يدلي مليون و400 ألف تركي في ألمانيا بأصواتهم في الانتخابات التركية المقبلة. وعند هذه المرحلة، يجب أن نتساءل حول موقف الجالية التركية من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. وللإجابة عن هذا السؤال، قمنا بأخذ آراء الأتراك المقيمين في مدينة كولونيا.
على الساعة التاسعة من صباح يوم أمس الإثنين، توافدت العديد من العائلات إلى مكتب الاقتراع بالقنصلية العامة التركية في مدينة هورث بكولونيا. ولعل الأمر الملفت للانتباه هو أن بعض العائلات اصطحبت معها أفرادها من المقعدين، كما قدم بعض الناخبين بزي العمل للإدلاء بأصواتهم قبل الذهاب إلى عملهم.
كان مدخل الشارع مغلقا أمام السيارات، وبالتالي، اضطر الناخبون اجتياز الحواجز للدخول إلى الشارع، فيما اصطف أعوان الحماية بقمصانهم البيضاء حاملين في أيديهم أجهزة لاسلكية للتثبت من هوية كل شخص يرغب في الدخول. وأمام مكتب الاقتراع، كانت المقهى التركية مكتظة بالزبائن، الذين كانوا يحتسون الشاي وهم ينظرون إلى الحشود من المواطنين أثناء انتظارهم لدورهم.
الناخبون والناخبات في هورث: 130 ألف ناخب يدلون بأصواتهم هنا
ستنتخب تركيا في 24 حزيران/يونيو الجاري برلمانها الجديد ورئيسها المستقبلي. وخارج البلاد، قام ثلاثة ملايين تركي بالتسجيل لأداء واجبهم الانتخابي، يقطن مليون و700 ألف منهم في ألمانيا وخاصة في ولاية شمال الراين-وستفاليا. وحتى اليوم 19 حزيران/يونيو، لا بد أن يتوجه أتراك ألمانيا، الذين بلغوا سن الانتخاب، إلى مكاتب الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.
بالنظر إلى العدد الكبير من الأشخاص في سن الانتخاب القاطنين في ألمانيا، تعتبر نتيجة الانتخابات في هذا البلد الأوروبي مهمة بالنسبة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. ويحق لكل شخص سجل اسمه بقائمة الناخبين لدى المؤسسات التي تمثل تركيا في الخارج، أو يحمل جواز سفر تركي، ممارسة حقه الانتخابي. كما يتمتع الأتراك مزدوجو الجنسية بحق الانتخاب. ولكن، يجب على كل شخص يريد الإدلاء بصوته الذهاب إلى مكتب الاقتراع نظرا لأن التصويت عن طريق المراسلة أمر غير ممكن في تركيا.
قال محمد: “أتمنى أن يحصل ما لا يتمناه كل الأتراك هنا في ألمانيا. أتمنى أن يفوز أردوغان. فعندما أقارن بين الأمس واليوم، ألاحظ أن الكثير من الأشياء تغيرت في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، وفي كل المجالات ببساطة
مكتب الاقتراع بالقنصلية العامة التركية بكولونيا “في الوقت الراهن، يعتبر أردوغان الخيار الأفضل”
في الأثناء، يجب على 130 ألف تركي وتركية يقطنون في المنطقة الواقعة بين بون وكولونيا القيام بواجبهم الانتخابي لدى القنصلية العامة بهورث. ويقع مكتب الاقتراع في خيمة بيضاء كبيرة أقيمت وسط القنصلية. وداخل هذه الخيمة، توجد 12 طاولة مغطاة بأغطية حمراء يجلس حولها خمسة موظفين يتولون التثبت من هوية الناخبين ومن وجود أسمائهم على القوائم. ومن ثم، يقدم الموظفون للناخبين بطاقات اقتراع عليها صور المرشحين الستة لمنصب رئيس الدولة. وعلى كل طاولة وُضع صندوق اقتراع شفاف يمكن من خلاله رؤية الظروف الصفراء والخضراء، بالإضافة إلى غرفة اقتراع مصنوعة من الورق المقوى رمادي اللون على جانبها علم تركيا.
