روبرت فيسك في مؤتمر التوجهات المستقبلية للإعلام

IMG_0270

بعض من تحدثت معهم قبل انطلاق مؤتمر “التوجهات المستقبلية للإعلام” في اسطنبول كانوا إما منزعجين من حضور روبرت فيسك أو متحمسين لحضور مداخلته للتعليق عليها وربما لإحراجه ومواجهته بكتاباته الأخيرة حول سوريا التي كتبها بعد أن دخل إلى سوريا تحت حماية قوات النظام.

وفي كلمته استفز روبرت فيسك الـ150 إعلاميًا المتواجدين في القاعة عبر إخراج إنجيل محروق قال إنه وجده داخل إحدى الكنائس التي زارها في سوريا والتي قال إن “جبهة النصرة هاجمتها وحرقت وخربت كل ما كان فيها”، وتعليقه على ذلك بالقول “إن نظام بشار ينتصر الآن في سوريا”.

وفي البداية قررت أن أعلق على موقف روبرت فيسك مما يحدث في سوريا وعلى تركيزه من جبهة النصرة وتنظيم القاعدة وتجاهله لوجود قوى ثورية أخرى رافضة لجبهة النصرة ولتنظيم القاعدة ولنظام بشار في نفس الوقت، ولكني وجدت الأهم من ذلك هو الدرس الإعلامي الذي كان الرجل يحاول إيصاله للإعلاميين والصحفيين الحاضرين.

فقبل أن يخرج فيسك الانجيل، أخرج مجموعة من المقالات التي نشرت في عدد من الصحف الغربية حول أحداث مختلفة وأشار إلى أنها ليست سوى نقل لآراء وتحليلات ولا وجود للعمل الصحفي الحقيقي فيها، ثم أخرج الانجيل ليقول إن العمل الصحفي الحقيقي هو أن يشاهد الصحفي بعينه ثم يجعل القارئ يشاهد بعينه أيضًا.

والدرس الذي تعلمته من فيسك هو “أننا بحاجة لنتعلم أن عمل الصحفي التقليدي أو المدون أو الناشط الإعلامي لا يتمثل في نقل خبر عن وكالات الأنباء مفاده أن 5 مساجد دمرت في جمهورية إفريقيا الوسطى، وإنما الذهاب إلى هناك وتصوير الناس وهم يصلون فوق ركام تلك المساجد”.

وتصوير هذه المشاهد لا يكون بالعدسات فقط وإنما يمكن أن يكون بالكلمات، وهو ما أشار إليه روبرت فيسك عندما تحدث عن سطحية اللغة المستخدمة في الصحف وعن اعتماد نسبة كبيرة من الصحف والصحفيين على جمل ومصطلحات بسيطة لا عمق فيها ولا يمكنها أن تحرك أحاسيس الإنسان حتى يتفاعل معها.

تفاعلات الحاضرين: