في تعليقه على الاحتفاء الدولي بـ “نجاح الانتخابات الأفغانية” قال الكاتب حسان حيدر: “كل ذلك جرى في حماية عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين والأطلسيين وإنفاق بلايين الدولارات الأميركية، وبفضل ضغوط سياسية هائلة على باكستان للضغط بدورها على حركة طالبان لتمرير الاستحقاق الانتخابي بأقل خسائر ممكنة”.
مضيفًا: “الانسحاب الأمريكي المقرر في نهاية العام الحالي سيجعل هذا الانتصار التاريخي مجرد هباء، وسيترك فراغًا أمنيًا وسياسيًا هائلاً لن يستطيع الرئيس المنتخب ولا قواته المسلحة ولا العشرة آلاف جندي أمريكي الذين سيبقون بموجب المعاهدة الأمنية – إذا وقعت – أن يسدوه أو أن يوقفوا دخول البلاد مجددًا في أتون الحرب الأهلية”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” قد قال في بيان صحفي: “إجراء الانتخابات الرئاسية والإقليمية السبت كان بمثابة خطوة مهمة إلى الأمام في أول انتقال ديمقراطي للسلطة في أفغانستان، فقيام الملايين من النساء والرجال بالإدلاء بأصواتهم هو بمثابة شهادة على شجاعة والتزام الشعب الأفغاني بممارسة حقوقه وصياغة مستقبله والوقوف في وجه التهديد وأعمال الترهيب”.
كما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو “أندريه فوغ راسموسن” أن “الشعب الأفغاني بمختلف أعماره أظهر حرصًا كبيرًا على مستقبل بلاده بمشاركته الكبيرة رجالاً ونساءً، شبابًا وشيبًا، في الانتخابات الرئاسية”، مضيفًا أن “كل صوت له قيمته الكبيرة من أجل الديمقراطية”، معربًا عن أمله في أن “تستمر تلك الانتخابات بشكل نزيه وشامل وأن تسفر عن نتائج يقبلها الشعب الأفغاني كله”.
في حين يرى حسان حيدر أن “ثلاثة عشر عامًا من الاحتلال الأميركي لم تنجح في تحقيق السلام ولا في التمهيد لتحقيق مصالحة فعلية بين الافغان ولا حتى في وقف الإرهاب الذي كان المبرر للغزو”، مشيرًا إلى أن الوقت الضاغط على إدارة أوباما للوفاء بتعهدها بإنهاء الحرب الأفغانية ووقف النزف المالي الموجع جعلها تستعجل إعلان أن الوضع الأفغاني بات يلبي شروط الانسحاب وأن نجاح الانتخابات الرئاسية يلغي ضرورة الوجود الأمريكي الواسع”.
ويرى حسان حيدر ومحللون آخرون أن الانتماء القبلي للأفغان أقوى من أي انتماء آخر، وأن هذه الانتماءات لن تتغير بمجرد إقامة انتخابات أو إصدار قرار سياسي أو حتى شن حروب طويلة، وإنما ستحتاج أفغانستان لعقود طويلة حتى تعالج مشاكل اجتماعية كثيرة أولها الأمية.