ليس غريبًا على من اقتاتت الفئران من رجليه، وهو طفل في ملاجئ الحرب العالمية الثانية أن يستطيع بطموحه وذكائه المبدعين جمع ثروة من البورصات العالمية تجاوزت الـ7 مليارت دولار، حسب مجلة “فوربس” الأمريكية التي تضعه في المرتبة الـ24 في قائمة أغنى 400 رجل في الولايات المتحدة، فهؤلاء الذين يجيدون اللعب على حبال السياسة والاقتصاد والأعمال الخيرية قليلون.
جورج سوروس رجل الأعمال اليهودي الأمريكي والمضارب الأكبر في العالم، واحد من هؤلاء الذين يوصفون بـ”أصحاب الوجوه المتناقضة”، وهو ترجمة حقيقية لعبارة “اليهود هم القوة الحقيقية الخفية التي تتحكم في اقتصادات العالم”، فالملياردير العجوز يعدّ مثالاً للشخصيات التي تتحكم في العالم، ويكفيه قولاً أن يدير البيت الأبيض من خلف ستار.
فمن السبعيني الذي يقطن نيويورك، ويفكر في سبل الإطاحة بالأنظمة المختلفة في أصقاع الأرض الأربعة؟ وكيف يتحكم في اقتصادات الدول؟ ولماذا يحملونه المسؤولية المباشرة عن انهيار الجنيه الإسترليني عام 1992 والانهيار الاقتصادي الأخير الذي عصف بدول جنوب شرق آسيا؟ وما علاقته بالعالم العربي والإسلامي؟ وما الدور الذي يلعبه حاليًا لإضعاف الاقتصاد التركي؟
من نادل إلى ملياردير.. الشيطان يكمن دائمًا في التفاصيل
جورج سوروس يهودي مجري المولد أمريكي الجنسية، وُلد في 11 من أغسطس عام 1930 في بودابست، كان اسمه جورج شوارتز، هو ابن تيودورو شوارتز، والده محامي وأمه تنتمي لعائلة تملك محلاً لبيع أقمشة الحرير، وحسب كتاب “سوروس.. المليونير المخلص” الذي أصدره مايكل كوفمن محرر صحيفة نيويورك تايمز عام 2002، كان والد جورج يُعرف أيضًا بتيفادار وهو هنغاري يهودي، سُجن خلال الحرب العالمية الأولى، وهرب بعدها من روسيا لينضم إلى عائلته في بودابست.
كان جورج في سن الـ13 عندما استلم الحزب النازي الألماني زمام الحكم لدى حليفه الهنغاري في 21 من مارس 1944، حينها انطلقت موجة إبادة اليهود المجر فيما بات يعرف بـ”الهولوكست”؛ لذلك منح والد جورج أولاده هويات مزورة، وكان يدفع أموالاً لآباء مجريين مسيحيين لاعتبار أولاده أفراد من عائلاتهم.
هنا تغير اسم جورج ليكون ساندور كيس، الابن بالتبني لرجل يدعى باوفلوس، أحد موظفي الحكومة الفاشية، كان سوروس يرافق الأخير ليوزع الإنذارات على اليهود ويصادر ممتلكاتهم، ويصف جورج هذه المرحلة من حياته بـ”المؤشر لنوعية أخلاقه”، وبعد معركة بودابست بين القوات النازية والسوفيتية، بقي جورج على قيد الحياة؛ ما دفعه للعمل كصراف للعملات خلال التضخم الكبير الذي أصاب اقتصاد هنغاريا بين 1945 و1946، وفي هذا العام، هرب سوروس من الاحتلال السوفيتي عبر عضويته في جمعية “اسبرانتو” الشبابية.
مجلة “ذي جويش بوست” اليهودية، الأكثر قراءة في الولايات المتحدة، وصفته بـ”الملك ميداس”، كناية عن الرجل في الأسطورة اليونانية الذي يحول إلى ذهب كل شيء يلمسه
تزوج سوروس لأول مرة عام 1924، وهاجر عام 1947 إلى إنجلترا، حيث تقدم للدارسة في كلية لندن للاقتصاد ليكون أفقر طالب فيها، فعمل كنادل ليؤمن لنفسه ما يقتات به، وأنهى دراسته حاصلاً على درجة البكالوريوس في الفلسفة 1951، وخلال عام 1954 حصل على الدكتوراة في نفس التخصص، وتسلم الدكتوراة الفخرية من جامعة يال وأكسفورد.