أما خارج القنصلية فيشهد حركية كبرى، ذلك أن البوابة المعدنية تُفتح كل بضع ثواني وتُقفل ببطء ليخرج الناس إلى الشارع ويركبوا سياراتهم أو ينتظروا أقاربهم، الذين لم يؤدوا واجبهم الانتخابي بعد. وهنا وهناك، يجتمع الناخبون في شكل مجموعات. وبعد أن يفترقوا، يتوجهون إلى قطار الشارع أو موقف السيارات. ولعل الأمر المثير للاهتمام هو أن توقعات الناخبين بشأن نتائج الانتخابات متباينة، حيث يعتقد الكثير منهم أن أردوغان سيفوز بولاية جديدة.
في حال فاز أردوغان بالانتخابات، فسيتم تفعيل الإصلاح الدستوري، الذي يمنح الرئيس المزيد من الصلاحيات. ووفقا للدستور الجديد، يمكن للرئيس التركي اتخاذ قرارات هامة دون اللجوء إلى البرلمان
من جانبه، يتمنى محمد، الذي يبلغ 48 سنة، والذي تنقل إلى مكتب الاقتراع رفقة زوجته، أن يبقى كل شيء على حاله. وفي هذا الصدد، قال محمد: “أتمنى أن يحصل ما لا يتمناه كل الأتراك هنا في ألمانيا. أتمنى أن يفوز أردوغان. فعندما أقارن بين الأمس واليوم، ألاحظ أن الكثير من الأشياء تغيرت في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، وفي كل المجالات ببساطة. ففي السابق، كانت الثعابين الطويلة منتشرة داخل المستشفيات، أما اليوم فتحسن الوضع كثيرا. وفي حال كان أحد المترشحين كفؤا، فسأنتخبه. لكن، يعتبر أردوغان، في الوقت الراهن، أفضل المترشحين”. وقبل أن يعود إلى بيته، التقط محمد صورة سيلفي رفقة زوجته أمام مقر القنصلية.
في الواقع، كشفت استطلاعات الرأي بشأن الانتخابات التركية أن أردوغان يحتل الطليعة. وقد تكون الانتخابات، التي ستُجرى في 24 حزيران/يونيو الجاري، في تركيا أكثر تشويقا خاصة وأن أربعة أحزاب معارضة شكلت تحالفا حتى تتمكن من تحقيق الفوز ضد أردوغان. وخلال الانتخابات السابقة، كانت أحزاب المعارضة منقسمة، مما جعل تشكيل تحالف فيما بينها أمرا غير ممكنا. أما اليوم، فستخوض هذه الأحزاب غمار الانتخابات كوحدة.
وفقا لاستطلاعات الرأي، تبلغ نسبة حظوظ التحالف الحزبي الجديد في الفوز بالانتخابات 40 بالمائة، لتتساوى بذلك مع فرص حزب العدالة والتنمية الحاكم. ويبدو أن الأمر الذي من شأنه أن يضفي التشويق على الانتخابات هو إمكانية أن يحصد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي ما لا يقل عن 10 بالمائة من الأصوات، وهو ما يؤهله للدخول إلى البرلمان ويُمكّنه لاحقا من أن يحصد أصواتا أكثر من حزب أردوغان. وفي حال لم يتمكن هذا الحزب من تحقيق هذه النتيجة، فقد تكون الأغلبية من نصيب أردوغان.
أورد فاتح البالغ من العمر 28 سنة، قائلا: “نشاهد بأم أعيننا ما بلغته تركيا من تقدم على مستوى المستشفيات والطرقات والنمو الاقتصادي. نحن نثق في أردوغان”
في حال فاز أردوغان بالانتخابات، فسيتم تفعيل الإصلاح الدستوري، الذي يمنح الرئيس المزيد من الصلاحيات. ووفقا للدستور الجديد، يمكن للرئيس التركي اتخاذ قرارات هامة دون اللجوء إلى البرلمان. من جهة أخرى، يأمل الكثير من المواطنين الأتراك والمانحين الدوليين في أن يتمكن الرئيس التركي المنتخب من إجراء إصلاحات جديدة ومن تحقيق نسبة نمو مقبولة. في المقابل، تخشى الكثير من الأطراف من أن يستغل أردوغان سلطته المطلقة ضد معارضيه.
