرون من هؤلاء عبروا عن امتعاضهم من التغييرات السياسية التي شهدتها المملكة، والتي باتت تسمح بإقامة الحفلات وبقية المناسبات الترفيهية التي يختلط فيها الرجال مع النساء.
هذا الأسلوب الذي يسعى من خلاله محمد بن سلمان للحفاظ على توازن في العلاقة بينه وبين التيار السلفي، خلق جدلا كبيرا حول ما إذا كان ولي العهد مهتما أكثر ببناء بلد متسامح ومنفتح، أم بمزيد تعزيز نفوذه من خلال تحييد أي معارضة محتملة.
المنتقدين يرون أن هنالك أيضا علامات على احتضان محمد بن سلمان للمتشددين، ويشيرون إلى حملة الاعتقالات والتشويه العلني التي شنتها السلطات السعودية مؤخرا، ضد أبرز المدافعين عن حقوق المرأة السعودية
ويقول مساندوه أن ولي العهد أثبت التزامه بتحديث الإيديولوجيا السائدة في المملكة، وذلك من خلال وضع حد لنفوذ الشرطة الدينية، التي كانت في الماضي تشرف على تطبيق الضوابط الأخلاقية مثل الفصل بين الجنسين، وتستخدم أحيانا الضرب بالعصا ضد كل من يخالفون التعليمات. كما أدخل ولي العهد إصلاحات على رابطة العالم الإسلامي، التي تعد مظلة تندرج تحتها مجموعة من المؤسسات الخيرية السعودية، وقد تم تأسيسها في سنوات الستينات ليستخدمها السعوديون من أجل نشر إيديولوجيتهم المتشددة في كافة أنحاء العالم.
وفي مقال كتبه مؤخرا، قال سعود آل سرحان، الأمين العام لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية: “هذه المرة ليس هنالك أي مجال للعودة للوراء. هنالك رغبة واضحة في القطيعة مع كل أشكال الإسلام السياسي، سواء كان شيعيا أو سنيا، وهي رغبة تحدو القيادات والرأي العام على حد السواء، بعد أن شاهدوا أسوأ نسخة من هذه الإيديولوجيا الإسلامية تجسدها عقيدة الموت المتوحشة لدى التنظيم الذي يسمى نفسه الدولة الإسلامية”.
ويشار إلى أن هذا المركز يرأسه عضو من العائلة المالكة، وهو الأمير تركي بن فيصل آل سعود، الذي عادة ما تتم دعوته من قبل السلطات السعودية للظهور أمام الرأي العام وتفسير طريقة تفكيرها.
إلا أن المنتقدين يرون أن هنالك أيضا علامات على احتضان محمد بن سلمان للمتشددين، ويشيرون إلى حملة الاعتقالات والتشويه العلني التي شنتها السلطات السعودية مؤخرا، ضد أبرز المدافعين عن حقوق المرأة السعودية. والواقع أن بعض السلفيين الذين اعتقلتهم السلطات كان يمكن أن يساعدوها الآن في معركتها ضد التشدد والتعصب الديني.
ويقول عبد الله العودة، ابن الداعية الشهير سلمان العودة الذي يقبع في السجن منذ أيلول/سبتمبر الماضي على خلفية مطالبته بإصلاحات سياسية: “إنهم يستهدفون المسلمين المعتدلين، وفي نفس الوقت يقربون المتشددين”.
يعتقد كثيرون من المنتمين للتيار السلفي أن حملة الاعتقالات التي حدثت في أيلول/سبتمبر الماضي كان الهدف منها توجيه رسالة قوية مفادها أن التغييرات التي يقوم بها محمد بن سلمان غير قابلة للتفاوض أو الانتقاد
ويشير عبد الله العودة، الذي يجري الآن أبحاث زمالة مع بعد الدكتوراه في جامعة يال للحقوق في الولايات المتحدة، إلى أن “الحكومة السعودية قامت بالاستعانة بوالده سلمان على إثر الهجمات الإرهابية التي حدثت في 11 أيلول/ سبتمبر 2001، وذلك من أجل المساعدة على مكافحة التطرف، حيث اختارت السلطات رجل دين معروف بالاستقلالية، وهو ما عزز من شرعية تلك المعركة التي خاضتها ضد التطرف”.