بعد تخرجه وجد سوروس صعوبة في الحصول على عمل، فاستقر على وظيفة كبائع متجول في المنتجعات الساحلية الويلزية، ووصف هذه الفترة بأنها “نقطة منخفضة في حياته”، كتب رسائل إلى عدد من البنوك التجارية التي تطلب موظفين إلا أن العديد منها تجاهله، والبعض الآخر كان يذله في أثناء المقابلات، وعمل ببنك ““Singer & Friedlander بلندن ككاتب عمومي.
عام 1956 انتقل سوروس إلى نيويورك، حيث كان يعمل مُحكّمًا تجاريًا لشركة “إف إم ماير”، وكان متخصصًا في الأسهم الأوروبية، قبل أن يعرض عليه صديقه العمل كسمسار أوراق مالية بمكتب والده، ليحتل الملياردير الأمريكي، بعد سنوات من التحدي، المرتبة الـ 29 في قائمة أغنى رجل مال وأعمال في العالم، لدرجة أن مجلة “ذي جويش بوست” اليهودية، الأكثر قراءة في الولايات المتحدة، وصفته بـ”الملك ميداس”، كناية عن الرجل في الأسطورة اليونانية الذي يحول إلى ذهب كل شيء يلمسه.
الوجه الآخر لفاعل الخير.. كيف سار سوروس على حبال السياسة دون أن يقع؟
تشكل الأعمال الخيرية وجهًا آخر من وجوه جورج، فحسب موقع “سي إن إس نيوز” الأمريكي صرف سوروس نحو 5 مليارات دولار في حياته على أعمال الخير، معظمها وزع على الحركات الديموقراطية ما بعد البحار، وبعضها خصص لأهداف ليبرالية في الولايات المتحدة، وتوزعت أمواله بين جمعيات الدفاع عن حقوق الإجهاض ومنظمات محاربة المخدرات، من خلال عدة مؤسسات يمتلكها مثل مجموعة الأزمات الدولية والمجتمع المفتوح والتقدم وغيرها الكثير.
يمتلك جورج سوروس عشرات وربما مئات المؤسسات، لكن تبقى مؤسسة “المجتمع المفتوح” أخطرها على الإطلاق، حيث تأسست عام 1993، بهدف تقديم الدعم المالي لمنظمات المجتمع المدني للنهوض بمجالات التعليم والصحة وحقوق الإنسان وإنشاء وسائل إعلام مستقلة، وتحت لافتة هذا الهدف المعلن هناك هدف خفي آخر هو التنسيق مع المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) لتغيير النظم الحاكمة في بعض البلدان.
وقد نشر موقع ويكليكس 25000 وثيقة تكشف أن سوروس الذي يبلغ 88 عامًا هو رئيس الظل للولايات المتحدة، وصانع سياسات سواء في أمريكا أو في أكثر من 100 دولة أخرى حول العالم لفرض أجندة سياسية يؤمن بها ويحارب بكل قوته من أجل فرضها سواء في الداخل أو الخارج، ووفقًا للوثائق فإن لسوروس نفوذًا كبيرًا داخل البيت الأبيض وأيضًا الحزب الديمقراطي، من خلال عدة مؤسسات يمتلكها مثل مجموعة الأزمات الدولية والمجتمع المفتوح والتقدم وغيرها الكثير.
وكشفت وثيقة عن هذه المؤسسة أنها أداة التدخل السياسي في عدد من الدول حيث جاء فيها نصًا: “التشهير والفضح أصبح مشكلتنا، نحن نعمل على تحويل أموال لدول أخرى من أجل أغراض سياسية”، حيث جاء هذا الاعتراف النادر من المؤسسة الشهيرة في شكل طلب تمويل داخلي من فرع المؤسسة الأوروبي من أجل تأسيس آلية لجمع معلومات عن النفوذ الروسي في أوروبا، وهو الطلب الذي تمت الموافقة عليه في 5 من أبريل 2015، ويوضح طلب التمويل، وهو ما أسمته مؤسسة سوروس بـ”مشكلة روسيا”، حيث ساقت عدة أسباب لمحاولات موسكو فرض نفوذها في أوروبا، وأشارت إلى أن روسيا تدعم الأحزاب المتطرفة من اليسار واليمين في فرنسا والنمسا وبلغاريا واليونان والمجر.
ولعل ما لا يعرفه الكثيرون أنه لعب دورًا رئيسيًا في اعتلاء باراك أوباما سدة الحكم في البيت الأبيض لثماني سنوات، وحاول لعب نفس الدور مع هيلاري كلينتون لنيل هذا المنصب، لكنه فشل في ذلك بعد فوز دونالد ترامب بالمنصب الرئاسي، كما أنه يتحكم في مظاهرات الشارع الأمريكي عبر تبرعاته لحركة “احتلوا وول ستريت”، وهي الحركة التي انتشرت في كل أنحاء العالم، أو لحركة “حياة السود تهم” من أجل إعادة هيكلة الشرطة الأمريكية.
