لماذا فرح الغزيون بانتصار أردوغان؟

ينظر أهل غزة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه السند القوي لهم، فلم تغب غزة أو فلسطين أو القدس عن خطاباته بتاتًا، إضافة لخطواته المتقدمة ومواقفه الحاسمة تجاه القضية الأبرز التي تمس فلسطين وهي نقل السفارة الأمريكية للاحتلال الإسرائيلي، ورفضه بتاتًا لكل الخطوات الأمريكية تجاه القدس.
جزء آخر على المستوى الاجتماعي والتعاوني، فقد قدمت تركيا وما زالت إلى جانب مساعداتها الإغاثية استقبالًا جيدًا للمصابين في مسيرات العودة لاستكمال علاجهم على أراضيها، إضافة إلى المقيمين الفلسطينيين في تركيا الذين ضاقت بهم السبل في غزة والضفة خصوصًا، وضاق عليهم الحال في بعض الدول العربية فوجدوا في تركيا مكانًا جيدًا للإقامة فيه يحفظ لهم حريتهم وكرامتهم.
وهو ما تحدث به مهند سامي حيث علق على تويتر <a href="
اسطنبول قبلة المضطهدين الفارين من بطش الديكتاتوريات، لا عجب أن يحتفلوا بفوز الطيب، فقد كانت القلوب على وجل أن يأتي مِن يُغلق هذا الباب.#اردوغان #تركيا_تنتخب pic.twitter.com/HGTqIKc2tr
— مهند سامي | غزة (@HNOODGAZA) June 24, 2018
“>قائلًا: “إسطنبول قبلة المضطهدين الفارين من بطش الديكتاتوريات، لا عجب أن يحتفلوا بفوز الطيب، فقد كانت القلوب على وجل أن يأتي مِن يُغلق هذا الباب”.
اسطنبول قبلة المضطهدين الفارين من بطش الديكتاتوريات، لا عجب أن يحتفلوا بفوز الطيب، فقد كانت القلوب على وجل أن يأتي مِن يُغلق هذا الباب.#اردوغان #تركيا_تنتخب pic.twitter.com/HGTqIKc2tr
— مهند سامي | غزة (@HNOODGAZA) June 24, 2018
ولعل أحد أهم أسباب الاهتمام بالانتخابات التركية، أن تركيا صاحبة الانتخابات الديمقراطية النزيهة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، برقابة مؤسسات دولية عريقة، وينظر إليها – ليس الغزييون فقط – بل العالم العربي باهتمام بالغ، والكل ينظر لما ينقصه، ولكن الفلسطينيين بشكل عام الذين مارسوا حقهم الانتخابي لمرتين طوال حياتهم ومنذ نشأة السلطة الفلسطينية، الأولى عام 1996 والثانية عام 2005 و2006 لانتخابات رئاسية وبلدية وبرلمانية لم تتكرر منذ 12 عامًا، تابعوا نتائج الانتخابات التركية بأمنيات مختلفة.
كيف انعكست تجربة تركيا الانتخابية على مطالب الفلسطينيين السياسية؟
تفاعلت منصات التفاعل الاجتماعي في غزة بشكل كبير وغير مسبوق مع مجريات الانتخابات التركية، ما دفع الكثير من المحاصرين في غزة للتعليق على مجريات الانتخابات التركية ومتابعتها أولًا بأول، ومقارنتها بواقعهم السياسي، حيث عززت ديمقراطية تركيا في المتابعين الفلسطينيين انتقاد واقعهم السياسي وتحفيز مطالبهم.
كل المطالب دعت إلى عقد انتخابات فلسطينية جديدة يشارك فيها الفلسطينيون تعليقًا على الانتخابات التركية، ففي الوقت الذي دعا فيه أحمد يوسف المستشار السابق لرئيس الوزراء الفلسطيني عبر صفحته على فيسبوك قائلًا: “في تجربة الحكم التركية الكثير من الدروس والعبر، فهل لنا من قراءة ومراجعات لاستيعاب تلك النجاحات والتعلم منها.. حلم يراودني”.
