يوجد في تركيا 81 مدينة يستعد مواطنو الجمهورية التركية فيها للإدلاء بأصواتهم في عملية انتخابية يعتبرها المحللون والمراقبون واحدة من أهم العمليات الانتخابية في تركيا، حيث ستجري الانتخابات البرلمانية والرئاسية في آن واحد اليوم 24 من يونيو/حزيران 2018، ومع تقارب نسب التحالفات فإن الانتخابات تحظى بأهمية كبيرة.
وبالنظر إلى المدن التركية الـ81 فإن هناك مجموعة بين هذه المدن لها دور أكبر في التأثير على النتيجة الإجمالية للانتخابات وتتربع على رأس هذه المدن مدينة إسطنبول التي يوليها المرشحون كافة أهمية خاصة نظرًا للمقولة التركية المجربة “من يفوز في إسطنبول يفوز في عموم تركيا أو أن نتيجة إسطنبول تكون هي نفسها أو قريبة جدًا من النتيجة في عموم تركيا”، كما أن إسطنبول اليوم تشكل قرابة 18% من أصوات الناخبين في بقية تركيا حيث يحق لـ10 ملايين من سكانها التصويت في الانتخابات من أصل 50 مليون يحق لهم التصويت في عموم تركيا وسوف ترشح إسطنبول 98 مرشحًا من أصل 600 سيكونون نوابًا في البرلمان التركي رقم 27.
وفي هذا السياق بدا الرئيس رجب طيب أردوغان راضيًا عن الحشد العام الذي اجتمع في ميدان يني كابي الأسبوع الماضي وشارك به أكثر من 1.3 مليون شخص، كما أن أردوغان لم يكتف بهذا الحشد بل شارك بقوة وبجهد وطاقة كبيرين في أكثر من 7 مهرجانات جماهيرية في إسطنبول في الأيام التي تلت ذلك. وقال أردوغان في الحشد الجماهيري إن أمر الانتخابات قد حسم في إسطنبول وإسطنبول قالت كلمتها بإذن الله على حد وصفه.
أعلن حزب الشعب الجمهوري أمس أنه حشد 2.5 مليون في مدينة إزمير التي تعتبر المدينة الأقوى بالنسبة له
يرى البروفيسور تانجو طوسون من جامعة إيجه أن هناك 16 مدينة في تركية تعتبر الأهم والأكثر تأثيرًا على نتيجة الانتخابات ولعل أهم هذه المدن هي إسطنبول وأنقرة وإزمير وبورصة وأضنة، وبحسب الدراسات فإن المدن الأخرى هي أنطاليا وإيدن ودنيزلي وكوجيلي وهاطاي وأوردو وإسكشهير وغازي عنتاب وموغلا وتكرداغ وطرابزون وملاطيا.
وفيما عدا المدن الكبيرة الثلاثة المذكورة أعلاه فإن المدن الأخرى التي تعتبر بدرجة متوسطة مهمة جدًا بالنسبة للأحزاب لأنه يوجد حركة وديناميكية في عملية التغيير في أصوات المواطنين هناك مع وجود أعداد ناخبين كبيرة فيها، ويعد التغيير الأكبر في هذه المدن في صوت كتلة اليمين كما أن المدن الموجودة على الخط الساحلي تعتبر قلاع لحزب الشعب الجمهوري مثل إزمير وموغلا.
وقد أعلن حزب الشعب الجمهوري أمس أنه حشد 2.5 مليون في مدينة إزمير التي تعتبر المدينة الأقوى بالنسبة له، فيما يحاول حزب الشعب الجمهوري إحداث اختراقات في المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة خاصة بعد أن أغرته نتائج استفتاء 2017 على الرغم من نجاح أردوغان به، فإن حزب العدالة والتنمية يعمل على إحداث اختراقات في إزمير ومع صعوبة هذه العملية بالنسبة لحزب العدالة والتنمية فإن إسطنبول تبدو أكثر تصالحًا مع حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الحاليّة أكثر من أيام استفتاء التعديلات الدستورية في أبريل/نيسان 2017 التي قالت فيها بنسبة 51.3 لا للتعديلات الدستورية ومنذ ذلك اليوم يبذل حزب العدالة والتنمية جهودًا لتحسين أوضاعه في المدينة وتبقى النتيجة المؤكدة هي التي ستعلنها اللجنة المركزية للانتخابات وذلك بناء على قرار الناخب التركي في هذه المدن المؤثرة.
سوف ينتظر الجميع اليوم كلمات كل من أنقرة وإسطنبول اللتين ستكونان مهمتين جدًا في تحديد النتيجة
وبنظرة عامة إلى خريطة تركيا في انتخابات نوفمبر 2015 تبدو المدن على الساحل الغربي أقرب للمعارضة المكونة من حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد، فيما تبدو المنطقة الجنوبية الشرقية أقرب إلى حزب الشعوب الديمقراطية ذي الأغلبية الكردية، وما زالت منطقة قلب الأناضول والبحر الأسود تقف وراء حزب العدالة والتنمية وستتعزز أصواته في بعض المدن أيضًا من خلال التحالف مع حزب الحركة القومية.
وسوف ينتظر الجميع اليوم كلمات كل من أنقرة وإسطنبول اللتين ستكونان مهمتين جدًا في تحديد النتيجة ولا ننسى هنا أصوات الأتراك في الخارج التي تشكل بمجموعها لو كانت مدينة فستكون المدينة الرابعة بعد إسطنبول وأنقرة وإزمير.
نتائج الانتخابات البرلمانية التركية في عام ٢٠١٥