وفي 2003 قدّرت شبكة تليفزيون “PBS” الأمريكية مجموع تبرعات سوروس بما يقارب 3 مليارات دولار، وفي الولايات المتحدة تبرع بمبالغ كبيرة من المال في محاولة منه لمنع إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي جورج بوش في انتخابات عام 2004، وفي 2010 تبرع بما قدره مليون دولار لدعم قانون يبيح استهلاك الحشيش للمواطنين.
يعد سوروس أكبر ممول وداعم للمنظمات غير الحكومية المسماة بالمجتمع المدني المفتوح
ورغم أن سورس يحاول دائمًا تصوير أنشطة مؤسسته “المجتمع المفتوح” على أنها جهود خيرية، وأن المؤسسة ترفع شعار “مجتمعات حية ومتسامحة تكون حكوماتها قابلة للمحاسبة ومفتوحة على مشاركة كل الناس، إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك؛ حيث تتلاعب تلك المؤسسة بمصائر بعض الدول، ونتيجة لذلك، على سبيل المثال، أنهت روسيا عام 2015 عمل هذه المنظمة في الأراضي الروسية، لأنها كانت تعمل على تهديد الأمن القومي الروسي.
ويعد سوروس أكبر ممول وداعم للمنظمات غير الحكومية المسماة بالمجتمع المدني المفتوح، كما أنه ممول بفريدوم هاوس والصندوق الوطني للديمقراطية ومركز أبحاث كارنيجي، وهو كذلك يقدم تبرعات ضخمة لمنظمة هيومان رايتس ووتش، وتجري معظم عمليات التمويل التي يقوم بها سورس في وسط أوروبا وشرقها عبر مؤسسته ““Soros Open Society التي قُدر إنفاق سوروس عليها بـ400 مليون دولار سنويًا.
وكتب عنه يومًا الصحفي في جريدة “نيوز ستايتمن” نيل كلارك: “الكثيرين يعتقدون، وبخاصة اليساريين، أن الاشتراكية انهارت في أوروبا الشرقية بسبب الضعف الشامل وفشل النخبة السياسية في بناء قاعدة شعبية، جزء من هذا التحليل صحيح، لكن دور سوروس كان حاسمًا”، إذ منذ عام 1979، وزع جورج 3 ملايين دولار سنويًا لمنشقين في دول أوروبية شرقية مثل “حركة الوحدة البولندية” و”شارتر 77″ في تشيكوسلوفا كيا و”أندري ساخاروف” في الاتحاد السوفيتي، ما ساهم في انهيار الستار الفولاذي عن هذه الدول.
ووصل سوروس إلى عتبة الفوز بجائزة نوبل للسلام عن أعماله الخيرية، فهو ناشط منذ سبعينيات القرن الماضي، عندما أسس صناديق لمساعدة الطلاب السود الذين يريدون دخول جامعة كاب تاون في جنوب إفريقيا، وأعطى أكبر منحة قدمت للجامعة الأوربية في بودابست عاصمة المجر، كما عُرف بدعمه للسياسات الليبرالية، وبدوره الفعال في مرحلة التحول من الشيوعية إلى النظام الرأسمالي في المجر في الفترة بين 1984-1989، علمًا أنه كان قد تبرع ضد الاجتياح الصربي لمدينة سراييفو في التسعينيات.
أمرت بعض الدول بإغلاق مؤسسة جورج سوروس ومنها باكستان
مجرم الحرب الاقتصادية.. مجرد تخمين العملات لا يفعل كل هذا
يعدّ سوروس أحد أكبر المضاربين الدوليين، حيث ربح مليار دولار عام 1992 من عملية مضاربة كبّدت الاقتصاد البريطاني خسائر فادحة، حيث طبع يوم الأربعاء الأسود 16 من سبتمبر من هذا العام حياة سوروس بأحرف من نور، فهذا اليوم استقى شهرته من شهرة جورج السريعة التي ظهرت للعلن عندما باع على المكشوف أكثر من 10 مليارات دولار من الجنيهات الإسترلينية، مستفيدًا من تردد بنك إنجلترا المركزي بين رفع معدلات الفائدة إلى مستويات مماثلة لآلية الصرف الأوروبية أو تعويم عملته، الأمر الذي أجبر البنك المركزي على سحب عملته من آلية الصرف الأوروبية وتخفيض قيمة الإسترليني، وفاز سوروس من هذه العملية بـ1.1 مليار دولار، فعرف باسم “الرجل الذي حطم بنك إنجلترا”.