وأضاف في بوست آخر: “في ظل التعثر وانسداد الأفق، فقد آن الأوان لحراك شعبي واسع، لتأسيس حزب سياسي فلسطيني برؤية وطنية، وعلى قاعدة من التوافق الوطني”.
علق الصحفي يحيى اليعقوبي على انتخابات تركيا قائلًا: “اللافت في انتخابات تركيا أن هناك أزمة داخلية حصلت هناك، وقرر أردوغان إجراء انتخابات مبكرة حتى لو ضحى بنفسه في سبيل إنقاذ بلاده، في المقابل نحن في فلسطين أهم شيء نتعامل بمصالح حزبية دون شراكة ولا انتخابات، المهم تدمير الحزب الآخر، الشعب مغيب عن صناعة القرار فهو بأيدي قلة تسمي نفسها قيادة الشعب.. هل سيقرر رئيس السلطة محمود عباس إجراء انتخابات شاملة للخروج من المأزق السياسي الفلسطيني؟”.
حتى إن الأتراك تفاعلوا مع حراك غزة تجاه أردوغان، حيث نقلت قناة القدس الفضائية تصريحًا عن ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب أردوغان قائلًا: “فوزنا أقام الفرح في غزة والحزن في تل أبيب”.
مستشار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ياسين أقطاي:فوزنا اقام الفرح في غزة والحزن في تل ابيب pic.twitter.com/jHF0kcTnBk
— Quds TV – قناة القدس (@QdsTvSat) June 25, 2018
الفلسطينيون يسخرون من واقعهم
سَخر الفلسطينيون من حالتهم السياسية المتردية جراء الانقسام، معلقين على الانتخابات الديمقراطية التركية بتعليقات سياسية ساخرة، فنشر أستاذ العلوم المالية في الجامعات الفلسطينية محمد العشي قائلًا: “إحنا نحتفل ونزغرد ونبارك الفوز بالانتخابات آه، نعمل انتخابات لا”.
أما الكاتب السياسي الساخر مصطفى أبو زر فعلق على تهنئة المسؤولين الفلسطينيين لأردوغان <a href="
كان الرئيس الفلسطيني عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس هنية أوائل من اتصل على الرئيس التركي #أردوغان مهنئاً بفوزه ومباركاً للشعب التركي بنجاح العملية الإنتخابية.
أنا الآن على أعتاب الـ28 عام ولم يتسنَ لي المشاركة في أي استحقاق انتخابي فلسطيني بفضل قادتنا المعجبين بديمقراطية تركيا.
— مصطفى أبو زر (@MustafAbuZir) June 25, 2018
“>قائلًا عبر تويتر: “كان الرئيس الفلسطيني عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس هنية أوائل من اتصل على الرئيس التركي أردوغان مهنئًا بفوزه ومباركًا للشعب التركي بنجاح العملية الانتخابية، أنا الآن على أعتاب الـ28 عامًا ولم يتسن لي المشاركة في أي استحقاق انتخابي فلسطيني بفضل قادتنا المعجبين بديمقراطية تركيا”.
كان الرئيس الفلسطيني عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس هنية أوائل من اتصل على الرئيس التركي #أردوغان مهنئاً بفوزه ومباركاً للشعب التركي بنجاح العملية الإنتخابية.
أنا الآن على أعتاب الـ28 عام ولم يتسنَ لي المشاركة في أي استحقاق انتخابي فلسطيني بفضل قادتنا المعجبين بديمقراطية تركيا.
— مصطفى أبو زر (@MustafAbuZir) June 25, 2018
وإن ظلت صفحات التواصل الاجتماعي لمناصري أردوغان في غزة تتابع نتائج الانتخابات التركية حتى إعلانها، ثم ينقل أصحابها البث المباشر عن القنوات الرسمية التركية، إلا أن عيونهم تتجه نحو ديمقراطية متوقفة في بلادهم منذ أكثر من 12 عامًا، وانقسام مصاحب، ومأساة إنسانية واقتصادية وسياسية لن تجد لها مخرج سوى أن يعود القرار للشعب الذي أصبح أكثر وعيًا بالمخاطر التي تحيط به ليختار قيادته من جديد على واقع أنغام الديمقراطية التركية.