حقق الاقتصاد التركي نموا، لكن قيمة الليرة التركية تراجعت
يثق مراد البالغ من العمر 35 سنة في أردوغان وفي ما حققه من مكاسب لفائدة البلاد. في هذا السياق، أفاد مراد أن “الانتخابات جلبت لتركيا القيم ذاتها التي يؤمن بها الأوروبيون. وفي حال نظرنا إلى الإحصائيات، فسنكتشف أن تركيا حققت نموا، علما وأن الأرقام لا تكذب. وتكشف الأرقام مدى التقدم الذي حققته تركيا في مجال النمو الاقتصادي على سبيل المثال”. تجدر الإشارة إلى أن مراد كان يحدثنا وهو يلوح بيديه إلى السماء. وخلال حديثه معنا، بدا واثقا من فوز أردوغان.
عند سؤال الأتراك حول المكاسب التي ترجح كفة أردوغان خلال الاستحقاق الانتخابي المقبل، ذكر الكثير منهم النمو الاقتصادي والمستشفيات الجديدة كأمثلة، حيث بدا الأمر أشبه بتعويذة مكررة. في هذا الإطار، أورد فاتح البالغ من العمر 28 سنة، قائلا: “نشاهد بأم أعيننا ما بلغته تركيا من تقدم على مستوى المستشفيات والطرقات والنمو الاقتصادي. نحن نثق في أردوغان”. وقد كان فاتح يحدثنا في الوقت الذي كانت فيه زوجته داريا تومأ برأسها في إشارة إلى موافقتها على كلامه.
خلال الآونة الأخيرة، شهد الاقتصاد التركي نموا ملحوظا. فخلال الأشهر الأخيرة، بلغت نسبة النمو الاقتصادي 7 بالمائة. وعلى ضوء هذه المعطيات، تُعد تركيا من بين الاقتصادات الشعبية الأسرع نموا في العالم. أما في ألمانيا، فارتفع نمو الاقتصاد إلى حدود 0.3 بالمائة خلال الربع الأول من سنة 2018. في المقابل، يعاني الاقتصاد التركي من مشكلة، ألا وهي الليرة التي فقدت قيمتها شيئا فشيئا. ونتيجة لذلك، أصبحت البضائع التي يشتريها التجار الأجانب أغلى، وهو ما يحصل خاصة مع رجال الأعمال عند الدفع في المراكز التجارية. وقد جعل ذلك الأتراك مستائين من وضعهم ويشعرون بالقلق إزاء هذه الأزمة.
الانتخابات التركية في ألمانيا: “أتمنى أن يفوز حزب الشعوب الديمقراطي بالانتخابات”
لطالما كان الاقتصاد المستقر شعار حزب العدالة والتنمية الحاكم. وخلال السنوات الماضية، سهر هذا الحزب، تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، على بناء وتوسيع المستشفيات والطرقات السيارة، الأمر الذي أشاد به العديد من أنصار هذا الحزب. في المقابل، خلقت أزمة الليرة الأخيرة موجة من الانتقادات طالت أردوغان و قد تؤثر على حظوظه الانتخابية.
في الحقيقة، لا يقتصر انتقاد سياسة أردوغان على أنصاره فحسب، بل كانت أيضا محل جدال من قبل معارضيه. في هذا الصدد، حدثتنا شابة تدعى ديالا عن أخويها، اللذين يقبعان في السجن على خلفية مشاركتهما في مظاهرة تطالب باحترام حقوق الإنسان. وقد صرحت لنا هذه الشابة، أثناء وضعها غطاء على عربة للأطفال: “منذ سنتين، تمت إقالة شقيقاي من عملهما ثم زج بهما في السجن. ألا يعتبر ذلك غير عادل؟ أشعر بالسعادة لأن طفلاي سينشآن هنا، حيث يمكن لكل شخص التعبير عن رأيه دون أن يجد نفسه في السجن. ببساطة، لا توجد حرية تعبير هناك، وأتمنى أن يفوز حزب الشعوب الديمقراطي بالانتخابات”.