حتى آسيا وفرنسا لم تنجيا من تلاعب المضارب اليهودي الأمريكي في البورصات والعملات، ففي عام 1997، وخلال الأزمة الاقتصادية التي ضربت دول النمور الآسيوية، اتهم مهاتير بن محمد رئيس مجلس الوزراء الماليزي ، سورس باستخدام ثروته لمعاقبة منظمة الآسيان بعد ضم ميانمار كعضو جديد فيها، وأسماه مهاتير حينها بـ”الغبي والأبله“.
أطلقت السلطات التايلاندية على سوروس لقب “مجرم الحرب الاقتصادية ” الذي يشرب دم الشعب
كما أطلقت عليه السلطات التايلاندية لقب “مجرم الحرب الاقتصادية ” الذي يشرب دم الشعب، في حين قال عنه عمدة بانكوك سماك سوندارافيج، خلال زيارة سوروس للصين: “ألا يشعر بالخجل ليأتي إلى هنا ويرى مصيبتنا الناتجة عن أعماله المشؤومة، فهو لا يستحق إلا رصاصة في رأسه”.
فضيحة أخرى تظهر مدى عبقرية جورج في المضاربة، ففي عام 1988، عرض عليه الانضمام إلى عملية استحواذ للبنك الفرنسي سوسيته جنرال، فرفض، لكنه بعد فترة وجيزة، اشترى بعض الحصص في البنك، ما دفع بالسلطات الفرنسية إلى إجراء تحقيق عام 1989، وأصدرت محكمة فرنسية حكمًا على سورس عام 2002 بدفع مليوني دولار بسبب استخدامه معلومات داخلية في الصفقة المذكورة، غير أن سورس نفى هذه المعلومات، واستأنف الحكم مبررًا بأن عميلة الاستحواذ كانت علنية.
ويسمي النقاد الاقتصاديون سوروس بـ”المؤثر الكبير” على أسواق العملات عبر صندوقيه الاستثماريين “كوانتوم” و”سوروس”، ومثل الكثير من كبار صناديق التحوط، الصندوقان مسجلان في “كوراساو” إحدى جزر الانتيل الهولندية لتفادي الضرائب، وفي أغسطس عام 2004، قال المتحدث باسم البيت الأبيض الجمهوري دنيس هاسترت في مقابلة مع تليفزيون “فوكس” الأمريكي: “لا نعرف من أين تأتي ثروات سوروس، أهي تأتي من اليسار أم من اليمين؟ كما تعرفون، بعض أموال سوروس تأتي من وراء البحار، وقد تكون من تجارة المخدرات”.
ارتبط اسم جورج سورس بثورات الربيع العربي منذ عام 2011
مهندس الثورات الملونة في الداخل والخارج
عقب تنحى الرئيس الجورجي السابق إدوارد شفاردنادزه عن السلطة تحت ضغط المعارضة الجورجية اتهم شيفاردنادزه صراحة منذ تخليه عن منصب الرئاسة الملياردير اليهودي الأمريكي بأنه مدبر الانقلاب وممول المعارضة اليمينية في جورجيا، وتحدث شفاردنادزه عما أسماه بـ”خطة سورس” التي تتضمن مجموعة من الخطوات المستقبلية في جورجيا، من بينها كيفية إجراء الانتخابات من أجل وصول شخصيات معينة إلى السلطة على غرار ما حدث في يوغسلافيا.
وأكد أن كل شيء تم تدبيره وفق سيناريو محدد، وأن الأموال اللازمة قد تم رصدها مسبقًا والهيئات غير الحكومية التي ستتعاون في تنفيذ الخطة جاهزة.
كما ارتبط اسم جورج سورس بثورات الربيع العربي، منذ عام 2011، عن طريق ثورات جورج سوروس الملونة التي تمولها وتدعمها منظمات المجتمع المدني المفتوح ومجموعة الأزمات الدولية التي يعمل فيها محمد البرادعي، فبحسب ما نشرته صحيفة هارتس الإسرائيلية، اجتمع جورج سوروس بالإسلاميين بقيادة البرادعي في أمريكا، حيث قال: “لا داعي للخوف الإسرائيلي من الإخوان المسلمين لأنهم صاروا معتدلين”، وطالب هو ولأكثر من مرة بإشراك الإخوان المسلمين في العملية السياسية.
