يُعرف الصيف في تونس، بالبحر والسباحة وبالمهرجانات أيضا، فأين ما ولّيت وجهك تجد مهرجانا، فلكلّ شبر في البلاد تقريبًا مهرجانه الخاص به الذي يساهم في التنمية الثقافية للجهة وإثراء المشهد الثقافي لها. في هذا التقرير لنون بوست، سنستعرض أهم المهرجانات الصيفية في تونس التي يفوق عددها الـ 300.
مهرجان قرطاج الدولي
أبرز هذه المهرجانات وأعلاقها دون منازع، مهرجان قرطاج الدولي (أول دورة كانت سنة 1964)، الذي يعتبر من أهم المهرجانات العربية والأفريقية والعالمية وأعرقها، وتدور فعاليته في المسرح الأثري الروماني بقرطاج، الذي أعيد ترميمه في بداية القرن 20، وله طاقة استيعاب تقدّر بـ 7500 شخص.
يستضيف المهرجان المغني والملحن وكاتب الأغاني الفرنسي ويلي وليام
تقام الدورة الجديدة للمهرجان في الفترة من 13 يوليو/تموز إلى 17 أغسطس/آب، وفي دورته الرابعة والخمسين، “اختارت إدارة المهرجان عروضا فنية غنائية وموسيقية ومسرحية وسينمائية متنوعة وحاولت أن تحافظ على مستوى جيد يلبي كل الأذواق في ظل الميزانية المالية المرصودة للمهرجان”، وفقا لمختار الرصاع مدير الدورة الجديدة.
هذه الدورة تفتح بحفل موسيقي بعنوان (من قرطاج إلى اشبيلية) للموسيقي التونسي محمد الأسود من إنتاج مهرجان قرطاج ويقدم نماذج من موسيقى المالوف التونسي والجزائري والمغربي والأندلسي. ويشارك في العرض الفنانين زياد غرسة ودرصاف الحمداني من تونس وعبير العابد من المغرب وعباس الريغي من الجزائر وماري مارينا من إسبانيا.
يعدّ قرطاج أبرز المهرجانات في الحوض المتوسط
سيكون النجم اللبناني مارسيل خليفة من بين نجوم المهرجان بتقديم عرضه يوم 26 يوليو/تموز بينما يقام حفل العراقي كاظم الساهر يوم 31 يوليو تموز ثم تحيي النجمة اللبنانية ماجدة الرومي حفلها يوم 15 أغسطس/آب.
ومن العروض الأجنبية يستضيف المهرجان المغني والملحن وكاتب الأغاني الفرنسي ويلي وليام وكينجي جيراك نجم برنامج (ذا فويس) النسخة الفرنسية ويقدم لجمهوره العرض الموسيقي (جوسبال 100 صوت) المكون من 100 فنان وعازف من 25 جنسية.
مهرجان الحمامات الدولي
من أبرز المهرجانات الفنية في تونس، مهرجان الحمامات، الذي تنطلق دورة الـ 54 يوم غد الـ 8 يوليو/تموز إلى غاية 18 أغسطس/آب، ومن المنتظر أن يتابع الجمهور التونسي والعربي 40 عرضا فنيا شبابيا في أغلبه.
ستنال مسرحية “خوف” للتونسي فاضل الجعايبي وجليلة بكار شرف افتتاح فعاليات الدورة
سيحتضن المهرجان في هذه الدورة “موسيقى العالم التي تتلاقح فيها الأنماط الفنية لتتقاسم ركح مسرح الهواء الطلق بالحمامات فيستحيل الفن هوية بذاته لتجوب التعبيرات الفنية تجوب فيلتقي السطمبالي والمزود بموسيقى الروك ويحضر الفلامنكو والكوريغرافيا”، وفقا لمديرة الدورة منير منيف.
مسرحية “خوف” للتونسي فاضل الجعايبي وجليلة بكار ستنال شرف افتتاح فعاليات الدورة 54 على أن تختتم بعرض موسيقي للفنانة التونسية غالية بن علي. وقد بلغت ميزانية المهرجان قرابة 2 مليون دينار، وفق مديرته منيرة منيف، خلال ندوة صحفية مساء الثلاثاء الماضي، للكشف عن البرمجة.
يستقبل مهرجان الحمامات عشرات الألاف من الجماهير
للموسيقى والغناء النصيب الأكبر من حفلات الدورة الجديدة التي ستحييها مجموعة من المطربين التونسيين والعرب والأجانب أمثال مرسيل خليفة، وفايا يونان، وعمر سوزا وسيكو كايتا وغوستاف اوفاليس، كارلوس نونياز، وزياد غرسة وهبة طوجي وأسامة الرحباني..
مهرجان بنزرت الدولي
مهرجان بنزرت الدولي، هو الأخر يعتبر من أعرق المهرجانات الفنية في تونس. وتنطلق الدورة الـ 36 للمهرجان يوم 12 يوليو/تموز على أن ينتهي يوم 17 أغسطس/آب المقبل. سهرة الافتتاح ستكون بإمضاء عرض “آآباي”، وهو عرض فني من محافظة بنزرت سعيا من إدارة المهرجان للتعريف بالموروث الثقافي والتراث الحضاري للجهة، أمّا الاختتام فاختارت الإدارة أن يؤثّثه الفنان التونسي صابر الرباعي.