أكد لي العديد من الناخبين، الذين تحدثت إليهم، أن أردوغان يتمتع بحظوظ أوفر للفوز بالانتخابات وأن حظوظ الأحزاب المعارضة تعد منعدمة
يعتبر حزب الشعوب الديمقراطي حزبا كرديا ومعارضا للحكومة. ونظرا لأنه حظي بدعم مختلف الأحزاب الكردية واليسارية، تمكن هذا الحزب من دخول البرلمان في سنة 2015 ليصبح بذلك أول حزب كردي يحصد مقاعد بالبرلمان. ويعتبر هذا الحزب، إلى جانب حزب الشعوب الجمهوري، من أشرس منافسي أردوغان. وفي الوقت الحالي، لم ينضم حزب الشعوب الديمقراطي إلى التحالف المعارض وسيخوض غمار الانتخابات المقبلة لوحده. ووفقا لاستطلاعات الرأي، قد يحصد هذا الحزب بعض المقاعد في البرلمان.
“يحظى أردوغان بشعبية واسعة في تركيا”
أكد لي العديد من الناخبين، الذين تحدثت إليهم، أن أردوغان يتمتع بحظوظ أوفر للفوز بالانتخابات وأن حظوظ الأحزاب المعارضة تعد منعدمة. في هذا الصدد، صرح سركان، وهو حرفي يبلغ من العمر 31 سنة ويعمل في كولونيا: “لا نعرف ما سيحدث، لكن من المفترض أن يفوز أردوغان خاصة وأنه يتمتع بشعبية كبيرة في تركيا”.
أتراك ألمانيا قبل الانتخابات: التصويت إلى 19 حزيران/يونيو الجاري
في السياق ذاته، أضاف سركان قائلا: “انتخبت حزب الشعوب الجمهوري نظرا لأن أردوغان يخلط بين السياسة والدين بشكل مبالغ فيه، وهو الأمر الذي أرفضه، حيث أنني أرى أنه لا مكان للدين داخل السياسة. في المقابل، يعتبر حزب الشعوب الجمهوري حزبا ديمقراطيا اجتماعيا ويمثل أكبر حزب معارض شبيه تقريبا بالحزب الديمقراطي الاجتماعي في ألمانيا”.
من جهتها، لا تتوقع إلين البالغة من العمر 27 سنة الكثير من الانتخابات، حيث صرحت بسرعة وملامح الغضب بادية على وجهها أنه “دائما ما يتم التلاعب بالانتخابات. لقد اخترت حزب الشعوب الديمقراطي لأن مرشحه كردي، لكن أردوغان سيُزوّر الانتخابات كالعادة ولن يتغير شيء”. وفي الواقع، تعتبر إلين واحدة من العديدين الغاضبين الذين لا يؤمنون بإمكانية إحداث تغيير في السياسة.
لا يعتبر حزب الشعوب الديمقراطي، الذي تم انتخابه أساسا من قبل الأكراد، الحزب الوحيد الذي يخشى من إمكانية تزوير الانتخابات، بل حتى الأحزاب اليسارية، التي تم انتخابها من قبل الأتراك، تخشى ذلك أيضا. وخلال الاستفتاء الدستوري، الذي نظم خلال السنة الماضية، اتهمت أحزاب المعارضة حزب العدالة والتنمية بتزوير الانتخابات. ومن المحتمل أن يتكرر هذا الأمر في الانتخابات المقبلة.
كيف تنظر وسائل الإعلام الألمانية لتركيا؟
ينتقد الكثير من أنصار أردوغان التعاطي الإعلامي الألماني للسياسة التركية، حيث يتهمون وسائل الإعلام الألمانية بتقديم أخبار مغلوطة وغير محايدة حول السياسة التركية. في هذا السياق، أفادت خديجة البالغة من العمر 35 سنة أن “وسائل الإعلام الألمانية تدّعي على سبيل المثال أن النساء تتعرضن للاضطهاد في تركيا، والحال أن هذا لا يحدث على الإطلاق”.
ساند فاتح، زوج خديجة، موقفها، حيث قال: “أعمل كسائق تاكسي وأتحدث مع الكثير من الناس. ويعتقد العديدون أنهم يعرفون كل شيء عن تركيا، والحال أن كل معلوماتهم خاطئة. كما أكاد أجزم أن كل ما تنقله وتنشره قناة ‘زاد دي أف’ محض افتراء”. وأكد كل من خديجة وفاتح أنهما يستقيان معلوماتهما عن تركيا من خلال الإطلاع على يوتيوب ومتابعة التلفزيون التركي.