يعتبر سوروس شخصًا فاعلاً في إقامة النظام العالمي الجديد بإستراتيجية الفوضى غير الخلاقة عن طريق القوى الناعمة والثورات الملونة
ويعتبر سورس “إسرائيل” حجر الزاوية، وأنها الشيء الطبيعي، وأن ما تتعرض له شيء غير طبيعي، ونتيجة لذلك، يتفادى في كتاباته التلفظ أو ذكر اسم “الفلسطينيين” أكثر من مرة، وكأنهم شعب لا اسم له ولا هوية، وفي المرات القليلة التي يذكرهم فيها، فإن ذلك يكون في سياق غير إيجابي مثل الإرهاب الذي يقوم به الفلسطينيون أو غير ذلك.
جورج سوروس مؤيد أيضًا لمبادرة الأديان المتحدة التي تدعوا لإقامة نظام عالمي موحد لتوسيع العولمة، ويعمل على تنفيذ مشروع القرن الأمريكي الجديد “PNAC” للمحافظين الجدد، ليس عن طريق التدخل العسكري والعنف الذي يتبناه الجمهوريون واليمين المتطرف بل عن طريق القوة الناعمة والانقلابات وتغيير الحكومات الذي يتبناه الديمقراطيون واليسار الأمريكي.
ويعتبر سوروس شخصًا فاعلاً في إقامة النظام العالمي الجديد بإستراتيجية الفوضى غير الخلاقة عن طريق القوى الناعمة والثورات الملونة، وشنّ سورس مؤخرًا هجومًا شديدًا على “جوجل” و”فيسبوك”، مشيرًا إلى أنها شركات احتكارية، تُخرب الديمقراطية، على حد تعبيره، مطالبًا بتقنين أدائها، هذا إلى جانب هجومه في أحيانٍ كثيرة على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وعاد اسم الملياردير الأمريكي ليتردد بشدة في الأوساط العربية والعالمية، مرة أخرى، على مدار الأيام القليلة الماضية، حيث قالت عدد من الصحف البريطانية البارزة إن سورس يدعم سرًا حملة لمنع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “البريكست” بعنوان “الأفضل من أجل بريطانيا” التي تسعى إلى القيام بإستفتاء آخر بشأن الأمر، فيما نفى الملياردير الأمريكي ما يتعرض له من انتقاد وصفه بـ”اللاذع”، عبر مقال له تم نشره في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
جورج سورس يبذل أموالاً مهولة لإحباط مشروع البريكست
ويقدمها لجماعات ضغط في بريطانيا لتسويق فكرة إعادة التصويت
وصرخات كثر تتعالى ضده
( ملياردير أمريكي ، بعض ثرائه جاء من مضاربات على الجنيه الإسترليني) حسب تعبيرهم— عبدالله الغذامي (@ghathami) February 9, 2018
ومؤخرًا تلقي الدولة التركية باللائمة على اللوبي اليهودي للانخفاض المفاجئ لقيمة العملة في البلاد، ويُتهم جورج سوروس بأنه أحد المضاربين في الاقتصاد التركي والساعين لضرب الليرة التركية في مقتل، خصوصًا مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية التركية، وذلك لإضعاف موقف الرئيس التركي الذي يعتبره الماسونيون أبرز أعدائهم.
وفي أواخر الشهر الماضي، وجَّه الأكاديمي والمحلل الإسرائيلي إيدي كوهين، تهديدات للاقتصاد التركي، مشيرًا إلى تأثير اللوبي اليهودي، وذلك في معرض تقييمه لتذبذب سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار، وقال كوهين في تدوينة على موقع تويتر مخاطبًا أردوغان: “ألا تعلم أن نصف ثروة العالم لعائلة يهودية واحدة فقط، وهي الداعم الأول لـ”إسرائيل” فكيف بأثرياء اليهود الكثر الآخرين”.
يعد الملياردير اليهودي الشهير مهندس الماسونية في العالم، كما أنه يعد أحد أهم أغنياء العالم الـ52، وفقًا لتصنيفات دولية، وفي تصريحات تنسب له، فإن اليهود الأغنى في العالموالذين يتحكمون في اقتصاده، وأغنى أغنياء العالم هم في الأصل من العوائل اليهودية الحاكمة في “إسرائيل”، ويرى جورج المقيم في الصين أن “هذه العوائل من تتحكم في العالم، وهم من يسيّرونه حسب رغباتهم، ويتحكمون بالسياسة النقدية ومنها صندوق النقد الدولي”.