أيسلندا.. المنتخب الذي خطف الأنظار في أول مشاركة عالمية له

3 أيام فقط على انطلاق منافسات كأس العالم في دورتها الـ21 المقامة في روسيا حتى بدأت المفاجآت، البداية كانت عن طريق المنتخب الأيسلندي الذي فرض التعادل الإيجابي على نظيره الأرجنتيني أحد أبرز الفرق المرشحة للظفر بالكأس العالمية هذه السنة.
في هذا التقرير سنعرف الفريق الأيسلندي الذي خطف الأنظار في أول مشاركة عالمية له، يرمي من خلالها إعادة سيناريو كأس الأمم الأوروبية سنة 2016، حيث وصل إلى الدور ربع النهائي بعد فوزين وتعادلين.
فينبوغاسون يسجل هدف منتخب بلاده الأول
في أول ظهور له ومنتخب بلاده في كأس العالم، سجل اللاعب الأيسلندي ألفريد فينبوغاسون اسمه في تاريخ كرة القدم العالمية، عندما سجل أول أهداف بلاده في كأس العام في مرمى المنتخب الأرجنتيني خلال المباراة التي جمعتهما السبت على ملعب “أتكريت أرينا” ضمن منافسات الجولة الأولى للمجموعة الرابعة.
https://www.youtube.com/watch?v=kfc63GTKn6w
بهذا الهدف بات منتخب دولة أيسلندا التي يبلغ تعداد سكانها 350 ألف نسمة في كتب التاريخ، المنتخب الثاني الذي يفتتح سجله التهديفي داخل شباك التانجو في أول ظهور له بعد البوسنة والهرسك بنسخة كأس العالم 2014 التي أقيمت في البرازيل.
خلال مباراته الأولى لم يكتف زملاء فينبوغاسون بتحقيق التعادل مع وصيف بطل العالم خلال الدورة السابقة والفائز بنهائيات كأس العالم لكرة القدم مرتين 1978 و1986، بل أحرج منتخب “التانجو” وكاد أن يخطف منه نقاط الفوز الـ3.
تعتبر أيسلندا أصغر دولة من حيث عدد السكان تشارك في نهائيات كأس العالم
عقب المباراة قال فينبوغاسون: “بالتأكيد الهدف الأكثر أهمية في مسيرتي، والأكثر من ذلك أنه في مرمى الأرجنتين وصيفة بطلة النسخة الماضية وضد نجمها ميسي الذي أهدر ركلة جزاء حين التعادل كان سيد الموقف 1-1″، ويضيف لاعب المنتخب الأيسلندي “قبل المباراة هدفنا كان التأهل عن المجموعة، وهذا لم يتغير، بالعكس، فذلك التعادل يعطينا فقط المزيد من الثقة من أجل تحقيق ذلك”.
تكرار سيناريو فرنسا 2016
يطمح زملاء فينبوغاسون تكرار سيناريو بطولة أمم أوروبا التي أقيمت سنة 2016 في فرنسا حيث وصل إلى الدور ربع النهائي وخرج أمام منتخب فرنسا مستضيف البطولة بعد خسارته بنتيجة 5 أهداف مقابل 2.
في تلك الدورة أذهل المنتخب الأيسلندي العالم بأكمله بما قدموه من مستوى وحققوا من نتائج رائعة في أول مشاركة لهم في تاريخ نهائيات بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم، فقد استهل هذا المنتخب المغمور الذي كان يشغل حينها المركز 109 بين منتخبات العالم وفق تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” (يحتل الآن المرتبة 22 خلف منتخب تونس) مشواره في “يورو 2016” بتعادل مفاجئ أمام البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو صاحب الكرة الذهبية 5 مرات بهدف لمثله.
https://www.youtube.com/watch?v=Te0-VOB8nU0
كما فرض التعادل على هنغاريا في الجولة الثانية أيضًا وبالنتيجة ذاتها، قبل أن يصعق نظيره النمساوي في الجولة الثالثة بهدفين مقابل هدف واحد، ويبلغ دور الـ16 الكبار، وفجر منتخب أيسلندا مفاجأة كبرى في تلك البطولة القارية بإطاحته بنظيره منتخب “الأسود الثلاث” إنجلترا مهد كرة القدم، بفوزه عليه (2 – 1)، وشق طريقه إلى دور الـ8 الكبار، الذي عجز 16 منتخبًا عن الوصول إليه.