في سياق متصل، أورد مصطفى البالغ من العمر 36 سنة أن “وسائل الإعلام الألمانية تقدم أخبارا سلبية للغاية بشأن تركيا، حيث أنها لا تنقل سوى الأكاذيب، وهو ما يمثل تعاطيا إعلاميا فوضويا. إنني أزور تركيا كل سنة، وأطلع عن كثب على مدى التقدم الذي يعيشه كل الأتراك بما في ذلك الأكراد، الذين أصبحوا يملكون مدارس جديدة ووسائل إعلام خاصة خلال عهد أردوغان”. ويثق هذا الشاب في أردوغان وقدرته على الفوز.
الجدير بالذكر أن الصراعات العنيفة بين الأكراد والأتراك تعود إلى فترة الحرب العالمية الأولى. فبعدما تم اقتسام الإمبراطورية العثمانية بين فرنسا والمملكة المتحدة، اللتين انتصرتا في الحرب، عاش الأكراد مشتتين بين تركيا والعراق وسوريا وإيران. واليوم، يعيش في تركيا لوحدها حوالي 14 مليون كردي، أي ما يناهز عدد سكان ولايتي ساكسونيا السفلى وهسن.
صرح علي قائلا: “لن أصوت لأنني لا أتمتع بهذا الحق. لكن، وفي حال كنت قادرا على الانتخاب، فسأختار أردوغان لأنه طيب القلب وقائد متمرس، وهذا ما تحتاجه تركيا
منذ ذلك الوقت، يطالب الأكراد بإقامة دولتهم المستقلة، لكنهم يتعرضون للاضطهاد من قبل الحكومة التركية. وإلى حد اليوم، تندلع اشتباكات عنيفة بين الجماعات الكردية والدولة التركية. ومنذ انطلاق الألفية الجديدة، تحسن وضع الأكراد بعض الشيء، حيث أصبحوا يملكون قناة ناطقة باللغة الكردية، كما ارتفع الأمل في انطلاق مفاوضات السلام بين الحكومة التركية والجماعات الكردية.
ستصبح تركيا مثل الاتحاد الأوروبي في غضون 10 سنوات
في سنة 2015، احتدم الصراع بين الأكراد والجيش التركي مجددا، ما أسفر عن موت آلاف الأشخاص من الطرفين، واعتقال العديد من الأكراد من بينهم صلاح الدين ديمرتاش، المرشح الرئاسي، الذي اعتقل بتهمة الإرهاب وقدم ترشحه من داخل زنزانته.
كانت الآراء متباينة في شارع “كويب” في كولونيا، المعروف بشارع الأتراك الخاص بالتسوق والأعمال. ولا يمكن للكثير من الأتراك القاطنين في الشارع أن يشاركوا في الانتخابات نظرا لأنهم يملكون جواز سفر ألماني، ويمثل علي واحدا منهم. وغالبا ما يجتمع هذا الشاب مع صديقه ديفريم لتناول الغداء على الرغم من اختلاف مواقفهما السياسية.
من جهته، صرح علي قائلا: “لن أصوت لأنني لا أتمتع بهذا الحق. لكن، وفي حال كنت قادرا على الانتخاب، فسأختار أردوغان لأنه طيب القلب وقائد متمرس، وهذا ما تحتاجه تركيا. فخلال السنوات العشر الماضية، سارت الأمور بشكل أفضل، حيث تم بناء العديد من المستشفيات والطرقات، فضلا عن حل مشكلة القمامة والمياه والكهرباء. وقد تمكن أردوغان من بعث العديد من الاستثمارات. وفي غضون السنوات العشر المقبلة، ستصبح تركيا مثل الاتحاد الأوروبي”.
في المقابل، علق صديقه ديفريم قائلا: “نعم، لقد بعث أردوغان الكثير من الاستثمارات وطور العديد من المجالات في تركيا، ولكن كان ثمن ذلك باهظا، حيث أثقلت الديون كاهل تركيا. سأذهب هذا الأسبوع للتصويت وسأختار اليسار. ولا أستطيع التكهن بنتيجة الانتخابات أو قدرة أردوغان هذه المرة على الفوز. كما لا يمكن لأحد أن يجزم بنتائج الانتخابات”. وقد قاطعه علي قائلا: “سيفوز أردوغان في كل الحالات. نحن نتجادل بشأن ذلك كل يوم”.
المصدر: صحيفة هاندلسبلات