ستشهد دورة 2018 لمهرجان بنزرت مشاركة فنانين وفرق موسيقية عالمية على غرار عازف المزمار الأكوادوري ليو روخاس
ومن النجوم الذين يشاركون في هذه الدورة، الجزائرية سعاد ماسي التي تحيي حفلها يوم16 يوليو، والسوري ناصيف زيتون الذي يحيي حفله يوم 28 يوليو المقبل، واللبنانية إليسا التي ستصعد على الركح يوم 14 أغسطس/آب، وتعتبر إليسا الأغلى أجرا في هذه الدورة.
إليسا الأغلى أجرا في مهرجان بنزرت
كما ستشهد دورة 2018 لمهرجان بنزرت مشاركة فنانين وفرق موسيقية عالمية على غرار عازف المزمار الأكوادوري ليو روخاس والفرقة الهولندية الشهيرة “ايبيكا”. وعلاوة على الموسيقى، فان برنامج المهرجان يتضمن عروضا مسرحية على غرار “مداك” و “السيدة كنزة” بالإضافة الى العرض المسرحي المنفرد بعنوان “موش نورمال” للفنان أمير تليلي.
مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية
يعدّ أحد أقدم المهرجانات المتخصّصة بالموسيقى السمفونية وموسيقى الحجرة والغوسبل في البلاد منذ تأسيسه عام 1985، حيث ظلّ يُنظَّم بلا انقطاع. وتنطلق فعاليات الدورة الـ33 بداية من مساء اليوم على أن تتواصل حتى الحادي عشر من أغسطس/ آب المقبل. وتدور فعاليات المهرجان في فضاء قصر الجم الأثري الذي شيد منذ آلاف السنين.
تستضيف الدورة الحالية فرقة غرفة “محبي الموسيقى الفيلارمونية بسيونغنام” من كوريا الجنوبية بقيادة المايسترو نانس غام
يستقطب المهرجان أشهر المجموعات والنجوم العالمية الموسيقية إلى جانب نجوم عرب، وتضيف الشموع التي تضاء خلال حفلات الموسيقى الكلاسيكية هيبة وجمالا على هذا الموقع الأثري الذي أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ضمن الآثار العالمية.
افتتاح هذه الدورة سيكون مع عرض أوركسترالي تونسي إيطالي بقيادة المايسترو مارسيلو روتا يرافقه 124 عازفا و16 راقصا يقدّمون خلاله مقطوعات لكلّ من موزارت وغايتانو دونيزيتي وجيوفاني بونتو وأنطونيو سالييري وجوزيبي فيردي وغيرهم.
وتحل “أوركسترا أوبرا فيينا” من النمسا بقيادة ويمي تايمير ضيفاً على المهرجان للمرة الخامسة والعشرين، والتي ستقدّم مجموعة من المعزوفات لشتراوس الابن وفرانز ليهار وكليمان وموزارت وفيردي، كما تعرض “كسارة البندق” وهو حفل أوركسترالي سينمائي مستوحى من حياة الموسيفي الروسي بيتر إليتش تشايكوفسكي (1840 – 1993) ويتضمن عرضاً لفيلم قصير يقوم بأهم الأدوار فيه ممثلون وموسيقيون وشخصيات ثلاثية الأبعاد.
يختص مهرجان الجم في الموسيقى السيموفونية
كما تستضيف الدورة الحالية فرقة غرفة “محبي الموسيقى الفيلارمونية بسيونغنام” من كوريا الجنوبية بقيادة المايسترو نانس غام، الذي يقدّم مقطوعات الموسيقية من تجارب سمفونية متنوعة وأخرى محلية، وفرقة “جيبس موندو نيوفو” من إسبانيا والتي تأسست منذ عشرين عاماً وتقدّم الفلامنكو أغاني الغجر، وعرض “نساء البلوز للموسيقي سبازيو سام من إيطاليا الذي يجمع معزوفات موسيقية وأخرى كلاسيكية لموسيقى الجاز والبلوز لعدد من أبرز المغنين في القرن العشرين، إضافة إلى المغنية الإيطالية من أصول هاييتة نادين روش.
مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى العربية التقليدية
يعدّ مهرجان تستور للمالوف من أعرق المهرجانات في تونس بعد مهرجان قرطاج ومهرجان الحمامات، ويسعى هذا المهرجان للمحافظة على التراث الموسيقي الأندلسي (المالوف) والموسيقى العربية التقليدية. تطلق كلمة “المالوف” على أحد أبرز أنواع الموسيقى الأندلسية الكلاسيكية التي انتشرت بالمغرب العربي الكبير، وفن “المالوف” العريق هو اسم مشتق من كلمة “مألوف” وتعني “وفي للتقاليد”، ويتغنى هذا الفن بالطبيعة وجمال المرأة والحب والفراق ضمن قصائد الشعر.
تتميز تستور بالمالوف الأندلسي
أقيمت أولى دورات مهرجان مدينة تستور لموسيقى المالوف عام 1967 ليصبح عامين بعدها مهرجانا مغاربيا شاركت فيه فرق من ليبيا والجزائر والمغرب، قبل أن يتحول إلى مهرجان دولي للمالوف والموسيقى العربية التقليدية بداية من العام 1978.
وتستمد تستور شهرتها من تاريخها الأندلسي، فكانت قبلة للأندلسيين وانتقل المهاجرون الإسبان للعيش فيها مع المسلمين واليهود والبرابرة. وكانت تعتبر في بدايات القرن السابع عشر أكبر مركز “موريسكي” في تونس، وتتميز المدينة اليوم بمحافظة سكانها على التراث الموسيقي والغنائي.