ويرى ستيفان لاكروا، الأستاذ في جامعة العلوم السياسية في باريس، أن “السعودية تحت حكم محمد بن سلمان تسعى لتحقيق توازن بين الليبيراليين والمحافظين، وهو أمر لطالما فعلته في السابق. ولكن هذه المرة تبدو الأساليب المستخدمة أكثر عنفا مما كانت عليه في عهد الحكام السابقين، إن ما يحدث الآن يمكن تسميته بتوازن الخوف”.
ويعتقد كثيرون من المنتمين للتيار السلفي أن حملة الاعتقالات التي حدثت في أيلول/سبتمبر الماضي كان الهدف منها توجيه رسالة قوية مفادها أن التغييرات التي يقوم بها محمد بن سلمان غير قابلة للتفاوض أو الانتقاد. حيث يقول السلفي الذي قابلناه في الرياض: “لقد جعلوا من المعتقلين عبرة للبقية، وكأنهم يقولون لنا لا تتكلموا كثيرا”.
هذا الرجل وكثيرون غيره من السلفيين الذين قابلناهم عند إعداد هذا التقرير، قبلوا بالتحدث إلينا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، لأنهم يخشون أن السلطات يمكن أن تعتقلهم أو تنتقم منهم بأي شكل آخر.
ردة الفعل تجاه التغيير
هذا الرجل الذي تحدثنا إليه في الرياض، كان قد ناقش هذه المواضيع أثناء أمسية قضاها في منزل أحد أقاربه في حي سكني في العاصمة السعودية، التقى خلالها بحوالي 12 من السلفيين الذين تحلقوا للحديث وتناول الشاي والمرطبات.
هنالك اختلافات في تقدير عدد السلفيين في المملكة، حيث تتراوح الأعداد بين 100 ألف و1 مليون وأكثر
وهو يقول: “نحن لا نأخذ معتقداتنا من السلطات، في الماضي كانت مثل هذه اللقاءات، التي يناقش فيها السلفيون الشؤون الدينية، هي الحاضنة التي خرجت منها الإيديولوجيا السعودية. يجب على الدولة الآن أن تركز على أشياء أخرى، مثل الأوضاع الاقتصادية”.
أحد أقارب هذا الرجل، وهو أيضا من المحافظين ويبلغ من العمر 42 عاما، دعا قادة السعودية لقراءة التاريخ، وخاصة تاريخ البلدان التي سقطت بسبب تخليها عن الدين، لأن ما يجعل السعودية قوية وغنية ليس النفط والذهب، بحسب رأيه.
وهنالك اختلافات في تقدير عدد السلفيين في المملكة، حيث تتراوح الأعداد بين 100 ألف و1 مليون وأكثر. وبعض هؤلاء، مثل علي زايد، رجل الأعمال الذي يعيش في الدمام، يقولون بأنهم لا يشعرون بانزعاج من التغييرات السريعة التي تحدث الآن، مثل افتتاح دور للسينما، أو تنظيم حفلات.
إذ أن علي زايد كان في أيام شبابه من أكبر المتشددين، ويقول اليوم أنه كان حينها ينشر “الدعاية السلفية”، ولكنه تخلى عن هذا الطريق. إذ أنه عند بلوغه سن الأربعين، انتقل للعيش خارج البلاد مع عائلته، ولذلك فإنه يرى حاليا أن “التغييرات الحاصلة ليست مشكلة كبيرة، يجب على كل شخص أن يقرأ وأن يثقف نفسه، إذ أن هنالك أراء متنوعة”.
ولكنه يقول إن “كثيرين من الذين يعرفهم كانوا متمسكين بأفكارهم الدينية ولا يشعرون بالرضا حول هذه التغييرات، حيث أنهم يعتقدون بأنهم يمكنهم الوقوف في وجه التغيير. وفي الواقع، هم أحيانا ينجحون وأحيانا لا”.