أصغر الدول المشاركة من حيث السكان
مفاجآت منتخب أيسلندا لم تتوقف عند تحقيق التعادل الإيجابي مع زملاء لاعب برشلونة الإسباني ليونيل ميسي، حيث تعتبر أيسلندا أصغر دولة من حيث عدد السكان (334 ألف نسمة) تشارك في نهائيات كاس العالم، ويلعب هذا المنتخب الأوروبي ضمن المجموعة الرابعة إلى جانب منتخبات الأرجنتين وكرواتيا ونيجيريا.
ووصل منتخب أيسلندا إلى كأس العالم إثر تصدره المجموعة التاسعة في التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018، على حساب منتخبات مثل كرواتيا وأوكرانيا وتركيا، وحققت أيسلندا في التصفيات 7 انتصارات وتعادل واحد وهزيمتين، وسجل الهجوم 16 هدفًا فيما تلقت شباكه 7 أهداف.
مهن أخرى إلى جانب كرة القدم
أبرز ما شد عشاق الكرة المستديرة إلى المنتخب الأيسلندي ضمّه إلى صفوفه العديد من اللاعبين يتقنون مهن أخرى، على رأسهم حارس المرمى هانيس هالدورسون الذي تصدى لركلة جزاء من الأسطورة ليونيل ميسى حيث كان يعمل مخرجًا لأفلام سينمائية واحترف كرة القدم منذ 5 سنوات فقط، ونتيجة تألقه أحرز هالدورسون جائزة رجل مباراة الأرجنتين وأيسلندا.
قبل قيادته تدريب المنتخب الأيسلندي كان هيمير هالغريمسون يشتغل طبيبًا للأسنان
قبل سنوات قليلة كان الحارس الأيسلندي يعمل في مجال إخراج الأفلام والأغاني بشكل محترف (من ضمن أعماله يبرز فيديو تقديم بلاده في منافسات “يورو فيجن 2012” الغنائية) وهي المهنة التي كان يعمل بها منذ أن كان مراهقًا، فيما مارس لعبة كرة القدم بجوار عمله بشكل هاوٍ فقط منذ أن كان طالبًا بالثانوية.
وفي عام 2004 انضم هالدورسون إلى صفوف فريق “نومي” الأيسلندي، وهي إحدى الفرق التي تلعب بدوري الدرجة الأولى الأيسلندي، وخضع للاختبار هناك لفترة قصيرة لم تسر معه على ما يرام، ولم يظهر بالشكل المناسب خلال تلك الفترة، ولكن حصل هناك على فرصة مميزة وخاض مع فريقه خلال تلك الفترة المباراة النهائية للموسم، لكن فريقه خسر اللقب بخطأ فادح عن طريقه، بعد ذلك لعب الحارس الأيسلندي في صفوف العديد من الفرق الهولندية والدنماركية، أبرزها نيميخين الهولندي ورانديرز الدنماركي فريقه الحاليّ.
ويعتبر لاعب خط الوسط غيلفي سيغوردسون الذي يعمل في مجالات العقارات من أشهر لاعبي أيسلندا، بفضل الأداء المميز الذي ظهر به في العديد من المواجهات الكروية لمنتخب بلاده، ولفت أنظار العديد من الفرق، واشتهر بتخصصه في الركلات الحرة ويلقب بـ”بيكهام أيسلندا”.
https://www.youtube.com/watch?v=X2Q0iIn2dZ0
ودخل بيركير مار سافارسون عالم كرة القدم بعدما فشل في اقتحام مجال الطيران، ويجيد مار سافارسون اللعب في مركز الظهير الأيمن ويلعب أيضًا كقلب دفاع، ويلعب حاليًّا لنادي هاماربي السويدي، بينما يعمل قلب الدفاع كاري أرانسون في مجال الموسيقى وكان يعزف ضمن فريق أيسلندي، أما نجم دفاع أيسلندا راغنار سيغوردسون فاعترف بأنه لا يتابع مباريات كرة القدم وأنه يفضل كرة اليد حيث مارسها لعدة سنوات قبل احتراف كرة القدم.
امتهان مهن أخرى لا يتوقّف عند اللاعبين فقط، فالمدرب له مهنة ثانية أيضًا، وقبل قيادته تدريب المنتخب الأيسلندي كان هيمير هالغريمسون يشتغل طبيبًا للأسنان، وتسلّم هالغريمسون مهمة تدريب المنتخب سنة 2016 خلفًا للمدرب السويدي لارس لاجيرياك، وأصبح هالغريمسون بطلًا قوميًا بنجاحه في قيادة منتخب بلاده الى ربع نهائي أمم أوروبا ونهائيات مونديال روسيا.