بعض هؤلاء المتشبثين بإيديولوجيتهم، حاولوا إيصال شكواهم إلى بعض الشخصيات المؤثرة، مثل أعضاء هيئة كبار العلماء في السعودية، على غرار الشيخ سعد بن ناصر الشثري، الذي كان في الماضي قد وقف ضد الاختلاط بين الجنسين في أول جامعة مختلطة في المملكة السعودية.
أحد هؤلاء هو رجل سلفي يبلغ من العمر 42 عاما، يعمل في تغسيل الموتى في مسجد في المنطقة الشرقية، عبّر عن تذمره من الحفلات العامة التي شاهد فيها الرجال والنساء يختلطون، وغضبه من تزايد أعداد النساء اللواتي لا يغطين شعرهم، حيث وصفهن بأنهن “متبرجات يقمن بإغواء الرجال الذين يتحلقون حولهن مثل الذباب حول العسل”. وهو يرى أن ما يحدث يمكن أن يؤدي لإبعاد المسلمين عن طريقهم الصحيح.
بعض هؤلاء المتشبثين بإيديولوجيتهم، حاولوا إيصال شكواهم إلى بعض الشخصيات المؤثرة، مثل أعضاء هيئة كبار العلماء في السعودية، على غرار الشيخ سعد بن ناصر الشثري، الذي كان في الماضي قد وقف ضد الاختلاط بين الجنسين في أول جامعة مختلطة في المملكة السعودية.
ولكن لا أحد الآن يعلم حقيقة موقف رجال الدين الأعضاء في هذا المجلس، خاصة في ظل الطريقة التي يعتمدها محمد بن سلمان. إذ أن الشثري على سبيل المثال لم يجب على تساؤلاتنا ورفض التعليق على هذا الموضوع.
أما علي زايد، الذي تحدث إلينا في مقهى مكتظ في المنطقة الشرقية، فهو يقول: “أعتقد أنه ليس هنالك خيار أمام المحافظين غير قبول الواقع. كل يوم هنالك تغييرات جديدة تحدث”.
إعادة تشكيل التشدد
في بعض الأوقات، تبدو السلطات السعودية كأنها تريد تجنب المواجهة المباشرة مع المحافظين أو تصعيد الأمور أكثر. إذ أنه في نيسان/أبريل الماضي على سبيل المثال، كان المسؤولون قد اعتذروا بعد ظهور مقاطع فيديو لمباريات مصارعة محترفة تمت إقامتها في الرياض، ظهرت خلالها نساء يرتدين ملابس فاضحة”.
لم يغفل بن سلمان في حساباته حقيقة أن رجال الدين المتشددين يتضاءل تأثيرهم يوما بعد يوما بعد يوم على فئة الشباب السعودي، التي تمثل 60 بالمائة من مجموع السكان
ويرى لاكروا أن حملة الاعتقالات التي شملت في الأسابيع الأخيرة حوالي 17 ناشطا وناشطة، من بينهم أبرز المدافعين عن حقوق المرأة، ربما تكون هي أيضا تنازلا من ولي العهد لفائدة حلفائه المحافظين.
ولكن في نفس الوقت، لم يغفل بن سلمان في حساباته حقيقة أن رجال الدين المتشددين يتضاءل تأثيرهم يوما بعد يوما بعد يوم على فئة الشباب السعودي، التي تمثل 60 بالمائة من مجموع السكان.
حيث يقول لاكروا: “إن محمد بن سلمان تمكن من خلق رواية جديدة، يتهرب من خلالها من الأسئلة الصعبة حول جذور نشأة هذه الإيديولوجيا الدينية المتشددة على الأراضي السعودية. وعوضا عن الاعتراف بهذا الأمر، يفضل بن سلمان تحميل مسؤولية انتشار الفكر المتطرف لقوى خارجية. ورغم أن هذا التفسير مجانب للحقيقة التاريخية بشكل كبير، فإنه مكن ولي العهد من تجنيد رجال الدين في مشروع جديد، لخلق مؤسسة إسلامية سنية تشرف عليها الدولة، وتكون أكثر تكيفا مع الواقع الجديد.
هذه الجهود رافقتها أيضا محاولات لفتح باب الحوار بين الأديان، قام بها قادة سعوديون خلال الأشهر القليلة الماضية، للانفتاح على المسيحيين واليهود، إلى جانب الأقلية الشيعية المهمشة في المملكة، والتي يتم تكفيرها من قبل الخط المتشدد داخل الأغلبية السنية.
وبعض هذه المحاولات تم القيام بها من خلال رابطة العالم الإسلامي، إذ أن هذه المؤسسة تحت قيادة محمد عبد الكريم العيسى، قامت بتغيير أسلوبها وخطابها.
السلطات السعودية لديها أسباب أكثر خطورة تدفعها لإبعاد العودة عن الأنظار: وهي خاصة الشعبية التي يتمتع بها ودوره القيادي في تيار الصحوة، الذي يجمع بين الفكر الديني والنشاط السياسي، ولذلك فهو يمثل حركة يراها حكام السعودية تهديدا لهم
ومن أبرز مظاهر هذا التغيير، أن مؤتمرا لمكافحة الإرهاب، احتضنته الحكومة السعودية قبل سنوات قليلة، بالاشتراك مع رابط العالم الإسلامي، بالكاد تطرق إلى مسألة التطرف في العالم السني. ولكن خلال حوار صحفي أجري معه مؤخرا، بدى العيسى واضحا في موقفه الجديد، حيث قال “إن التصدي للتطرف السني الذي يمثله تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة، بات أولوية”.
خطاب سطحي
فيما يتعلق بقضية سلمان العودة، فإن السبب الظاهري لعملية اعتقاله، هو على ما يبدو رفضه نشر تغريدات مساندة للحصار الذي قادته المملكة السعودية ضد الجار القطري، على إثر تصاعد الخلاف بين البلدين.
إلا أن السلطات السعودية لديها أسباب أكثر خطورة تدفعها لإبعاد العودة عن الأنظار: وهي خاصة الشعبية التي يتمتع بها ودوره القيادي في تيار الصحوة، الذي يجمع بين الفكر الديني والنشاط السياسي، ولذلك فهو يمثل حركة يراها حكام السعودية تهديدا لهم.
وقد سبق أن تعرض العودة للاعتقال بسبب نشاطه السياسي، ولكن منذ الإفراج عنه في سنة 1999، استفادت منه الحكومة السعودية بفضل انتقاداته لعنف المتشددين الإسلاميين.
وفي كتاب لها بعنوان “إسكات الحداثيين: الصراع على السياسة المقدسة في المملكة السعودية”، قالت مضاوي الرشيد، الباحثة السعودية في جامعة لندن للعلوم الاقتصادية: “في البرامج الإعلامية التي تلت هجمات 11 أيلول/سبتمبر، عمل سلمان العودة على التنديد بالجهاديين، وفضح سوء فهمهم لجوهر النصوص الإسلامية المتعلقة بالجهاد الشرعي، كما أنه أكد على عدم مشروعية تحويل الأمر إلى صراع كوني أو خوضه في أماكن تسبب فيها بقتل المسلمين وغير المسلمين”.
يرى العودة الابن أن عملية اعتقال والده كذبت كل الحديث حول الإصلاح في المملكة السعودية
وأضافت مضاوي الرشيد في كتابها: “على إثر موجة ثورات الربيع العربي التي انطلقت في أواخر سنة 2010، مثّل موقف سلمان العودة الداعم للمظاهرات السلمية خيارا ثالثا، مختلفا عن الموقفين الدينيين الآخرين، بين تطرف الجهاديين، واستكانة رجال الدين التقليديين”.
ويرى العودة الابن أن عملية اعتقال والده كذبت كل الحديث حول الإصلاح في المملكة السعودية، حيث يقول: “الإصلاحات الحقيقية مثل التغييرات السياسية، الانتخابات، حرية التعبير وحرية التجمع، تشكل تهديدا حقيقيا للخطاب السطحي الذي تقدمه الدولة”.
كما أشار إلى والده ومن رافقوه من المفكرين قائلا: “إذا تحدثت حول مكافحة التطرف، فإن هؤلاء هم من كانوا في طليعة الحملة ضد التطرف على مدى عقدين من الزمن”.
المصدر: واشنطن بوست